حول الغربة السياسية

امال الحسين
كاتب وباحث.
(Lahoucine Amal)

الحوار المتمدن-العدد: 8027 - 2024 / 7 / 3 - 20:16
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    

صباح الغربة المزمنة

سألني رفيق في معمل المدينة..
وسألني رفيق في منجم القرية..
وسألني رفيق في اعالي البحار..

عن غربة عمت مواقع الصراع..

قلت بلا تردد : يا رفاق، بعد كل يوم جديد نصبح غرباء بهذه البلاد المسلوبة من أهلها، الكل أصبح غريبا عنا ونحن غرباء عنه، وأكثره غربة رفاق أو إن صح التعبير من نسمي رفاقا، رفاق لنا : عمال وفلاحون.

كل يوم نفقد منهم الكثير بسبب فقدان التنظيم رغم تعدد القضايا، كل حسب عذره أو اتهامه أو انشغاله أو أي شيء آخر لم نجد له تفسيرا، تعددت أسباب تنافر رفاق في المعمل والضيعة، في المنجم والبحر، في كل مكان في عملية الإنتاج الرأسمالي، حتى نحس أن هذا اللقب أصبح غريبا، وهما مر مع مرور الزمان.

أصبحت الغربة في بلادنا قاعدة عامة، مست الجميع، حتى أصبح الكل يبحث عنها ملادا آمنا من هموم الغربة القديمة، هموم الدنيا كما يقول البسطاء من رفاق كادحين، وأصبح الكل يهرب من الكل من غربة إلى غربة لا متناهية، خوفا من تحمل مسؤولية مفترضة باسم من أسماء افتراضية.

أصبح الكل ينتظر سراب المستقبل البراق صاحب الحلول الوهمية، فما علينا كي نهرب من كذا غربة هكذا قديمة، فتحنا باب غربة جديدة، فانغمسنا في ماض لا متناهي، نتصفح أوراق أسفاره المبعثرة، نتلمسها، نلملمها عسانا نصنع كتابا جديدا يحمل مستقبلا افتراضيا، ننشره علاّنا نجد فيه زادا لنا في أيام حالكة في غربتنا المزمنة.

فهل يصبح يوما جديدا يزيل غربتنا المزمنة..؟

#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل