أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - لا بديل عن وحدة الموقف الفلسطيني لمواجهة القادم الأخطر















المزيد.....

لا بديل عن وحدة الموقف الفلسطيني لمواجهة القادم الأخطر


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 8025 - 2024 / 7 / 1 - 17:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم: نهاد أبو غوش
نقلت وكالة (رويترز) مؤخرا أن لقاء المصالحة بين حركتي فتح وحماس الذي كان مقررا عقده في الصين منتصف حزيران الجاري، تأجل من دون تحديد موعد بديل! مرّ الخبر دون اكتراث من المواطنين والمتابعين، الذين لم لم يتوقع أي منهم خروج هذه اللقاءات بأي نتيجة عملية لصالح هدف إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة.
يستطيع كل طرف أن يحشد ذرائعه وحججه لمحاولة تبرئة نفسه وإلقاء اللوم على الطرف الآخر، واتهامه بالمسؤولية عن تعطيل مسيرة المصالحة الفلسطينية، لكن ذلك لن يغير من النتيجة العملية، والحقيقة الماثلة أمام عيون الجميع، وهي أن النظام السياسي الفلسطيني بكل مكوناته وتشكيلاته وتلاوينه فشل فشلا ذريعا في الاستجابة للمهمات المركزية التي تفرض نفسها وهي: حماية الشعب من حرب الإبادة والتهجير والتدمير، وتقليص معاناة الناس، وبخاصة في قطاع غزة، مما يتعرضون له من أهوال وفظائع غير مسبوقة. كما أن هذا النظام الذي نتحدث عنه (منظمة وسلطة وفصائل واتحادات شعبية ومؤسسات مجتمع مدني) ومؤسساته وقياداته على اختلاف مستوياتها ومسؤولياتها، لم ينجح في التصدي للمخاطر التي تحدق بالقضية وبحقوق الشعب الفلسطيني، كان ذلك في فترات الهدوء النسبي قبل ىالحرب حيث فشل النظام في الاستجابة لاحتياجات الناس وتطلعاتها لإنهاء صفحة الانقسام البعيض من حياة الشعب، وما زال الوضع على حاله في الظروف الأكثر صعوبة بعد الحرب.
على امتداد سنوات الانقسام الطويلة (17) وقبلها بقليل (حوارات السجون ووثيقة الوفاق الوطني)، طافت جلسات الحوار كثيرا من المدن والعواصم العربية والعالمية: القاهرة، ومكة، والرياض، والدوحة، وصنعاء، ودمشق، وبيروت، والجزائر، واستانبول، وموسكو وبكين فضلا عن رام الله وغزة. نوقشت كل العناوين والتفاصيل، المبادئ والثوابت والمحددات. وصيغت الاتفاقيات، ولم يُنفّذ منها شيء، وظلت المسوّدات والصيغ حبيسة الأدراج والرفوف. حتى في أحلك الظروف وحين وضعت "إسرائيل" خلافاتها جانبا وذهبت إلى حكومة طوارئ موحدة، ظل الفلسطينيون منقسمين في أدائهم السياسي كما في أدائهم الميداني وخطابهم لشعبهم وللعالم.
حملت أحداث السابع من أوكتوبر وتداعياتها تغيرات عاصفة في مكانة القضية الفلسطينية، ومواقف العالم على مستوى الحكومات والمؤسسات والشعوب، ويمكن إجمال ذلك بالعناصر التالية:
- فشل المقاربة الإسرائيلية التي سعت لتكريس واقع أن الشأن الفلسطيني هو شأن إسرائيلي محض، ولا دخل للعالم به. والحل يكون فقط خلال المفاوضات الثنائية المباشرة، وهي مفاوضات غير قائمة بالطبع، أي أن لإسرائيل الحق بحكم تفوقها العسكري بتحديد طبيعة الحقوق التي يمكن منحها للفلسطينيين، وتقتصر على الجوانب المعيشية والاقتصادية ولا علاقة لها بحق الشعوب في تقرير مصيرها.
- كشفت الحرب مدى الخلل الذي يعانيه النظام الدولي ومؤسساته بقيادة الولايات المتحدة، من حيث ازدواجية المعايير، ومخالفة المبادئ الأساسية للقانون الدولي وحقوق الإنسان، وقيم العدالة والحرية حين يتصل الموضوع بفلسطين وإسرائيل.
- أعادت الحرب كشف الطبيعة الإجرامية الأصيلة لإسرائيل وجيشها ومؤسساتها، حيث ثبت أن المجازر الجماعية ليست مجرد حوادث متفرقة في تاريخ حروب هذه الدولة، بل هي أداة رسمية معتمدة في تنفيذ سياساتها، مع قناعات راسخة بأنها في منأى عن المساءلة والعقاب.
- أظهرت الحرب مدى ضعف النظام العربي وتبعيته، وتميز الموقف الرسمي الفلسطيني هو الآخر بطابع أقرب إلى الشلل والانتظار والعجز عن التأثير في مجرى الأحداث.
- بروز دول ومجموعات دولية ترفض التسليم بهيمنة الرؤية الأميركية، فعبّرت حقها في أن تبدي رأيها في ما يجري على مستوى العالم وهنا برزت أدوار دول مثل جنوب افريقيا، والبرازيل وتشيلي وكولومبيا ونيكاراغوا، واسبانيا وايرلندا بالإضافة لمجموعة بريكس.
- أعادت تداعيات الحرب تظهير القضية الفلسطينية باعتبارها قضية شعب عانى طويلا من القهر والاحتلال والظلم، واصبحت القضية رمزا للعدالة وحقوق الإنسان، كما في الثورات الطلابية والتظاهرات التي عمّت عواصم الغرب ومدنه الرئيسية، والموجات العارمة للتعاطف مع فلسطين وقضيتها.
- أظهرت الحرب إمكانيات مؤثرة وغير متوقعة لقوى إقليمية باتت مهمة مثل حزب الله وجماعة أنصار الله في اليمن التي بات كل منها لاعبا مركزيا في الصراع.
أما إسرائيليا فكشفت الحرب عن كثير من نقاط الضعف والهشاشة سواء في طبيعة النظام السياسي الذي يخوض حربا طويلة وشاقة للمرة الأولى في ظل انقسامات حادة، أو في الأداء العسكري مع الفشل في تحقيق أهداف الحرب، وحسم المعركة سياسيا كما اعتاد على حسمها عسكريا. ولعل هذه النتائج ستعيد طرح اسئلة حساسة حول مستقبل إسرائيل ومكانتها المفترضة لبناء نظام إقليمي جديد.
اللافت أن إسرائيل ومعها أطراف إقليمية ودولية باتت تعدّ نفسها لما يسمى "اليوم التالي"، فإسرائيل تسعى لمواصلة فرض سيطرتها على غزة ومستقبلها المدني والسياسي والسلطوي، وما لم تحققه بالقوة العسكرية تريد تحقيقه بالضغط السياسي والابتزاز، وهذه الرؤية تنسحب على ما يجري في الضفة حيث تسعى حكومة اليمين الاسرائيلي لحسم الصراع بالقوة المسلحة وتصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية، أما الأطراف الإقليمية والدولية فأكثر ما يهمها هو الأمن والاستقرار، وليس حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، وهكذا فإن القادم هو الأخطر على مستقبل القضية الوطنية.
الفلسطينيون هم الأكثر تأثرا بسؤال اليوم التالي ورغم ذلك فهم حتى الآن لم يصلوا لرؤية موحدة، لكن الأوان لم يفت على ذلك، فالتحديات الماثلة أمامنا لا تقل خطورة عن فصول وتفاصيل الحرب الدموية. وما زال بالإمكان توحيد الموقف الفلسطيني على قاعدة الاتفاق على برنامج طوارئ، اي برنامج قواسم مشتركة مؤقت يقوم على أولوية إعادة الإعمار ولملمة جراح غزة والتصدي لمخططات تصفية الحقوق الوطنية في الدولة والعودة وتقرير المصير، وتشكيل حكومة تحظى بأكبر قدر ممكن من التوافق، بمرجعية وطنية موحدة من جميع الفصائل. طبعا لن تستجيب القيادات العليا تلقائيا لهذه المطالب لذلك يتوجب الضغط عليها بكل السبل الجماهيرية والسياسية والاعلامية المتاحة والممكنة.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خارطة طريق لتمكين الإسرائيلي فلسطينيا وإقليميا .
- عن الدولة والجيش في إسرائيل
- تحولات اسرائيلية نوعية تجاه الضفة والسلطة ... أكثر من إجراءا ...
- إدارة سموتريتش المدنية للفلسطينيين لم تعد مجرد أفكار
- عن تحضيرات إسرائيل المتواصلة لاجتياح رفح
- نتنياهو يحاول توريط الولايات المتحدة في حرب إقليمية*
- حول الخلافات الأميركية الاسرائيلية تجاه الحرب
- تكليف محمد مصطفى: لا وفاق.. ولا آفاق
- خلفيات التواطؤ الأميركي الإسرائيلي على الرصيف البحري
- في سقطات الإعلام الغربي وسقوطه (2 من 2)
- في سقطات الإعلام الغربي وسقوطه (1 من2)
- موازنة إسرائيل الحربية لعام 2024
- عن الضفة ودورها تجاه الحرب على غزة
- العنوان كان مكتوبا على الحائط
- قراءة في رد حماس على ورقة باريس:
- حرب غزة الكاشفة (2 من 2)
- حرب غزة الكاشفة (1 من 2)
- تصفية وكالة الغوث على طريق شطب قضية اللاجئين الفلسطينيين
- التحركات الأميركية والإقليمية ومكانة القيادة الفلسطينية منها
- الفلسطينيون وقرار محكمة العدل الدولية


المزيد.....




- بدء هجوم صاروخي إيراني واسع على إسرائيل الآن وصفارات الإنذار ...
- لقطات فيديو لسقوط صواريخ إيرانية على مناطق متفرقة في إسرائيل ...
- يديعوت أحرنوت: هجوم إيراني جديد بالطائرات المسيرة من المناطق ...
- مباشر: موجات متتالية من القصف والصواريخ بين إسرائيل وإيران ت ...
- التصعيد الإيراني الإسرائيلي يسيطر على أجواء قمة مجموعة السبع ...
- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نهاد ابو غوش - لا بديل عن وحدة الموقف الفلسطيني لمواجهة القادم الأخطر