أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - سكتانة : الحركة والتاريخ - الحلقة الأولى














المزيد.....

سكتانة : الحركة والتاريخ - الحلقة الأولى


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 7981 - 2024 / 5 / 18 - 14:21
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


1 ـ تقديـــــــم

تشكل جبال الأطلس الصغير والكبير سكتانة، مركزا هاما للتجمعات السكنية للأمازيغ، قبائل إنتاون، أونزين، إمديدن، إلمغارطين، زاكمزن، أسكاون، تيفنوت، إوزيون، أيت سمك، وأيت وكاز… ، ويسود بالمنطقة نمط إنتاج شبيه بالإقطاعي، عبر استغلال الأراضي الخصبة، المسقية بضفاف وادي زاكموزن وروافده، وديان أسكاون، تفنوت وإوزيون، والأراضي البورية الصالحة للزراعة والرعي، واستغلال غابات أركان، العرعر، البلوط... والغطاء النباتي وأساسه الشيح، وتشتمل المزارع على أشجار الزيتون، اللوز، الجوز، مختلف الفواكه، زراعة الزعفران، الشعير، الذرة والخضر...
ويشكل الرعي وتربية المواشي خاصة الغنم والماعز الأطلسي، إلى جانب الزراعة الدعامة الأساسية للاقتصاد، ويعتبر الصيد نشاطا مهما لما توفره الغابات من حيوان وطير، ويشكل فيها نمر الأطلس سيدها، إلى حدود الثلاثينات من القرن 20. وكان قادة القبائل يمارسون هواية الصيد، ويقال أن الشهيد الشيخ محند أعبد الله قائد سكتانة يملك ستين كلب صيد.
وتحتوي سكتانة على خزانين مائيين هامين : جبل سروا بعلو يبلغ 3304م وجبل توبقال 4165م الذي يحتوي على بحيرة إفني عمقها أزيد من 800م، مما يجعل المنطقة مجالا فلاحيا حيويا وموردا أساسيا للمياه، إلا أن هذه المؤهلات الاقتصادية الفائلة، لم يتم استثمارها لصالح الفلاحين الفقراء، الذين يتم استغلالهم لتنمية الرأسمال المالي، وخاصة المرأة الفلاحة التي تكدح دون أدنى أجر، في ظل شروط الحياة المادية شبيهة بالعبودية الإقطاعية، ويتم استغلالها في صناعة النسيج خاصة الزرابي. وتشكل الحرف المستوى الثالث للاقتصاد خاصة بعد استغلال الفضة مناجم زكندر بأسكاون منذ عهد المزحدين. (1)
كان لسقوط الدولة السعدية في القرن 17، أثر كبير في سقوط سوس في صراع دائمة مع السلطة المركزية بمكناس، مما له أثر كبير على الصراعات بين القبائل بسكتانة، التي عملت على قمع الثورات التي أشعلها قبائل الأمازيع. واستمر الصراع لأزيد من نصف قرن من الحروب ضد هذه الثورات، من طرف السلطان إسماعيل العلوي وكانت تارودانت مسرحا لها ضد ابنه محمد.
وعرفت قبائل سوس استقلالا نسبيا عن السلطة المركزية، في ظل الحكم الذاتي لأرستوقراطية شيوخ القبائل الأمازيغية ومنها قبائل سكتانة، في صراعها في اتجاه إعادة بناء الدولة السعدية. وعلى المستوى الثقافي نشأ صراع كبير بين علماء سوس المتشبثين بالدولة السعدية وعلماء فاس الموالين للدولة المركزية بمكناس، في ظل سيطرة أروستقراطية النبلاء بالمدينة في اتجاه بناء الدولة العلوية، وبرز هذا الصراع في مرحلة تأسيس الحركة الوطنية بالمدن خاصة بين مراكش وفاس، ولعب العلامة المختار السيوسي دورا هاما في إذكاء هذا الصراع. (2)
وتعتبر سكتانة الركيزة الأساسية للثورة على السلطة المركزية بمكناس، خاصة عبر زاوية ابن ويسعدن التي شاركت في عدة حروب في مرحلة السعديين، وكذا في مواجهة سلطة الكلاوي في 1918، ولا غرابة أن نراها تلعب دورا هاما في مرحلة مقاومة الاستعمار في بداية القرن 20، بقيادة الشهيد الشيخ محند اعبد الله، الذي سيطر على قلعة تالوين مركز سلطة القبيلة بسكتانة، بعد إخضاع جميع قبائل في نهاية القرن 19، ولم يتم إخضاع سكتانة إلا بعد خضوع بعض شيوخ قبائل سكتانة لسلطة الباشا الكلاوي بمراكش، و تم فصل سكتانة عن سوس بعد اعتقال قائدها الشهيد الشيخ محند واغتياله بسجن تازرت قرية الكلاوي في 1905، تمهيدا لدخول الاستعمار الفرنسي في 1932. (3)

2 ـ الحكم الذاتي للقبائل بسكتانة

فبل سيطرة الاستعمار على السلطة المركزية بتحالف مع الإقطاع خاصة الكلاوي بمراكش، تشكل القبيلة الركيزة الأساسية لحياة الفرد والجماعة بسكتانة، لكونها المحدد الأساسي للهوية الفردية والجماعية في الصراع بين القبائل، التي لا يمكن للفرد أن يحيا خارجا عنها، حيث تعرف القبائل صراعات وحروبا من أجل الدفاع مصالحها، خاصة أثناء النزاعات التي تنشب حول الحدود، الأراضي الرعوية والجماعية، وتعرف في أغلب الأحيان حروبا دائمة، خاصة في مواسم المحاصيل الزراعية، كما تعرف تضامنا خاصة عندما يكون العدو مشتركا.
وتطور هذا التضامن إلى مستوى بناء تحالفات القبائل بسوس المتجلية في حلفي "تاحكات" و"تاكوزولت"، اللذان يمثلان شبه حزبين سياسيين متصارعين حول السلطة بسوس في القرن 19، وتتم السيطرة على سلطة الحكم الذاتي من طرف القبيلة القوية وتخضع لها جميع القبائل الموالية لها، بالولاء لسلطة قائد القبيلة "أمغار" الذي يتزعم القبيلة في الحروب، ويملك القوة الاقتصادية، العسكرية والسياسية، وتطور هذا التحالف القبلي إلى حد بناء دول أمازيغية عظمى : المرابطين، الموحدين، المرينيين والسعديين من طرف أروستقراطية شيوخ القبائل، بعد سقوط الدول الأمازيغية قبل الإسلام وآخرها دولة غماة بجبال الأطلس الكبير، التي انطلق منها تأسيس إمبراطورية المرابطين لاحتلال مراكش في القرن 10م، وبناء أول قاعدة عسكرية في تنمل بالأطلس الكبير من طرف العالم والاستراتيجي القائد محمد بن عبد الله الأرغني المعروف بابن تومرت للسيطرة على مراكش وبناء إمبراطورية الموحدين، ولعبت سكتانة دورا هاما في بناء هذه الدول لكون قبائلها تسيطر على الطرق التجارية بين مراكش والصحراء عبر توبقال وسيروا.

1 ـ عبد الواحد المراكشي، المعجب في تلخيص أخبار المغرب.
2 و3 ـ المختار السوسي، من خلال جزولة الجزء 3، المعسول الجزأين 10 و19.



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جبال الأطلس تاريخ من الملاحم - الحلقة الأولى
- لماذا عجزت فرنسا أمام مقاومة أمازيغ الأطلس..؟
- مأساة يغود - الجزء الثاني - الحلقة التاسع
- لماذا راهنية ستالين وديكتاتورية البروليتاريا..؟
- مأساة يغود - الجزء الثاني - الحلقة الثامنة
- مأساة يغود - الجزء الثاني - الحلقة السابعة
- عن الحرب والسلام في أمم فقدت الذاكرة
- حتى لا نسقط في نسيان التاريخ فتسقط أحلامنا
- لا التماس عذر عن أخطاء دولة لا تحترم شعبها
- في الذكرى المئة لوفاة لينين : في جدال حول تطوير الماركسية
- جشع الرأسمال المالي وتدمير قوانين الطبيعةكثر
- لماذا زلزال 2023 بالمغرب اصطناعي؟ الحلقة الأولى
- لماذا زلزال 2023 بالمغرب اصطناعي؟ ـ مقدمة
- الماركسية، البرجوازية، الاستعمار والحرب
- تقديم كتاب الروح البيولوجية الجديدة - الكائنات البشرية ... ل ...
- تقديم كتاب الروح البيولوجية الجديدة - الحلقة الثانية
- تقديم كتابة الروح البيولوجية الجديدة - الحلقة الأولى
- ما علاقة تنظيم مهرجان بوجلود بالصهيونية بالمغرب؟
- في المعرفة والنقد العلمي المادي
- حول الوضع السياسي العالمي - 2


المزيد.....




- مقومات جبهة عمالية ضد العدوان الثلاثي على حرية الإضراب والتق ...
- جريدة الغد الاشتراكي العدد 39
- فيديو: من ربات بيوت إلى حارسات للغابات.. إندونيسيات يكسرن ال ...
- تحرير الاسري لم يقنع عشرات آلاف المتظاهرين الاسرائيليين
- اليمين المتطرف في الانتخابات الأوروبية.. هل يُعيد تشكيل المش ...
- عشرات الآلاف يتظاهرون بألمانيا ضد اليمين المتطرف
- بلاغ المؤتمر السابع للحزب الشيوعي العمالي الى جماهير العراق! ...
- البيان الختامي الصادر عن الدورة الرابعة للجنة المركزية لحزب ...
- صورة.. يحيى السنوار في ملعب نيلسون مانديلا بالجزائر!
- ماذا يعني أن يحقق اليمين المتطرف مكاسب كبيرة في الانتخابات ا ...


المزيد.....

- كيف درس لينين هيغل / حميد علي زاده
- كراسات شيوغية:(الدولة الحديثة) من العصور الإقطاعية إلى يومنا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية:(البنوك ) مركز الرأسمالية في الأزمة.. دائرة لي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رؤية يسارية للأقتصاد المخطط . / حازم كويي
- تحديث: كراسات شيوعية(الصين منذ ماو) مواجهة الضغوط الإمبريالي ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كراسات شيوعية (الفوضى الاقتصادية العالمية توسع الحروب لإنعاش ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - امال الحسين - سكتانة : الحركة والتاريخ - الحلقة الأولى