أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب المسعودي - الحاضرية الوجويدية و التأمل الاخلاقي















المزيد.....

الحاضرية الوجويدية و التأمل الاخلاقي


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 7987 - 2024 / 5 / 24 - 13:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هناك العديد من العوامل السياقية قد تؤثر على تحديد ما هو أخلاقي,, ما هو قانوني أو غير قانوني في سياق محدد, وهذا قد يكون عاملاً فاعلا رئيسياً في السياق الثقافي والاجتماعي, المعايير والقيم الأخلاقية قد تختلف بين الثقافات والمجتمعات المختلفة, الظروف الأخرى, مثل الضغوط الاقتصادية أو السياسية أو الشخصية قد تؤثر على إدراك ما هو أخلاقي, التفكير في الآثار المباشرة وغير المباشرة للقرار على الأفراد والمجتمع ككل قد تؤثر قانونيا, عندما تتعارض مصالح الفرد مع مصالح المجموعة أو المجتمع، قد تبرز صراعات أخلاقية, اعتقادات الشخص وتجاربه السابقة تلعب دورا وقد تؤثر على المنظومة الأخلاقية, نقص المعلومات او عدم اليقين قد يصعب من اتخاذ قرار أخلاقي واضح, في كثير من الحالات، لا توجد إجابة واحدة صحيحة ,اذن الأمر يتطلب موازنة هذه العوامل المختلفة والوصول إلى قرار أخلاقي معقول في سياق محدد, المصالح المتضاربة يمكن أن تكون عاملاً مؤثراً جداً على اتخاذ القرارات الأخلاقية, عندما يكون لدينا مصالح شخصية أو مؤسسية في عملية معينة، قد نميل بشكل لا شعوري إلى تبرير أو تفضيل القرارات التي تدعم هذه المصالح، حتى لو كانت غير أخلاقية, في حالات النزاع بين المصالح الفردية والجماعية, ما هو أفضل للفرد قد يتعارض مع ما هو أفضل للجماعة أو المجتمع, هذا يخلق صراعاً أخلاقياً, السعي للحصول على المكاسب على حساب الآخرين, في بعض الأحيان، يجعلنا مستعدين للتضحية بمصالح الآخرين من أجل تحقيق مكاسب شخصية أو مؤسسية, وبالتالي التأثير على الحكم الأخلاقي, إن كانت لدينا مصالح قوية في نتيجة ما، قد يصبح من الصعب علينا تقييم الموقف بموضوعية وتحديد ما هو الأخلاقي بشكل صحيح.
الحاضرية الوجودية تركز على أهمية الفرد وحريته في تشكيل المعنى والهدف الأخلاقي من ناحية سياقية وذلك من منظور حاضري وجودي وهو السعي بموضوعية تامة ومصداقية من خلال حرية الفرد في الاختيار والتصرف والتي هي جوهرية لوجوده. الإنسان ليس مجرد كائن محدد مسبقًا، ولكنه يخلق ذاته من خلال اختياراته وأفعاله وعي المسؤولية الأخلاقية تنبع من حرية الاختيار. الفرد مسؤول عن القرارات والتصرفات التي يتخذها وعليه تحمل نتائجها. الوعي والصدق مع الذات أساسيان لتحقيق الحرية والمسؤولية الأخلاقية، الفرد يجب أن يكون صادقًا مع ذاته ومدركًا لخياراته وتداعياتها، الواقع الإنساني ينبع من المعنى الذي يعطيه الأفراد لتجاربهم. لا يوجد معنى جاهز ومسبق، ولكن الفرد هو الذي يخلق معنى حياته. بشكل عام، الحاضرية الوجودية تؤكد على الفرد كمصدر رئيسي للحرية والمسؤولية الأخلاقية في مواجهة العالم وهذا يتطلب الشجاعة والالتزام الشخصي في تحديد الأهداف والقيم والتصرفات, هناك تناقض محتمل بين مفهوم الحرية الفردية في الحاضرية الوجودية وبين فكرة القدر أو المصير المحدد مسبقًا, هذا يطرح تحديات فكرية وأخلاقية مهمة, القدر والمصير المحدد مسبقًا يتعارض مع فكرة الحرية الفردية في اختيار مسار الحياة, إذا كان المصير محدد مسبقًا، فإن الفرد ليس حقًا حرًا في تشكيل مصيره, لكن الحاضريةالوجودية ترى أن الإنسان مسؤول عن اختياراته وأفعاله، رغم ان هذا يتنافى مع فكرة القدر الذي يتحكم في مسار الحياة. هناك محاولات لتوفيق بين الحاضرية الوجودية والمعتقدات الدينية من خلال التركيز على حرية الاختيار في إطار قدرة إلهية أوسع. لكن هذا ليس سهلاً ويتطلب نقاشًا فلسفيًا معمقًا، في النهاية، يبقى التوفيق بين الحاضرية الوجودية وفكرة القدر أو المصير تحديًا فكريًا مهمًا يستحق المزيد من البحث والنقاش، ويعتمد الحل على كيفية تفسير هاتين الفكرتين وعلاقتهما ببعضهما البعض. هناك بعض الفلاسفة الذين حاولوا التوفيق بين مفهوم الحرية الفردية في الحاضرية الوجودية وبين فكرة القدر أو المصير المحدد مسبقًا.
سورين كيركيجور: عالج هذا الفيلسوف الدنماركي موضوع الحرية الفردية في سياق الإيمان الديني. فربط بين الحرية والخيار الشخصي وبين الإيمان بالله كمصدر للمعنى والوجود.
بول تيليخ: الفيلسوف الألماني-الأمريكي حاول التوفيق بين الوجودية والعقيدة المسيحية. فرأى أن الله هو "الوجود نفسه" الذي يمنح الإنسان الحرية في تحقيق ذاته.
كارل ياسبرز: يعتبر ياسبرز من أبرز الوجوديين المؤمنين. فوفق فلسفته، الحرية الإنسانية تتحقق في إطار وجود الله كأساس للوجود والمعنى.
غابرييل مارسيل: الفيلسوف الفرنسي الذي ربط بين الوجودية المسيحية والإيمان بالله. فرأى أن الحرية الإنسانية تتجلى في علاقة الإنسان بالله والعالم. هؤلاء الفلاسفة وغيرهم حاولوا إيجاد طرق لتوفيق التركيز على الحرية الفردية في الحاضرية الوجودية مع الإيمان بوجود الله والقدر. ولكن هذه المحاولات لا تزال موضع نقاش وجدل فلسفي وذلك لان الحرية تتناغم مع الوجود غير المشروط بالقبلية.
هناك بعض النقاط المشتركة بين محاولات هؤلاء الفلاسفة لتوفيق الحرية الفردية في الحاضرية الوجودية مع مفهوم القدر أو المصير, من خلال الاعتراف بالحاجة الإنسانية للحرية والاختيار الشخصي, جميعهم تفهموا أهمية الحرية الفردية والقدرة على التصرف وفق إرادة الإنسان و محاولة إيجاد دور للإلهي أو المطلق, سعوا إلى إدماج مفهوم الله أو القوة الإلهية ضمن فلسفاتهم، بحيث يشكل أساسًا للوجود والمعنى دون التضحية بالحرية لذا التركيز على العلاقة بين الإنسان والإلهي و الحرية الإنسانية و تتحقق هذا في إطار هذه العلاقة بين الإنسان والله أو المطلق, بالتأكيد على الإيمان والروحانية اعتبروا أن الإيمان والبعد الروحي ضروريان لتحقيق الحرية الوجودية والمصير الإنساني و الاهتمام بالمعنى والغاية, حاولوا إيجاد مفهوم للغاية والمعنى في الوجود يتوافق مع الحرية الفردية. بشكل عام، كانت محاولتهم إيجاد توفيق بين الوجودية والإيمان الديني من خلال التركيز على الحرية في إطار علاقة الإنسان بالمطلق، لكن ظل هذا موضع جدل واختلاف بين الفلاسفة، هذه الاختلافات في الرؤى والمناهج أدت إلى عدم وجود توافق كامل بين هؤلاء الفلاسفة في كيفية توفيق مفهوم الحرية الإنسانية مع فكرة القدر أو المصير الإلهي، وهذا يعكس تنوع الطرق الممكنة لمعالجة هذا التوتر الفلسفي.

اخلاقيات التأمل السياقي في الحاضرية الوجودية, يشمل عدة جوانب أخلاقية مهمة لممارستها في الحاضرية الوجودية, أحد المبادئ الأساسية للتأمل هو عدم الحكم على الأفكار والمشاعر, يجب أن تقبل التجربة الحالية كما هي، دون محاولة تغييرها أو إصدار أحكام عليها, هذا يشجع التأمل على تطوير مواقف من التقبل والرحمة تجاه أنفسنا والآخرين, و يساعد على تجاوز الأحكام والانتقادات الذاتية والتعاطف مع الذات والآخرين, التأمل هو ممارسة معروفة في جميع الثقافات والتقاليد, لذا يجب احترام هذا التنوع وعدم إقصاء أي طريقة ممارسة بعينها, لكن هناك بعض الاختلافات الأساسية بين التأمل في الحاضرية الوجودية والتأمل التقليدي, التأمل التقليدي يركز عادةً على موضوع محدد كالتنفس أو ترديد كلمات/جمل, التأمل الوجودي يركز على توسيع الوعي والانتباه لكل ما هو حاضر في اللحظة الراهنة, التأمل التقليدي يهدف إلى التركيز والاسترخاء والوصول إلى حالات ذهنية خاصة, التأمل الوجودي يهدف إلى تنمية الحضور والوعي بالخبرة الحالية كما هي, التأمل التقليدي ينظر إلى الأفكار والمشاعر كأهداف للتركيز عليها أو التخلص منها, التأمل الوجودي ينظر إلى الأفكار والمشاعر كجزء طبيعي من التجربة الإنسانية, التأمل التقليدي ينتج عنه غالباً انسحاب ذهني من الواقع. التأمل الوجودي يؤدي إلى الانخراط والاتصال العميق بالواقع الحالي.
بشكل عام، التأمل الوجودي يركز على التوسع في الوعي والقبول للحاضر كما هو، بدلاً من محاولة التركيز على موضوعات محددة أو الوصول إلى حالات ذهنية خاصة. هذا يجعله أكثر تناغماً مع الفلسفة الوجودية والاندماج الكامل في تجربة اللحظة الراهنة. في المجمل، التأمل الوجودي يمكن أن يساعد في تعزيز الرفاه العام وتحقيق نمو وتطور شخصي أكثر وعياً وأصالة. ومع الممارسة المنتظمة، يمكن أن تظهر هذه الفوائد بشكل متزايد ومتكامل.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاضرية الوجودية والقرارات الأخلاقية في العالم الافتراضي
- الحاضرية الوجودية الشاملة ووحدة الوجود
- الحاضرية الوجودية ومبدأ عدم اليقين
- الفلسفة الحاضرية الوجودية الشاملةوالدين
- انزياحات العولمة والحاضرية الوجودية
- الحاضرية الوجودية والنظرة الكونية لستيفن هاوكنك
- العمل الصالح في الحاضرية الوجودية الشاملة
- الحاضرية الوجودية وتصديق الوهم
- الحاضرية الوجودية الشاملة ومفهوم الزمن والموت
- التاريخ والتحولات في الحاضرية الوجودية الشاملة
- الحاضرية الوجودية الشاملة و تحقيق السعادة والرضا
- الحاضرية الوجودية وما بعد البراكماتية
- تأثير الحاضرية الوجودية الشاملة فلسفيا
- الحاضرية الوجودية والبحث عن المعنى Presentism Existentialism
- الأيديولوجيات والديموقراطية
- العالم من الفاشية الى الفاشنستية
- المادية والمثالية وقضية الوجود والتطرف
- الانسان من تطورية العقل الى انسحاب بدائي
- اللعب المخادع ومظهرية الاداء سمة الجبناء
- جبهة دولية لتغذية الاعلام المنحاز


المزيد.....




- بختام قمة سويسرا.. زيلينسكي يضع شرطا لـ-السلام الدائم- مع رو ...
- تونس تفتح أبوابها لإيران.. ماذا يريد قيس سعيّد؟
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب في القطاع
- العثور على جثة سائح أمريكي قبالة جزيرة يونانية وفقدان ثلاثة ...
- كينيدي جونيور يرد بقسوة على تصريحات لستولتنبرغ ويسخر من -حلف ...
- ملبيا وداعيا لأهل غزة.. مغردون ينعون حاجا أردنيا تُوفي بعرفة ...
- السماقية والمقلوبة والمفتول والمعلاق أكلات غزية تغيب في العي ...
- جيش الاحتلال يقتحم مخيم الفارعة جنوبي محافظة طوباس
- 10 نصائح لتقليل وصول المواد الكيميائية البلاستيكية إلى أطفال ...
- كيف تحصل على نوم عميق في الفنادق؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - غالب المسعودي - الحاضرية الوجويدية و التأمل الاخلاقي