أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - لاعب النرد والكلمات














المزيد.....

لاعب النرد والكلمات


نمر سعدي

الحوار المتمدن-العدد: 6773 - 2020 / 12 / 28 - 19:41
المحور: الادب والفن
    


نمر سعدي/ فلسطين
محمود درويش شاعر مذهل بحق متمرِّس أحد أجمل الشعراء الكونيين الممسوسين بإيقاع اللغة وجماليات الشعر الصافي.. يصعب توصيفه والالمام بجوانب عبقريته وايقاع قصيدته وفرادته الشعرية.. عاش قديس شعر ومات قديس شعر.. كان الشعر يجري في مجرى نفسه وفي دورته الدموية.. مَن مِن شعراء اليوم يخلص للشعر مثلما أخلص له درويش.. من يجعل من القصيدة رسالة حياة؟ أهمية درويش تكمن في معايير كثيرة.. منها غنى قاموسه اللفظي.. تجدد لغته المزهرة وانقلاباتها على نفسها.. وتنويعهِ العروضي الفخم في وقت نجدُ فيه الأغلبية الساحقة من الشعراء العرب مفتونين بقصيدة النثر التي لا أحاربها ولا أتخذ موقفاً منها فأنا حاولت أن أجرِّب كتابتها في أكثر من قصيدة وديوان.. ولكنني أعتقد أنها أفقدت الشعر العربي الكثير من سحرهِ.. من يتقن من الشعراء الشباب العروض اليوم؟ شعراء التيك أوي والنثريات الضحلة والفيسبوك والطنين الفارغ والحراثة في البحر، لن يأتوا بمحمود درويش آخر لأن الشعر لا يشكل لهم رسالة حياة وأنا أراهن على هذا الشيء لأن الشاعر الحقيقي الموهوب دائم البحث عن المعادلة الصعبة في كتابة القصيدة.. عن سماوات جديدة للتحليق بعيداً عن السرب.. وعن أرض جديدة لم تحرث.. وكل ذلك من دون التخلِّي عن الموروث وجمالياته وتجديد الايقاع الشعري للبحور العربية الذي أعتقد أن أهمية محمود درويش يكمن شيءٌ منها في هذا التجديد.. بالإضافة الى لغتهِ المنتقاة وأساليب تعبيره الملفتة والجديدة.. كيف نريد من شاعر لا يعرف البحور ولا الأوزان ولا الموروث الإيقاعي للشعر العربي أن يكون محمودا آخر.. هل كانَ محمود السور العالي الأخير أمام تسونامي تقريرية الشعر النثري التي تجتاحنا الآن؟ كان مثل موجة أو غيمة ترقص في الأعالي وتحثنا على الطيران في سماء الشعر بينما نحن كنا نريد ملاصقة الأرض العذراء.

تفوَّق محمود درويش في حياته على كثير من شعراء جيله إن لم يكن على أغلبهم.. وها هو بعد رحيله يتفوَّق بصمته البليغ على شعراء وروائيين كانوا يُحسبون ضمن دائرةِ أصدقائه المقرَّبين المؤتمنين على سرِّهِ.. شعراء وروائيون من مختلف المشارب كان يحترم تجاربهم الابداعية ويحفظ لهم حبل الورد.. ولكن يبدو أن دلالات توَّهج إسم محمود درويش ورسوخ بصمته وقيمته الجماليَّة في الشعرية العربية والعالمية قد خلخلت المعايير السائدة وأرَّقت بشكل أو بآخر الكثيرين من أصدقاء الأمس فراحوا يفشون بعض أسرار حياته في ظلِّ غيابهِ.. وكأن مسألة نبش ماضي الكبار وأسرارهم الذاتية بعد رحيلهم بسنوات أصبحت ظاهرة شائعة.. على ما فيها من ريبة وإثارة للجدل، وهي بكلِّ الأحوال لا تُختصر بابنة من امرأة متزوجة.. ولا في إفشاء سر صديق قديم.. فليس هذا ما يعنينا في حياة الشعراء وهم ليسوا ملائكة، لكي نحاسبهم أخلاقيا بمعزل عن إبداعهم وعن رغباتهم البشريَّة، ومغامراتهم العاطفية.. بل ما ينضح من كل هذا الموضوع وما يطفو من زبد المنافسة الشعرية الغريبة والمبطَّنة حتى حدود الخصام الخفيِّ الذي بدأ يظهر جهارا من طرف بعض أصدقاء الأمس، نتيجة استمرارية صداه الإبداعي وتوهج تجربته الشعرية والانتشار الواسع لقصائدهِ.. ليس عربيَّا فحسب بل على مستوى العالم.. ولغايات في نفس يعقوب.. لا أظن أن المقالات المكتوبة كلها قادرة أن تمسَّ ولو بخدش صغير تمثال درويش الشامخ في الأبدية، قدرتها على إصابةِ أذواقنا نحن القرَّاء بالدوار وخيبة الأمل.



#نمر_سعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعيش كنهر وحيد
- تأملات جماليَّة في قصيدة الشاعر فرحات فرحات
- يرصدُ تحوُّلات العاشق بأسلوب مشبع بالدلالات
- ديوان (استعارات جسديَّة) الصادر في عام 2018 عن دار العماد لل ...
- ايقاعات رعوية
- مطرُ الغريب(قصائد عن ليلِ المعنى)
- حنينٌ يستيقظ في الظهيرة
- لو تأخَّرتِ قليلاً عن غوايتي
- وردٌ على رمادِ القصيدةِ (مرايا نثرية 9)
- استعارات جسديَّة
- عن الشعر والأنوثة وأوَّل المطر/ مرايا نثرية(8)
- أربع قصائد
- قوسُ قزحٍ على جبلِ الكرمل (مرايا نثرية7)
- أحمد حسين.. شاعر حيفا المعذَّب بجمالها
- مرايا نثرية 6
- مرايا نثرية 5
- (رماد الغواية) ديوان جديد للفلسطيني نمر سعدي
- مجازات (قصائد جديدة)
- نقطةُ ضوء واحدةٌ من التماعات بدر
- مرايا نثرية 4


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نمر سعدي - لاعب النرد والكلمات