أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - سيلفان سايدو - قضايا الفساد.. أرّقت القيادة الكردية عن مسار عملها..لذا فاتتها خطة بيكر-هاملتون الكريهة














المزيد.....

قضايا الفساد.. أرّقت القيادة الكردية عن مسار عملها..لذا فاتتها خطة بيكر-هاملتون الكريهة


سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي

(Silvan Saydo)


الحوار المتمدن-العدد: 1767 - 2006 / 12 / 17 - 07:59
المحور: القضية الكردية
    


-1-
إذا كان المراد من العمل السياسي، هو الانخراط فيه والاصطفاف فيه كمجموعات القوى على أساس برامج ومرجعيات أيديولوجية محددة الخيارات والتوجهات لإدارة المجتمع وتحديد أنماط العلاقات والتحالفات الداخلية والخارجية، والمنافسة على ثقة الرأي العام. فإنّ عمل "القيادة الكردية" نائية عن أبسط شروط العمل السياسي المتعارف عليها في فقه النظم السياسية المعروفة، وذلك لما للقيادة الكردية من تجربة طويلة وعريضة على هذا الصعيد، تجربة غنية لا تباين في خطوطها، تجربة عن مدى انصرافها عن مسار الأعمال الموكلة إليها.
-2-
وبداية يمكننا القول ومن دون أن تشوبه أي تردد، كنا نأمل من خطة "بيكر-هاملتون" أن تحمل في ثناياها بعضاً من الأمل في سبيل خروج العراق من مأزقه من جهة، ومن الأخرى كنا نأمل أيضاً بنوداً، للتعامل مع الأطراف العراقية المعنية أولاً وأخيراً بأمرهم، بجدية، دون الرجوع إلى الأطراف الإقليمية الممثل بـ (سوريا وإيران) اللتان ترتهنان في سياستهما في (العراق وكذلك في لبنان) على أوراق سياسية وطائفية، باستثارة النوازع المذهبية فيهما، وتعملان في آن معاً، بجعل نفوذهما القويين في المنطقة، كورقة ضغط دولية فاعلة، وتأطيرها لضبط استراتيجية وتوازن وجوديهما في المنطقة، وباستخدامها استخداماً محكماً من أجل الانتقال من مرحلة متأزمة إلى مرحلة أكثر تأزماً في هذين البلدين الذّين يكتويان بنار حسابات الدول الإقليمية والدول الغربية على حد السواء.
فالخطة من جملة ما تتضمن، إصاءها باعتماد مقاربة عبثية تقوم على الحوار مع إيران وسوريا. وهي تحتوي على حوافز لإيران، وكأنها صاحبة الشأن لحل المأزق في العراق، وذلك باستئناف العلاقات الدبلوماسية معها، ومع إمكانية انضمامها إلى مجموعة إقليمية ودولية، إذا ما توقفت عن دعمها للمليشيات الشيعية المسلحة، مع ترك نقل ملفها النووي إلى مجلس الأمن.
أما بالنسبة لسوريا، فتدعو الخطة إلى عقد مؤتمر سلام شامل على مسارين بين إسرائيل وسوريا ولبنان من جهة، ومن الأخرى بين إسرائيل والفلسطينيين. وهذا ما تسعى إليه سوريا الآن على الأقل، وفق لغتها السياسية الحالية، من أجل الخروج هي أيضاً من مأزقها السياسي والاقتصادي، ولقطع الطريق أمام التحولات التي سوف تودي بنظامها، من خلال الدعم الغربي والعربي لمعارضتها الهشة.
-3-
وإزاء هذه الخطة السيئة الصيت، أضحت القيادة الكردية التي كبطة عرجاء في مسار عملها السياسي، لأن القلق الذي أثارته القيادة الكردية يبدو كان مصطنعاً إلى حد كبير. بدليل أنّه بعد أن تم نشر خطة "بيكر- هملتون" على الملأ، سارعت هي كعادتها إلى التصريحات من هنا وهناك، وإقامة جلسات وندوات وعقد مؤتمرات.. بعد (الذي ضرب ضرب، والذي هرب هرب)، لأنها متيقنة ومدركة جيداً أنها لن يوجه إليها الشعب الكردي تهمة عدم المسئولية والفشل السياسي. مادامت اهتماماتها كلها منصبة وعلى قدم وساق بقضايا الفساد ومعمعات داخلية أكثر كراهة من خطة "بيكر-هاملتون".
لذا، إذا أرادت القيادة الكردية الحفاظ على ماء وجهها، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بعد أن خلدت إلى نومها على وسائد من تطمينات السياسية المتحولة. فما عليها إلا وأن تعيد النظر في استراتيجياتها، وإن كان متأخراً.. ليس فقط بما تضمنت هذه الخطة من نقاط تجاهلت تماماً مصالح الأطراف العراقية عموماً، والكردية على وجه الخصوص، وحتى التي صاغها الدستور العراقي. لا بل في ما هو مقبل عليه العراق من تغيير لاستراتجيات الولايات المتحدة، بإشراك الدول الإقليمية في حلحلة الوضع في العراق بأجنداتها التي تشوبها الكثير من التوجس والقلق الشديدين.. خاصة وأنّ الرئيس بوش قبل أن يضع السياسة الأميركية الجديدة للتعامل مع الأزمة في العراق، سينتظر ثلاثة تقارير أخرى، منها من البنتاغون، ومن وزارة الخارجية، ومن مجلس الأمن القومي.
فهذه التقارير مجتمعة كافية لإجهاض ما حققتها القيادة الكردية خلال السنوات الثلاثة الماضية . بينما بدأت الأطراف العربية بتدشين حملة مضادة على طريقتها لما آلت إليها الخطة.... تشارك فيها حكومة ودبلوماسيتها المنتقلة إلى واشنطن، في غياب تام للدبلوماسية الكردية. رغم الصولات والجولات البروتوكولية التي بدأها الرئيس الطالباني لكل من فرنسا وإيران..
-4-
ولكن إذا أردنا الحكم على أنّ خطة بيكر-هاملتون جاءت من أقوى دولة في العالم "الولايات المتحدة"، فان وقعها سيحظى بترجمة ملموسة في المنطقة، في الوقت الذي أصبحت فيه الولايات المتحدة تخطب ود دول التي تستعدي سياستها. وإنّ خطة كهذه ستسقط لا محال على أرض خصبة، على الرغم من تقليل من شأنها على غرار اتفاقية سايكس-بيكو. سيما وأنّ الواقع الشرق أوسطي هو في تغير مستمر، وخريطة هذا الواقع تختلف من حين لآخر، في خضم تفاعل الأوضاع في العراق ولبنان والأراضي الفلسطينية، وتفاقم الحرب الأهلية فيها.


سيلفان سايدو - إعلامي



#سيلفان_سايدو (هاشتاغ)       Silvan_Saydo#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كركوك، الماضي والحاضر
- تآكل المعارضة السورية.. وتحولها إلى الممارضة السورية..
- بعد تلك المحاكمة.. أصبح الأمر خياراً بين الصعوبة والكارثة..
- حقيقة مرة في العراق.. لاتروق لأحد الاعتراف بها...
- القيادة الكردية... خذلت شعبها..
- الحماس والغرب...يعبثان بحياة الفلسطينيين
- الانتقائية المحضة... عند المسلمين
- صور.. لمدى الشرخ الحاصل بين الغرب والشرق..
- تمهيدات… لتبرئة صدام..
- كل هذه المحاكمة العادلة.. وكل هذه الترجمة الفاشلة
- الكاتب.. الذي جسد صوت شعبه..
- مبادرة المصالحة الوطنية.. والحقائق الغائبة
- الشرق الأوسط الجديد...
- من كردستان إلى كردفان... والعالم العربي في حال كان..!
- المعارضة السورية بين عملها... وبين حسابات مموليّها
- العراق.. مسرح للمكايدات المذهبية
- إسلاميو الكرد بين إرهاب السياسة.. وعض الأصابع
- السياسة المقنعة.. بفلسفة الإسلام
- سوريا تغدو في عزلة مطلقة..


المزيد.....




- آلاف يتظاهرون في عدة محافظات بالأردن تضامنا مع غزة
- شيكاغو تخطط لنقل المهاجرين إلى ملاجئ أخرى وإعادة فتح مباني ا ...
- طاجيكستان.. اعتقال 9 مشبوهين في قضية هجوم -كروكوس- الإرهابي ...
- الأمم المتحدة تطالب بإيصال المساعدات برّاً لأكثر من مليون شخ ...
- -الأونروا- تعلن عن استشهاد 13750 طفلا في العدوان الصهيوني عل ...
- اليابان تعلن اعتزامها استئناف تمويل وكالة غوث وتشغيل اللاجئي ...
- الأمم المتحدة: أكثر من 1.1 مليون شخص في غزة يواجهون انعدام ا ...
- -الأونروا-: الحرب الإسرائيلية على غزة تسببت بمقتل 13750 طفلا ...
- آلاف الأردنيين يتظاهرون بمحيط السفارة الإسرائيلية تنديدا بال ...
- مشاهد لإعدام الاحتلال مدنيين فلسطينيين أثناء محاولتهم العودة ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - سيلفان سايدو - قضايا الفساد.. أرّقت القيادة الكردية عن مسار عملها..لذا فاتتها خطة بيكر-هاملتون الكريهة