أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أياد الزهيري - (لا تأفل مدنكم كما أفلت مدينة بيزنطة)














المزيد.....

(لا تأفل مدنكم كما أفلت مدينة بيزنطة)


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8032 - 2024 / 7 / 8 - 17:24
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


(لا تأفل مدنكم كما أفلت مدينة بيزنطة)
روح الشعب والأمة هي قلبها النابض ، ومبعث أرادتها ، ولايمكن لأي تحول في مسيرة الأمة سواء كان صعوداً أو أنحداراً أن يحدث إلا بما يطرأ على هذه الروح من تغير ، لذا يعمد أعداء الشعب والأمة بالطَرق على روحها والعمل على جعلها روح تقبل الاستسلام والخنوع والأستحمار ، وهم لم يتمكنوا من النيل منها إلا بأستمالة بعض أبناءها ليكسبوا بهم وطأة قدم للزحف عليها والعبث بها ، وأخطر فئة يظفر بهم أعداء الأمة والشعب ، هو لون معين من المثقفين التي أستدرجتهم روح الأمم الأخرى ليتحولوا الى معاول هدم لروح شعبهم وأمتهم مما يُعبدوا الطريق لغزوا فكري يتبعه غزوا أقتصادي مقيت ، فاليوم المثقف التبعي أخطر من الجاهل ، فالأول يمكن أعادة تأهيله من خلال تعليمه ، أما من يدعي الثقافة يبدي مقاومة عكسية من خلال أعتقاده بأنه يحمل فكراً تنويرياً ينبغي فرضه على الواقع ، وهذا مايتطلب وجود مثقف يمثل ضداً نوعياً له لفضح ملابسات ، وترّهات مايطرحون من أفكار لا يعلم الإنسان البسيط درجة صحتها وعلميتها ، وما تحمل بين سطورها من أكاذيب معرفية ، فالآن في ساحتنا الثقافية وخاصة على شبكات التواصل الأجتماعي ، يُثير البعض من المتثوقفين أشكالات معرفية لاعهد للشارع بها مستغل حالة عدم اطلاع الكثير على المصادر الفكرية بفعل ما مر بالبلد من حروب وحصار أقتصادي ساهمت بأبتعاد الناس عن القراءة بعد ما كانت مصر تؤلف ولبنان تطبع والعراق يقرأ ، فيحدثوا ضجة ونقاش بيزنطي يلهو به الشارع ويشوشوا عليه ثوابته العقيدية والأخلاقية ، ويدخلونا في عملية ألهاء لاطائل من وراءها إلا التسويف والجدل الفارغ ،وهذا ما مايشبه الجدل البيزنطي الذي أُبتليت به مدينة بيزنطة ، مدينة الفن فأستغرقت هذه المدينة بجدلها المعروف مما أغفلها عن أداء واجباتها في حماية نفسها من أعداءها، وقد ساهم جدلها البيزنطي في تفتيت وحدتها مما سبب في أنهيار قوتها ودخول الأتراك لها وأنتزاعها من أهلها وأُسحق حضارة بكاملها وأستلبَ الأتراك كل معالمها ، وأسلخوها من أصلها الحضاري الروماني ، وكنيسة آياصوفيا خير معلم يحكي قصة أستلاب حضاري من قِبل غازي عسكري متسلح بقوة العصبية والروح القتالية ، ولم يبقى لبيزنطه إلا الذكرى ، وقليل من الأطلال ،. وكمثال على تغير روح الأمم والحضارات والمدن ، هو ما طرأ من تحول في روح الامة الرومانية العسكري والفني الى روح نصرانية لاهوتية على حد قول الفيلسوف الفرنسي غوستاف لوبون ، حيث مهد هذا التحول بسقوط روما على أيدي البرابرة الجرمان ،والذين لم يستطيعوا المؤائمة مع روح روما فأهبطوا بها الى مستواهم البربري ، وحولوا روما العظيمة الى أسطبل لخيولهم ، ومكاناً لقاذوراتهم ، فدنسوا صروحها العظيمة بأقدامهم الوسخة ، ولكي لاتسقط مدننا الواحدة تلو الأخرى ، وتُستلب حضارتنا ، وتتميع قيمنا ، علينا أن نستفيد من دروس التاريخ ، فالتاريخ ليس قصص للمتعة ،بل هو عِبر وعظة للأمم والشعوب لكي تتجنب أخطاء وقع بها غيرها ، أو أقترفتها هي في سالف الزمن ، هذه فلسفة التاريخ لا يعمل بها إلا الأمم الحية والتواقة لحياة حرة كريمة وتحترم وجودها، لذا نُهيب بكل مثقفينا ممن يحمل روح هذه الأمة العريقة التصدي لهذه الزمر بنفس الآليات المعرفية التي يدعوها ، والتسلح بالعلم والزاد المعرفي العالي ، ليشكّلوا سداً معرفياً ، وسوراً علمياً يحمي هذه الأمة من غزو يحمل روحاً لأمم لاتتساوق مع روحنا ، وقيماً لا تتزاوج مع قيمنا . فالصراع أيها الأخوة هو صراع وجودي بنهاية المطاف.
أياد الزهيري



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ونقرع النوافيس
- الإسلام ومجال أشتغالاته في السياسة (8 )
- الإسلام ومجال أشتغالاته في السياسة (7 )
- الإسلام ومجال أشتغالاته في السياسة (6 )
- الإسلام ومجال أشتغالاته في السياسة (5 )
- الأسلام ومجال أشتغالاته في السياسة (4 )
- الإسلام ومجال أشتغالاته في السياسة (3 )
- الأسلام ومجال أشتغالاته في السياسة ٢
- الأسلام ومجال أشتغالاته السياسية (1)
- توظيف النبوءات والحكايات في السياسة الأموية
- العنف اللفظي وتداعياته
- قرائن ومشاهدات لاتصح في نَسب القرآن 4
- قرائن ومشاهدات لا تصح في نَسب القرآن 3
- قرائن ومشاهدات لا تصح في نسب القرآن 2
- قرائن ومشاهدات لا تصح في نسب القرآن 1
- تصدير أسلحة الوهم
- ما أشبه اليوم بالبارحة
- هكذا فهمت الرسول محمد (ص) في القرآن (1)
- (الجهل الأداة الضاربة للعدو)
- جذور الحداثة الغربية في سياقها الأخلاقي (4)


المزيد.....




- تجول بلا مبالاة.. كاميرا ترصد كوالا -فضولي- في محطة قطارات ب ...
- -مسألة حياة أو موت-.. بايدن يدعو سكان فلوريدا للإخلاء الفوري ...
- غسان سلامة: -عزل قطاع غزة عن الضفة الغربية يهدد وحدة الشعب ا ...
- مضيق هرمز.. كيف تهدد الحرب في الشرق الأوسط الممر الحيوي للنف ...
- نتنياهو: إسرائيل -قضت- على هاشم صفي الدين خليفة حسن نصر الله ...
- نتنياهو يستدعي وزراءه لمشاورات في مقر وزارة الدفاع بتل أبيب ...
- ضربة صاروخية روسية تدمر مستودع ذخائر تابع للقوات الأوكرانية ...
- مصر والأردن يؤكدان أنهما لن يسمحا لإسرائيل بتجاوز خطوطهما ال ...
- جنرال روسي سابق يكشف دوافع إسرائيل الخفية من حربها في غزة ول ...
- مراسلتنا: الدفاعات الجوية السورية تتصدي لأهداف معادية في سما ...


المزيد.....

- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أياد الزهيري - (لا تأفل مدنكم كما أفلت مدينة بيزنطة)