أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة محمد تقي - كتاب العراق / ( الانتظارية - المهدوية - وما بعد النبوة )















المزيد.....

كتاب العراق / ( الانتظارية - المهدوية - وما بعد النبوة )


فاطمة محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 7962 - 2024 / 4 / 29 - 16:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(كتاب العراق / ( " الانتظارية المهدوية " وما بعد النبوة ؟

يذكر المؤلف كتاب سابق له هو "ارضوتوبيا العراق وانقلاب التاريخ" الذي صدر عام 2008 في بيروت، وكان قد وضع له عنوانا فرعيا ملحقاً يقول "من الإبراهيمية إلى ظهور المهدي ،،، كيف يرد التاريخ العراقي على التحدي الأمريكي ؟ "
فكان تلويحا وإحالة إلى ما هو قادم كخلاصة من الدورة التاريخية الرافدينية الثانية "العباسية القرمطية الانتظارية "، وبهذا يقف امام ملمح خصوصي استثنائي، ليس من السهل تحري تمظهراته من دون احتساب ايقاعية الفترات والمراحل والدورات كقوة فعل بنيوي غير ظاهرة، وخارج القدرة على التعيين، فضلا عن الإدراك، الى ان اصبحت محورا وعنصرا رئيساً من عمله الراهن بعد قرابة 15 عاماً .
فالامر الذي حدث وقتها ابان الدورة الثانية، هو العودة الى النطقية الممكنه مجددا عما هو مضمر في التاريخ والمجتمعية الازدواجية لارض ما بين النهرين .
ذلك ان شكال التعبيرية اللاارضوية، وتغيراتها بحسب الشروط والفترات والدورات، لم تكن في يوم من الايام قد جرت ملاحظتها، وبناء عليه فان القول بالمهدوية اللاحقة على الإبراهيمية، اي العنوان المهدوي، لم يأخذ حصته من الايضاح الذي كان متعذرا في حينه، وموضوعة من نوع مفهوم "الانتظارية المهدوية "، وعلاقتها بالآليات التاريخية الرافدينية تحت طائلة النطقية المؤجلة، بظل خضوع تاريخ المكان لقانون الدورات والانقطاعات، كان لابد ان يعيد رهن التحققية بداهة بالمستقبل البعيد، والذي هو هنا استشراف مسبق لطبيعة دورة اخرى لاحقة، مختلفة وأخيرة، الأمر الذي حدث وقتها ابان الدورة العباسية، كشكل إعلان عن نهايتها تكرارا من دون تحققية، وبعدما ثبت تعذر ها نطقا للمرة الثانية، لاستمرار عدم توفر الاسباب المادية والاعقالية اللازمة لمثل هذا الانقلاب التحولي المضمر.
ما اوجب مرة اخرى إحالة الامر إلى القادم، وان بهيئة وسيناريو مختلف عن النموذج الجزيري النبوي الختامي الفتحي، ليواصل مكملا مسار النبوة بملحق الامامة".وفقا للمنظور اللاارضوي الازدواجي، ومابنم عنه بحسب طبيعته من رؤية للتأريخ ومساره، وقد جاء تحت طائلة الزمن وتبدل الظروف كاعادة تكريس في الجوهر، لمقاربته الاولى التي يتاكد الان انها كانت في محلها .
فالصراعات المجتمعية بصيغتها الاولى مع البيئة، ومن ثم البيئية والاحادية المجتمعية الهابطة من اعلى لاحقا، وصولا للآلية، حيث التبلور المجتمعي اللاارضوي في مابين النهرين هو المجتمعية التحولية مايزال غير متوافرة على شروط التحول .
ولقراءة الطور "الامامي" يعتمد الكاتب بناء اعادة النظر في الدورة الرافدينية الثانية التي يبين الكاتب انها انطوت على مهمتين؛ الاولى هي تحقيق اختراق المجال الشرقي الممتد الى الصين، والثاني وضع العقيدية النبوية أمام امتحانية تحققية سابقة لأوانها، فالإسلام الابراهيمي الامامي، كان نوع جموح طبيعي في موضعه، طلبا لتحققية تحولية ماتزال سابقة لاوانها .
ومن بين ما يتوجب اعادة النظر فيه من تاريخ الدورة الثانية كملمح فاصل، هو تغيير النظر لمنطويات المقصود خارج الحصرية العقيدية المباشرة، باعتبارها واقعاً ليست الجزيرة العربية هي المنطوية بنيويا على الوصول لغاياته، وان هي انجزت الجانب العقيدي الفتحي الاساس منه،فالفتح الإسلامي لم يكن له ان ينجز ما قد انجزه من دون مركز إمبراطوري مواكب، استمر قائما مدة خمسة قرون، صهرت خلاله الشعوب الشرقية، وقد وضعت ضمن نظام شامل، جعلها تدخل ما يشبه الكيانية الموحدة بعاصمة ومركز قيادي .
وابتداء من الخوارج، والتشيع وتياراته، الى الاسماعيلية والقرمطية، وإخوان الصفا، والمعتزلة ، ذهابا إلى الحلاجية حيث ( النزوع المفرد للخروج من الاحادية الجسدية ومغادرتها قبل الاوان ) ، وثورة الزنج، وصولا إلى العلوية، مع القرمطية اليمنية البحرينية الجزيرية، والاسماعيلية الفاطمية الذاهبة إلى المغرب، ومن ثم إلى مصر،وكل مظاهر التجلي ما بعد النبوي، او الفتح الثاني بعد النبوي خارج ارض المنشأ، كل هذا يفترض ان يغير كليا النظر الى ما يعرف ب "تاريخ الإسلام " الذي هو تاريخ الدورة الثانية اللاارضوية الازدواجية الثانية، تلك ألتي شكلت قاعدة العالم المعروف بالإسلام، بما يعني اننا هنا ومرة اخرى، بإزاء فعل الديناميات التصيرية الكونية الاساس.
ولايفوت الكاتب ان يلفت الأنتباه إلى صلة الجزيرة العربية الجغرافية بارض ما بين النهرين وأهل ارض "السواد " ( التي تمرض ولا تموت ) في اشارة عبقرية عفوية من اهل الجزيرة لقانون الدورات والانقطاعات، ليعود ويوجه النظر الى دور وفعل كيانيتين ( فارس/ والجزيرة ) المتناقض ضمن السياقية التفاعلية والدوراتية العراقية، فيعيد قراءة التاريخ وفقا لإيقاعية انتظارية الدورة الثانية، فبعد الإعلان الضمني عن عودة انتصار القبلية منذ معاوية والأمويين، وبعدهم العباسيين، وعجز الإسلام بناء عليه، وكما صار بعد طول صراعية عقيدية / قبلية، كان لابد من حصول قفزة الى ما يتعدى نطاق الإبراهيمية النبوية الختامية بصيغتها الرافدينية الاصل، نحو "الأنتظار" واعتماده بعد صياغة مرويته العقيدية والتاريخية الموافقة لذات الأسس الابراهيمية النبوية المحمدية .
انتظارية الدورة الثانية:
تمر التعبيرية اللاارضوية النبوية الإبراهيمية الحدسية بطورين : اول تاسيسي كوني يتجلى خارج مكانه وأرضه كتابياً، واخر هو الختامية النبوية، الذي تنشأ معه ديناميات دورة ثانية، جوهرها عودة التعبيرية الإبراهيمية إلى أرضها ومنشأها، ما يتطلب النظر للإسلام ضمن الدورة الرافدينية الثانية، فالإسلام الجزيري حقق الانتشار الضروري للرؤية الإبراهيمية النبوية كرؤية متناسبة مع اشتراطات غلبة الاحادية الارضوية على المستوى المجتمعي العام، غير ان هذّه الرؤية ومرة اخرى وبعد اثني عشر اماما، أظهرت عدم قدرتها على التحقق المطلوب، ما فتح الباب لطور تعبيري لاارضوي آخر، تم الإعلان عنه بمبدأ الانتظار " المهدوي" الذي هو إعلان انتهاء مفعول الإبراهيمية النبوية الحدسية اللاارضوية الاولى، واقتصارها من وقتها على الايمانية دون الفعالية التحققية، مااستوجب ظهور تصورات ورؤى من نوع" المهدوية " في ارض الرافدين كمفهوم انتظاري ارضوي خلاصوي، يذكر بالشيوعية واقامة العدل المطلق، كغاية افتراضية ارضوية توهمية، مغاير للمنظور اللاارضوي الذي هو مقصد آخر مختلف، يخص المجتمعية ومآلاتها ما بعد الارضوية، وفي مقدمتها تلك التي تعتمد الطبقيوية.
وهنا يشير الكاتب إلى خاصية "الاستبدال" التي تلجأ لها اللاارضوية في ارض السواد، والرغبة في التحول التي يسعى الكائن البشري نحوه، ويظل يجهد في سبيل الوصول اليه وبلوغه .
واخيرًا يتعرض الكاتب في هذا السياق الى قضية أساسية ،هي قضية "الوحي السماوي النبوي " التي لازمت التعبيرية اللاارضوية من ابتدائها إلى الختام، مقارنة بتجلي صورة "المهدي " كما رسمت قبل اكثر من الف عام، متحاشية التعرض لمسألة الوحي والإلهام؟ وهذا اهم الجوانب الدالة على انتهاء ضرورة تكرارالنبوة وطورها "الانسايواني"، فالالهام والوحي هما تدبيرية سماوية مناسبة لحالة الكائن البشري ابان الطور الانسايواني، حين المتلقي للإلهام والناس على وجه العموم في حال عقلي واختباري لايمكن معه ان يتعرف، فضلا عن ان يؤمن بمبدأ عقيدة لاارضوية، إذا لم تكن آتية من خارج النطاق الأرضي وباسمه .
ان انتهاء ظاهرة الوحي، يوكد انتهاء مفعول الوحي والنبوة كوسيلة تحقق، والانتقال إلى مابعد النبوة، حين تتبدل اشتراطات التعبيرية اللاارضوية، وتتمرحل بحسب الفترات والحقب والأزمان، وصولا الى النطقية الافصاحية السماوية من دون وحي سماوي مباشر.



#فاطمة_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب العراق / أنشودة ما بعد الانهيار / التوهمية الحداثية الغ ...
- كتاب العراق / نهاية الطور الانسايواني من التاريخ البشري
- كتاب العراق / وعي الذات المضمرة او الفناء
- قراءة تعريفية وعرض ل - كتاب العراق - الكتاب اللاارضوي المنتظ ...
- سياسة الطاقة القومية الامريكية لعام 2001 والحرب على العراق و ...
- نظام المحاصصة والمصالحة نقيظان لا يجتمعان!
- صناعة القتل والمصائب في العراق
- امريكا هي الطاعون والطاعون امريكا
- الصبي يوسف يتحدى الخوف


المزيد.....




- الأردن: إحباط محاولة تهريب أسلحة -أرسلتها مليشيا- إلى خلية د ...
- السعودية.. أوامر ملكية تشمل تعيينات وإعفاءات في الحرس الوطني ...
- مطاردة -غير مسبوقة- في فرنسا لمجرم هارب بعد مقتل ضابطين
- الهند في عهد مودي: عدد المسلمين في البرلمان الهندي يتراجع سن ...
- أردوغان: إسرائيل تطمع بأراضي الأناضول وحماس خط دفاعنا الأوّل ...
- زيلينسكي يؤجل جميع جولاته الخارجية المقبلة بعد تقدم الجيش ال ...
- الرئيس الفرنسي يعلن حالة الطورائ في كاليدونيا الجديدة وسط تو ...
- إسرائيليان يحاولان تهريب 73 سبيكة ذهبية من دبي إلى إسطنبول ( ...
- بايدن يدعو ترامب لمناظرتين متلفزتين في يونيو وسبتمبر
- عايد المناع لـRT: قرارات أمير الكويت وقفة لإعادة النظر بالتج ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة محمد تقي - كتاب العراق / ( الانتظارية - المهدوية - وما بعد النبوة )