أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سيلفان سايدو - الحماس والغرب...يعبثان بحياة الفلسطينيين














المزيد.....

الحماس والغرب...يعبثان بحياة الفلسطينيين


سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي

(Silvan Saydo)


الحوار المتمدن-العدد: 1697 - 2006 / 10 / 8 - 11:02
المحور: القضية الفلسطينية
    


في غمرة عاصفة العنف التي تعصف بحياة المواطنين الفلسطينيين، لا سيما في بحر الأشهر السبعة الماضية، أي منذ تسلم حركة الحماس الإسلامية زمام تشكيل الحكومة وترؤسها لها، تحت واقع الاحتلال، كما كان يحلو لها تسميتها، والتي كانت ترفض هذا الواقع، إبان وجود حركة الفتح العلمانية في السلطة. فقد انقلب الوضع المعيشي للفلسطينيين المدنيين رأساً على عقب، إذ تم قطع المساعدات الدولية التي كانت تقطرها الدولة العبرية على الفلسطينيين، الوافدة من الدول الغربية والخليجية.
لكن ما أن فازت حركة الحماس الإسلامية في أنزه انتخابات في تاريخ الدول العربية، حتى سارعت الدول العربية قبل نظيراتها الغربية إلى قطع معوناتها عن الشعب الفلسطيني... ولتتحول الأوضاع معها، داخل الأراضي السلطة الوطنية الفلسطينية إلى كارثة إنسانية حقيقية، سيما بالنسبة للقاطنين في أطراف المدن، والمرشحة للمزيد من التصعيد سواء بالمواجهات المسلحة التي شهدها الشارع الفلسطيني مؤخراً .. والتي قد تكون في طريقها إلى كارثة...على الرغم من المخاوف التي قد تتطور بالمواجهات المسلحة إلى انهيار كامل للقانون والنظام، وربما إلى حرب أهلية غير محمودة عقباه... صدامات مسلحة عبثية في غزة بعد مظاهرات شارك فيها مسلحون وأفراد من أجهزة أمنية بأنفسهم، من أجل دفع رواتبهم، وإن كان في الظاهر هذه المظاهرات تحمل طابعاً نقابياً، غير أنها في الجوهر تحمل أهداف سياسية ضيقة في كثير من الأحيان. أي هو انقسام ليس بين الحكومة والمعارضة، بل هو انقسام على انتماءات سياسية.
فبالنسبة للضغوطات الاقتصادية التي فرضها المجتمع الدولي على السلطة الفلسطينية، بعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية الأخيرة، تحمل الدول الغربية أيضاً جزءًا كبيراً من المسئولية لما تحدث في الشارع الفلسطيني عبر سياساتها الغير معلنة، بدفع بالأوضاع في أراضي السلطة الفلسطينية إلى إجراء انتخابات مبكرة، من خلال إطالة مدة المحنة المخيمة عليهم، ولتبدو هذه الخطوة غير صائبة. كون الغرب يطالب بالديمقراطية في المنطقة، ثم يتراجع ويرفض نتائجها.
لكن في المقابل، قيادة حماس في الخارج، خاصة التي تتنمر من العاصمة السورية، تحمل النصيب الأكبر من المسؤولية، والتي لم تتوان عن عملها على نحو غير مسؤول، بإذاقة الشعب الفلسطيني مزيداً من الذل والعوز، وتشبثها بمواقفها التي تترجم إملاءات اجندة دمشق وطهران، غير آبهة في الوقت عينه، بمعاناة الذين انتخبوها، وذلك عندما ماطلت وتهربت من اتفاقها بتشكيل حكومة وحدة وطنية مع حركة الفتح، وهي الخطوة التي تحظى برضى غالبية الفلسطينيين.
والمأساة الكبرى تكمن في أن حركتي (حماس وفتح) يبدو عليهما الرغبة الشديدة في الاقتتال أكثر من دفع مصالح الشعب الفلسطيني الذي يعاني منذ فترة طويلة إلى الأمام. وعلى الأقل، هذه ليست المرة الأولى التي يبدو فيها العنف متغلباً على صوت العقل لدى حركة حماس الإسلامية. فمثلاً حسب صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية التي نقلت عن رئيس جهاز (الشين بيت) "يوفال ديسن" قوله إنّ المسلحين الفلسطينيين قاموا بتهريب حوالي عشرين طناً من المتفجرات إلى غزة، وأنهم حصلوا على أسلحة أكثر فاعلية. إنما لتتحول فوهاتها هذه المرة نحو صدور الفلسطينيين أنفسهم.
ويبدو أنّ الوضع الفلسطيني مرشح إلى مزيد من التعقيد.. خاصة بعد أن حملت كتائب شهداء الأقصى بعض قادة حماس وهددتهم، وقالت إنهم مسؤولون عن اندلاع الاشتباكات ومقتل عدد من الفلسطينيين. وإصرار حركة حماس على بمواقفها المتعنتة العقيمة بعدم:
الإعتراف باسرائيل
وكذا عدم تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية
أيضا عدم إستئناف مفاوضات السلام والوضع النهائى مع إسرائيل، وسرعة تقديم الدعم الإقتصادي الخارجي لفك الحصار الإقتصادي الخانق.
والتي تزامنت مع تصريحات التي اطلقتها رئيسة الدبلوماسية الأمريكية "رايس" بأنّ الفلسطينيين بحاجة لحكومة يمكنها العمل مع الأسرة الدولية، وتقبل الإجماع على أن تعايش دولتين فلسطينية واسرائيلية، هو الحل للصراع الدائر في الشرق الأوسط.
وعملياً تبدو التطورات الأخيرة داخل الأراضي الفلسطينية من الناحية السياسية تبعث على الاعتقاد بأن نجاح المفاوضات بغية الوصول إلى صيغة حكومة الوحدة الوطنية، أصبحت بعيد المنال، بعد أن كانت قد قطعت في بعض مراحلها أشواطاً. وعلاوة على كل هذه الأزمات الداخلية الفلسطينية، لم تتوان الحكومة الإسرائيلية في تعقيد الأمور بمواصلة غاراتها في غزة، اعتقاداً منها بأنها ستضع حداً لصواريخ القسام التي تسقط على البلدات الإسرائيلية المتاخمة للحدود مع غزة.



#سيلفان_سايدو (هاشتاغ)       Silvan_Saydo#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتقائية المحضة... عند المسلمين
- صور.. لمدى الشرخ الحاصل بين الغرب والشرق..
- تمهيدات… لتبرئة صدام..
- كل هذه المحاكمة العادلة.. وكل هذه الترجمة الفاشلة
- الكاتب.. الذي جسد صوت شعبه..
- مبادرة المصالحة الوطنية.. والحقائق الغائبة
- الشرق الأوسط الجديد...
- من كردستان إلى كردفان... والعالم العربي في حال كان..!
- المعارضة السورية بين عملها... وبين حسابات مموليّها
- العراق.. مسرح للمكايدات المذهبية
- إسلاميو الكرد بين إرهاب السياسة.. وعض الأصابع
- السياسة المقنعة.. بفلسفة الإسلام
- سوريا تغدو في عزلة مطلقة..


المزيد.....




- هل باتت الأزمة بين إسرائيل وحماس من الماضي؟
- ترامب وزيلينسكي يبحثان الدفاعات الجوية لأوكرانيا وسط تصعيد ر ...
- هل انتهت حقبة العمل عن بعد؟
- موسم اصطياف جديد مهدد في اليونان بسبب حرائق الغابات
- فيديو.. سحابة سامة قرب مدريد وتحذير من مغادرة المنازل
- ليس إرهابيا.. الكشف عن دافع منفذ هجوم الطعن في فنلندا
- حماس تسلّم الوسطاء ردّها على مقترح وقف إطلاق النار
- حرائق ضخمة تدفع السلطات إلى إخلاء قرى في محافظة اللاذقية
- قرقاش: لا مخرج من أزمات المنطقة بالحلول العسكرية
- مصادر: رد حماس على مقترح غزة -مبهم-


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سيلفان سايدو - الحماس والغرب...يعبثان بحياة الفلسطينيين