أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سيلفان سايدو - كل هذه المحاكمة العادلة.. وكل هذه الترجمة الفاشلة














المزيد.....

كل هذه المحاكمة العادلة.. وكل هذه الترجمة الفاشلة


سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي

(Silvan Saydo)


الحوار المتمدن-العدد: 1666 - 2006 / 9 / 7 - 03:14
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


تأتي محاكمة الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين وسبعة من معاونيه، ومن بينهم ابن عم "صدام" علي حسن المجيد، وكذلك وزير الدفاع نزار الخزرجي الذي يتهم بتلقيه أوامر من "صدام" في عمليات الانفال. بتهم تتعلق بارتكابهم جرائم الإبادة جماعية ضد المواطنين الكرد في كردستان العراق، ضمن حملة التي اطلق عليها حينذاك الحكومة العراقية بـ حملة "الأنفال"
وأيضاً بجرائم ضد الانسانية، وجرائم ابادة جماعية، وجرائم حرب، والتي أدت إلى مقتل ما يزيد على 180 ألف شخص من المواطنين الكرد العزل.
لكن ما لفت الانتباه في هذه المحاكمة هو التزام "صدام" وزمرته الصمت المطبق، لدى عرض الصور المؤثرة في قاعة المحكمة، والتي تضمنت صورة هيكل عظمي لإمرأة كردية وجدت في احدى المقابر الجماعية وهي تضم إلى صدرها طفلتها الرضيعة التي قتلت معها. وكذلك ما قاله المدعي في المحكمة: إنّ على الإنسانية أن تدرك حجم الجريمة التي ارتكبت ضد شعب كردستان، أثناء عرض مجموعة من صور ضحايا الأنفال من الأطفال والنساء الكرد.
وجسدت محاكمة صدام وأعوانه، وهم يشاهدون بأم أعينهم ما اقترفت أيديهم من جرائم شنيعة بحق مدنيين عزل، ضعيفة أمام الترجمة الركيكة إلى العربية التي رافقت إفادات الشهود، والتي لا ترق بتاتاً إلى مستوى محاكمة من هذا النوع، من جهة، ومن الأخرى إلى المحكمة العراقية العريقة العهد، ومن جهة ثالثة تيمناً بأرواح هؤلاء الأبرياء. لأن هذه الترجمة المبتورة قد نحت من شأنها إلى درجة قلب صورة الإفادة، حتى بدت في بعض فقراتها من الترجمة، أنّ نقل هؤلاء المؤنفلين بواسطة ناقلات كانت أشبه برحلات سياحية لهم، وكان ينقصهم الطبل والزمر.
والى ذلك، نرجو أنّ أكثر الأسئلة التي يجب أن تعنى بها المحكمة في جلساتها القادمة، هي أن تضع حداً لهذه الترجمة الضعيفة المستوى جداً، والتي تعكس سلباً على حقيقة فظاعة حملات الأنفال، التي تقشعر لها الأبدان.
ولأن المواطن العربي لم يعتد على أن يسمع عن حجم كارثية الإبادة الجماعية، إلا عبر أبواق الرسمية (العربية) الخاصة بهم، لذا فإنّ الكثيرين فيهم، لا يزالون لا يعيرونها أدنى اهتمام، مكتفين فقط بما تروج لهم وسائل إعلامهم (الرسمية)، بأنها مدبرة (سلفاً) من جهات استخبارية غربية، بغية اتخاذها ذريعة لتشويه صورة المحاكمة. وهي في كل الأحوال قعود مريع بقضية ماثلة وطازجة وصلاحيتها لن تضمر في المستقبل القريب. ومن هنا فإنّ جوهر تلك المحاكمة لا بد لها وأن يعنى بالإشكالية المتنامية بين التعاطي العربي والأخر الكردي لها، حتى الأن على الأقل.
ولكن مهما قيل عن شكلية المحكمات، إلا أنّ الحقيقة المؤسفة هنا، هي أن الظاهرة تتجاوز هذا المستوى البادي للعيان، وذلك لأنها تتعلق بأرواح البشر، الذين قتلوا بأبشع صور على الاطلاق، في ظل تعتيم إعلامي (عربي) آنذاك، كانت غطاءها يمكن بطبيعة الحال أن تعزى إلى أسباب عقدية أو عرقية لا أكثر.



#سيلفان_سايدو (هاشتاغ)       Silvan_Saydo#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكاتب.. الذي جسد صوت شعبه..
- مبادرة المصالحة الوطنية.. والحقائق الغائبة
- الشرق الأوسط الجديد...
- من كردستان إلى كردفان... والعالم العربي في حال كان..!
- المعارضة السورية بين عملها... وبين حسابات مموليّها
- العراق.. مسرح للمكايدات المذهبية
- إسلاميو الكرد بين إرهاب السياسة.. وعض الأصابع
- السياسة المقنعة.. بفلسفة الإسلام
- سوريا تغدو في عزلة مطلقة..


المزيد.....




- وزير أوغندي يدعو لوقف التعذيب واحترام حقوق الإنسان قبل انتخا ...
- الاحتلال الإسرائيلي يفجر منازل عائلات شهداء بطوباس ويشن حملة ...
- السعودية.. إعدام مصري يشعل تفاعلا بعد كشف تفاصيل ما فعله داخ ...
- الاحتلال يفجر منازل عائلات شهداء بطوباس ويشن حملة اعتقالات ب ...
- مسؤولو الأمم المتحدة يحذرون من ظروف لا توصف في غزة وتحمل الأ ...
- جلسة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع الإنساني في غزة
- كيف تفاعل اللاجئون السوريون ببريطانيا مع تجميد طلبات منح الإ ...
- ألمانيا ـ جدل حول مقترح وضع حد للتلاميذ المهاجرين في المدارس ...
- الأمم المتحدة: الوضع في قطاع غزة أصبح كارثيا
- الأمم المتحدة: المواطنون في غزة ينامون في العراء دون أي حماي ...


المزيد.....

- الوضع الصحي والبيئي لعاملات معامل الطابوق في العراق / رابطة المرأة العراقية
- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سيلفان سايدو - كل هذه المحاكمة العادلة.. وكل هذه الترجمة الفاشلة