أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كشكولي - حديقة ليلى














المزيد.....


حديقة ليلى


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 8037 - 2024 / 7 / 13 - 19:45
المحور: الادب والفن
    


كانت ليلى، في طفولتها، فتاة حالمة تُحبّ التجول في الطبيعة واكتشاف أسرارها. كانت تقضي ساعات طويلة في حديقة منزلها، تتحدث إلى الأزهار وتُشاركها أحلامها. فزرعت في تلك الحديقة بذور وردة الحبّ، رمزًا لحبّها للحياة وللناس.
نشأت ليلى في كنف عائلة دافئة، محاطة بحبّ والدها ورعاية أمها. كانت طفلة هادئة ذات خيال واسع، تُحبّ قضاء الوقت في الطبيعة، مُتأمّلةً جمال العالم من حولها. زرعت أمّها في قلبها حبّ الخير والجمال، بينما غرس والدها فيها بذور القوة والشجاعة. لكنّ سعادتها لم تدم طويلاً، ففي سنّ مبكرة، فقدت ليلى والدها الحبيب، تاركًا وراءه فراغًا هائلًا في حياتها.
تزوّجت من رجل أحبّته، لكنّ زواجها لم يكن سعيدًا كما تخيّلت. عانى زوجها من مرضٍ خطير، وظلّت ليلى تعتني به، فتُسافر إلى أماكن بعيدة بحثًا عن علاج لمرضه، لكنه توفى، تاركا وراءه لليلى شعورًا بالفراغ والعزلة.
مثّلت حديقة ليلى رمزًا غنيًا للحياة والموت، والروحانية والأمل، إذ كانت الأزهار في الحديقة تمثل أمنياتها وأحلامها، بينما تُمثل الأرواح الغائبة التي تزورها دورة الحياة والموت. فأصبحت الحديقة ملاذًا لها، ومكانًا للتواصل مع روحها ومعنى الحياة.
جدة ليلى امرأة حكيمة كانت تُعلّم ليلى دروس الحياة وتُشجّعها على متابعة أحلامها. وصديقتها نورا فتاة تُشاركها أفراحها وأحزانها، وتُقدم لها الدعم في الأوقات الصعبة. روح زوجها تزور حديقتها أحيانًا، تعبيراً عن حبه وتقديره لها.
اكتسبت ليلى من كل هذا السياق قوى غامضة تسمح لها بالتواصل مع الأرواح المتوفاة والتقاء شخصيات روحية تُساعدها على فهم معنى الحياة والموت.
في نهاية رحلتها، تكتشف ليلى أنّ حديقتها ليست مجرد مكان مادي، بل هي رمز لروحها ورحلتها في الحياة. فتتعلم أنّ الموت ليس نهاية، بل هو انتقال إلى حياة جديدة مليئة بالأمل والسلام. تُقرّر ليلى تكريس حياتها لمساعدة الآخرين ونشر رسالة الحب والأمل في العالم.
صديقة ليلى، التي تُدعى نورا، كانت رفيقة مُخلصة في كل خطوة من رحلات ليلى. وفي كل مغامرة، كانت نورا تُقدم الدعم العاطفي والمساندة الفكرية لليلى.
وعندما اكتشفت ليلى الباب السحري لأول مرة، كانت نورا مترددة في دخوله، لكن فضولها وحبها لليلى دفعاها للمغامرة. وفي عالم الأرواح، وجدت نورا قوة داخلية لم تكن تعرفها من قبل، حيث تعلمت كيفية التواصل مع الأرواح بطريقتها الخاصة.
أظهرت نورا خلال المواجهات مع الكائنات الشريرة، شجاعة غير متوقعة، وكانت حاسمة في حماية الحديقة بجانب ليلى. وفي نهاية المطاف، أصبحت نورا أيضًا حارسًا للحديقة، تُشارك ليلى مهمتها الروحية وتُساعدها في نشر رسالة الأمل ومطاردة الخوف وترويض القوى الشريرة.
مع مرور الوقت، تحوّلت حديقة منزل ليلى إلى ملاذها الخاصّ. كانت تقضي ساعات طويلة بين أزهارها، تتخيل قصصًا رائعة وتُنسج أحلامًا جميلة. حلمت ليلى بأن تصبح كاتبة مشهورة، تُسحر القراء بكلماتها وتُلهمهم بقصصها. كما حلمت بأن تجد حبّ حياتها، شريكًا يُشاركها أحلامها ويُساعدها على تحقيقها.
ولم تكن حديقة ليلى مجرد مساحة خضراء، بل كانت انعكاسًا لروحها. مثّلت الأزهار أحلامها وآمالها، بينما مثّلت الأشجار قوتها وصبرها. مع مرور الوقت، بدأت ليلى تشعر بوجود غريب في حديقتها، شعور بوجود أرواح تتجول بين أزهارها. في البداية، خافت ليلى من هذه الأرواح، لكنّها سرعان ما أدركت أنّها أرواح طيبة تأتي لزيارتها، تبحث عن الراحة والسكن.
مع كلّ ليلة، كانت تأتي الأرواح المتوفية إلى حديقة ليلى، تقطف أزهار أمنياتها وتتركها بلا لون ولا رائحة. في البداية، حزنت ليلى على ذبول أزهارها، لكنّها سرعان ما أدركت أنّ هذه الأزهار تُمثل أحلامًا قد تحققت، وأنّ الأرواح تأخذها معها إلى عالم أفضل.
في أعماق قلب ليلى، كانت تنام وردة حب لم تتفتح بعد، ترمز هذه الوردة إلى مشاعرها الدفينة، مشاعر الحب التي لم تجد لها ملاذًا في هذا العالم. كانت ليلى تبحث عن الحب الحقيقي، حب يشاركها أحلامها ويُساعدها على تحقيقها.
سافرت ليلى إلى أماكن مختلفة، بحثًا عن الحب الذي تحلم به. قابلت العديد من الأشخاص، لكنّها لم تجد الشخص المناسب. مع مرور الوقت، بدأت ليلى تفقد الأمل، وتشعر بأنّها لن تجد الحبّ أبدًا.
لكن حديقتها السحرية كانت لها رأي آخر. فمع مرور الوقت، بدأت ليلى تشعر بوجود غريب في حديقتها. لم ترَ أحدًا، لكنّها كانت تشعر بوجود طاقة إيجابية تُحيط بها.
في إحدى الليالي، بينما كانت ليلى جالسة في حديقتها تحت ضوء القمر، سمعت صوتًا ناعمًا يناديها. التفتت ليلى حولها، لكنّها لم ترَ أحدًا.
"لا تخافي، أنا هنا لأُساعدكِ"، قال الصوت.
نظرت ليلى حولها مرة أخرى، وفجأة، ظهرت أمامها مجموعة من الأرواح. كانت هذه الأرواح أرواح أشخاص ماتوا منذ زمن بعيد، لكنّهم اختاروا البقاء في حديقة ليلى السحرية.
رحبت الأرواح بليلى بحرارة، وسرعان ما أصبحت ليلى صديقة لهم. كانت الأرواح تُشارك ليلى قصصها، وتُساعدها على حلّ مشاكلها، وتُقدم لها النصائح.
مع مرور الوقت، بدأت ليلى تشعر بالسعادة والراحة التي لم تشعر بها من قبل. لم تعد بحاجة إلى البحث عن الحب في العالم الخارجي، لأنّها وجدت الحبّ والصداقة في حديقتها السحرية.
أدركت ليلى أنّها لم تكن بحاجة إلى رجل ليكملها، فكانت هي كاملة بنفسها. كانت حديقتها السحرية تكفي وأصدقاؤها من الأرواح لملء حياتها بالسعادة والحب.
وهكذا، عاشت ليلى سعيدة في حديقتها السحرية، محاطة بأصدقائها من الأرواح، ولم تعد بحاجة إلى الزواج.



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقابات العمالية في ظل الديكتاتورية الاقتصادية
- الكتاب الذي خدع العالم: مراجعة نقدية لرواية -أرخبيل غولاج- ل ...
- الناخبون البريطانيون عاقبوا حزب المحافظين
- فرانز كافكا نبيّ العصر البرجوازي
- اليمين المتطرف آخذا الزمام
- العائلة في ظل الاشتراكية
- فلسفة أنطون تشيخوف حول الجنس والنساء والأدب
- صراع القيم في رواية تشيخوف -عنبر رقم 6-
- عن أدب تشيخوف المتميز خلال قصته -الوحشة-
- أوهام الإصلاحات في ظل ولاية الفقيه المطلقة
- أبو العلاء المعري: رهين المحبسين وفلسفته حول الزواج
- قراءة في مذكرات سفيتلانا، ابنة ستالين- الجزء 3
- فوائد الهجرة
- بحر الأرواح
- فيكتور هوجو: نجمٌ ساطعٌ لم يخفت بريقه
- حوار المؤلف والقارئ والنص في الأدب
- قراءة في مذكرات ابنة ستالين- الجزء 2
- قراءة في مذكرات سفيتلانا ستالين- الجزء 1
- تأملات حول -الإسلاموفوبيا-
- التأثير الإيديولوجي على مواقف البلاشفة وماركس وانجلز من أدبا ...


المزيد.....




- بينالي الفنون الإسلامية : مخطوطات نادرة في منتدى المدار
- ذكريات عمّان على الجدران.. أكثر من ألف -آرمة- تؤرخ نشأة مجتم ...
- سباق سيارات بين صخور العلا بالسعودية؟ فنانة تتخيل كيف سيبدو ...
- معرض 1-54 في مراكش: منصة عالمية للفنانين الأفارقة
- الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربي ...
- -نيويورك تايمز-: تغير موقف الولايات المتحدة تجاه أوروبا يشبه ...
- رحيل أنتونين ماييه.. الروائية الكندية التي رفعت صوت الأكادية ...
- حفل توقيع الترجمة العربية لكتاب - سجلات الليدر شيت-
- فنان سعودي شهير يتعرض لظرف صحي طارئ يتسبب بإلغاء التزاماته ا ...
- هذا ما قالته وزيرة الثقافة الفرنسية في ختام زيارتها إلى الصح ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد كشكولي - حديقة ليلى