عبد الحليم حافظ ومكة !

حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 8009 - 2024 / 6 / 15 - 10:02
المحور: الادب والفن
    

يظل من المستغرب فى تراث عبد الحليم حافظ الفنى ألا نعثر على أغنية واحدة تمجد شهر رمضان المبارك ، أو تنشد للحجيج ولمناسك الحج ، صحيح أن عبد الحليم حافظ له بعض الأغانى الدينية القليلة المقتضبة التى كانت تمثل مجرد انطباعات شخصية منفردة لا تأثير حقيقى لها ولا حضور ،لكنه لم يؤدى اغنية دينية حقيقية تعكس تراث وثقافة المسلمين ومجتمعهم ؟
فالفنان الحقيقى ابن لمجتمعه يهتم بما يهتم به الناس ، ويعتز بثقافتهم ومرجعياتهم لو كان لديه بالفعل انتماء حقيقى !؟
فمثلا أم كلثوم لها أناشيد دينية كثيرة مثل ولد الهدى والثلاثية المقدسة، أما للحج فقد قدمت قصيدة إلى عرفات الله و أغنيتها الشهيرة "القلب يعشق كل جميل وياما شفتى جمال ياعين،
دعاني لبيته، لحد باب بيته ، واما تجلى لي بالدمع ناجيته "
أما الرائعة فيروز (الغير مسلمة) فتوجد لها أغنية رائعة بعنوان :
" غنيتُ مكةَ أهلَها الصِّيدا
والعيدُ يملأ أضلُعي عِيدا،
يا قارئَ القرآنِ صلِّ لهُمْ
أهلي هناك وطيِّبُ البِيدا"
كذلك الفنان محمد فوزى غنى لبيك ياربى ان الحمد لك والملك لك لاشريك لك ،
كما غنى أغانى رائعة لشهر رمضان منها هاتو الفوانيس يا ولاد ،
حتى الفنانة ليلى مراد والتى يقال انها كانت من عائلة يهودية لم تتجاهل رحلات الحجاج فغنت لهم" يارايحين للنبى الغالى هنيا لكم وعقبى لى" ، كما غنت لشهر رمضان الاغنية الرائعة" ياللاه ياغفلان باب الغفران مفتوح على آخره قدامك، وعليه ملكين واقفين الاتنين يستنوا صلاتك وصيامك"
كما غنى فريد الأطرش ( الدرزى) اغنية "هلت ليالى حلوة وهنية ، ليالى رايحة وليالى جاية ، القدر فيها الله أكبر ، أوعدنا بيها الله اكبر"
بالاضافة لروائع محمد عبد المطلب رمضان جانا وغيرها،
لكن على الرغم من مشوار عبد الحليم حافظ الزاخر بالأغانى العاطفية واغانى المناسبات الوطنية وحتى للمسيح وللكويت وللمغرب ، فقد نسى أو تجاهل شهر رمضان بكل عبقه وشعبيته ، كما لم يتذكر أو يرى أهل مصر وهم يسافرون ويعودون من الحج أو يحتفلون بالأضحى ؟

#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل