أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - السلاسة والانسيابية في نصوص راوية الشاعر














المزيد.....

السلاسة والانسيابية في نصوص راوية الشاعر


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 7932 - 2024 / 3 / 30 - 00:15
المحور: الادب والفن
    


تُعد السّلاسة سمة طاغية لكثير من شعراء قصيدة النثر، فضلا عن سواها، من الوان الابداع، وخصوصّا لدى شاعرات هذا اللون من الابداع الادبي، المسمى بـ "النثر". أما لماذا يلتجأنّ إليه أغلب الشاعرات؟، فنرى ، معتقدين، هو لكون المرأة أكثر من يحمل بذرة الإحساس، والعواطف الجياشة، من الرجل، وقد يعود ذلك، أي الاحساس والعاطفة، إلى للتركيبة البيولوجية للمرأة. وعليه نلتمس حنوّها على طفلها يفوق حنو الأب، لا سيما حين تعتني به وتُداريه، وتقوم بواجباته جميعها على أتم حال، ما يعجز أو يتضايق منه الأب أشدّ التضايق، سيما من بعض احتياجات الطفل المهمّة، وهو في عمر لا يتجاوز بعض الشهور، بعكس الأم تمامّا، فهي تكون مسرورة واكثر شغفا وحنانا، حينما تُلبي احتياجات طفلها، فتفعلها بدون كلل أو ملل وهي في غمرة السعادة.
هذا من باب، وأما من باب ثان، نلاحظ أيضًا، العديد من الشاعرات، وفي معظم نصوصهنّ، تمتاز بالانسيابية، وعدم إرهاق النص بالكلمات الرنانة، الفضفاضة، التي دائمًا ما نجدها لدى الشعراء منهم، كذلك، بالتالي فأنّ الانسيابية لا تقل أهمية عن السلاسة، كون الأولى لا ينفر منها القارئ مهما كانت ثقافته، ومعرفته بمختلف صنوف المعارف والثقافات، ومن ثمة امتلاكها، خصوصًا المعرفة الأدبية، فهذه المعرفة تمتاز بالشفافية، أكثر من سواها، أعني النصوص الفلسفية، أو ما يخص العلوم الأخرى، مثل العلوم الاجتماعية، وعلوم النفسية والتحليل النفسي، وما شابه ذلك.
المبدعة راوية الشاعر، وخصوصًا في هذا النص، الذي تحت أيدينا الآن، فهو نص غارق بالسلاسة، وعاج بالانسيابية، بل أن لغته المبسطة تجعل النفس الخفاقة بالبوح تهفو اليه، لاسيما النفس الذواقة للبوح الهادف للمحبة، والشغف، والتطلّع الى وجه الحبيب الغائب، الذي نرى محياه مرسومة على لوحة ذلك الغياب، و يتجلى خياله على مرآة الذاكرة وهو يصدح بالأماني المتعلقة بأجنحة الاياب، وهي سمة صادحة عند المحبين.
وإذا كانتا السلاسة والانسيابية، ممدوحة لكثير ممن يتعلق بذينك الصفة الخالية من التعقيدات، والفلسفات التي يضيق فيها الأفق المعرفي، بكل تجلياته. فهذا لا يعني بأنّ النص، الخاضع للسلاسة والانسيابية، نصًا غير باذخ ويرزح تحت اعباء التقوقع، كلا، فأن كثيرا من النصوص يسودها طابع الجمال، ويشعر القارئ، للوهلة الأولى، أنه يلتمس الانسيابية والمرونة، أعم واكثر مما يضيع وقته في كلمات رنانة، قليل ما ينسجم وايقاعها.
رواية الشاعر بهذا النص، أثبتت القابلية على الامساد بخيوط القصيدة السلسة، المُعبرة عن فيوضات المشاعر الجياشة، فتسكبها في اناء الابداع الشعري.
*النص:
استعنتُ بـ نبضكَ
كي أحرر الشريان
من رتابة قلب
يقرعُ بإيقاع أخرس

استنجدتُ بـ رمشكَ
لعلي أقبلُ فتيان الضوء
في سر النوافذ

لجأتٌ الى خندقكَ
لأحمي حدساً مؤجلاً
من حراب الكهوف

أجرتُكَ للعتق من خيمة اليقين
كي أشعلَ ناراً للشك
يؤمنُ بها تنورُ عقلي

سألتكَ الإشراكَ بـ الكسل
لقيامة تشوي الروائح
في زجاجة صدري

استحلفتكَ بـ هدنة أصابعكَ
أن تُصالحَ هدوء الدفاتر
على فوضى التواقيع

لبيتكَ شعاراً
يكنسُ البردَ
عن ثورة تحتضرُ في توابيت القصائد

هتفتُ بكَ زغاريد نجوى
تضربُ الطبول
في احتلال وعيي

ابتكرتُكَ طقساً
ينحرُ الأقفال بـ مفاتيح أفكار
تُطلقُ سراح الفراشات
من سراديب الوصايا

طلبتك بساطا
يعلم السحب افتراض النجوم
سير الكواكب
على عشب أخضر.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسفة المشاغبة عند القاص كاظم حسوني
- سردية عادل المعموري التي أنصفت المرأة
- القاص كامل الدلفي في (ذاكرة الطباشير)
- النسق السّردي في (أبواق صاخبة) للقاص حسين الرفاعي
- الرمزية والبناء القصصي عند الكاتبة فوز حمزة
- في قصته (دعابل) رياض داخل يهتك أسرار الطفولة
- الرمزية في (تداعيات) الشاعر واثق الجلبي
- تعاطي البوح في نص (ستكون معي) للشاعر حميد الساعدي
- الرمزية الباذخة في نص (وحدهم يعبرون الجسر) للشاعر التونسي ال ...
- تجلي المعاني السامية في نصوص الأديب صابر المعارج
- التمنيّ (في مدينة السلام) نص باسمة العوام
- مصاحبة الذوق بهتك الانفعال في (ذاكرة بين ضفاف دجلة) للقاص كر ...
- حول تقرير كريم جبار الناصري
- الناقد والقاص علي عبد الرضا
- المعنى والرمز في نص(يوم في العاصمة) للشاعر علاء سعود الدليمي
- قصة (آنو) للكاتب علي عبد الرضا: أصل الشرور وفساد الآلهة
- (خيانات متجدّدة) يدفع فاتورتها الشاعر خضير الزبيدي قراءة تأو ...
- (الطريق) رائعة القاص محمد جبر حسن ضنك الواقع وضبابية المصير
- الإنسان المسحوق في (يوميات قميص) للقاص كامل الدلفي
- مكلبون داود السلمان والنجاة من الحرب بأعحوبة


المزيد.....




- الغناء ليس للمتعة فقط… تعرف على فوائده الصحية الفريدة
- صَرَخَاتٌ تَرْتَدِيهَا أسْئِلَةْ 
- فيلم -خلف أشجار النخيل- يثير جدلا بالمغرب بسبب -مشاهد حميمية ...
- يسرا في مراكش.. وحديث عن تجربة فنية ناهزت 5 عقود
- هكذا أطلّت الممثلات العالميات في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...
- أول متحف عربي مكرّس لتخليد إرث الفنان مقبول فدا حسين
- المسرحيون يعلنون القطيعة: عصيان مفتوح في وجه دولة خانت ثقافت ...
- فيلم -أحلام قطار-.. صوت الصمت في مواجهة الزمن
- مهرجان مراكش: الممثلة جودي فوستر تعتبر السينما العربية غائبة ...
- مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة يصدر دليل المخرجات السينمائي ...


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - داود السلمان - السلاسة والانسيابية في نصوص راوية الشاعر