أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - مديات البوح في (أضرحة الورد)














المزيد.....

مديات البوح في (أضرحة الورد)


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 7989 - 2024 / 5 / 26 - 11:36
المحور: الادب والفن
    


لا يوجد شيء في الفكر أو الابداع بصورة عامة، يخلو من فلسفة، فالحياة، بكل معطياتها، هي جزء من فلسفة الكون القائمة على مديات أسرار تكمن في طياتها معانٍ سامية؛ فالإبداع، لاسيما الشعر منه، هو أيضا قائم على فلسفة تقع ضمن حدود الشعر ذاته، واعتقد جازما خير ما فعل ذلك، هو الشاعر والفيلسوف أبي العلاء المعري، وقد لا يختلف عليه أثنان. وعلى هذا الاعتبار، فالنصوص عمومًا هي خاضعة لفلسفة معيارية تجعل من كل شيء له معناه الخاص به؛ وإلّا فأنّ النصوص الخالية من روح التفلسف، لا قيمة لها منطقيا.
ولو أردنا أن نقارن ما أشرنا به بنص "أضرحة الورد" نكون قد فلسفنا ما نحن بصدده، أي، بمعنى آخر، اعتبرنا أن النص هذا يخضع لفلسفة معينة، فلسفة تشير إلى قضية ربما هي جدلية، أو ميتافيزيقية لها دلالتها في عمق النص، ولا يمكن في حال من الأحوال أن نتوصل الى ذلك، ألّا أن نغوص في عمق النص ذاته، لنكشف أسراره، وبالتالي لابد أن نصل للمعنى المطروح هنا، وهو المطلوب. فنقرأ في مقدمته قول الشاعرة وجدان وحيد شلال: "حين بكت السماء/ ذابت الكلمات/ على صدر القصيدة/ فما أخضرت الأحلام". حيث هي قضية ومدلولها، فثمة علاقة طردية بين السماء التي بكت (والبكاء قد تعني به الشاعرة: المطر المدرار الذي ينعش الأرض) وبين اخضرار الأحلام، والمقصود العطاء، أي الحياة فلا تكون ثمة حياة بلا ديمومة، وديمومة الحياة تكون بطبيعتها، التي رسمها لنا خالق الكون ومُوجد الوجود، كما يشير بعض الفلاسفة، ومنهم الفارابي وابن سينا وسواهما.
وبالمحصلة النهائية، فأنّ جميع النصوص لها عوالمها الخاصة بها، والنص هذا "أضرحة الورد" ينتمي إلى عالم بعينه، في خانة ابداع، أعُدَّ لهذا الغرض من دون سابق انذار، ليكون بالتالي منجليا وسائرا في طريقة لها مساس بواقعنا المعاصر. وهو من ضمن ارهاصاتنا التي نعيشها على مضض، عبّرت فيها الشاعرة، وضمن حدود معقولة، باعتبارها ماسكة بذيل هذا الواقع المرير، فعبرت عنه بمصداقية واضحة من دون اقحام مفرداتها الشعرية اقحاما، بل جعلتها في حالة انسيابية، لا تخرج عن الطابع الذي من المقرر ايصاله كنص خاضع لمعايير النصوص الحديثة.
إذن، السياق النصيّ له دلالاته، بل قد يكون يتميز بانفرادية، جاعلة - أي الشاعرة - منه طابع الشجن أن يخيّم على الاجواء العامة للنص؛ ونقصد بالشجن المسحة التي تُعطي الدهشة للمتلقي، كي يحس بالبُعد الانساني، فالإنسان عندما يبكي، إنما هو يفرغ الشحنات داخل نفسه، وهو شعور يخص الانسان وحده.
والنص هذا يقع من ضمن مجموعة شعرية، للشاعرة وجدان وحيد شلال، كانت بعنوان "أضرحة الورد" والعنوان ذاته هو نص في هذه المجموعة يقع في التسلسل الثامن عشر في الفهرس، حيث أن المجموعة المكوّنة من تسعة وثلاثون نصًا، والنصوص بصورة عامة، تحاكي الواقع المُعاش، فهي تمس حالة الانسان العصري، وتُعبّر عن نفسيته و وجوده في هذه العالم الشاسع، حيث سمة الشعور بالضياع هي السمة العامة، وربما هذا الشعور لم يكن موجودا قبل قرن من الزمان، أو يزيد قليلا، إذ كلما تقدّم الانسان للأمام ازدادت مشاكله، وجعلته يشعر باضمحلال ادوات السعادة، تلك السعادة التي كانت تغمر قلبه وتنعش فؤاده، لأنّ الحياة كانت بسيطة، ومتطلبات الانسان أيضا بسيطة؛ فتعقدت في الآونة الأخيرة.
*النص:
(أضرحة الورد)
*وجدان وحيد شلال
حين .. بكت السماء..
ذابت الكلمات
على صدر القصيدة
فما أخضرت
الأحلام..
ولا الخطوات العتيقة..
تذكرت
تلك العيون..
المرمية
فوق الفصول..
تنساب جداولا..
على أضرحة
الورود..
اختبأت
كلّ الشموس
بصدى الطفولة..
حينها
فرّت خلف الضباب..
عقلت ذكرياتها
المبللة..
على نافذة الوقت..
يلهو بها الذنب
كالريح...
تعزف ألحانا
من الوهم..
كلّ ما تملك..
حقائب حبلى
بالقصائد...
كانت عكازها
الوحيدة تتكئ عليها
حين يأسرها..
الشوق إليها..
بين الفواصل والحروف..
وصدى صوته المحلق
في سمائها
يشق طريقه
الأصم.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إرهاصات البوح عند علي حسن الفواز
- منطق العاطفة والخيال الخصب لدى الشاعرة وجدان وحيد شلال
- جنان السعدي حين يصوغ المعاني السامية
- مبدعون عرفتهم عن كثب (2) وليد حسين
- أحمد خلف.. يحرث في أرض الكتابة ويصنع الجمال
- تأمّل في (لَم يَكُنْ عارِيًا ذلك الظِّلُّ) للشاعر حمزة فيصل ...
- علي الحسون هل يكتب الشعر أم ينزف جراحًا؟
- ملامح الصورة الجمالية لدى الشاعرة منى سبع
- تحليل سويولوجي لقصة (نصيف الأحمر) للكاتب سعد السوداني
- الأسطورة ولعبة الأضداد في (العابد في مرويته الأخيرة)
- السلاسة والانسيابية في نصوص راوية الشاعر
- فلسفة المشاغبة عند القاص كاظم حسوني
- سردية عادل المعموري التي أنصفت المرأة
- القاص كامل الدلفي في (ذاكرة الطباشير)
- النسق السّردي في (أبواق صاخبة) للقاص حسين الرفاعي
- الرمزية والبناء القصصي عند الكاتبة فوز حمزة
- في قصته (دعابل) رياض داخل يهتك أسرار الطفولة
- الرمزية في (تداعيات) الشاعر واثق الجلبي
- تعاطي البوح في نص (ستكون معي) للشاعر حميد الساعدي
- الرمزية الباذخة في نص (وحدهم يعبرون الجسر) للشاعر التونسي ال ...


المزيد.....




- مستقبل السعودية..فنانة تتخيل بصور الذكاء الاصطناعي شكل الممل ...
- عمرو دياب في ضيافة ميقاتي.. ما كواليس اللقاء؟
- في عيد الأضحى.. شريف منير -يذبح بطيخة- ليذكر بألوان علم فلسط ...
- ممثل مصري يشارك في مسلسل مع إسرائيليين.. وتعليق من نقيب المم ...
- فنانة مصرية تبكي على الهواء في أول لقاء يجمعها بشقيقتها
- فيلم -Inside Out 2- يتصدر شباك التذاكر في أمريكا الشمالية مح ...
- أحدث المسلسلات والأفلام على المنصات الإلكترونية في العيد
- السعودية: الوصول لـ20 مليون مستفيد ومستمع لترجمة خطبة عيد ال ...
- ولاد رزق 3 وقاضية أفشة يتصدر إرادات شباك التذاكر وعصابة الما ...
- -معطف الريح لم يعمل-!.. إعلام عبري يقدم رواية جديدة عن مقتل ...


المزيد.....

- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - مديات البوح في (أضرحة الورد)