أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير الحامدي - المنسيون














المزيد.....

المنسيون


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 8005 - 2024 / 6 / 11 - 22:44
المحور: الادب والفن
    


من الكتاب الثالث من ثلاثية " ورقات من دفاتر ناظم العربي" المعنون بـ منتصر السعيد المنسي. فصل ما قبل البدية .الورقة السادسة المنسيون

رائحة المكان مقززة خليط من روائح الدم الطازج والمتيبس والعرق والقيح والرطوبة الباردة. خليط من روائح المازوط والشحم والمطاط المحترق واللحم المشوي.
المكان معتّم مظلم ليلا نهارا عدى فانوس صغير معلق في العلو الشاهق لسقف المكان.
أموات بالعشرات ملفوفون في عباءات وسخة ممدين الواحد بجانب الآخر.
قال الذي ذهب بي لهناك أن كثيرين يأتون بهم إلى هذا المكان المحاذي للسجن والذي كتب على واجهة مدخله مصحة السجن بعد أن يكتشف أمرهم ويصدر بشنهم القرار النهائي…
طبعا القرار النهائي يبقى أشهرا ليكون جاهزا فالسلطة لا تهتم بذلك… فهناك أولويات في عملها ولا شكّ أن مثل هذا القرار لا يشغلها كثيرا ويمكن أن ينتظر…
المقبوض عليهم والذين يصلون المكان ينتهي كل شيء بالنسبة لهم…
قال لي أن كل من يُؤتي به للمكان أول ما نقوم به بشأنه هو أن نعطيه إسما غير اسمه ولقبا غير لقبه… قال الاحتياط واجب… فأهله سيبحثون عنه سيسألون عنه كل من يصلون إليه… أناس عاديين، ضباط حراس، سجناء سياسيين، مساجين عاديين وقع إطلاق سراحهم… الاحتياط واجب لذلك يقع تغيير أسماء من يصلون فمحمد الرابح مثلا يمكن أن يصبح منصور الأيوبي وعلى الراعي قد يصير محمود بن علي وهكذا المهم أن من يدخل هنا يموت… يموت فعلا أو يموت بالحياة يصير آخر هويته السابقة تمحى وكأنه لم يكن… تمحى من كل السجلات فحتى أهله إن أصروا يمكن أن نمكنهم من السجلات ليقروا أسماء السجناء ولن يعثروا على اسم قريبهم لذلك تراهم يتنقلون من سجن لسجن حتى يكلون ويملون ويستسلمون.
نزلاء هذا السجن ومن يبقى منهم على قيد الحياة هم هامات فقط ليسوا بشرا كي يعاملوا معاملة البشر وأضاف هنا الكلام ممنوع وتقريبا كل شيء ممنوع وهناك ممنوع من ممنوع…
سألته عن ممنوع من ممنوع فقال: أولا السلطة لا تصل لهنا فالحراس طليقي الأيدي يفعلون ما يشاؤون بالسجناء والحقيقة أن كلهم مخابرات ولكن تقارير عديدة تصل السلطات العليا فتكون أول من يعرف كل شيء ولكنها لا تظهر في الصورة الحراس هم الذين يظهرون وهذا أول ممنوع من ممنوع. الممنوع من ممنوع الثاني هو يصادف أن يتعرف حارس على أهل سجين من السجناء فيحول الأهل لمصدر تمعّش طبعا هو لا يخبرهم بأن قريبهم في السجن الذي يعمل فيه ولكنه يخبرهم أن له صديقا يعمل في سجن آخر هو الذي تعرف على سجينهم وقد أخبره بذلك ولكن الأمور خطيرة جدا وصعبة وتتطلب الكثير من النقود ليتصلوا بسجينهم طبعا يكون متسلحا بصورة للمعني صورة حديثة تظهره في لباس السجن ولك أن تتصور الباقي… ممنوع من ممنوع آخر هناك بعض الحراس يبيعون المخدرات للسجناء… طبعا السلطات تعلم بذلك ولكنها تغمض العينين عن ذلك. أيضا يمكن أن تعثر على الهاتف الجوال وفيديوهات البورنو كلها بثمن… السجناء هنا يدفعون يا صاحبي…
ماذا يمكن أن يبقى لهم إن لم يدفعوا من لا يدفع ينبذ يصير كالمجنون يترك لمصيره ومصيره معلوم…
السجن اليوم تطور كثيرا صار كل شيء يمكن الحصول عليه فقط يجب أن يكون لك ما يمكنك من ذلك…
هل تصدق أن الحياة في السجن خير منها خارجه… هذا الكلام ليس من عندي إني سمعته من أكثر من سجين...

11 جوان 2024



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الورقة الأولى من السجل الممزق الذي عثر عليه أصحاب منتصر السع ...
- الإتحاد العام التونسي للشغل نقابة للبيروقراطية الفاسدة لنفعل ...
- تونس: لنكن حتى أقلّ من الإصلاحيين
- تونس: حول الموقف من الحريات في -طونس- اليوم
- Niang
- تونس: أي مستقبل للمعارضة التونسية وللإتحاد العام التونسي للش ...
- استقلالات فاشوش
- عندما تتحول وزارة التربية التونسية إلى شركة مناولة: حكاية ال ...
- تونس: استبدال الثورة بالدولة
- الانخراط بالاقتطاع الآلي من المرتب ألية سهلت للفئة البيروقرا ...
- تونس: لو دامت لهم ما وصلت إليه... أو الحديقة والعصفور
- تونس: تساؤلات مختصرة جدا
- الطوفان
- فكّر أرجوكَ
- تونس: كيف يمكن للأغلبية الانتظام والمقاومة لصالحها وليس لصال ...
- الكاتب اليوم يلعب لعبة الساحر قديما
- تونس: هل نحتاج انتخابات؟ ومن يحتاجها؟
- في البحث عن تصور بديل لمعارضة طبقية مستقلة
- أبيدوا -الأشرار- فالعالم سيكون أفضل حين يبادون...
- رايتنا الوحيدة التي تستحق أن نبقى من أجلها


المزيد.....




- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير الحامدي - المنسيون