المتعة أو الزواج المنقطع

داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 8037 - 2024 / 7 / 13 - 16:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

(1)
لو تسأل أي شخص يؤمن بـ "زواج المتعة"، وتقول له: هل لك أن تزوجني من أخت أو ابنتك بهذا الزواج؟. لا شك سيرفض ويتحجج لك بألف حجة وأخرى؛ ولو تعكس السؤال وتقول له: هل لكَ أن ازوّج بأختي زواج منقطع. بلا شك أيضا سيوافق بدون أن تردد. والحقيقة أن الرافض لهذا الزواج لديه ألف حجة وقناعات شخصية، مبنية على الأحاديث وعلى مرويات من التاريخ؛ والطرف القائل بحليتها، أيضا هو الآخر لديه حجج وقناعات خاصة. والنتيجة الطرفين مصرين على رأييهما، فلا هذا يتنازل عن رأيه، ولا ذاك يتنازل؛ مثلها مثل كثير من القضايا الخلافية.
(2)
في كتابه "كل الحلول عند آل الرسول" للشيخ محمد السماوي التيجاني (كان على المذهب السني ثم تحول إلى المذهب الشيعي، وقد قرأت كل كتبه تقريبا) وقد أفرد فصلا كاملا، على ما اعتقد، لأنني قرأته قبل خمسة وعشرون عاما، ويتحدث فيه عن الزواج المنقطع، ويذكر قصة حدثت له، ذلك حينما سافر إلى "جزر القمر" قدموا له امرأة كي ينام معها على فراش واحد، فقال لهم نعم، لكن بشرط؟، إلّا أن اعقد عليها عقد منقطع، ويوضع الرجل أن كل الأمور جرت مثلما أراد الطرفين. وكان قد أوصاها أن لا تفعل هذا إلّا بعد حيضتين، على ما أذكر، وقال لا أدري هل التزمت بالوصية أم لم تلتزم.
(3)
أنا في هذا المقال لا أرُيد أن أنفي أصل القضية، ولا أريد أن أؤيد، أنا فقط محايد ألزم جانب الحياد فحسب، لاسيما وأنني أطلعت الرأيين، ودققت في القضية منذ ثلاثين سنة أو تزيد، ورأيي الخاص والصريح أتحفظ به لنفسي. وقد أكون في هذا المقال لم ائت بجديد، وأقول كما قال عميد الأدب العربي طه حسين، حينما سألوه عن سبب تأليفه كتابه الذي اثار به الجدل، أعني "في الشعر الجاهلي" فقال أردت أن احرك العقول النائمة، حيث ردوا عليه بخمسة وعشرين كتابا، اخرجوه فيها من الملة. أنا ايضا أريد أن احرك المياه الراكدة، في هذا القضية المُعقّدة.
(4)
في هذا الكتيب الصغير نسبيا، المعنون "نكاح المتعة حرام في الاسلام" ينقل المؤلف محمد الحامد رأي علمائهم الذين قالوا بحرمة هذا النوع من الزواج، ويذكر روايات واحاديث تؤيد رأيه، ويرد على القائلين بحليته ردود فيها نوع من القسوة، ويطرح عدة اعتراضات واشكالات، ويقوم بتفنيد جميع أدلة المخالفين له من الطرف الثاني.
يقول المؤلف: "إذا أبيح نكاح المتعة ألّا أن يكون ذلك مطية يركبها الناس ليتقوا بها رباط الزوجية الصحيحة وما ينشأ عنها من التزامات؟ وإذا ابيح فكيف يعرف الناس أبنائهم؟ وإذا لم يعرفوهم فمن الذي ينفق على هذا الجيش الجرار الذي ينتجه زواج المتعة؟ أن بيوت المال وخزائن الدولة لتنوء بالإنفاق على هؤلاء وهي إن فتحت ابوابها لهؤلاء فقد تعطلت مرافق الحياة الأخرى التي من أجلها تحبى الأموال في بيوت المال. ولا يمكن أن تقول بأن الأولاد يلحقون بالعاقدين إذ أن المفروض أن المرأة يجوز أن تعقد العقد كل ساعة. من أجل ما ثبت في السنة من تحريم هذا النوع من النكاح اتقف فقهاء الأمصار على تحريم زواج المتعة" (راجع الكتاب المذكور ص 20)

#داود_السلمان (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل