حكايات عن الحجر الاسود

صفاء علي حميد

الحوار المتمدن-العدد: 8005 - 2024 / 6 / 11 - 22:19
المحور: كتابات ساخرة
    

الحجر الاسود ينقل تارة ويتعرض للضرب تارة اخرى أين الاله وخليفته من كل ذلك ؟؟ !!

في كتاب مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان لليافعي ذكر عدة حوادث تتعلق بالحجر الاسود نذكر بعضها وهي كثيرة :
الحادثة الاولى :
في سنة 288 هجرية قال اليافعي ما نصه " ظهر بالبحرين أبو سعيد القرمطي، وقويت شوكته، وانضم إليه جمع من الأعراب والزنج واللصوص، حتى تفاقم أمره، وهزم جيوش الخليفة مرات، فعاث وأفسد، وقصد البصرة، فحصنها المعتمد قبل، وذبح أبو سعيد المذكور في حمام بقصره، وخلفه ابنه أبو طاهر، وهو في الحقيقة أبو النجس القرمطي، الذي أخذ الحجر الأسود، ولم يرجع إلا بعد سنين كثيرة، وقيل بعد عشرين سنة " ( مرأة الجنان / ج 1 / ص 300 ) .
السؤال :
خلال هذه السنين كيف كان يحج الناس ؟؟ وايضا أين الخليفة المزعوم عن استرداد الحجر ؟؟؟ !!!
الحادثة الثانية :
في سنة 310 هجرية قال اليافعي ما نصه " حج بالناس منصور الديلمي فدخلوا مكة سالمين، فوافاهم يوم التروية عدو الله تعالى أبو طاهر القرمطي، فقتل الحاج قتلاً ذريعاً في المسجد وفي فجاج مكة، وقتل أمير مكة ابن محارب، وقلع باب الكعبة، واقتلع الحجر الأسود ، فأخذه إلى " هجر " ولم يرد إلا في سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة كما سيأتي.
وكان معه تسعمائة أنفس، فقتلوا في المسجد ألفاً وسبعمائة نسمة، وقيل ثلاثة عشر ألفاً، وصعد على باب البيت وصاح:
أنا بالله وبالله أنا ... أنا أخلق الخلق وأفنيهم أنا
وقيل : إن الذين قتلوا بفجاج مكة، فظاهرها ثلاثون ألفاً، وسبي من النساء والصبيان نحو ذلك. وأقام بمكة ستة أيام ولم يحج أحد .
وقال محمود الأصبهاني: دخل القرمطي وهو سكران، فصفر لفرسه، فبال عند البيت. وقتل جماعة،. ثم ضرب الحجر الأسود بدبوس، فكسر منه، ثم قلعه وبقي الحجر الأسود بهجر نيفاً وعشرين سنة.
ولما قلع الحجر الأسود قال شعراً يدل على عظيم زندقته حيث يقول :
فلو كان هذا البيت لله ربنا ... لصب عليا النار من فوقنا صباً
لأنا حججنا جاهلية ... محللة لم تبق شرقاً ولا غرباً
وإنا تركنا بين زمزم والصفا ... جبابر لا نبقي سوى ربها رباً
وشعر هذا الزنديق مشهور في التواريخ " ( مراة الجنان / ج 1 / ص 324 ) .
السؤال :
لماذا اليافعي وغيره لم يذكروا عقائد هذا الرجل العظيم الذي هو ابو طاهر القرمطي ؟؟؟ !!!
ليس من المعقول ان يفعل كل ذلك وهو لا يفقه سوى الشعر ؟؟؟ !!! لابد وانه كان فيلسوفاً عملاقاً له رأي لم يذكره لنا اليافعي واقرانه ...
نعم نقلوا لنا ابيات شعره مع عظمتها وعلو قدرها ورفعه معانيها ومن خلالها نعرف معتقدهم المتقدم في نبذ الخرافات والاساطير وبعدهم عن الغيبيات والحيل القرشية ...
الحادثة الثالثة :
في سنة 413 هجرية قال اليافعي ما نصه " تقدم بعض الباطنية من المصريين إلى الحجر الاسود، فضربه بدبوس، فقتلوه في الحال .
قال محمد بن علي بن عبد الرحمن العلوي: قام يضرب الحجر ثلاث ضربات، وقال: إلى متى يعبد الحجر ؟ ولا محمد ولا علي فيمنعني ما أفعله، فإني اليوم أهدم هذا البيت .
فأنفاه أكثر الحاضرين، وكاد أن يفلت وكان أحمر أشقر جسيماً طويلاً وكان على باب المسجد عشر فوارس ينصرونه، فاحتسب رجل، ووجأه بخنجر، ثم تكاثروا عليه،فهلك، وأحرق، وقتل جماعة ممن اتهم بمعاونته، واختبط الوفد، ومال الناس على ركب مصريين بالنهب " ( مرأة الجنان / ج 1 / ص 410 ) .
السؤال :
لماذا قتلوا هذا الرجل المسكين ؟؟؟ !!!
وما دخل الركب المصري به حتى ينهب الحجاج اغراضهم وحاجياتهم ؟؟؟ !!!
انها العقلية العربية البدوية الغزوية المتخلفة لا سبب ولا غيرها وهي ام المشاكل كلها !!!
الخلاصة :
هذه ثلاثة حوادث اذكرها من كتاب واحد ومن جزء واحد ولو اردت ان احصي عدد المرات التي حمل بها الحجر الاسود لطال مقامنا وكثر حديثنا ...
ولا يوجد هناك من يشك بها او ينكرها فالجميع متفق عليها الا ان احداً منهم لم يسأل نفسه :
ـــ الا يعقل ان يكون الحجر الاسود الان ليس هو ذلك الحجر الذي يقال انه نزل من الجنة ؟؟؟ !!!
ـــ ابعد كل الذي حصل له يبقى هو على حاله دون تدخل العبث الانساني فيه ؟!

#صفاء_علي_حميد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل