مأساة يغود - الجزء الثاني - الحلقة الثامنة

امال الحسين
كاتب وباحث.
(Lahoucine Amal)

الحوار المتمدن-العدد: 7965 - 2024 / 5 / 2 - 14:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

كما يقول المثل، بالسوق أو الموسم:"شي جا إزور، شي جا إدور"، كذلك موسم المقاوم، دماء الشهداء، يتاجرون بها، خانوا حمان، الزرقطوني، الراشدي، اغتالوا عباس، حدوا... رجع كل واحد منهم، من الدار البيضاء، مراكش، فاس، إلى بلدته، حاملا لواء الخيانة، على ظهر المقاومة، كل الذين رجعوا، خونة، إلا القليل منهم، كما رجع الحاضرون هناك، القائمون هنا ينتظرونهم، الذين سافروا فقط، لم يعرفوا ماذا جرى، حسبوا أنفسهم في الجوقة، أما البعيدون عنهم، رأوا كل شيء، الباقون، الخونة، الانتهاويون. شاهدوا رجوع الخونة، المجرون والمستعبدون يصفقون، لا يفهمون، أسيادهم يجتمعون، بدار التاجر الكبير، يجود عليهم بالشعير، ضيوفه بالشاي واللوز، يخاطبهم، انتصرنا، لم يتعدى عتبات الدار.

القاضي غادر الزاوية، إلى مراكش، يعرف أن مكانه هناك، انتهت مهمته، بقي نائبه، فسح له المجال، بدار الكناش، اجتمع العدول، فر محند، تاركا الزاوية، انتهت مهمته، خاف من شاشية الحزان، كان يخالط اليهود، الفرنسيين، خلفاء ومخزنية الكلاوي، اختلطت كل الأجناس، من الزاوية إلى مركز القبطان الفرنسي، عمت الفوضى، اجتمع الثلاثة، بمراكش: باعمرو، باسمعو، باهمو، أنكروا أصلهم، لكن صفاتهم بارزة، أفعالهم كذلك، مرحلة جديدة تنتظرهم، فرقوا المهام، الفقيه، القائد، المخزني، سكتانة في الميزان:"نسكت أنا، تسكت انت"، الكل يصمت، المستعبدون يغردون بأحلام الحرية، التجار يتربص الربح، رواد دار الكناش، وزعوا المخطزطات، محند وعبو فروا إلى الرباط، يلتمسون عطف الفرنسي، حصلوا على وظيفة، الأول خليفة، الثاني شيخ.

الثلاثي، حدد مصير سكتانة، بلاد يغود، يغودا في المحك، ابنتها سكتانة، في سوق النخاسة:"سقطت البقرة الكل حمل السكين"، القائد، المخزني، الفقيه، قررون مصيرها، الفقيه للثقافة، المدارس العتيقة، مسكين سي لمختار، في دار غفلون، مع الثلاثي، حدد مكانة سكتانة، في جولته، أبهره المكان، ثقافيا، عمرانيا، تاريخيا، قرر تطوير بنت يغودا، الثلاثي متنكر، يعرفهم، عيونهم، آذانهم، معه، عقولهم في القصبة، تاريخها، دورها، تراثها، غنيمة، يجب توزيعها، القائد بمراكش، الفقيه بتارودانت، المخزني حمل المسدس، كون عصابة، يطوف على القصبات، مراكز الكلاوي، المقاومة في حاجة إلى مال، اعتقل القائد والخليفة، ومعهم بعض المتهمين، جمع المال، الذهب، الفضة، النحاس، البلار، الزرابي، تخابر مع نائب القاضي، القصبة في ملكيتي، أبرز له المسدس، اجتمع العدلين، كتبوا العقد، احتفظ به أحدهم، المعتقلون بقلعة الصحراء، قضى اثنين منهم، القائد والخليفة، اطلق سراح الباقي.

اجتمع باقي رواد الحزب، بدار التاجر، وصلهم خبر الإعدام، القائد والخليفة، نشروه بين الناس، الكل صامت، الموت يحوم، خرج الشيخ من الجمع، أخبر أقارب الخليفة، حذرهم من التاجر، نصح أخ الخليفة أن يبتعد عنه. مولود يشاهد ما يجري، يلتقي مع سي حمد الفقيه، وسي حمد العسكري، وسي عبد الله المقاوم، يجتمعون بذكانه، يمر عليهم سي محمد المقاوم، يخبرهم بحقيقة الثلاثي، خاصة القائد والمخزني، ودور نائب القاضي والعدل، السطو على المال، باسم المقاومة، كتابة عقد القصبة، تفرق الجمع، بدار التاجر، سي عبد الله المقاوم، من عائلة شيوخ سكتانة، صديق مولود، يخبرهم بأن الحزب سينفجر، يتم تزوير تاريخ المقاومة، حملة السلاح اختلفوا مع السياسيين، المخزني خارج السيطرة، ينفذ أوامر القائد والفقيه، كل ما يهمه هو المال. الاغتيالات تستمر، المقاومون يعدمون، الاستقلال تم تحريفه، سي موحند الريفي، رفض الدخول، الريفيون حملوا السلاح، تسلقوا الجبال.

انقسم جيش التحرير، من رفض وضع السلاح، من انخرط في الجيش، رجع صاحب القائد والفقيه، بزي الجيش، زار مولود بالدكان، اشترى بعض المواد، أخبر أنه عسكري، زار الفقيه، أعطاه العقد، إلى تارودانت عند صاحبه الفقيه، القائد بمراكش، ينتظر حقل الولاء، تفرقت جوقة المقاومة، سكتانة تعاني، غادر خليفة الكلاوي، غادر الفرنسيون، غادر محند البلانطو، أصبح خليفة، غادر العسكري، تم إعدام الخليفة. سي لمختار يفتح معهد تارودانت، يقرر فتح فرع سكتانة بالقصبة، همه الوحيد منذ زيارته سكتانة في 1943، زيارة مكتب تكركوست، تم إخباره بتوزيع المخطوطات، لم تتحقق نبوءته في قيمها، وزعها المتربصون بها، اكتفى بقرار بفتح فرع المعهد، أمر الفقيه أن ينوب عنه، في تسيير المعهد والفرع، وأوصاه بسكتانة، استبشر السكتانيون الأمر خيرا، بعد مدريتين، فرع المعهد يزهر الدراسة، يتخرج المعلون بالمدرية الفرنسية، ومن المعهد.

رغم كل ذلك، سكتانة تعاني، بها جرح غائر، با حمد، رفيق الشيخ محند، حزين، يزور مولود، سهره، يبارك له ولادة حسون، حفيده الثاني، سلم على للا فاطمة ابنته، عانق محمد حفيده الأول، سلم على للا فاضمة، للا وزة، للا رقوش، أخوات مولود، ومعهن صديقه باحسين، بيت مولود في حلة جديدة، في الجمعة، بعد الصلاة، إقامة السلكة، الوليمة لطلبة المدرسة العتيقة، أصدقاء مولود حاضرون، سي حمد الفقيه، سي حمد العسكري، سي عبد الله المقاوم، سي محمد المقاوم، مولود يسترجع أنفاسه، في فرح عارم، ورشة المنزل الجديد، تشتغل، لمعلم الحسن والعمال بالحفل، الكل مشغول بالاستقلال، إلا مولود، همه استرجاع الأرض، يقرر استئناف القضية، من جديد، ظنا في الاستقلال جديد، رغم أنه شك في ذلك.

#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات