أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال الحسين - مأساة يغود - الجزء الثاني - الحلقة التاسع














المزيد.....

مأساة يغود - الجزء الثاني - الحلقة التاسع


امال الحسين
كاتب وباحث.

(Lahoucine Amal)


الحوار المتمدن-العدد: 7968 - 2024 / 5 / 5 - 15:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


لما تنخرط، سعيا في التاريخ، في بلاد يغودا، الأطلس، الريف، سوس، الصحراء، درعة، تبقى سكتانة، يغودة، جوهرة سيروا، لغزا، حائرا، حير المغامرين، في جبالها، شعابها، وديانها، سيروا أبو الكنوز، حير الفقهاء، العلماء، المستكشفون، من كل الأجناس. تاريخ غامض، في بلاد ساحرة، بجمال طبيعتها، ثرواتها، تلهمك معنى الحياة، هي مركز الحياة، لما تلجها، تحس بعالم غريب، كل الأجناس سافرت إليها، السفر إليها، يعلمك كثيرا، تاريخ حياة، نبعت هناك، ترفض كل شيء هجين، من يريد فك ألغازها، يغرق في عالم بدون حدود، في خصم بلا سواحل.

سكتانة، يغودة، امرأة، أسحرت العالم، ليس بجماها فقط، سحرها غريب، لما تتعلق بها، لا يفارقك حلمها، مرة مفرح، مرات مزعج، يغزوا أغوارك، حتى تعتقد، أنك مسحور، في مكان مسحور، مع كائنات العالم الآخر، حاضرة معك. هكذا يعتقد سكانها، روادها، من كل الأجناس، كل الأديان، هي لغز بعينه، محير، لم يستطع أحد فكه، اعتقد المستعمر بلغزها، ما زال محيرا، لم يهدأ له بال. تعرف عليها مولود، جاءها من عالم، أكثر غرابة، أنزال، بلدة تنبدانت، جوهرة توبقال، انسجمت فيها الأرض والسماء، بالماء، بالعشب، بالشجر، بالحجر، بالذهب، بالفضة، من وحي سيدي إفني، وادي أنزال، يغود توبقال، حير العالم، لما دندن، سقطت كل القمم، تفجرت، سكبت ذهبا.

لما غادرها مولود، بحثا، عن الحق في أرض، عن مكان، يستريح فيه، من كثر الهول، اعتقد أن رحلته قصيرة، يصل، يقضي مراده، يستريح. لم يعتقد أبدا، أن جوهرة سيروا، أعمق، من لغز جوهرة توبقال، اختلط فيه عالم الاثنين، شكلا عالما آخر. لم يخطر ببال مولود، وهو يتنقل، بين الإدارة والمحكمة، أنه سافر بعيد، في الزمان والمكان، تتقادفه أمواجهما، في خضم بلا سواحل. من الزاوية، إلى قلعة الأجداد، يتنقل، بحثا عن تاريخ، أبو مولود مر هناك، وجد أصدقاءه، فرح، قدموا شهادتهم، زاد فرحه، شكل هويته، أصول الأرض، العائلة، قال:

ـ الآن من حق امتلاك الأرض.

مر على الأهل، الأخوات، الأصدقاء، توقف بقرية، بلدة أخته الصغير، مع صديقه، أخيه، باحسين الوفي، يسكب الشاي، قرب المطبخ، ببيت عتيق، له تاريخ، أكثر غرابة، تاريخ شيخ القبيلة، مات الشيخ، انتهى التاريخ، بقيت الأرض، الماء، الشجر، الحجر. يغودة توبقال، زرتها مرة، في عزاء باحسين، وفاءا لعمتي، للا رقوش، كانت تزورنا، بالزاوية، تحمل ما تجمعه، من خيرات تجكالت، جوهرة الأطلس الكبير، لما دندنت، انشقت الجبال، سقطت الأرواح. بين جلسة مولود وباحسين، على مائدة الشاي، اللوز، العسل، أملو، طال الحديث، تم الفراق، غابا معا، إلى عالم آخر، في زيارتي الثانية لها، بلدة الجميلة، تحولت إلى ركام،مأساة، لم تخطر ببالي، تخربت عن آخرها.

بلدة جميلة، كنت أمر بها، في طريقي إلى مراكش، كان مولود، يحط بها، يجمع هناك، كل المواد الطبيعية، بعد شرائها، يحلها، إلى أسواق مراكش، يمارس التجارة، بالزاوية، وبالأسواق. يناضل من أجل الأرض، التعويض عن حادثة شغل، لم يعترف بها الفرنسيون، في تلك النقط بالضبط، البلدة الجميلة، يعيد التاريخ نفسه، بشكل مأساوي، بل أكثر مأساوية. بلدة ألهمت مولود معنى الصراع، من أجل البقاء، من أجل الحياة، من أنزال، تنبدانت، المنكوبة، مرورا بتجكالت المنكوبة، وأكدز إوزيون المنكوب، إلى زاوية تكركوست المهمشة، كان يتنقل مولود، التاجر، المناضل، إلى ورزازات، مراكش، بحثا عن حق ضاع، بحثا عن العدالة، رجع السلطان، يرى العدالة قد ابتعدت.



#امال_الحسين (هاشتاغ)       Lahoucine_Amal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا راهنية ستالين وديكتاتورية البروليتاريا..؟
- مأساة يغود - الجزء الثاني - الحلقة الثامنة
- مأساة يغود - الجزء الثاني - الحلقة السابعة
- عن الحرب والسلام في أمم فقدت الذاكرة
- حتى لا نسقط في نسيان التاريخ فتسقط أحلامنا
- لا التماس عذر عن أخطاء دولة لا تحترم شعبها
- في الذكرى المئة لوفاة لينين : في جدال حول تطوير الماركسية
- جشع الرأسمال المالي وتدمير قوانين الطبيعةكثر
- لماذا زلزال 2023 بالمغرب اصطناعي؟ الحلقة الأولى
- لماذا زلزال 2023 بالمغرب اصطناعي؟ ـ مقدمة
- الماركسية، البرجوازية، الاستعمار والحرب
- تقديم كتاب الروح البيولوجية الجديدة - الكائنات البشرية ... ل ...
- تقديم كتاب الروح البيولوجية الجديدة - الحلقة الثانية
- تقديم كتابة الروح البيولوجية الجديدة - الحلقة الأولى
- ما علاقة تنظيم مهرجان بوجلود بالصهيونية بالمغرب؟
- في المعرفة والنقد العلمي المادي
- حول الوضع السياسي العالمي - 2
- حول الوضع السياسي العالمي - 1
- يوميات التقاضي بالمحاكم المغربية - الحلقة الرابعة
- يوميات التقاضي بالمحاكم المغربية - الحلقة الثالثة


المزيد.....




- برشلونة يقيل تشافي وتوقعات بتعيين فليك خلفا له
- هل ستواجه الاحتجاجات الطلابية في بريطانيا مصيرا مشابها لنظير ...
- في أول زيارة دولة يقوم بها رئيس فرنسي إلى ألمانيا منذ 24 عام ...
- مصر.. شاب ثلاثيني يرتكب جريمة مروعة بحق معلّم بسبب إعطائه -د ...
- بعد مزاعم قناة فرنسية عن -فاغنر- في جربة .. السفارة التونسية ...
- كندا مستعدة لدعم أوكرانيا على حساب الفوائد على الأصول الروسي ...
- روسيا والبحرين: شراكة براغماتية متزايدة
- هل تواصل إسرائيل عملية رفح رغم قرار محكمة العدل الدولية؟
- ردود على إعلان إسبانيا والنرويج الاعتراف بالدولة الفلسطينية ...
- حزب الله يستهدف مواقع إسرائيلية ونصر الله يتوعد نتنياهو


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال الحسين - مأساة يغود - الجزء الثاني - الحلقة التاسع