الوقوع في الإنفاق ليس كالإفلات منها

كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7990 - 2024 / 5 / 27 - 00:28
المحور: القضية الفلسطينية
    

حتى خبراء الحروب في البنتاغون لم يتوقعوا اشتباك رجال المقاومة مع جنود العدو في القاطع الشمالي من غزة. اما كيف وقعوا في الأسر فتلك هزيمة هزت أركان مجلس الحرب في تل ابيب. فعلى الرغم من همجية (شيطانياهو)، وسياسته العبثية العمياء، وعلى الرغم من نزعاته العدوانية في الانتقام والتدمير، كان نصيبه الخزي والعار والفشل الذريع، حتى جاء اليوم الذي تلقى فيه صفعات مدوية لا تخطر على بال بن غوريون نفسه، ولا على بال بن غفير (لا غفر الله ذنبه). .
لم يتعظ هذا المجرم من هزائم جنوده في جباليا ورفح وبيت حانون، فراح ينبش ارض غزة من شمالها إلى جنوبها. واستعان باكبر الحفارات وأحدثها في محاولاته الدؤوبة للعثور على أسير واحد فقط بغية ارضاء المعارضين والمعترضين بإنجاز عسكري تمويهي، فكانت له المقاومة بالمرصاد، حيث استطاع رجالها تنفيذ عشرات العمليات ضد مرتزقة الاحتلال على مدار الأيام الماضية في كل محاور العدوان والتوغل. .
ثم جاءت مقالة الكاتب الإسرائيلي المعروف (حاييم ليفينسون) في صحيفة هآرتس العبرية ليعترف بالهزيمة.كانت مقالته بعنوان: (لقد تلقينا هزيمة منكرة لم نكن نتوقعها). .
وهذا ما أدركه اليهود بعد فشل قيادتهم في احراز أي تقدم حربي، وادركوا أيضاً أن القصف بالقنابل الفسفورية والارتجاجية ليس الطريقة المثلى لاستعادة الأسرى القابعين تحت الأرض. وأن الأمن في إسرائيل لم يعد إلى سابق عهده، فيما لا يزال عشرات آلاف من المستوطنين نازحين من الشمال والجنوب. ناهيك عن حالة النبذ الدولي بفعل الجرائم البشعة التي تتزايد يوماً بعد يوم في غزة. فما بالك بالضباط والجنود الذين وقعوا قبل بضعة أيام في الأسر، وخضعوا على الفور لجراحة موضعية كان لابد منها لإزالة رقاقات التتبع الإلكتروني المزروعة تحت جلودهم. وهم الآن يغطون في نوم عميق في اعماق باطن الأرض على مسافة قريبة جدا من القشرة التكتونية لوادي عربة وحوض البحر الميت. ولن يكون من السهل العثور عليهم. فالذين وقعوا في الأنفاق لن يعودوا أبداً إلى منازلهم حتى تعترف اسرائيل بجرائمها، وحتى تعيد الأرض إلى أهلها. .
كلمة أخيرة: يبدو ان الأرض ليست كروية ولا مسطحة، بل مجوفة وفيها أنفاق، والأنفاق يحرسها عمالقة أشداء. .

#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل