أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درويش محمى - الخطير في خطاب نصر الله الاخير














المزيد.....

الخطير في خطاب نصر الله الاخير


درويش محمى

الحوار المتمدن-العدد: 1761 - 2006 / 12 / 11 - 07:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المألوف والمعروف عن رجال الدين امتلاكهم لأدوات فن البلاغة والخطابة, والسيد حسن نصر الله لا يشكل استثناء من القاعدة, ويشهد للرجل القدرة الفائقة في التأثير على مستمعيه ومشاهديه, وشحذ هممهم واستنهاض طاقاتهم, الا انه لم يوفق في خطابه الاخير, لا شكلاً ولا مضموناً, وكان خطاباً مشوشاً مرتبكاً هشاً وغير مقنع, احتاج فيه الى لغة التخوين والتخويف والتبعية واتهام المخلصين من الوطنيين اللبنانين من قوى الاكثرية النيابية, وقوى »14 اذار«, الذين يشكلون مشاريعاً حية للشهادة في سبيل حرية لبنان واستقلاله, لجأ السيد حسن نصر الله الى تخوينهم, ليكون اكثر اقناعاً لسامعيه وجاذبية لمشاهديه.
ما استوقفني ولفت انتباهي في خطاب السيد الاخير, امران اثنان, قد لا يكون لهما القوة التفجيرية المباشرة نفسها كالتخوين والتهديد والوعيد, ولكن لهما دلالات وابعاد خطيرة جداً على مستقبل لبنان وأمنه وسلامته واستقراره وحتى وحدته.
الامر الاول الملفت للنظر في هذا الخطاب, الغياب التام لذكر المحكمة الدولية الخاصة بمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري, وهو المطلب العادل الذي لا خلاف عليه ويحظى باجماع الاغلبية باستثناء القلة القليلة من اللبنانيين, ممن كان وما يزال ولاؤهم للجيران وليس للبنان, الذين يعتبرون النظام السوري مصدراً لرزقهم وقوتهم, كما ان مطلب المحكمة الدولية الذي يشكل مصدر قلق للمتهمين وخاصة النظام السوري, يشكل كذلك مصدر قلق حقيقي للحريصين على احقاق الحق ومعرفة الحقيقة, حتى اصبح هذا المطلب هدفاً محورياً للقوى الوطنية اللبنانية والمتمثلة بقوى »14 اذار« وحكومة السيد فؤاد السنيورة, وسبباً للخلاف القائم اليوم في لبنان والازمة السياسية والدستورية التي تعصف بالبلاد, تجاهل مثل هذا المطلب في هذا الخطاب المهم وفي هذه الفترة الحرجة, يعتبر بالاضافة الى كونه سبباً في رفع وتيرة عملية التصعيد ودفع الازمة اللبنانية الى الاسوأ, تأكيداً على الرأي القائل ان تحرك حزب الله وحلفائه, بالنزول الى الشارع هو لانقاذ الحليف السوري, عن طريق اسقاط حكومة السيد فؤاد السنيورة واسقاط المحكمة الدولية او تحسين شروطها واثارها على شكل يضمن البقاء للحليف المتهم"النظام السوري", كما ان التجاهل المتعمد لعدم ذكر المحكمة الدولية في خطابه لا يعتبر قطعاً مجرد هفوة عادية, لان السيد حسن لو صرح علناً وعلى الملأ بأنه يوافق على المحكمة الدولية, لأختصر الطريق ورد على قوى الاكثرية واثبت حسن نواياه, واثبت في الوقت نفسه حرصه على الحوار والوحدة والتضامن التي كررها اكثر من مرة في خطابه غير المؤثر والفضفاض, ولو فعلها السيد حسن نصر الله ونطق بالحق, لأخرج لبنان من المأزق الخطير الذي هو فيه, ولكن كما يبدو وما دام السيد فؤاد السنيورة يعتبر خائناً في قاموس السيد حسن نصر الله, فمن الممكن جداً ان يكون صديقه الرئيس رفيق الحريري خائناً ايضاً, ولما لا? وكما ان اسقاط الاول حلال وواجب, فلما لا يكون قتل الاخير له مبرراته ودوافعه المشروعة, ولما لا?
الامر الثاني والخطير جداً, هو اعلان السيد نصر الله, ان حزب الله سيتنازل لحلفائه في المعارضة عن مقاعده الوزارية في الحكومة المقبلة, في حال سقوط الحكومة الحالية او تشكيل حكومة وحدة "وطنية", والتي حشد من اجلها حزب الله كل الطاقات والامكانات "والقدرات البشرية" التي ملأت بيروت وساحاتها, لا اعتقد ان مثل هذا الموقف بعدم المشاركة في وزارة الحكومة القادمة, وسيلة دعائية ناجعة لحزب الله وامينه العام لكسب الرأي العام اللبناني والعربي وحسب, باظهار نفسه وحزبه من القوم الزاهدين, وهم يترفعون عن المناصب والمنافع, ولا هم لهم سوى النضال والجهاد من اجل اعلاء راية الامة والاسلام والعروبة فقط لاغير, ترفع حزب الله عن المشاركة في الحياة السياسية اللبنانية والتنازل عن المقاعد الوزارية لصالح حلفائه, ليس لوجه الله, ولكن لغاية في نفس يعقوب, ونفس السيد حسن نصر الله, فهي بداية وقبل كل شيء, تكتيك ناجح جداً من اجل جذب الكثير من الوصوليين لطرف المعارضة, طمعاً بالمقاعد الوزارية الوثيرة, ثم ان مثل هذا الموقف اشارة فاضحة لخطط حزب الله المستقبلية القادمة, على اساس القاعدة "لا اشارككم لبنان ولن اقبل ان تشاركوني جنوب لبنان", لكم الحكومة ووزاراتها ولي صواريخي وسيادتي على الجنوب, واذا خرجتم عن سلاح المقاومة سأنزل الى ساحات بيروت وأقلب الحكومة فوق رؤوسكم واحولها الى حكومة حليفة.
لبنان في محنة كبيرة, هوية لبنان البلد الديمقراطي العلماني الحر في خطر, لبنان واهل لبنان على المحك, والخطر على اشده, بأن يتحول الى دولة يملك فيها حزب الله الديني الثوروي مفاصل السياسة والقرار, ويجعل من لبنان منطلقاً لثورته العربية والاسلامية على غرار الثورة الاسلامية في ايران, وما يعني ذلك من احباط ويأس لطموحات شعوب المنطقة بأسرها في التحرر والديمقراطية والازدهار.



#درويش_محمى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسد والمعركة المصيرية
- حروب نصرالله وأحلام الجنرال العجوز
- القانون السوري لا يحمي المغفلين ولا المبدعين
- صدام وحكم الاعدام
- النقاش العقيم حول جدوى الديمقراطية
- الكرة في ملعبكم يا اخوان
- موشيه كاتساف والحسد
- جائزة النوبل لضحايا الارمن
- النموذج العربي لفاشية الملالي الفارسية
- معتدل او متطرف -تصنيف يفتقرللدقة والعدل
- الجولان برسم البيع
- جهل مطبق ام تربية عفلق
- حروب السيد حسن نصر الله
- مبروك للسيد البيانوني وعقبال الرئاسة
- الجنرال وقصر بعبدا
- قطر الجزيرة ام الجزيرة القطرية
- كردستان ترفض رفع علم البعث
- الانفال ازمة ضمير واخلاق
- نصر الله والتهرب من المسؤولية
- حقيقة خطاب بشار الاسد


المزيد.....




- أوباما: الولايات المتحدة -قريبة بشكل خطير- من الاستبداد
- نتنياهو: لدينا القدرة على ضرب كل المنشآت النووية الإيرانية و ...
- ترامب يُحدد المدة الزمنية قبل اتخاذ قراره بشأن التدخل العسكر ...
- من الصين وروسيا إلى باكستان.. هل تصمد تحالفات طهران أمام الح ...
- صاروخ سجيل.. ما مميزات السلاح الذي أطلقته إيران لأول مرة على ...
- ترامب لبوتين: -توسط في شؤونك الخاصة-.. ردا على عرضه التوسط ب ...
- إسرائيل وإيران: هل تتّسع دائرة التصعيد بعد الضربات الأخيرة؟ ...
- تحرك طائرة -يوم القيامة- الأمريكية
- وفق القانون الدولي - تنسيق أوروبي أكبر لمكافحة -أسطول الظل- ...
- صحة غزة: 84 شهيدا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درويش محمى - الخطير في خطاب نصر الله الاخير