أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة محمد تقي - كتاب العراق / ( فبركة عراق : اثنان في ثالث مختلق )















المزيد.....

كتاب العراق / ( فبركة عراق : اثنان في ثالث مختلق )


فاطمة محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 7976 - 2024 / 5 / 13 - 16:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتاب العراق /
( فبركة عراق : اثنان في ثالث مختلق ) / الجزء الأول :

لقد رأيت من الأفضل ان اعرض هذا الفصل من كتاب العراق على حلقتين لكثرة الوقائع والموضوعات وتداخلها فأقسمها الى نصفين الاول هذا الذي يتمحور ويدور حول منظور الكاتب المختلف الذي يصف ويفسر الحقبة التي مر بها العراق منذ بداية تشكله الحديث ومسارات الدورة الثالثة الراهنة، وما كان حدث له بالفعل مع بداية القرن العشرين ومجيء الإنكليز ، حيث يتوقف بداية ً عند ظاهرة فشل وعجز الإنكليز دون احتلال العراق الا باختلاق وفبركة ( كيانيه برانية ) جاهزة لاعلاقة لها بكينونته، حين اضطرّ الإنكليز لاعتماد مبدأ الحكم من وراء ستار، وظهور نمط جديد من الاستعمار، سجل نهاية الاستعمار الكولونيالي، ودشن انقلاباً تاريخيا كونيا فاصلا ، بدأت ملامحه تتكون خلال وبعد 1920 في العراق .
لقد اجبر نمط الازدواج الإمبراطوري المجتمعي العراقي الطاريء الاستعماري لاعتماد هذا الأسلوب، دلالة على بداية عجز الاستعمار ومشروعه الغربي، في مقابل نمط الازدواج المجتمعي الرافديني، ما يعني ان العراق لم يعرف الشكل المتعارف عليه المتداول من الاستعمار الكولونيالي، إلا ان هذا الحدث جاء بالأحرى اعتراضا لمسار التشكلية العراقية الرافدينية الحديثة في دورتها الثالثة المبتدء من القرن السادس عشر، والتي كانت قد عرفت قبل الحضور البريطاني المباشر حقبتين انبثقتا وسط اشتراطات مخالفة لمسارات التشكل التاريخي الإمبراطوري الازدواجي نفسه، وبمخالفة غير عادية لما كان يسم الدورات السابقة ويميزها .
فالعراق ليس كيانية عادية ، ومع انها لم تعرف الثورة البرجوازية ولا الآلية المرافقة لها، إلا أنها لم تكن مع ذلك من نوع او صنف يمكن للغرب الاستعماري، ان يعتقد بانه اعلى منه كينونة ونوع ديناميات، ولا من حيث المنجز التاريخي، فهو موئل الفعالية المجتمعية المتعدي لقدرة الغرب على الإدراك .
لقد كان لقاء العراق بالغرب في خضم عملية كونية شاملة، الغرب فيها محطة اساسية منها، وواحد من عناصرها ومكوناتها المحركة الضرورية والفاصله، مثلما كان هو نتاج فعل وأثر الدورة الثانية العباسية القرمطية الانتظارية وقوة فعلها ودفعها .
فحضور الغرب النموذجي والعسكري المباشر، ولد وضعا وحالة تصارعيه حديثة بين نمطين مجتمعيّين مختلفين؛ العراق بمقابل الاحتلال الحاضر بقوة فعل نهوضه الالي الحديث، مع ما يتمتع به من غلبة شاملة على مستوى المعمورة، اتخذ صيغة فبركة "عراق " مقابل "عراق " ، احدهما ذاتي عراقي حديث، ذلك المستمر تشكلا منذ اكثر من ثلاثة قرون، والثاني هو الانهياري الاعلى المتبقي من الدورة الثانية، ومركزه بغداد التي تحولت إلى مركز البرانيات الاحتلالية، والثالث المختلق مفهوما وتصورا، ما جعل مهمات الاستعمار الانكليزي لا يمكن ان تتوقف عند العسكرية او السياسية، من دون عنصر اساس لازم، هو المروية او السردية الاستعمارية الحداثية الملفقة، والتي تجلت ب ( الويرلندية ) الرواية الموضوعة عن "العراق الحديث" وكيف ومتى وبأي شاكلة ظهر للوجود اليوم ! .
فالإنكليز اختلقوا بحضورهم عراقا جديدا لم يكن موجودا، فالدول والسلالات البرانية التي كانت تتناوب على احتلال بغداد منذ هولاكو، لم تملك تصورا للكيانية كي تكرسه او تعتمده، فكانت تكتفي بما هو متوافر لها من سلطة، في الغالب لا تتعدى أسوار بغداد، اما الاحتلال الإنكليزي كونه مشروع ونموذج كياني متقدم، فقد جاء ليفرض تصوره ونمط كيانيته التي يعتقدها، فأضاف بذلك للمشهد ( عراقا ثالثا )، ظلت قاعدته ومركزه بغداد نفسها، ليمتزج وقتها العراقان؛ المفبرك والمتبقي من الدورة الثانية، مع ما قد طرأ عليه من انعكاسات جديدة، مصدرها النهضوية الزائفة من جهة الشام ومصر، فواضبت الجماعات التي اتخذت شكل معارضة للحضور الاستعماري، على تكريس ( الويرلندية ) حين فاتهم التلبث عند اهم ما يميزه، وهو التصارعية النمطية بين الطرفين المختلفين نمطيا مجتمعيا، بين مجتمع ازدواجي لاارضوي، متعد للكيانية المحلوية، هو اعلى المجتمعات دينامية، واخر احادي، هو الشكل الأعلى ضمن نمطه، وهو في قمة تقدمه الالي، وهذا النوع من التصادمية، لا مثيل له ولا شبيه على مستوى المعمورة، لان نوع النمطية المجتمعية العراقية لا مثيل له، وهو فريد كينونةً وتاريخا وحاضرا، ماجعلنا نجد ان ما يعرف بالقوى الوطنية الايديولوجية الويرلندية وقد رضيت اولا من دون نقاش، ولا اي درجة من التردد بالمنظور الانكليزي للعراق باعتباره " الحقيقة "، " و"الواقع العصري "، وهو ما كان ضروريا لتبرير وجودها ودورها الذي تمثل ب التيارات الرئيسية المنسوبة للماركسية والقومية او الليبرالية التي اتخذت من التضاد والمعارضة في الظاهر مع الحضور الهميني، مناسبة لبروزها، بينما كانت قد اتخذت واعتمدت الصيغة والمروية الاستعمارية "للعراق الحديث " ، ساعدت على توطيدها اجواء القطبية الدولية .
" فالوطنية الحزبية " المتنامية بصفتها " الحركة الوطنية الحديثة " منذ الثلاثينات، والممثلة لاحقا في الخمسينات ب ( جبهة الاتحاد الوطني )، وجدت وارسيت على نكوص وتصور تاريخي موروث، وعجز عن الاحاطة بمقتضيات الوطنية العراقية الفعلية، صار اليوم بحال يتيح له ان يعتمد الميل لإلحاق الذات بالآخر طوعا وعجزا، باسم الوطنية الحديثة الزائفة، تنشأ لاسباب موضوعية بنيوية غير معاينة أو مدركة، تنبعث من كون هذا المكان من العالم محكوم تاريخيا بمتوالية الدورات والانقطاعات التي تلازم عادة الانهيار الشامل، او ما يطلق عليه الانحطاط، فكل لحظة من لحظات الانحطاط لها نوع نخبتها التي من نوعها وطبيعتها، فما قد عرفه العراق بالذات، كما المنطقة من "نخب " ابان الصعود الغربي الحديث، يمكن ان نطلق عليها ( نخب الانحطاط )، والعراق ابان انهيار الدولة العثمانية على يد الانكليز، برزت فيه قوة قابلة لأن تصير أداة تطبيق عملي، أطلق عليها ( حنا بطاطو ) اسم "الشريفيين "، لانهم عملوا إلى جانب ( الشريف حسين )، شكلوا النواة العملية للفبركة الغربية المركبة من اعلى، منها وبها تشكلت "دولة " عام 1921 الإيهامية من خارج النصاب المجتمعي، ومنها ظهرت في وقت لاحق في الثلاثينات، الفئات التي ستكون بمثابة الفبركة من الاسفل " التي لجأ اليها في الواقع، وجعلها ممكنة، المجتمع الاستبدالي اللاارضوي غير الناطق اضطرارياً، ردا على الفبركة من اعلى، بما يعني حضور للعوامل والمحركات الذاتية غير الناطقة بوسائل مستعاره .
تبدا علاقة الغرب الحديث بأرض الرافدين اذن بداية احتلالية إفنائية، فاشلة .



#فاطمة_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب العراق / ( تجليات الدورة الازدواجية الاخيرة في ارضها )
- كتاب العراق / ( الانتظارية - المهدوية - وما بعد النبوة )
- كتاب العراق / أنشودة ما بعد الانهيار / التوهمية الحداثية الغ ...
- كتاب العراق / نهاية الطور الانسايواني من التاريخ البشري
- كتاب العراق / وعي الذات المضمرة او الفناء
- قراءة تعريفية وعرض ل - كتاب العراق - الكتاب اللاارضوي المنتظ ...
- سياسة الطاقة القومية الامريكية لعام 2001 والحرب على العراق و ...
- نظام المحاصصة والمصالحة نقيظان لا يجتمعان!
- صناعة القتل والمصائب في العراق
- امريكا هي الطاعون والطاعون امريكا
- الصبي يوسف يتحدى الخوف


المزيد.....




- قطر تصدر بيانا بشأن موقف -حماس- من مقترح وقف إطلاق النار
- مقتل رجل في وضح النهار في موسكو.. وكاميرات المراقبة تسجل لحظ ...
- بعد تحذير بوتين للغرب.. روسيا تؤكد حتمية الرد على تسليح كييف ...
- المظليون البريطانيون يجبرون على المرور عبر الجمارك بعد قفزهم ...
- بينها الصومال.. انتخاب 5 دول لعضوية مجلس الأمن
- عاجل | ترامب: إذا توليت الحكم فسأقوم بأكبر عملية إبعاد في تا ...
- لماذا يستدرج جنود الاحتلال بالطريقة التي تريدها المقاومة؟ ال ...
- فرضت واشنطن عليها عقوبات.. ما هي مجموعة -عرين الأسود-؟
- مصادر من -البنتاغون- تكشف -حجم الأضرار- برصيف غزة المؤقت
- تحذيرات إسرائيلية من -انتفاضة ثانية- في الضفة الغربية


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة محمد تقي - كتاب العراق / ( فبركة عراق : اثنان في ثالث مختلق )