أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أيوب - عزوف - خاطرة ،














المزيد.....

عزوف - خاطرة ،


محمد أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 1765 - 2006 / 12 / 15 - 11:05
المحور: الادب والفن
    


عزوف عن كل شيء .. عزوف عن الكتابة .. عزوف عن الكلام .. عزوف عن الابتسام ، يصيبك العزوف عن كل شيء حولك لكثرة القرف الذي يحيط بك والخراب الذي أصاب الضمائر والقلوب التي كانت يوما ما عامرة بالحب ولا شيء غير الحب ، ولا سيما حب التضحية والتكافل الاجتماعي مع الآخرين ، ولكن الصدأ ران على هذه القلوب وغلفها بالقسوة والكراهية ، فأصبح الموت يتجول في الشوارع على جناح رصاصة طائشة هنا أو هناك ، تصيبك دون أن ترتكب ذنبا أو تسيء إلى أحد ما ، كل ذنبك أنك تسير في الشارع آمنا مطمئنا وقت ارتكاب عملية القتل .
لقد غاضت ابتسامتي التي يعرفها الأصدقاء وغير الأصدقاء ، لم يعد في القلب متسع لهموم أكثر ، في طريقي لدفع فاتورة الهاتف أوقفت سيارتي في مكان يبعد قليلا عن شركة الاتصالات في الساحة المقابلة لمبني البلدية ، قابلني بعض الشباب الذين أبادلهم الود ، ومن مسافة بضعة أمتار بادروني بالقول : أين المثقفون ؟ وأين أقلام الكتاب ؟ لم تطاوعني ابتسامة حاولت اغتصابها ، قلت : لمن نكتب ؟ وإن كتبنا فمن يقرأ في غمار هذه الفوضى المنظمة والمخطط لها ؟ وإن وجدنا من يقرأ فمن يفهم ويستوعب ؟ وإن فهمنا واستوعبنا فمن يطبق ما فهمناه إن كنا قد فهمناه بطريقة صحيحة .
آه يا وطن الموت والكراهية .. آه يا وطنا ضيعه أهله قبل غيرهم بمشاحناتهم وتصارعهم على اللاشيء ، آه يا وطن السراب والظمأ ، لقد أصبح حالنا أشبه بحال العيس التي تحدث عنها الشاعر العربي قديما حين قال :
كالعيس في الصحراء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول
فهل يقيض الله لهذا الشعب من يبقر بطون القرب التي تحملها العيس فنرتوى أمنا وأمانا ، ونشبع كفاية وعدلا وتكافؤا للفرص بين الجميع دون فئوية أو تحزب ؟ أم أن ضبابية الرؤيا ستظل تدفعنا إلى هاوية الصراع والفتن التي أضاعت منا الكثير .. الكثير ، وربما أضاعتنا وأضاعت ما تبقى مما يمكن أن نعتبره وطنا ؟!!!!
سؤال يحتاج إلى كثير من التعقل وصدق النوايا قبل الإجابة عليه وإلى التطابق بين القول والفعل ، كفانا حديثا عن وحدة وطنية لا نمارسها بل نغتالها في الشوارع كل يوم ! الجميع يتحدثون عن الوحدة الوطنية ولا نراها ولا يترجمون حديثهم إلى شيء ملموس على أرض الواقع ، والجميع يدين عمليات القتل وما يسمونه بالفلتان الأمني في الشوارع ! من الذي يقتل إذن ؟ ومن يقف وراء هذه العمليات إذا كان الجميع يشجبونها وستنكرونها ؟ بل ويسير من ارتكبوها في مواكب التشييع مستنكرين منددين ؟!!!
يا الله ارحم أطفالنا وارحم شيوخنا ونسائنا ، اللهم أغثنا بالغيث الذي حرمتنا منه فترة طويلة ، ربما كنا لا نستحق أن تغيثنا بالمطر لسوء أفعالنا ، فلا تجعل الأمطار تعزف عن النزول من أجل أطفالنا وحيواناتنا وزرعنا يا الله .



#محمد_أيوب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق وفستان مونيكا
- قراءة في قصيدة أفين شكاكي - في يدي أفق ماطرة -
- أمطار غزيرة وآمال كبيرة
- التاسع والعشرون من أكتوبر والذكريات المؤلمة
- طفالنا والعيد - خاطرة
- نداء عاجل موجه إلى السيد مدير عمليات الوكالة بغزة
- توأمان سياميان - خاطرة
- أفين شكاكي والبوح المستمر - قراءة نقدية
- التسلط بين الفرد والدولة
- أبو الكلب - قصة قصيرة ، بقلم : موشي سميلانسكي - ترجمة : د . ...
- الموت الفجائي - قصة قصيرة - موشي سميلانسكي
- الكف تناطح المخرز - رواية
- الإضراب والرواتب وأشياء أخرى - بقلم : د . محمد أيوب
- يوم عادي في حياة غير عادية
- الهم السياسي في آخر قصائد مظفر للنواب - قراءة نقدية
- الكف تناطح المخرز / 11 ، 12
- قرار مجلس الأمن 1701 والحرب القادمة
- قراءة في البيان السياسي للمؤتمر الناصري العام
- حساب المثلثات في الشرق الوسط والعالم
- أحلام بسبسة والشرق الأوسط الجديد


المزيد.....




- مؤسس -هاغينغ فيس-: نحن في فقاعة النماذج اللغوية لا الذكاء ال ...
- مسرحية -عيشة ومش عيشة-: قراءة أنثروبولوجية في اليومي الاجتما ...
- محمد إقبال: الشاعر والمفكر الهندي الذي غنت له أم كلثوم
- مصر: رصد حالات مصابة بالحمى القلاعية بين الماشية.. و-الزراعة ...
- موسم الدرعية يطلق برنامج -هَل القصور- في حيّ الطريف
- المدينة والضوء الداخلي: تأملات في شعر مروان ياسين الدليمي
- مكان لا يشبهنا كثيراً
- لقطات تكشف عن مشاهد القتال في فيلم -خالد بن الوليد- المرتقب ...
- طهران تشهد عرضاً موسيقياً فخماً من مسرحية أوليفر تويست + فيد ...
- يحيى الفخراني يفتتح -أيام قرطاج المسرحية- بعرض -الملك لير-


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أيوب - عزوف - خاطرة ،