أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نجلاء صبرى - مُقدمة عن الألكسيثيميا Alexithymia - الاضطراب المُحير- (1) .














المزيد.....

مُقدمة عن الألكسيثيميا Alexithymia - الاضطراب المُحير- (1) .


نجلاء صبرى

الحوار المتمدن-العدد: 4888 - 2015 / 8 / 5 - 20:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


مُقدمة عن الألكسيثيميا Alexithymia " الاضطراب المُحير" (1) .
لاحظ الطبيب النفسي جورجن روش Jurgen Ruesch أثناء مزاولته العلاج النفسي، أنَّ العديد من مرضاه الذين يُعانون من أمراض سيكوسوماتية Psychosomatic يفتقدون القدرة على التخيل ووصف ما يشعرون به، و تمر بهم أوقات عصيبة يَقُصُّون فيها ما كانوا يشعرون به من معاناة، وبعد عدة أعوام قليلة وصفت المحللة النفسية كارين هورنى Karen Horney نفس الموقف على بعض من مرضاها الذين كانوا لا يستجيبون للعلاج التحليلي النفسي الذي كانت تضعه لهم، لأنَّهم كما فسرت " لم يكونوا في وعيهم الوجداني ولديهم خبرات داخلية قليلة " ، فهؤلاء الأفراد لا يستطيعون وصف ما كانوا يشعرون به ولهذا أُطلق عليهم الأُمِيوُّن وجدانيًا

هذا، وقد أيَّده سيفينوس حيثُ لاحظ أيضًا أثناء مُزاولتِه لديناميات العلاج النفسي أنَّ كثيرًا من مرضاه ذوي الأعراض السيكوسوماتية غالبًا ما يكون لديهم صعوبة في القدرة على إدراك وتمييز ووصف انفعالاتهم ، وقلة خبرات التخيل، كما أنَّ أسلوبهم المعرفي يكون مُوَّجه خارجيًا، وأُطلِق على مجموع هذه المظاهر الألكسيثيميا Alexithymia.

ومما لا شك فيه أنَّ الاحساس بالمشاعر والتعرف عليها، والتعبير عنها والتمييز بينها، تُعَّد خاصية إنسانية، فهي ضرورة من ضرورات التواصل ( البين – شخصي)، وإفتقاد هذه القدرة أو قصورها، يُعَّد عائقًا من عوائق تحقيق الصحة النفسية ، فالأفراد الذين يُعانون من نقص القدرة على التعبير عن المشاعر، يفتقدون إلى الوعي الانفعالي بالذات، ويفتقدون إلى الإمباثية (التقمص العاطفي)، ويُعانون من صعوبة إقامة علاقات حميمة ودافئة، وليس لديهم القدرة على أنْ يُفكِروا في انفعالاتهم ويستخدمونها للتعايش في المواقف الضاغطة، وهذا العجز أو القصور يتسبب في جعل مثل هؤلاء يعيشون حالة من الضحالة أو العجز الوجداني، مع عدم مراعاة الآخرين سواء عن قصد أو غير قصد، وهو ما أُطلق عليه حديثًا مصطلح الألكسيثيميا ( نقص القدرة على التعبير الانفعالي )، فالألكسيثيميا هى عدم القدرة على التكلُم عن المشاعر، أو العجز في الإدراك الانفعالي، فالأشخاص الذين يُعانون من تلك المشكلة غالبًا غافلين عن مشاعرهم، أو لا يعرفونها بوضوح ولذلك فهم نادرًا ما يتكلمون عن انفعالاتهم

فالتعبير الانفعالي له عدد من الوظائف النفسية والاجتماعية المرتبطة بالنجاح الاجتماعي، حيثُ يُعلن الفرد من خلاله عن شخصيته واتجاهاته نحو الآخرين، والتعبير عن آرائه ومحاولة إغراء الآخرين والتأثير في آرائهم وسلوكهم. فهو يُسهم في تحريك مشاعر الآخرين وجذب انتباههم والتأثير فيهم، كما أنَّ تأثير الرسائل العاطفية أقوى من تأثير الرسائل العقلية إذ تتضمن الرسائل العاطفية مزيجًا من الإشارات اللفظية وغير اللفظية، وهذا يعني أنَّ فهم الانفعالات والتعبير عنها بوضوح يُسهم بشكل فعال في التواصل الاجتماعي مع الآخرين، عن طريق التأثير فيهم و إدارة انفعالاتهم .

فمرضى الألكسـيثيميا يتسِمون ببصيرة ضعيفة بمشاعرهم وبالعمليات النفسية التي تحدث لهم، فعند سؤالهم عن مشاعرهم في المواقف الانفعالية فإنِّهم يُخبرون عن حالة من الاضطراب، إلا أنَّ استجابتهم تكون بسيطة ومُبهمة، فعلى سبيل المثال قد يقول المفحوص " أنا لا أعرف " أو " أنا شعرت بالسوء" أو قد يُخبرون عن حالة جسمية مثل " معدتي تؤلمني" أو قد يصفون سلوكياتهم أو العوامل الخارجية مثل أنْ يقول " هو فعل كذا وأنا فعلت كذا ". وقد أشارت الدراسات إلى أنَّ الالكسيثيميا قد تكون عاملاً مساعدًا في مختلف الاضطرابات النفسية، والسلوكية، والعضوية حيثُ تعوق التنظيم الفعال للانفعالات، والتنظيم المعرفي وكذلك فإنَّها تعوق عملية التكيُف الناجح .

د. نجلاء صبري / مصر
أخصائية نفسية وباحثة فى العلوم السلوكية
[email protected]



#نجلاء_صبرى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دوركِ كأم فى التعامل مع طفلك الموهوب
- أثر العنف على تطوير المرأة لإضطراب ضغوط ما بعد الصدمة .
- القلب ترسانة بارود
- العنف ضد النساء Violence against women
- بؤبؤ عين
- الغيرة والذات المشوهة
- حتى لا يعيد طفلك تربيتك
- فن تربية الأبناء
- هل يعاني طفلك الموهوب من مشكلات؟ ج3
- هل يعاني طفلك الموهوب من مشكلات؟ ج2
- هل يعاني طفلك الموهوب من مشكلات؟ ج1
- الكآبة وباء يكشر عن أنيابه
- هل ألفاظ طفلك تهينك؟
- التوحد ذلك المرض الغامض
- الزهايمر وموت خلايا الذاكرة
- هل سلوكياتك تؤثر في امتلاك ابنك للموهبة والإبداع؟
- الطفل الخيالي
- غرف القلب وحواديت الملحمة
- وبينها شىء ينتفض
- معزوفات عبثية


المزيد.....




- مرح ومحبوب.. قابلوا -داكي- أحد -أكثر البطاريق شعبية في العال ...
- مطابخ غزة تحذر من نفاد الطعام خلال أيام بعد شهرين من الحصار ...
- أكبر لوحة قماشية في العالم... فتى نيجيري مصاب بالتوحد يدخل م ...
- معاناة الصحافيين في غزة: بين نيران الحرب وواجب نقل الحقيقة
- تصنيف حزب البديل الألماني -يمينيًا متطرفا- - الأسباب والعواق ...
- عناصر تزيد من دهون البطن مع التقدم في العمر .. ثلاث طرق للوق ...
- مسؤول استخباراتي أمريكي سابق: إدارة بايدن أعطت كييف السلاح ل ...
- إصابات جراء هجوم مسيرات أوكرانية على نوفوروسيسك جنوب روسيا
- بوليانسكي: العلاقات التجارية الروسية الأمريكية تراجعت إلى مس ...
- مقتل 6 أشخاص وإصابة العشرات بسبب التدافع في مهرجان ديني غرب ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نجلاء صبرى - مُقدمة عن الألكسيثيميا Alexithymia - الاضطراب المُحير- (1) .