الحكماء الجدد..والشوارع.. 2..

محمد سليم

الحوار المتمدن-العدد: 1764 - 2006 / 12 / 14 - 10:42
المحور: المجتمع المدني
    

** عندما.. تكون شوارعنا العربية ، موحدة السير فى اتجاه واحد إجباريا ،وبؤرة السير( الزفة الكذابة ) حول زعيم شمولي الفكر دكتاتوري الرؤية يجرجر خلفه حزب سياسى كعصابة من المنتفعين ، أو عائلة حاكمة عاطلة بالوراثة ،أو فئة من العسكر متدرجة الرتب العسكرية ، عندئذ هى شوارع تُورث من حاكم لحاكم كما المتاع أو الجواري أو تغتصب بالقوة فى وضح النهار من عدو غاصب لئيم أو تشترى بحفنة من الدولارات فى سوق العولمة 0
** وحينئذ .. الشارع يفقد انتماءه وهويته القطرية والقومية العربية ويفقد أرضه وسيادته وحريته وخصوصيته، ويصبح مرتعا يلوك كلمات مبهمة فى تناقضات هزلية أو جدلية ،ويضحى بيئة لكل (من هب ودب ) من كل حدب وصوب ، بيئة لكل نبتة شيطانية - متطفلة - دخيلة – أسيرة ماضي كئيب - فتظهر وتترعرع فى تربته ومسامه ،و تتلقفه القوى الخارجية الطامعة الكارهة بالرعاية والعناية ليصبح نجما فى الساحات الشعبية السياسة ، و يوضع فى بؤرة الاهتمام الإعلامي ويُلبس هالة كأنه زعيم أو حكيم من حكماء العرب 0
** حكيم العراق ..عبد العزيز الحكيم ،
ورث زعامة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية -الايرانى المنشأ - بعد اغتيال شقيقه محمد باقر الحكيم ، قضى بإيران زهاء العشر سنوات من عمره أثر هروبه من حكم صدام حسين ، يتبنى و يدعو ويصر لإقامة إقليم للشيعة فى جنوب ووسط العراق ، ويحاول بكل ما أوتى من قوة بتثبيت دعائم الطائفية وتقسم العراق شر ممزق، يتغنى فى جماهيره (بالهلوكست )على الطريقة الصهيونية بتعرض شيعة العراق لسياسات ظالمة من زمن مر وانقضى ، و يطالب بضرورة نيل الحقوق بالانفصال فى دويلة شيعية ، واسترجاع الحقوق المغتصبة من الأعداء منذ آلاف السنين ، و كرها وبغضا فى السنة العرب بحجزهم فى مساحات صحراوية غير ذات أهمية تذكر..ومهما.. جرت الدماء كالأنهار فى شوارع العراق ،فيعزف قتلا وتشريدا على أوتار العقائد الدينية والمذهبية وتعميق الفوارق بين أبناء الوطن الواحد والدين الواحد ، ويُحرض فئة على فئة أخرى بحجج ودواعى واهية يستحضرها من ماضى كريه ، بخطب وكلمات رنانة تخدع السذج والغوغاء ويعزف معه جوقة من بعض الأطراف الدينية والسياسية وفى مقدمتهم ميليشيات بدر وحيش المهدى وحزب الدعوة ومخابرات الدول الطامعة والطامحة فى ثروات العراق وقوات الاحتلال بطبيعة الحال ، يشحنون باستمرار أبناء الشوارع البسطاء وزرع بذور الانتقام الطائفي للمبرر وللغاية الاسمي كدويلات طائفية مذهبية ......0
** حكيم لبنان.. سمير جعجع ؛
التحق بحزب الكتائب اللبنانية وعمره لا يزيد عن سبعة عشر عاما ،وتحول من طالب يدرس الطب بعد أربع سنوات الى طالب نابغة فى الحرب الأهلية اللبنانية – 57 ؛1990 – زعيم وقائد ميليشيا القوات اللبنانية ، وعنصر فاعل فى قتلى حروب الشوارع الطائفية اللبنانية ، وساهم فى العديد من الجرائم منها ؛ أتهم بتفجير كنيسة فى شمال بيروت ومقتل احد عشر شخصا تحت أنقاضها ، وفى عملية عسكرية استهدفت الوزير طونى فرنجية ، و اغتيال دانى شمعون وعائلته ، وأخرا اغتيال رشيد كرامى ، وصدر ضده حكم بالإعدام فى عملية الاغتيال الأخيرة ، خفف الى الإشغال الشاقة المؤبدة وسجن فى بدروم تحت أرض وزارة الدفاع اللبنانية ، وبعد احد عشر عاما قضاها فى محبسه الإنفرادى أصدر مجلس النواب اللبنانى ( الحالى ) تحت بند وحجة المصالحة الوطنية قرارا بالعفو وإطلاق سراحه ، و تحت وعود وعهود أخذت عليه وقطعها على نفسه ! ، وبطلب وضغوط من قوى الخارج ، ورتبوا له دورا مستقبليا يتلاءم مع قدراته ومواهبه الإجرامية ، وتجلت أخيرا كبوادر تنبؤاته باغتيال الوزير المارونى الشاب بيير الجميل ، ويتهمه البعض بجلب وتخزين السلاح ليعيد ..... وأضحى عضوا فاعلا فى الساحة اللبنانية ، يستحضر ماضى أيامه فى خدمة مشروع الحكومة اللبنانية الباكية واستنهاضا للشارع اللبنانى وتجييشه طائفيا ومذهبيا .......0
** هم امثلة من حكماء العرب الجدد ؛
- حقد أعمى مرتفع الوتيرة عند هؤلاء الطائفيين الحاقدين ،
- هم صعاليك يلتحفون ببطانية الاحتلال وأسرى لماضيهم البغيض،
- مرتبطين بالاحتلال بشبكة من العهود والاتفاقيات،
عملاء الاحتلال المفلسين وطنيا وأخلاقيا ،
هم تحت مظلة مشروع قومى ايرانى ، أو تحت مظلة مشروع الشرق الأوسط الكبير الجديد والهيمنة الأمريكية الإسرائيلية، ....0
** الحكماء الجدد يطالبون بـــــ ؛
- بعدم رحيل المحتل من بلادهم ،
- نزع سلاح الميلشيات وحصر السلاح فى يد القوات الحكومية فقط ،
- تقوية حدود البلاد وبناء سياج أمنى حديدى ، ....0
** ويعتليهم سعار الكلب بعدما تعالت الصيحات بانسحاب قوى الاحتلال من بلدانهم تحت ضربات المقاومة الموجعة ،و دعواتهم تلك تلقى الدعم والرعاية من المحتل الأمريكي ،فهى نفس توجهات السياسات الامريكية ذات الرؤى الصهيونية ؛ تجزئة العراق وتمزيقه على دويلات ....تفتيت لبنان الى كنتونات طائفية،
** أمثال هؤلاء ؛ سيهربون هرولة على إقدامهم عند هزيمة واندحار حاميهم المحتل كما فعلها أنطوان لحد فى جنوب لبنان واختباءه فى شوارع إسرائيل حتى اليوم ....أم ... 00
تتبع ......شكرا .

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل