أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - ظلالٌ مضاعفةٌ بالعناقات















المزيد.....

ظلالٌ مضاعفةٌ بالعناقات


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 7998 - 2024 / 6 / 4 - 21:59
المحور: الادب والفن
    


1

من أينَ تبدأُ وحدةُ الشعراءِ؟

من أيِّ الجهاتِ تهبُّ؟

من أيِّ البحارِ تجيءُ؟

من أيِّ السماواتِ البعيدةِ فجأةً تأتي؟

وكالبجعِ الخرافيِّ المهاجرِ تختفي في النصِّ

أو حبقِ الشتاءِ

من أينَ تبدأُ وحدةُ الشعراءِ؟

من أيِّ انتهاءٍ للكلامِ عن الحرائقِ في مجازاتِ الأنوثةِ

والحدائقِ ملءَ أجسادِ النساءِ؟

لا شيءَ أعرفهُ.. وُلدتُ كنجمةٍ تهوي من الرؤيا

ومن سفرِ المزاميرِ الجديدِ

وعشتُ أرعى العشبَ في قاعِ البحيراتِ

التي انقرضتْ وفي برِّ اشتهائي

لا شيءَ أكتبهُ.. ولكني أحاولُ أن أفسِّر بالندى ماءَ المرايا

والصدى بالليلِ في وقتِ الظهيرةِ

والقوافي بالينابيعِ الحرونِ

يضيئني شيئانِ: كحلُ حبيبتي ولظى دمائي

2

شاعرٌ مضاعٌ وضلِّيلٌ يحدِّقُ بي

من نجمٍ في ثقبٍ أسودٍ أو زاويةٍ معتمةٍ في المرآةِ المشروخةِ

ينامُ على جيتارةٍ غجريةٍ أو على جذعٍ أندلسيٍّ

لا قصائدَ في قلبهِ.. ولا عطرٌ ليمونيٌّ في قميصِ امرأتهِ الشاردةْ

أوَّل الحب كآخر الحبِّ يا صاحبي.. أيُّها الذئبُ..

حدسٌ غامضٌ وسهمٌ يرتدُّ سريعاً إلى كعبيَ

المغمورِ حتى التنهيدةِ بالعشبِ

دعني أستظلُّ بهواجسكَ الصاخبة كرغباتِ الراقصاتِ

فهي تُمطر منذ الصباحِ فوقي أينما كنتُ..

بغزارة كما تمطر الآنَ في الخارجِ

أهاجرُ في الزمهريرِ الليليِّ كعصفورٍ وحيدٍ

ربما هو معنى اللا طمأنينة التي كتبَ عنها فرناندو بيسوا

أن تمطرَ فوقكَ حتى لو كنتَ في السريرِ

لا مفرَّ من الشتاءاتِ المقلوبةِ كفناجينِ البنِّ

ومن العبثِ أن تستظلَّ بالكواكبِ المارقةِ

3

أنا والحديقةُ توأمانِ.. تغمغمُ امرأةٌ فلا أقوى عليها

من أنا لأكونَ نايكِ أو تكوني آخرَ الأوتارِ في غيتارتي؟

لم أنتظركِ.. لأنَّ ليلكِ غامضٌ

لم أنتظر أحداً سواكِ

ولم ألمِّع شهوتي بصدى خطاكِ…

حلمتُ بامرأةٍ أمشِّطُ شَعرها في الفجرِ

وهيَ على حريرِ الموجِ تستلقي..

ويغسلها مديحُ الشمسِ

تغسلها رياحُ رسائلِ الغرباءِ

وهي تهبُّ من أقصى عذاباتِ الطيورِ..

متاهتي جسدي ولي قلبٌ كأوراقِ الخريفِ

4

لم تكتبني امرأةٌ بالحبرِ السريِّ الناصعِ…

جاءَ بروميثيوس على هيئةِ لصٍّ أعمى

في ليلِ ضفيرتها أو عينيها

كي يسرقَ أوراقي من دُرجٍ مائيٍّ

ومحاري من ذاكرةِ العشبِ

5

في حفلةِ الحبِّ التنكريَّة

أعرفُ الحبيبةَ الافتراضيَّة لكلِّ شاعرٍ

والحبيبَ الافتراضيَّ لكلِّ شاعرةٍ

تصلني عن طريقِ الخطأ رسائلُ عُشَّاق مكتهلينَ

كأنَّ بريدي مصبُّ العناقات والقُبلِ الكاذبة

تقولُ إحداهنَّ: دعني أُمشِّطُ شَعري على ضفافِ أغاني فيروز

يقولُ متسكِّعٌ على أرصفةِ التكنولوجيا: جسدي ليسَ افتراضيَّا

وأنا لستُ تلميذاً مخلصاً لأفلاطون

في حفلةِ الحبِّ التنكريَّةِ تعانقُ امرأةٌ ظلَّها…

6

الشوقُ نافذتي وبابي

مطري الذي يهمي عليَّ بكلِّ أرضٍ كنتُ

ناري وانصبابي

في الهواءِ وفي مطالعِ كلِّ بيتٍ

في الوقوفِ على طلولِ العمرِ

أو سرِّ الأنوثةِ في الروابي

مفتاحُ بئرِ الليلِ والفردوسِ

نوَّارُ ابتساماتِ العيونِ الحورِ أو قمرُ التصابي

العابرُ الشفهيُّ والمعنى الذي في التوتِ والتفَّاحِ

والجسديُّ في الكلماتِ

والروحيُّ في زغبِ الندى والضوءِ

والقمحيُّ في امرأتينِ

والبحريُّ في لغةِ الترابِ

ما أشتهيهِ من استداراتِ الطبيعةِ

أو نداءِ الليلكِ الحافي وراءَ الجمرِ..

ظلُّ الصوتِ في قلبي

عبيرُ الهالِ

طلعُ دمي

وشمسُ الكاحلِ الذهبيِّ

وشمُ الوردةِ الزرقاءِ فوقَ العنقِ

كحلُ ضفائرٍ شقراءَ ينبضُ في شفاهي

مثلَ نبضِ الضوءِ في قاعِ البحيرةِ

في محارِ هواجسي وعبارتي وصدى سرابي

7

الجميلةُ تلغي القصائدَ.. كلَّ القصائدِ في لحظةٍ.. وحدَها

من تمدُّ الجسورَ لأقصى الكواكبِ في آخر الكونِ

من تقتفي أثرَ الضوءِ في حجرٍ نائمٍ

من تدلُّ شفاهي على توتها وعناقيدها

ويديَّ على ما تجعَّدَ من ليلها..

ما الذي سوفَ أفعلهُ بقصائدَ ما كُتبتْ في مديحِ خطاها؟

ما الذي سوفَ تفعلهُ بانتظاري تباريحُها؟

ولمن سوفَ تتركني بعدَها؟

*

8

غادرتُ أرضَ سدومَ ملتفتاً إلى امرأةٍ تحيلُ دمي إلى ملحٍ

وما اكتملتْ أنوثتها وما اكتملَ الغيابْ

لي حزنها وحدي وكلُّ جمالها للآخرينَ

ولي رسائلُ نثرها المجروحِ لكن ليسَ لي خمرُ الرضا

9

أمشي وراءَ ثعالبِ الرغباتِ

لن تفنى العناقيدُ المضاءةُ بالنيونِ

ولن أتوبَ عن المرايا أو عبيرِ التبغِ

لي قلبٌ يذوبُ ولن أتوبَ عن اشتهاءاتِ الحبيبِ

وما تساقطَ من قصائدِ طرفةِ ابنِ العبدِ عن جسدي

وأطرافِ الطفولةِ..

نأمةٌ تمشي على الكيبوردِ

ليمونٌ يضيءُ قصيدةَ امرأةٍ عن الحرمانِ

صمتٌ مطبقٌ كالليلِ في قاعِ البحارِ

وما القصيدةُ واختلاجاتُ النهارِ

سوى المسافةِ بين نافذةٍ وعصفورٍ على وترٍ

تعبتُ لأنني أمشي وفوقي كلُّ أحزانِ القرونِ

كأنَّ لي قلبا يجفُّ

كأنَّ بي قمراً يشفُّ عن التماعاتِ العيونِ..

كأنهُ لا ظلَّ لي يا أجملَ الملكاتِ والكلماتِ يا شمسي ويا قمري

سأمشي أو سأهذي في رؤايَ

وأقتفي طيراً من العشبِ الجريحِ

على شفاهي وردةُ الصلصالِ تنبتُ

والطريقُ إلى السعادةِ محضُ ريحٍ

يا خطى المتشرِّدِ الأبديِّ تنقرُ كالنوارسِ كلَّ نافذةٍ سدىً وضلالةً..

لن يستريحَ المتعبُ الأبديُّ يا طيرَ الحرائقِ في السفوحِ

إلا على زندِ الحبيبةِ أو على جيدِ الغزالةِ

يا ضفائرها التي تهتاجُ في أعماقِ روحي

أحببتُها كالعائدين من المماتِ إلى الحياةِ

وما أحبَّتني سوى ليلٍ على سفرٍ كإحدى العابراتِ..

كظلِّ هاويةٍ على أشياءِ زينتها

كومضِ صدىً على آثارها أو ظلِّ ريحِ.

*



شاعر من فلسطين



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كعشبٍ يضيءُ ظلالَ الكمنجاتِ
- أفاعي إلياس أبو شبكة وأزهار بودلير
- نجاة الزباير: شاعرة صوتها ينقرُ نافذة المطر
- كتاب (كحل الفراشة) - ايقاعات نثريَّة - الصادر في عام 2019 عن ...
- هل تأتي القصيدةُ في الشتاء؟
- علي الدميني.. الرعويُّ الأجمل الذي حرسَ ليلَ القصيدة
- سعدي يوسف.. تلميذ السيَّاب الأنجب ومتمِّمُ قصيدته
- ديوان -نساء يرتِّبنَ فوضى النهار- منشورات وزارة الثقافة الفل ...
- محنة التجارب الجديدة في الشِعر الفلسطيني
- القصيدةُ أنوثةٌ غامضة
- شبابيكُ عشيقاتٍ منسيَّات
- لاعب النرد والكلمات
- أعيش كنهر وحيد
- تأملات جماليَّة في قصيدة الشاعر فرحات فرحات
- يرصدُ تحوُّلات العاشق بأسلوب مشبع بالدلالات
- ديوان (استعارات جسديَّة) الصادر في عام 2018 عن دار العماد لل ...
- ايقاعات رعوية
- مطرُ الغريب(قصائد عن ليلِ المعنى)
- حنينٌ يستيقظ في الظهيرة
- لو تأخَّرتِ قليلاً عن غوايتي


المزيد.....




- شباب سوق الشيوخ يناقشون الكتب في حديقة اتحاد الأدباء
- الجزيرة 360 تشارك في مهرجان شفيلد للفيلم الوثائقي بـ-غزة.. ص ...
- النيابة تطالب بمضاعفة عقوبة الكاتب بوعلام صنصال إلى عشر سنوا ...
- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - ظلالٌ مضاعفةٌ بالعناقات