أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عزيز باكوش - دوتسويفسكي : قصة حادث مؤسف للغاية ،ليلة زفاف بسلدومينوف أين ينام الجنرال المريض؟ 1/7














المزيد.....

دوتسويفسكي : قصة حادث مؤسف للغاية ،ليلة زفاف بسلدومينوف أين ينام الجنرال المريض؟ 1/7


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 7977 - 2024 / 5 / 14 - 14:58
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


فجأة، نزلت فكرة تجزيء القراءة العاشقة المزمع تقديمها لقصة " حادث مؤسف للغاية " للكبير دوتسويفسكي إلى بضع حلقات ،وكنت قد أنهيت قراءة هذا المنجز الأدبي الفائق الروعة للمرة الثالثة . لا غرو، فالأدب الرفيع يفرض إيقاعا وموسيقى بنكهة طويلة الأمد . ويرحل بالذات على صهوة اللذة عبر شرفة من الدرجة الممتازة حيث الرؤيا ساطعة والقمرة مخصصة للاستكشاف المريح والاطلاع بأريحية على الحقب السردية الثلاثية الأضلاع للمنجز الأدبي. هناك فقط تنهض الإطلالة على شساعة التأمل وعمق التركيز ونشوة بالغة المتعة والحميمية الشخصية على فضاءاته وشخوصه . ولا تندثر المتعة للتو ،بل تعمر طويلا طويلا في الذاكرة مثل آية قرآنية .

في الجزء الأول من القصة ،نتعرف عما حدث ذات ليلة صافية كثيرة الصقيع من ليالي الشتاء. كانت الساعة قد تجاوزت الحادية عشرة ليلا بدقائق ، حيث جلس ثلاثة من علية السادة العسكريين بطرسبورغ بقصر فخم مشيد من طابقين في حجرة فاخرة الأثاث. الأول هو مالك القصر المستشار ستيبان نيكيفورفتش نيكيفوروف،حالته المدنية أعزب يطل على الخامسة والستين من عمره. أما المناسبة فلم تكن سوى احتفاليين في ليلة واحدة ،فهي مناسبة انتقاله إلى المسكن الجديد الذي اقتناه مؤخرا. الثانية يحتفل في الوقت نفسه بعيد مولده ولم يسبق له احتفل به من قبل. ولسبب لا يعلمه إلا هو والشيطان، لم يدع لهذه المناسبة إلا ضيفيه وهما زميلين سابقين له، ومرؤوس له حاليا. يدعى الأول سيميون إيفانوفيتش شيبولنكو. والثاني ايفان ايليتش برالينسكي.
ربما وجب التذكير إلى أن كل واحد من هؤلاء السادة الثلاثة حائز على رتبة جنرال. لذلك كانوا جالسين في أبهة عسكرية حول مائدة صغير مستغرقين في نقاش يبدو حساسا رفيع المستوى. لنقل صراحة أنه حديث في المجمل يدور حول موضوع سياسي راهن وآخر اجتماعي مثير للاهتمام وشيق للغاية. قد يتعلق الأمر بالرغبة الشديدة لشباب روسيا في مصير جديد وآمال جديدة اشتعلت به عقول جميع أبنائها الميامين. إنها تلك الوثبة المتحمسة الساذجة المؤثرة لإنهاض الوطن العزيز .كان الجنرالات الثلاثة مستريحين على مقاعد وثيرة، يحتسون الشمبانيا في هدوء وهم يتسامرون ويتناقشون وكانت الزجاجة على المائدة في دلو فضي مملوء إلى نصفه بالثلج.
نحن هنا لا نضيف شيئا إلى كون البناء القصصي لروايتنا " حادث مؤسف للغاية " نمط فريد في التحليل النفسي، ونموذج متفرد في التصوير الساخر للذات في علاقتها بالمحيط. وأسلوب مبتكر ولا يضاهى في التماهي السردي الثلاثي الأبعاد . بل أن محاولتنا بالدرجة الأولى تقوم بالتوازي مع تصور المؤلف على استجلاء أسباب ذلك التناقض الفظيع الذي وقع فيه شاب من وسط أرستقراطي الذي أراد أن يغير واقعا ما مقتنعا بقوته في الخطابة والتأثير . لكن ما حصل جعل القدر في ذات الليلة حول تلك الدوافع المبنية على الفضول والرغبة الشديدة نحو التغيير إلى مأساة حقيقية. كان المسكين يمارس ما اعتقد أنه تنوير وإشعاع للفكر التحرري الصاعد في روسيا، ولابد من أن تكون هذه البلدة منطلقا حقيقيا للدعوة إلى المسار الديموقراطي في البلدة كأفق مشرق وجديد . لكن تداعي الإكراهات وطفو تجاذبات ورغبات طائشة على السطح وأخرى من صنع القدر كلها مطبات وأدت الحلم في مقتل .وعصفت بالطموح إلى عكس التيار . فكان لذلك أسوء العواقب . لقد حدثت مواقف وشبهات غاية في الغرابة والذهول لم تكن تخطر على بال أحد.
تدق الساعة منتصف الثانية عشرة ليلا ،ويهم سعادة الجنرال ايفان إيليتش بالانصراف. لف معطفه الثمين المبطن بالفراء حول جسمه وخرج رفقة سيميون ،لكنه لم يجد عربته الخاصة في انتظاره . كانت هناك فقط عربة سيميون التي يجرها حصان واحد . وصاح غاضبا مزمجرا " بحق الشيطان أين ذهب تريفون بعربتي؟ يتبع



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ندوة من تنظيم شعبة علوم الإعلام والتواصل بكلية الآداب بفا ...
- القراءة والصورة تفاعل مع طفل اليوم كمواطن للغد.
- - تاريخ الأندلس خلال العصر الوسيط في الدراما التلفزيونية- رص ...
- الصحافة والشفاهة
- متلازمة الصمت اللذيذ في البناء السردي بين فكتور هوجو و دويست ...
- جيلنا أكثر ذكاء من الذي سبقه !
- الزجال محمد جنياح: لا نجني من وراء التأليف والنشر سوى التعب، ...
- الياباني هاروكي موراكامي رواية -كافكا على الشاطئ- أسطورة بصي ...
- محمد ابن المليح يفكك إيقاع الومضة بين التكثيف والمفارقة والإ ...
- أحمد القاطي من الشعر إلى القصة الدواعي والمآلات..
- في رواية -أحدب نوتردام- للكاتب الفرنسي فيكتور هوجو الجمال ال ...
- مهارات وأعطاب
- ساراتو -المرأة البامبارية - نحت مهيب في ذاكرة الهجرة والصحرا ...
- التناص في شعر البياتي استمرار في عالم الكتابة والإبداع الأدب ...
- جيل الألفية الثالثة الأسرع على الإطلاق في استيعاب الديجيتال
- بوديوم الصحافة والإعلام في الوطن العربي
- الصحافة والإعلام في الوطن العربي زاوية نظر
- ابنة الآمر لبوشكين أو ماريا ايفانوفنا التي عشقت بيتر رقيبا ف ...
- كريم عصارة : فيلم لاطروسة جاء لدحض القناعات الخاطئة
- مدينة لا تمسح أحذيتها


المزيد.....




- هل الهجوم على مخيم رفح تجاوز الخط الأحمر الذي وضعه بايدن؟.. ...
- القلق والتوتر يسيطران على أنشيلوتي قبل النهائي في ويمبلي
- جنوب أفريقيا تستعد لإجراء انتخابات برلمانية قد تزيح الحزب ال ...
- برلين وباريس تطالبان إسرائيل بوقف هجوم رفح والالتزام بالقانو ...
- -هجوم ناري مركّز بأسلحة مختلفة-..-حزب الله- يعرض مشاهد من اس ...
- الرئيس البولندي: وارسو مستعدة لضمان سرعة إمداد أوكرانيا بالذ ...
- زيمبابوي تعرب عن شكرها وامتنانها لروسيا على مساعداتها الغذائ ...
- ستولتنبرغ يزعم أن -الحق في الدفاع عن النفس- يسمح لقوات كييف ...
- رغم مشاهد قتل الأطفال و-مجازر الخيام-.. واشنطن تعتبر الهجوم ...
- استطلاع رأي: أكثر من نصف الديمقراطيين يؤيدون ترشيح شخص غير ب ...


المزيد.....

- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عزيز باكوش - دوتسويفسكي : قصة حادث مؤسف للغاية ،ليلة زفاف بسلدومينوف أين ينام الجنرال المريض؟ 1/7