أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - نجلاء صبري - إضطراب الألكسيثيميا - الروح الإنسانية بين مطرقة و سندان الانفعالات -.














المزيد.....

إضطراب الألكسيثيميا - الروح الإنسانية بين مطرقة و سندان الانفعالات -.


نجلاء صبري

الحوار المتمدن-العدد: 5088 - 2016 / 2 / 28 - 09:42
المحور: الطب , والعلوم
    


على الرغم من أنَّ الألكسيثيميا تُعرَّف بأنَّها شكل من أشكال الإضطراب الوظيفي في تعيين وتحديد الفرد لمشاعره إلا أنَّها تُشير بشكل أكثر عمومية إلى سمة وجدانية معرفية للشخصية تُظهر نفسها بأكثر من طريقة ، نظرًا لفقر الحياة التخيلية والاهتمامات واللعب، ونقص القدرة على خلق التخيلات المُرتبطة بالمشاعر، ويؤدي هذا النقص إلى ظهور طريقة نفعية في التفكير، والميل إلى تجنب الصراع في المواقف الضاغطة ، والتفكير" الخارجي التوجه " External oriented الذي يتميز محتواه بالإنشغال بتفاصيل الأمور والأحداث الموجودة في البيئة الخارجية .

إنَّ هذا الاضطراب فيما يتعلق بالمشاعر يؤدي بالمُصاب للشكوى الدائمة من مشكلات صحية، والتي هي في حقيقة الأمر وفي معظم الأحوال مشكلات إنفعالية، وهي الظاهرة المرضية التي تُعرف بتحويل الأعراض النفسية لأعراض جسمية، ويُمكِن أنْ نُطلِق عليها الجسمنفسية مقابل الأعراض النفسجسمية، وفيها تتسبب المشكلات الإنفعالية في ظهور أعراض جسمية، ويرجع إهتمام الطب النفسي بهذه الحالات لما يترتب على هذا الإضطراب من الإلتجاء المستمر للعلاج الجسماني والذي لا يؤدي إلى أي تحسن في حالة المريض حيثُ إنَّ السبب الحقيقي ليس جسمانيًا. وقد وُجِدَ أنَّ الالكسيثيميا يُمكِن أنْ تكون مُصَاحِبة للإغتِصاب، والإضطرابات العَصبية بعد الصدمات العاطفية PTSD ، وإضطرابات التغذية وإضطرابات التوهم بوجود مشاكل عضوية، ونقص في الوعي العاطفي بسبب وجود نقص في التمثيل العقلي للمشاعر. كما أنَّ مرضى الالكسيثيميا يُعانون من الكبت ويستخدمون مجموعة من الدفاعات العقلية ( إسباغ العقل والمنطق، عزل التأثير والإنكار)لإبقاء المشاعر السلبية خارج نطاق وعيهم. حيثُ أنَّ الأفراد المصابين بالألكسيثيميا يفتقرون إلى القدرة على تحديد معنى المثيرات الإنفعالية اللفظية وغير اللفظية كتعبيرات الوجه، فعندما طُلِبَ من هؤلاء الأفراد إجراء تطابق بين المثيرات الانفعالية اللفظية وغير اللفظية (التعبيرات الوجهية المصورة ) وكذلك الاستجابات اللفظية وغير اللفظية، ففشلوا في القيام بهذه المهمة بشكل دقيق.

وقد لخَّص تايلور Taylor أعراض اضطراب الألكسيثيميا فيما يلي " صعوبة في تحديد مختلف أشكال المشاعر، صعوبة في القدرة على التمييز بين المشاعر الإنفعالية والمشاعر الجسدية ، قصور في فهم العوامل التي أدت إلى المشاعر ، صعوبة التعبير اللفظي عن المشاعر ، الأسلوب الوظيفي في التفكير ، نقص الاستمتاع وتجاهل البحث عن السعادة، تقليل أهمية الرمزية كحقائق، وندرة الأفكار البارعة أو النشاطات التخيلية ، خلل في العمليات التصورية ، يظهر من خلال ندرة التخيلات ، تفضيل التركيز على الأحداث الخارجية عن الخبرات الخاصة ( أسلوب معرفي ذو توجه خارجي) ، الفهم المحدود عن العوامل المسئولة عن المشاعر، صعوبة تحديد المشاعر والتفكير النمطي ، ضعف التخيل الإنفعالي وقلة الاستغراق في أحلام اليقظة ، الموقف المُتصلِّب تجاه الآخر ، وجود بعض الإضطرابات الفسيولوجية مثل خفقان ضربات القلب، وألم في المعدة، واحمرار الوجه، وارتفاع درجات حرارة الجسم ، واضطرابات الأكل ، الشعور بالقلق والاكتئاب ونقص المُساندة الإجتماعية وقلة فاعلية الذات والعصابية".

وكذلك فقد أضاف العالم كريستال Krystal خصائص إضافية تُميز الألكسيثيميين وهي الميل للمسايرة الإجتماعية، والاتجاه للحركة للتعبير عن الانفعال أو لتجنب الصراعات، وضعف استدعاء الأحلام، والصلابة والتخشب، وندرة تعبيرات الوجه
بينما يُضيف بيرك Burch,1995 بعض الصفات التي تميز الشخص الألكسيثيمي وهي : " الحيرة لردود أفعال الناس الانفعالية، الاجابات المتحذلقة والمطولة بالنسبة للأسئلة العملية ، عدم الاستغراق في أحلام اليقظة ، رد الفعل الضعيف بالنسبة إلى الفن أو الأدب أو الموسيقى، اتخاذ قرارات شخصية طبقًا للمباديء بدلاً من الانفعالات والمشاعر، المعاناة من الاضطرابات الفسيولوجية ، الفهم المحدود لأسباب المشاعر ، صعوبة التعبير اللفظي عن المشاعر، المُحتوى العاطفي المحدود في الخيال، الأسلوب التجريدي للتفكير، نقص الاحساس بالمتعة والسعادة ". حيث تتسم الحياة الإنفعالية للأفراد المُصابين بالألكسيثيميا بالعجز عن التعبير عن مشاعرهم وهو ما يتساوى مع الإفتقار إلى المشاعر على الإطلاق، بالعديد من الخصائص على المستوى المعرفي والخبراتي، ما يجعلهم يفتقدون الدور الذي يُمكِن أنْ تلعبه الانفعالات في تسيير الحياة الإنسانية، كما تُمثِل الالكسيثيميا صعوبة في إدراك الفرد لذاته ، أواستجابته للمواقف الإجتماعية، وفي نقص المساندة الإجتماعية مما يُعد مؤشرًا للكشف عن فعالية الذات، خاصة لدى الفئات الإكلينيكية كالفصاميين والمكتئبين.


د. نجلاء صبري
معالج وباحث نفسي / مصر
[email protected]



#نجلاء_صبري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف ضد المرأة - المُدمر النفسي - ، حول مناهضة العنف ضد الم ...
- مُقدمة عن الألكسيثيميا Alexithymia - الاضطراب المُحير- (1) .
- دوركِ كأم فى التعامل مع طفلك الموهوب
- أثر العنف على تطوير المرأة لإضطراب ضغوط ما بعد الصدمة .
- القلب ترسانة بارود
- العنف ضد النساء Violence against women
- بؤبؤ عين
- الغيرة والذات المشوهة
- حتى لا يعيد طفلك تربيتك
- فن تربية الأبناء
- هل يعاني طفلك الموهوب من مشكلات؟ ج3
- هل يعاني طفلك الموهوب من مشكلات؟ ج2
- هل يعاني طفلك الموهوب من مشكلات؟ ج1
- الكآبة وباء يكشر عن أنيابه
- هل ألفاظ طفلك تهينك؟
- التوحد ذلك المرض الغامض
- الزهايمر وموت خلايا الذاكرة
- هل سلوكياتك تؤثر في امتلاك ابنك للموهبة والإبداع؟
- الطفل الخيالي
- غرف القلب وحواديت الملحمة


المزيد.....




- الإمارات: حالات -محدودة- مرضت بسبب التأثر بالمياه الناجمة عن ...
- بوتين: النجاح في ساحة المعركة يعتمد على السرعة في حل المشكلا ...
- الجزائر.. منتدى تكنولوجيا الإعلام
- ما مشروع -نيمبوس- الذي ضحت غوغل بموظفيها وسمعتها من أجله؟
- رجل مصاب بالسرطان.. نمت رموشه بطريقة نادرة
- تبوك السعودية تحقق توصيف مدينة صحية من منظمة الصحة العالمية ...
- انتشال نحو 392 جثمانا من مجمع ناصر الطبي بخان يونس خلال 5 أي ...
- طبيبة: الكركم يبطئ الشيخوخة ويحمي من السرطان
- الناقة تحلّ محل البقرة بسبب التغيُّر المناخي
- باحثون يكشفون سر التوهجات الغامضة حول الثقب الأسود


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - نجلاء صبري - إضطراب الألكسيثيميا - الروح الإنسانية بين مطرقة و سندان الانفعالات -.