أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة محمد تقي - نظام المحاصصة والمصالحة نقيظان لا يجتمعان!















المزيد.....

نظام المحاصصة والمصالحة نقيظان لا يجتمعان!


فاطمة محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 1927 - 2007 / 5 / 26 - 11:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يجب ان تسوى قرطاجة بالارض كل عشرة سنوات!

لقد ظلت خواطري هذه حبيسة صدري، فلقد اعتزلت وانضممت الى الاكثرية الصامتة في هذا الشعب الحزين طوال اكثر من عقد ونصف، ولكن المشاعر المهانة المستفزة تصرخ، فلا يمكن السكوت. حيث لايمكن الحياة بسلام واطمئنان حين تتوالى الصدمات والخيبات، فعندما ينكبّك الدهر وترى كل ما في بلدك مظلم كجرح عميق، فلا مجال للحياد أو ما يسمونه "الواقعية" او الرضوخ للامر الواقع والصمت في خضم هذه الفوضى الهدامة.
يشعرالمرء وكانه متفرج في جحيم دانتي على لوحة عن الالم الانساني الازلي للبشر، فالصورة ليست تأريخية عن غزوات هولاكو وفظاعات تيمورلنك، انها صور للغزو الحديث والاحتلال الذي يربض على صدر العراق بكل بشاعة كجسدٍ كففت عن حبه.

فدم العراقيين يسيح من على شاشات التلفزيون، وعمليات نهب وسرقة قوت الفقراء والموت المتربص بثرواته البشرية وسرقة ومصادرة ثروته النفطية واستباحة تاريخه وخزائن اثاره وتفكيك كل مصانعه ومعامله ومختبراته التي بنيت بسواعد وعقول ابناءه على مرعقود من الزمن وبيعها خردة في مزادات اعداءه، واحراق تاريخ وذاكرة وشواهد حضارته الانسانية، منذ اليوم الأسود الذي وقع فيه العراق الفريسة الاولى لمطامع التوسع الامبراطوري صوب المنطقة والعالم في بداية التسعينات، حينما اصابوه وتركوه جريحا ًيأن تحت حصارهم القاتل، انقضوا عليه ثانية لتقطيع اوصاله للاجهاز عليه وانهائه.

ولكن في خظم الاحداث وجد جميع اعداء العراق انفسهم يقعون في شراك شر أفعالهم، فسادة العالم واقوى قوة عسكرية في العالم وفي التاريخ وحلفائهم ومن خلفهم من يسمون انفسهم بالساسة المحليون الذين لا هم ساسة ولا محليون في مأزق وورطة.
فالمحتل وكل اتباعه واعوانه وكل من جاء بمعيته وحكومته " دود الخّل" وكل من تورط في تأييد حربه وتواطأ وتعاون معه بل حتى الانتهازيين الذين برروا ترحيبهم المراوغ من اجل التخلص من نظام صدام حسين "عدوهم المشترك"!! يجدون انفسهم في خظم الحيرة والتخبط.

فالمشروع الامريكي قد تعثرعلى كل المستويات وخاصة على المستوى الحاسم في المشروع الشرق الاوسطي الكبيروبؤرته العراق. فما هو واضح ان هناك مازق وازمة عميقة في امكانات وعوامل تامين فرص نجاحه او على الاقل تحقيقه بيسروسهولة، بالمقابل تبرز ثغرات وضعف في وسائل السيطرة تؤدي الى فشل المشروع بالاهداف التي كانت مرسومة له.
ولكن وكما معروف عن القوى العظمى وخاصة عندما تتصرف كامبراطورية كونية فهي تنكرالاعتراف بالهزيمة والفشل بل تنكر الواقع عندما تجد ان هيبتها في خطر فكل ما يهمها هو وكما فعل بوش ان يجعل بلدان العالم تخشاه وترتعد لتهديده، فاجتذاب القلوب و العقول غير ذي بال في حال الامبراطورية الجديدة بل الرضوخ باستخدام جبروت القوة العسكرية والانقياد والاكراه وان كره الناس ما يفعلون.

فلنحاول التبصر في المشهد منذ 9 نيسان ولغاية الان فما الذي وقع ولماذا تعثر المشروع:

منذ الاسبوع الاول للاحتلال وبسرعة فائقة ظهرت على الارض اطراف وقوى مناهضة ورافضة ومقاومة للغزو والاحتلال وكل مشروعه الذي شن من اجله حربه على العراق، فبغض النظر عن الموقف من النظام السابق، ادرك الكثيرمن الوطنيين العراقيين ومن مختلف المشارب والاتجاهات اليسارية والقومية والاسلامية التي رفضت الحرب منذ البداية ومعها كل قوى الرأي العام العربي والعالمي، المخاطر والنتائج الكارثية لتسليم العراق للامريكان والويلات التي سيسببها من اجل تحقيق اهدافه وغاياته في العراق والمنطقة.
فانبثقت قوى المقاومة الوطنية المسلحة العراقية ومن خلفهاالقوى الوطنية المخلصة الداعمة للمقاومة والتي تعمل بجد واخلاص سوياً من اجل التحرير والاستقلال من ربقة الغزاة والدخلاء.

بعد ان تحولت الزهور والرياحين التي كانوا يتوهمون ان يستقبلوا بها من قبل البعض المغرر بهم، الى حمم نارقضت مضاجعهم وافقدتهم صوابهم وتوازنهم وبثت الذعرفي قواتهم. صدمت الادارة والقيادة العسكرية، بالعمليات اليومية للمقاومة التي بدأت ضرباتها القوية توقع الخسائرالبشرية والمادية الموجعة وتحقق ما تصبوا له في تحطيم معنويات المحتل ومرتزقته واعوانه، فاصبحوا محاصرين في ثكناتهم وبين اسوار المنطقة الخضراء، علاوة على تاثيراتها السياسية المتلاحقة على الرأي الامريكي، فاكثرية الامريكان بدأت تعي وتكتشف الحجج الكاذبة لحكومتهم وتتعرف على الخسائر رغم الدعاية المتواصلة بادعاء تحقيق التقدم في حربهم على الارهاب والقاعدة في العراق!! مما غير في اتجاهات الرأي في دعمها للحكومة وأدت الى خسارة الجمهوريين في الكونغرس وحولت الادارة الى بطة عرجاء في مواجهة ضغط المشرعين في تقييد تمويل الحرب والمطالبة بجدولة انسحاب القوات من العراق.


اما على صعيد ما يسمونه بالعملية السياسية الجارية:

فان ما سميّ بالمعارضة العراقية للنظام، التي لم تكن الا احزاب انتهازية لاتملك اي مشروع وطني مستقل، واهمها الحزبين الكرديين والاحزاب ذات الهوية الطائفية، قد ارتضت بالرؤية والمنظور الامريكي لتصنيف الشعب العراقي على انه عبارة عن مجموعات طائفية وعرقية مختلفة وعليه فان اتباع نظام المحاصصة الطائفية والعرقية هو النظام المناسب او بالاحرى هو النظام الجديد الذي ترتأيه واشنطن في العراق.
لقد انظوا للعملية السياسية على اساس ذلك المشروع المزمع تطبيقه. فما كانوا الا عبيدا للسادة الامريكان ومنفذين لمشروعهم السياسي المبني على اساس تفكيك الدولة المركزية الوطنية وتقسيم المجتمع الى مكونات طائفية وعرقية مختلفة ومتصارعة وتشكيل هياكل سياسية مبنية على نظام المحاصصة بين هذه الشرائح والمكونات مقابل التنازل عن المصالح الوطنية العليا للشعب. فولدت مايسمى بالعملية السياسية مسخاً لتجربة بريمرالشوهاء، غير قابلة للحياة ومحكومة بالفشل والموت.
ان المشروع السياسي المبني على الطائفية دفع المحتل استخدام ورقة السيستاني لتحييد فئات واسعة في المجتمع، ليلغوا عقولهم وينقادوا بيسر للمرجعية وفتاويها الهادفة ضمنا للترحيب بالاحتلال لانه خلصهم من نظام صدام وماعليهم الا دفع الثمن للاحتلال مقابل الفرصة التي سيوفرها ويضمنها لهم في الحكم والقصاص من الطائفة المهزومة على ايدي ميليشيات الاحزاب وعصاباتها التي تشكلت وتدربت برعاية المخابرات الامريكية، والمخابرات الاسرائيلية والايرانية وغيرها للانتقام والتصفيات الجسدية للخصوم والمعارضين لهم والابرياء لاشاعة الخوف والتسليم بالقوة للوضع الراهن.

جهدوا ايضا في خلق بيئة واجواء محمومة سياسيا وفكريا وثقافيا فاسدا مسموما هدفها تدمير شخصية الانسان العراقي وهويته وولاءاته، كمحاولة الطرق على الاوتار البالية، مثل عدم وجود دولة عراقية اصلا؛ فالعراق ليس الا ارضا تعيش عليها مجاميع من البشر المتناحرين لاختلافهم الطائفي والعرقي، بهدف تغليب الهويات الطائفية والعرقية وضرب وطمس الهوية الوطنية الموحدة الجامعة، علاوة على ضرب الهوية العربية للعراق باسم الطائفية .
وبث ثقافة التبعية والتخلي عن الثوابت الوطنية باعتبارها نهجا قديما عفى عليه الزمن وتجاوزته التطورات والاحداث.

هنري كيسنجر:"ليس من مصلحتنا بقاء عراق موحد".

فالالحاح على التقسيم عبرما يسمونه بمشروع الفدراليات وسلطات الاقاليم وانهاء دور الدولة المركزية، الذي كرسوه في الدستور، ما هو الا وسيلة هدفها اضعاف وحدته لتسهيل السيطرةعليه، وتحييد دورالشعب في الرفض والمقاومة.

الاحتلال والمقاومة:

ان الصراع الدائر في العراق اليوم يقوم بين قوتين فاعلتين على الارض وهما قوة الاحتلال وقوة المقاومة الوطنية المسلحة ومعها القوى والعناصر الوطنية المناهضة للاحتلال والرافضة لكل نتائجه وتداعياته واجراءاته ودستوره وعمليته السياسية وحكوماته المتعاقبة.
اما ذوي العقول الرثة واللحى الكثة والعمائم التي يعشش تحتها قراد وبراغيث الشر والغل للعراق واهله، من رجال الدين والدين منهم براء" فليس للطائفي دين" اضافة للافندية والمتأمركين والمتأرجحين بين اليسارواليمين"من الاشتراكية الى الخصخصة" واللصوص المحترفون وعملاء المخابرات الاجنبية المختلفة، الذين افصحوا عن ماهيتهم وحقيقتهم وخلفيتهم التافهة، فالاحداث والوقائع والتجربة برهنت على خطلهم وعماء بصيرتهم وسوء سمعتهم وتاريخهم ، ان روائح تعفن لحومهم تزكم الانوف فعندما اراهم اشم بعقلي رائحة كريهة، فلا قيمة ولا وزنا لهم من دون سفاحي ميليشياتهم وفرق القتل او بعصي المحتل.
فالمصالحة من وجهة نظرالادارة الامريكية تنطلق من ذات الرؤية والمنظور القائم على اساس المحاصصة الطائفية ان هذه المصالحة الطائفية لا تستقيم ولن تحل اطلاقا المشكلة، فنظام المحاصصة البغيظ والمصالحة الوطنية لا يجتمعان، بل هما نقيضين لايلتقيان فحسب الرؤية نفسها يعيدون النظر بوضع "السُنّة" الذين أُبعدوا كثيراً وقد دفعّوهم ما يكفي من الثمن كونهم كانوا قاعدة النظام السابق!!! المهم انهم لم يعودوا يستاثروا بالحكم كما كانوا على مدى قرونا او عقودا!! لا ادري!!! وانهم كأقلية طائفية!!! اصبح بالامكان الانفتاح عليها وتوسيع مشاركتها والضغط على جماعة "الحكيم" ليتنازلوا بعض الشئ للتغيير!!في الدستور!! وفسح مجال اكبر "شوية" امامهم في المحاصصة!!! هذه المصالحة الامريكية المطروحة!!. "
"فالشق كبير، والرقعة صغيرة"

ان الترقيعات وتخفيف جرعات السُم لن ينقذ ويصلح ما افسده المحتل، الا طرده واعوانه على يد المقاومة الوطنية على اساس مشروع يمثل مصالح الوطن العليا واسقاط مشروعه الذي انهى الدولة وخرّب الأسس التي بنيّ عليها المجتمع العراقي، لتنهض المقاومة سويتا مع كل القوى الوطنية المخلصة بمهمة اعادة العراق وطنا موحدا ودولة قوية.



#فاطمة_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة القتل والمصائب في العراق
- امريكا هي الطاعون والطاعون امريكا
- الصبي يوسف يتحدى الخوف


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة محمد تقي - نظام المحاصصة والمصالحة نقيظان لا يجتمعان!