أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - سيلفان سايدو - القيادة الكردية... خذلت شعبها..














المزيد.....

القيادة الكردية... خذلت شعبها..


سيلفان سايدو
حقوقي وكاتب صحافي

(Silvan Saydo)


الحوار المتمدن-العدد: 1716 - 2006 / 10 / 27 - 06:37
المحور: القضية الكردية
    


لا يخفى أنّ القيادة الكردية قد ساهمت وعلى نحو كبير، في القضاء على نظام البعثي الديكتاتوري في العراق، فضلاً عن دعمها ومساهمتها في بناء قوة معارضة منظمة وفاعلة مع نظيراتها العربية العراقية الأخرى، ضد ذلك النظام، منذ أوائل تسعينات من القرن المنصرم.
ولأن مصالح الطرفين منذ ذلك الحين، وإلى الآن، لا تزال مقترنة في بقاء العراق موحداً قوياً، وهو الأمر الذي اقتضى استمراراً، لاقترانهما بضرورة حفظ المعادلة الجديدة، التي نجمت عن سقوط الحكم البعثي المباد.
لكن من المفارقات المثيرة الأن، هي أنّ المجموعات التي كانت الأقرب للطرف الكردي داخل تركيبة الحكومة العراقية الحالية، أضحت هي أكثر القوى إلحاحاً على التمادي، في ما تم التوافق عليه، حتى في ما تضمنه الدستور العراقي الجديد، لا سيما في ما يتعلق بالفديرالية، وتجنيس الوضع في مدينة كركوك، وكذلك المناطق التي تم إلحاقها بمناطق العربية أو "عربستان" (إن صح الاصطلاح) في العراق. وهو ما ظهر جلياً إبان حكومة رئيس الوزراء السابق "الجعفري".
ووسط كل هذا الجحود والتمادي... ولئن كانت اللامبالاة والعشوائية، من أهم معالم العقلية التي تتعامل بها القيادات الكردية في كردستان العراق مع آفاق التحولات الأخيرة الجارية على الساحة العراقية المستعيرة، بيد أنّ هذا لا يمنعنا، من الوقوف عند بعض هذه الهفوات واللامبالاة:
فأولى هذه الهفوات منها ما تتعلق بإشكالية الخيار الاستراتيجي الكردي الهش، للخروج من الأزمة الراهنة في ما وراء المأزق السياسي المتعثر في العراق، والتي أخفقت بشكل جلي، في تحقيق أدنى ما كانت عليها تحقيقها. ولا ندري على أي رهان يعتمدون أو ينتظرونها، سيما وأنّ الطرف المقابل غارق في معمعاتها الما بينية. فما بالك لو أنه كان متفرغ للمسائل الشائكة معها.
فمن جهة إذا كان رهانهم على حسم الصراع مع تسوية للأوضاع السياسية المعقدة والمتعثرة في العراق، فهو رهان خاسر على أقل التقدير، ولا يغن عن واجب البحث عن رؤية استراتيجية جديدة لهم، للخروج من المأزق المتولد عن هذه الاستراتيجية الغير مجدية، بتغير المقاربة الجيوسياسية، لأوضاع العراق والمنطقة المقبلة على مشروع "الشرق أوسط الجديد".
ومن جهة ثانية إذا كان البعض من قيادات الكردية، تلوح بالرجوع لمنطق محددات الخصوصية المميزة لتجربة (التوازنات الطائفية والقومية في العراق) - دون النظر لنتائج التي يمكن أن تنتج عنها- المرتهنة على نجاحات استقرار الاقليم في ظل المظلة الأمريكية، فإنّ جدوى هذا المسلك وواقعيته، قد لا تتلاءم مع مقومات الراهن، كون أنّ هذا المنطق يقوم على مغالطة جلية للعيان قوامها الخلط غير المبرر بين أسلوب العمل اللاجدي، المحدود التأثير، وخيار الاعتماد التقليدي القائم على مراعاة العلاقات السياسية الآنية... دون أخذ بعين الاعتبار موازين ما يمكن أن يتمخض عنه الأمن الإقليمي الذي لا يمكن إنكار واقع اختلالها لصالح المتربصين لنيل من وجود هذا الكيان الوليد.
ومن جهة ثالثة، صحيح أنّ مجريات الوضع الميداني في الساحتين العراقية والاقليمية أثبتت بما لا يدع مجالاً للشك، عقم استراتيجية التسرع في المواقف إزاء تسارع التغيرات السياسية التي تعصف بالمنطقة، مع ديناميكية الموجة الإرهابية العاتية. غير أنّ فاعلية هذه الاستراتيجية من الناحية العملية مرهون بمقومات أساسية، منها التأطير السياسي والدبلوماسي لهذه الاستراتيجية، وأخرى انبثاق العامل الاقليمي في العمل السياسي الذي أصبح يتجاوز الحيز العراقي. وبدون هاتين المقومتين يمكن أن يتحول عمل قياداتنا إلى عمل عدمي، فاقد للرؤية السياسية، خارج مسارها، وبالتالي فقدانها لشرعيتها ومكانة دورها القيادي.
ولذا فالتحدي الأكبر المطروح اليوم في الساحة الكردية في العراق، هو تجاوز هذه العقلية الغير منتجة، والبدء بعمل ضمن المنظور المستقبلي الكردي في إطار المشروع الهادف إلى توطيد الدولة العراقية الفيديرالية، آخذين بعين الاعتبار العامل الاقليمي في حساباتهم السياسية. لأن ما هو مقبل عليها المنطقة تطرح على اقليم كردستان العراق تحديات بالغة الجسامة، منها ما تتعلق بالأفق الأشمل للاستراتيجية الإقليمية، التي لم تزل في حالة مخاضها (كما وصفتها السيدة رايس) بأن تتأقلم مع راهن الوضع. الذي يكاد ويتلاءم والرؤية الأمريكية لبناء الشرق أوسط الجديد، في استراتيجيتها المعلنة، بالحرب على الإرهاب العالمي. مما يؤكد على إعادة تحديد طبيعة أولوياتها الإقليمية، وإعادة تجديد بنود تحالفاتها في المنطقة، وتماشياً مع التحول الديمقراطي الداخلي لدول المنطقة، في منظور الأمن الإقليمي.
وثاني هذه الهفوات، هو شعور القيادة الكردية بأنّ انتظارهم للظروف، ربما قد تساعدهم في تجاوز ما هم بصددها. ومن الواضح أن هذا الرهان يقوم على وقائع زائفة. فالقيادات الكردية ماطلت على نحو لم يعد تحمل الوضع، في تطبق المادة 140 من الدستور العراقي الجديد، التي ترمي الى إزالة آثار سياسة التعريب عن مدينة "كركوك" التي مارسها نظام صدام حسين. والتي تدعو أيضاً إلى إجراء إحصاء سكاني، ثم إجراء استفتاء حول مصير، وبعدهما تطبيع الوضع، على أن تُعاد كركوك إلى اقليم كردستان.
غير أنّ ما هو جلي أنّ الاستراتيجية الكردية ماضية في سيرها بهذه العقلية، في حركة دائرية مغلقة غير مستقرة، بلا بداية ولا نهاية لها.



#سيلفان_سايدو (هاشتاغ)       Silvan_Saydo#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحماس والغرب...يعبثان بحياة الفلسطينيين
- الانتقائية المحضة... عند المسلمين
- صور.. لمدى الشرخ الحاصل بين الغرب والشرق..
- تمهيدات… لتبرئة صدام..
- كل هذه المحاكمة العادلة.. وكل هذه الترجمة الفاشلة
- الكاتب.. الذي جسد صوت شعبه..
- مبادرة المصالحة الوطنية.. والحقائق الغائبة
- الشرق الأوسط الجديد...
- من كردستان إلى كردفان... والعالم العربي في حال كان..!
- المعارضة السورية بين عملها... وبين حسابات مموليّها
- العراق.. مسرح للمكايدات المذهبية
- إسلاميو الكرد بين إرهاب السياسة.. وعض الأصابع
- السياسة المقنعة.. بفلسفة الإسلام
- سوريا تغدو في عزلة مطلقة..


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - سيلفان سايدو - القيادة الكردية... خذلت شعبها..