أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيلفان سايدو - الانتقائية المحضة... عند المسلمين














المزيد.....

الانتقائية المحضة... عند المسلمين


سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي

(Silvan Saydo)


الحوار المتمدن-العدد: 1692 - 2006 / 10 / 3 - 06:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في أخر تصريح له، يؤكد الدكتور "يوسف القرضاوي" رئيس هيئة العلماء المسلمين في
العالم، بجزم مطلق، لا لبس فيه، إننا المسلمين، غدونا مرمى للآخرين، وهم
يرموننا باتهامات وصفات نحن منها براء. لكنه وفي خضم قوله ذلك، لم يقل لنا،
الدكتور "القرضاوي" ما هي الأ سباب التي دعت الآخرين لنعتنا بصفات مستقبحة...؟
لذا فقوله هذا وتجاهله للإجابة عليه، يطرح إشكالية فكرية وإجرائية معقدة في
الساحة الإسلامية، التي ولدت استقطاباً حاداً، بين الاتجاهات الفكرية في
الإسلام، بين المتشبثين بالخيار الانتقائي، وبين المتشبثين بضرورة مراجعة
الذات. وبالطبع لهذا الاستقطاب آثار عملية مريبة بيّنة، كشفت وتكشفت عنها،
الأزمات المشتعلة في المنطقة، لاسيما في العراق، وفي ولاية دارفور السودانية.
فحيث لم يغضب أي مسلم حيال ما يمارسه المسلمون، من القتل والتطهير العرقي بحق
أخوتهم مسلمين آخرين في ولاية دارفور السودانية، لا بل مرت عنصرية الحكومة
السودانية المسلمة وبميليشياتها العربية المتعاونة معها، دون إدانة من أية جهة
إسلامية. لأنهم ببساطة منشغلون في إدانة تصريح البابا.. و بعمليات كتلك التي
استهدفت رئيس تحرير جريدة الوفاق السودانية "محمد طه محمد" بعد اختطافه لفترة
وقد قطعت رأسه !!! وباعتقادنا مثلت تلك الأحداث، الامتحان الأكبر للانتقائية
الأخلاقية لدى المسلمين، في جرائم الإبادة الجماعية في دارفور. بتواطوءهم
المنظم والمخطط، لإبادة سكان دارفور العزل، وهي الأكبر في القرن الـ21.
ونتساءل هنا هل كان كلامه منطقياً؟ الجواب هو كلا، وبتاتاً. لأن ثمة مشكلة
حقيقية في تعاليم القرآن فيما يختص بالعنف ضد الكافرين. وهو من التعاليم التي
كانت موجودة حتى القرن الـ14 الميلادي، وهو ما برزت على أرض الواقع عملياً في
أحداث الحادي عشر من أيلول 2001. وهو أيضاً ما يتضمته للأسف الشديد كتاب الله
"القرآن الكريم" على أمر بنشر الإسلام بالسيف. وهو من قول تعالى: "فإذا انسلخ
الاشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم"، صدق الله العظيم. هذا، وإن كانت
هناك من تعدد التفسيرات واختلاف لمناحي للنصوص في القرآن.
ولأن ليس هناك في العالم الآن دين يمارس العنف باسمه، وعلى أن كل هذه الأديان
تحمل إرثاً روحياً وحقيقة فلسفية مهمة، بما فيها الإسلام، بيد أن الدين
الإسلامي مازال هو الدين الوحيد من بين الديانات الرئيسة في العالم، متمسك
بالعنف، الذي يشكل فيه مسألة نقاش عقائدي كبير، وأنّ أية محاولة لفتح باب
النقاش فيه، سيكون مآله مآل بنديكتوس الـ16.
وعدا ذلك أنّ غالبية المسلمين مابرحوا وايمانهم الأعمى، بأن الانتحاريين هم
شهداء عند ربهم، لقيامهم بواجبهم الديني الشرعي. وربما تساءل الغيورون من
المسلمين أن العنف الطائفي بين البروتستانت والكاثوليك في إرلندا لم يتوقف إلا
حديثاً... نقول لهم إنّ الكنائس البروتستانتية والكاثوليكية لم تبارك يوماً ما
تقوم بها معتنقوها من عنف، لا بل كانت تستنكر وعلى مضض، العنف، الذي وقع بين
معتنقي تلك الكنيستين.
ويبدو أن علماء المسلمين الذين لا يتفرغون ولو للحظة واحدة، عن البحث عن أقل
إشارة لمعاداة الإسلام، يبدو أن هؤلاء العلماء أو الزعماء ليس لديهم أدنى
أهتمام بتوجيه انتفاد وتفريع، أو التوقيع على عريضة ضد ما يجري في العراق من
حمام للدم، حيث يقتل المسلم بيد أخيه المسلم، فضلاً عن شناعة الجرائم، وفضاحة
التستر على ما يجري في اقليم دارفور السوداني، الأفظع في القرن الـ 21. تأسيساً
على المعايير المزدوجة لديهم. وحيث حتى الآن لم يقدم أي عالم أو أي زعيم
إسلامي، على الاعتذار عن الأعمال البربرية المريعة والمريبة التي ارتكبت على
امتداد تاريخ الاسلامي، الحافل بالدماء سواء بحق بعضهم بعضاً، أم بحق أغيارهم..
وإلى الآن!!.



#سيلفان_سايدو (هاشتاغ)       Silvan_Saydo#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صور.. لمدى الشرخ الحاصل بين الغرب والشرق..
- تمهيدات… لتبرئة صدام..
- كل هذه المحاكمة العادلة.. وكل هذه الترجمة الفاشلة
- الكاتب.. الذي جسد صوت شعبه..
- مبادرة المصالحة الوطنية.. والحقائق الغائبة
- الشرق الأوسط الجديد...
- من كردستان إلى كردفان... والعالم العربي في حال كان..!
- المعارضة السورية بين عملها... وبين حسابات مموليّها
- العراق.. مسرح للمكايدات المذهبية
- إسلاميو الكرد بين إرهاب السياسة.. وعض الأصابع
- السياسة المقنعة.. بفلسفة الإسلام
- سوريا تغدو في عزلة مطلقة..


المزيد.....




- يهود متشددون يفحصون حطام صاروخ أرض-أرض إيراني
- “متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب ...
- لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...
- أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد ...
- لجنة وزارية عربية إسلامية تشدد على فرض عقوبات فاعلة على إسرا ...
- اللجنة العربية الإسلامية المشتركة تصدر بيانا بشأن -اسرائيل- ...
- إلهي صغارك عنك وثبتِ تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمتابع ...
- اختفاء مظاهر الفرح خلال احتفالات الكنائس الفلسطينية في بيت ل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيلفان سايدو - الانتقائية المحضة... عند المسلمين