أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - ديان بيان فو - السابع من أيار/مايو 1954 – 2024















المزيد.....



ديان بيان فو - السابع من أيار/مايو 1954 – 2024


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 7973 - 2024 / 5 / 10 - 21:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فيتنام من النّصر التاريخي إلى الرّكوع

السياق التاريخي
بعد استعمار فرنسي لفترة ثماني سنوات، ثار الشعب الفيتنامي بقيادة الحزب الشيوعي، وألحق هزيمة عسكرية حاسمة بفرنسا، القوة الاستعمارية الكبرى، في موقعة "ديان بيان فو" التي دارت بين قوات اتحاد تحرير فيتنام والجيش الفرنسي الذي كان مدعومًا من قوات من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لفترة 57 يوما، من 13 آذار/مارس إلى السابع من أيار/مايو 1954، ومَكَّنت هذه المعركة الشعب الفيتنامي من الإنتصار العسكري وإلحاق هزيمة نكراء بالجيش الفرنسي، رغم دعم الإمبريالية الأمريكية لفرنسا ورغم تفجيرات النابالم والتعذيب ومقتل مليون فيتنامي، وشنّ 50 ألف مقاتل من الفيتناميين، بقيادة الجنرال فونغوين جياب هجومًا كبيرًا ومفاجئًا على الحامية الفرنسية البالغ عددها نحو 16 آلف جندي مُسلّح بالمدفعية الثقيلة في قاعدة ديان بيان فو وَوضعت هذه الهزيمة حداً لقرن من الاحتلال الفرنسي لدول الجوار (لاوس وكمبوديا)، وتم نقل ضباط الجيش الفرنسي المهزوم من "الهند الصينية" إلى الجزائر (الجنرال راؤول سالان 1899 - 1984 أو العقيد مارسيل بيجارد 1916 - 2010...) حيث انتقموا من الشعب الجزائري، ثأْرًا لهزيمتهم في فيتنام، وتُعْتَبَرُ هذه الهزيمة حدثًا ذا أهمية كبيرة في تاريخ الشعوب المستعمَرة آنذاك، إذ انطلقت حرب الاستقلال الجزائرية بعد أقل من سبعة أشهر، في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 1954، وانعقد مؤتمر باندونغ لدول عدم الإنحياز خلال شهر نيسان/ابريل 1955...
اختار الجيش الفرنسي موقع قاعدة ديان بيان فو بسبب تضاريس المنطقة المتكونة من سهول تحيط به تلال صغيرة بنيت عليها نقاط دعم تحمل أسماء نساء فرنسيات، مثل غابرييل وبياتريس ودومينيك وإليان وكلودين، وحاصر الجيش الفرنسي هذه القاعدة بشكل يُعَسِّرُ على القوات الفيتنامية التراجع أو تلقي الإمدادات والتّعزيزات، ولم يكن قادة الجيش الفرنسي على دراية بعبقرية الجنرال جياب، الاستراتيجي البارع الذي كان قد خطط لكل شيء، واستعد مسبقا لخوض المعركة من خلال حفر خنادق تمتد على عدة كيلومترات لتبلغ الجبال المحيطة بمنطقة ديان بيان فو، مما سمح للجنود الفيتناميين بنصب أسلحتهم المدفعية حتى فوق الصخور وضمان تموين الجنود من قِبَلِ السكان. لقد كانت معركة عسكرية وشعبية أدّت إلى هزيمة مُذِلّة للجيش الفرنسي، وإلى اعتراف الحكومة الفرنسية رسميا خلال ندوة جنيف (20-21 تموز/يوليو 1954) باستقلال فيتنام.
كان الجيش الثوري الفيتنامي يعتبر إلى القاعدة العسكرية فخًّا يستطيع من خلاله سحق القوات النظامية الفرنسية التي تتفاخر جنرالاتها بقوة النيران التي يملكونها للقضاء على قوة أكبر منهم بأضعاف، وقبل المعركة، جاء نائب الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون، الذي أصبح فيما بعد رئيساً للولايات المتحدة، لتفقد بناء هذه القاعدة العسكرية وللتأكد من استخدام الاستثمار الأميركي في الهند الصينية بشكل فعال، وأعرب عن ارتياحه وثقته بقدرة القاعدة المذكورة على تأمين المصالح الغربية في الهند الصينية لفترة طويلة الأمد.
تُعتبر معركة ديان بيان فو - شمال غربي فيتنام، على الحدود مع لاوس - انتصارًا للثوار الفيتناميين، بقيادة الزعيم هوشي منه ( 1890 - 1969 ) والجنرال فون غويان جياب ( 1911 - 2013 ) ومسمارًا في نعش الإستعمار الفرنسي، ولكنه ليس أول انتصار للشعوب التي استعمرتها الإمبريالية الفرنسية، فقد سبقه انتصار ثوار هايتي ضد العبودية والإستعمار، خلال معركة "فرتيار" ( Vertières – تشرين الثاني/نوفمبر 1803) وتأسيس أول دولة يحكمها السُّود بداية من الأول من كانون الثاني/يناير 1804، لكن تحالف القوى الإستعمارية جعل شعب هايتي يُسدّد ثمن انعتاقه غاليا، ولا تزال البلاد في حالة فوضى وتَفَتّت تحت الإحتلال الأمريكي والأطلسي بغطاء الأمم المتحدة، كما شكّلت معركة ديان بيان فو أطول المعارك دموية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وآخر معركة كبيرة في حرب الهند الصينية (1946-1954)، ونهاية الوجود الاستعماري الفرنسي في آسيا.
كانت الخسائر فادحة، إذ لم ينْجُ سوى 3300 من بين 16200 جندي فرنسي من القتل والأسْر، حيث أسّر الفيتناميون نحو عشرة آلاف جندي، وفُقد نحو ثلاثة آلاف فيما قُتِلَ نحو ثمانية آلاف وأصيب نحو 15 ألفا من الفيتناميين.
شاركت في معركة ديان بيان فو حوالي 15 كتيبة من قوات الاتحاد الفرنسي ( المُسْتَعْمَرات الفرنسية)، بما في ذلك فيلق المظليين والرماة المغاربة والجزائريون والوحدات التايلاندية وكتيبة من الجيش الوطني الفيتنامي المُوالي للإستعمار، وأحصت مدينة ديان بيان فو حوالى 13 ألف قتيل أو مفقود وشكّل الانتصار الفيتنامي تحولا تاريخيا ولكن البلاد لم تتوحد إلا بعد سقوط سايغون يوم الثلاثين من نيسان/ أبريل 1975، الذي وضع حدا للحرب الثانية في الهند الصينية مكرسا انتصار الشمال على الجنوب بالرغم من الانخراط العسكري الأميركي في هذه الحرب بفيتنام.
أعلن الرئيس الفيتنامي هوشي منه الاستقلال سنة 1945، بعد هزيمة الجيش الياباني، ومنذ ذلك الحين، خاضت فيتنام مقاومة طويلة ضد المستعمر الفرنسي، وقبل معركة ديان بيان فو بنحو عام، قام المستعمرون الفرنسيون بدعم وتدخل أميركي، بتبني خطة "نافار" لتحويل ديان بيان فو إلى أقوى قاعدة عسكرية في الهند الصينية من أجل السيطرة على كامل شمال غرب فيتنام ولاوس العليا وتدمير القوات الوطنية الفيتنامية وبسط النفوذ الاستعماري على مجمل أقاليم المنطقة، وقبل نحو ستة أشهر من المعركة، قرر المكتب السياسي للحزب الشيوعي الفيتنامي في أوائل كانون الأول/ديسمبر 1953، إطلاق حملة عسكرية تستهدف القاعدة الفرنسية، واعتمد الإستراتيجية القتالية المتمثلة في "هجوم سريع/نصر سريع"، لكن الجنرال فو نغوين جياب عدل من الإستراتيجية بعد النظر في توازن القوى بين الجانبين، واتخذ القرار الأصعب في حياته المهنية بالانتقال إلى مفهوم "هجوم ثابت/ تقدم ثابت"، وبدأ حَفْرُ الخنادق العميقة ووضع الكمائن المتقدمة قرب القاعدة الفرنسية، وتنظيم خطوط الإمدادات اللوجستية والتواصل بين الكتائب العسكرية المختلفة وتنسيق النيران بمشاركة عشرات الآلاف من الفيتناميين استعداداً للقضاء على أكبر معقل فرنسي في الهند الصينية، وتم تعيين الجنرال فو نغوين جياب قائداً أعلى لأكبر حملة لقوات فيات مينه بمشاركة آلاف الجنود والمتطوعين المدنيين وتنظيم الخطوط الأمامية المكلفة بنقل الأسلحة والمدفعية عبر الغابات والجبال، وتُشير البيانات الرسمية الفيتنامية إلى مُشاركة نحو 55 ألف شخص، معظمهم من قوات النخبة في فيتنام، مباشرة في القتال، بمساعدة أكثر من 260 ألف آخرين لتنفيذ المهام اللوجستية في الخطوط الأمامية، ومعهم 21 ألف دراجة محملة بالأسلحة وبالأرز والمواد الغذائية الضرورية، ولم تكن قوات اتحاد تحرير فيتنام ( فيت مينه) تمتلك طعاما كافيا ولا ملابس دافئة، ولا بطانيات، ما جعل الجنود ينامون على قش الأرز، خلافًا للجنود الفرنسيين الذين كانت ظروفهم أحسن بكثير ولا يمكن مقارنتها بظروف المُقاومين المحليين الذين خاضوا ملحمة أدت إلى انتصار تاريخي للشعب الفيتنامي، وإلى توقيع اتفاقيات جنيف لإنهاء الاحتلال.
شارك سُكّان جميع المُقاطعات في إرسال الأموال والمتطوعين والأرز واللحوم والخضروات والخيول وعربات النقل والأخشاب لبناء الطرق والجسور، وأعلن الرئيس هو شي مينه في رسالته ا إلى الجنود يوم 11 آذار/مارس 1954: "إن المهمة صعبة للغاية " ولكنه أعرب عن إيمانه الراسخ بأن "الجنود قادرون على الإنتصار والتّغَلُّب على كل العقبات والمشقات من أجل تحرير البلاد"...ولما انطلقت معركة السبع والخمسين يوما، وخلال شهر من المعارك شدّد الجيش الثوري الحصار وهاجم التحصينات بشكل متزامن، تحت شعار "عازمون على القتال، مُصمّمون على الفَوْز" واستولى الجنود الثوريون على مطار مونغ ثانه، وأجبر العدو على الانسحاب والتقهقر، وسيطرت القوات الفيتنامية في الفترة من 1 إلى 7 أيار/مايو 1954، على كل المواقع في الشرق وشنت هجوماً عاماً لتدمير قاعدة ديان بيان فو العسكرية بأكملها، بحلول منتصف ليل 7 أيار/مايو 1954، وتم القبض على جميع جنود وضباط القوات الفرنسية، وتردّد صدى هذا الإنتصار بسرعة عبر القارات الخمس...
كان الجيش الإستعماري الفرنسي يعتمد – خصوصًا بداية من سنة 1947 – على الكتائب الاستعمارية التي أصبحت تُشكّل أغلبية الجنود المُحاربة في المُستعمَرات الأخرى، وكان جنود إفريقيا جنوب الصحراء في المغرب العربي وجنود المغرب العربي في آسيا، وجميعهم من الفُقراء والأُمِّيِّين الذين يُؤَمّنون الرّزق لأُسَرهم، ولذلك التحق بالكتائب الإستعمارية بين سنتيْ 1947 و 1954، ما لا يقل عن 120 ألف من أبناء المغرب العربي، نصفهم من المغرب، بصفوف الجيش الفرنسي في الهند الصينية، وكان الجيش الثوري الفيتنامي يدعوهم إلى الفرار من جيش الإستعمار، وعندما يقعون في الأسْر، يفصلهم عن الجنود الفرنسيين ويقوم بتوعيتهم وبشرع وَضْعِهِم كمُستعْمَرين يجب أن يُحرّروا بلادهم، وأن يدعموا نضال الشعوب الأخرى، ومنها الشعب الفيتنامي، ومحاربة جيش الإستعمار بدل محاربة الشعوب الأخرى، وكانت هذه الخطة مثمرة حيث التحق العديد من العائدين إلى بلدانهم في حركات التحرر، وبقي بعضهم في فيتنام، ويعتبرهم الحزب الشيوعي الفيتنامي "رفاق نضال"، ومن بينهم نحو 300 جندي أفريقي وأوروبي فَرّوا من الجُندية أو تم أسْرهم خلال معركة ديان بيان فو، واختاروا العيش في فيتنام، ويوجد نصب تذكاري على شكل بوابة بارتفاع عدّة أمتار مستوحاة من العمارة المغاربية، تخليداً لذكرى الجنود المغاربة من "الكتائب الاستعمارية" في الهند الصينية، وبقيت حرب الهند الصينية متجذرة في الذاكرة الجماعية المغاربية بشكل عام، والذاكرة المغربية بشكل خاص، بسبب التحاق عشرات الآلاف ( ما لا يقل عن 120 ألف بين 1947 و 1954 ) من أبناء المغرب العربي بجبهات القتال إلى جانب الجيش الفرنسي في الهند الصينية.

من حرب إلى أخرى
كانت الإمبريالية الأمريكية تدعم العدوان والإحتلال الفرنسيّيْن، "لمقاومة المَدّ الشيوعي" واحتواء الصّين التي يحكمها حزب شيوعي منذ انتصار الثورة سنة 1949، وتريد الولايات المتحدة إلحاق الهزيمة بالمقاومة الفيتنامية التي يقودها الحزب الشيوعي، لذلك وتحملت قرابة 80% من تكلفة الحرب - وفق أوراق البنتاغون ( 1971)- قدّمت دَعْما عسكريا ولوجستيا لفرنسا، ولما بدأت هزيمة الجيش الفرنسي تتضح في ديان بيان فو، طلبت فرنسا غطاء جويا أمريكيا، لكن وزير الخارجية الأمريكي جون فوستر دالاس اقترح على زميله وزير الخارجية الفرنسي جورج بيدو، خلال اجتماع حلف شمال الأطلسي ( باريس 22 نيسان/ابريل 1954) قُنْبُلَتَيْن درِّيّتَيْن لاستخدامهما في فيتنام بهدف وضع حدّ لورطة الجيش الفرنسي التي انتهت باستيلاء الثوار الفيتناميين على حامية وتحصينات القاعدة الفرنسية وإلحاق هزيمة تاريخية بالقوات الفرنسية في "الهند الصّينية" (فيتنام ولاوس وكمبوديا)، ورفضت حكومة فرنسا لأن القنبلة الذرية لن تقضي على قوات فيت منه لوحدها، بل تقضي كذلك على الجنود الفرنسيين، وفق المؤرخ الفرنسي لوران سيزاري، ووفق الكتاب الذي نشره وزير الخارجية الفرنسي آنذاك جورج بيدو بعنوان "من مقاومة إلى أخرى" (منشورات مطبعة القرن باريس 1965) ووفق مذكرات رئيس هيئة الأركان الفرنسية المشتركة (آنذاك) الجنرال بول إيلي، واقترحت الحكومة الأمريكية خلال فترة حكم الرئيس دوايت آيزنهاور ( 1890 – 1969 وكان رئيسًا من 1953 إلى 1961) خطة عسكرية واسعة ودعمًا إضافيا للجيش الفرنسي، يتضمّن قَصْفًا جويا كثيفًا قد يؤدّي إلى التّصادم مع الصّين، ونفذ الجيش الأمريكي بالفعل عمليات قصف مركزة ومكثفة، لكنه غير مُعْلَنة في فيتنام سنة 1954 وفق الكاتب "جون برادوس" ( John Prados ) الذي كتب كثيرًا عن حرب فيتنام وعن "المُهمّات القَذِرة" التي نَفّذَتْها وكالة الإستخبارات الأمريكية في العديد من مناطق العالم، اعتمادًا على الوثائق التي رُفِعَتْ عنها السرية، وكشفت هذه الوثائق عن تواجد حاملات الطائرات الأميركية في خليج تونكين (الواقع بين الصين وفيتنام) وعن تنفيذ رحلات استطلاعية فوق منطقة ديان بيان فو، وعن تعزيز الأسطول السابع (وبه حاملة طائرات) في سواحل اليابان، ومناقشة "عملية النّسر" المُتمثّلَة في إلقاء ثلاث قنابل ذرية صغيرة بواسطة الطائرات العسكرية "بي "29 و"بي 36″ و"بي 47"، وكانت هذه الخطط مُقدّمة لتورّط الولايات المتحدة في فيتنام، بعد حرب كوريا ( من 1950 إلى 1953) بهدف احتواء الصين التي تقع منطقة ديان بيان فو الأمريكية قُرب حدودها والتي تعتبر – على حَقّ - تواجد القوات العسكرية الأمريكية في كوريا أو في فيتنام تهديدًا لأمْنِها، وكان القادة العسكريون الأمريكيون منقسمين حول التدخل المباشر في فيتنام (عملية النّسر)، بينما كانت صفوف المُؤيّدين تضمّ نائب الرئيس ريتشارد نيكسون ووزير الخارجية جون فوستر دالاس وقادة آخرون، مؤيدين لعملية النسر بحجة "وقف المد الشيوعي" في فيتنام، وعملوا على تشكيل تحالف يضم قوات من بريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا (فضلا عن فرنسا) والفلبين وتايلند، مع الإشارة إلى اعتراض الولايات المتحدة على مفاوضات جنيف التي كانت جارية بين فرنسا وفيتنام، وتم توقيع اتفاقية جنيف للسلام في تموز/يوليو 1954، غير إن هذه الإتفاقية قسمت البلاد إلى دولَتَيْن، واحدة شيوعية في الشمال، وعاصمتها هانوي، والثانية في الجنوب وهي مَحْمِيّة "غربية" وعاصمتها سايغون (هو شي مينه حاليا، بعد إعادة التوحيد سنة 1975)، ويخضع هذا التقسيم إلى مقومات الحرب الباردة...
كانت الهزيمة الفرنسية صادمة لفرنسا وللدّول الإمبريالية الأخرى، لأنها أول هزيمة لجيش أوروبي استعماري مُحترف أمام جيش شعبي في المستعمرات، وأدّت الهزيمة إلى تقليص النفوذ الفرنسي في آسيا وإلى تحفيز المُقاومة في المُستعمَرات الفرنسية في إفريقيا، غير إن تلك الهزيمة لم تردع الإمبريالية الأمريكية التي لم تنفذ "عملية النسر" سنة 1954، بفعل اعتراض الكونغرس، لكنها دخلت فيتنام بواسطة دولة فيتنام الجنوبية، قبل أن تتدخل عسكريا بشكل مباشر بعد حوالي ثماني سنوات من هزيمة الجيش الفرنسي في ديان بيان فو، واستمر العدوان الأمريكي على فيتنام وكمبوديا ولاوس من بداية الستينيات إلى نيسان/ابريل 1975 وانتهى بهزيمة عسكرية للجيش الأمريكي بقيادة نفس الجنرال فو نغوين جياب الذي خطط وقاد الغارة التي هزمت فرنسا وفقد الجيش الأمريكي خلال حوالي عشر سنوات من العدوان ( من 1964 إلى 1973) أكثر من 58 ألف جندي...

ديان بيان فو، رمز الكرامة للشعوب المُضْطَهَدَة
هزم الجيش الشعبي الفيتنامي الجيش الفرنسي، أحد أقوى الجيوش الإمبريالية المدعوم من قِبَل الجيش الأمريكي الحليف، وأصبحت فيتنام نموذجا، واكتسب هو تشي مينه - هذا الرجل المتواضع والمتحفظ - مكانة هائلة في أعين الوطنيين من المستعمرات الأخرى، وأصبح فو نغوين جياب رمزًا للصمود ولانتصار الشعوب...
تشكلت الحكومة الفرنسية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية من مقاتلين سابقين ومقاومين للاحتلال الألماني النّازي، لكن تلك الحكومات المتعاقبة واصلت الحرب في الهند الصينية (فيتنام ولاوس وكمبوديا)، وقمعت بشكل دموي الشعب الجزائري في الثمن من أيار/مايو 1945 وشعب مدغشقر سنة 1947، ومارست تلك الحكومات الرقابة والقمع، وكتب الكاتب الفرنسي "موريس جينفْوا" سنة 1949، أي قبل خمس سنوات من هزيمة ( أـو انتصار) ديان بيان فو : «في كل مكان ذهبت إليه، في تونس أو الجزائر أو المغرب أو السنغال أو السودان أو غينيا أو ساحل العاج أو النيجر، يعتبر الناس أن أحداث الهند الصينية مهمة وحاسمة..."، وفي بلدان المغرب العربي، وخاصة في الجزائر، أجمعت القوى السياسية المحلية على الترحيب بالنجاحات التي حققها الجيش الشعبي في فيتنام تحت قيادة الزعيم هوشي مينه والجنرال فو نغوين جياب، ورغم الرقابة والقمع تضامن عمال الرصيف في فرنسا والجزائر مع الشعب الفيتنامي ورفضوا تحميل المعدات العسكرية المتجهة إلى الهند الصينية، لكن لا تذكر الوثائق التاريخية حركة تضامن واسعة في فرنسا ضد الحروب الإستعمارية، باستثناء مظاهرة الجزائريين في باريس يوم 17 تشرين الأول/اكتوبر 1961 والتي أسفرت عن مجزرة قابلتها الصحف والقوى السياسية ونواب البرلمان بعدم مبالاة مُخيفة، ومُظاهرة أخرى ( شباط/فبراير 1962) بعد توقيع اتفاقيات وقف إطلاق النار، رغم محاولات الحزب الشيوعي الفيتنامي الهادفة تحسيس القوى التقدمية الفرنسية بخطورة الوضع في فيتنام والهند الصينية، وتوجهت الحكومة الفيتنامية بقيادة هوشي منه إلى الشّعوب الواقعة تحت الإستعمار الفرنسي، وكتبت سنة 1949 إلى عبد الكريم الخطابي الذي أسّسَ مكتب تحرير المغرب العربي في المنفى في القاهرة، لتطلب منه إطلاق نداء إلى جنود شمال إفريقيا الموجودين في الهند الصينية ضمن الجيش الفرنسي، واستجاب عبد الكريم فكتب خلال شهر نيسان/أبريل 1949: “إن انتصار الاستعمار، حتى على الجانب الآخر من العالم، هو هزيمتنا وفشل قضيتنا، وإن انتصار الحرية في أي جزء من العالم هو انتصارنا، ويُمثل إشارة إلى اقتراب استقلالنا"، وأرسل الحزب الشيوعي المغربي العضو القيادي محمد بن عمر لحرش، إلى مدينة فيتنام، واشتهر لدى جنود المغرب العربي (بالجيش الفرنسي) باسم "الجنرال معروف"، وكانت مهمته توجيه دعوات الفرار من الخدمة والإلتحاق بقوات المقاومة الفيتنامية، واستجاب العديد من الجنود لندائه.
زادت سلسلة النكسات التي تعرض لها الجيش الفرنسي في الهند الصينية من حدة الوعي بالتضامن بين المستعمرين، في كل مكان تقريبًا في المستعمرات الفرنسية.
تم تصميم Dien Bien Phu كمعسكر راسخ لمنع تقدم الجيش الشعبي الفيتنامي. لكن هزيمة الجيش الفرنسي كانت نقطة تحول أعطت الشجاعة والأمل للشعوب المُسْتَعْمَرَة، وقد تم الاحتفال بهذا النصر الفيتنامي في الأحياء الشعبية للمدن المغاربية حيث تم تقديم طبق مصمم خصيصا لهذه المناسبة، يسمى طبق ديان بيان فو أو طاجين ديان بيان فو، بحسب النائب الديغولي كريستيان فوشيه وجان فوجور، مدير الأمن العام للحكومة الفرنسية آنذاك، وكتب رئيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية بن يوسف بن خدة ما يلي في مُذَكّراته: “في السابع من أيار/مايو 1954، ألحق جيش هوشي منه هزيمة نكراء بالقوة الإستعمارية الفرنسية في فيتنام... إن كارثة ديان بيان فو مُهِينَة لفرنسا ومُحفّزة لنا (...). هذه الهزيمة المريرة بالنسبة لفرنسا كانت بمثابة صاعق قوي لكل أولئك الذين يعتقدون أن خيار الانتفاضة قصيرة المدى هو الحل الوحيد المُتاح، وهي الاستراتيجية الوحيدة الممكنة (...). ويمكن أن نُجْزم الآن إن العمل المباشر يصبح أوْلوِيّةً تسبق كل الاعتبارات الأخرى، بل يصبح أولوية الأولويات".
أصبحت معركة ديان بيان فو رمزا لاستعادة الاستقلال الوطني، الذي عبر عنه "معذبو الأرض" في مؤتمر باندوينغ، في الفترة من 18 إلى 24 نيسان/أبريل 1955.
كتب الزعيم الوطني الجزائري فرحات عباس، سنة 1962، في مقدمة كتابه «ليل الإستعمار»: «لم يكن ديان بيان فو نصرًا عسكريًا فحسب، بل تبقى هذه المعركة رمزا للشعوب المستعمَرَة، وتأكيدًا لضرورة مواجهة أهالي آسيا وإفريقيا للجيوش والمُسْتَعْمِرِين الأوروبّيّين. إنه تأكيد لحقوق الإنسان على نطاق عالمي، وفي ديان بيان فو، فقدت فرنسا الشرعية الوحيدة لوجودها، أي منطق القُوّة..."، وبمناسبة الاحتفال بالذكرى العشرين للمعركة، كتب جان بوجيه، الضابط الفرنسي السابق في فيتنام: "إن سقوط ديان بيان فو يمثل نهاية زمن الاستعمار وافتتاح عصر استقلال الدول المُسْتَعْمَرَة... لم يعد هناك، في آسيا أو أفريقيا أو أمريكا الجنوبية، ثورة أو تمرد لا يشير إلى انتصار الجنرال جياب. لقد أصبح إسم ديان بيان فو رمزا لإنهاء الاستعمار ».

من قدوة الشعوب إلى وكيل الإمبريالية
تداولت وسائل إعلام أمريكية وعالمية، منتصف آب/أغسطس 2023، أخبارا حول إمكانية توقيع اتفاقيات شراكة استراتيجية بين الولايات المتحدة وفيتنام خلال زيارة الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن إلى هانوي في أيلول/سبتمبر 2023، وتزايدت وتيرة التقارب بين سلطات الحكم في الدّولَتَيْن، منذ سنة 2013، عندما أعلنت الولايات المتحدة حصار الصين عسكريا، وعندما ردّت الصين بإطلاق مبادرة الحزام والطّريق للإلتفاف على الحصار، وجاء تطور العلاقات الفيتنامية الأمريكية رغم العدوان الأمريكي الذي انتهى بهزيمة أعْتَى قُوّة امبريالية سنة 1975 لتتحول العلاقة من حرب تاريخية إلى تحالف ضدّ الصين (جارة فيتنام) خدمة لمصالح الإمبريالية الأمريكية التي تشن حربا اقتصادية وتجارية وإعلامية ضد الصّين، لكن الأجيال الجديدة لم تعد تهتم بالتاريخ (لأن الإعلام الرسمي أهمل تلك الحقبة) حيث انتشر نمط الحياة الأمريكي بين بعض فئات المجتمعن وانتشرت مقاهي ستاربكس ومطاعم ماكدونالدز في هانوي – التي استمرت تسميتها "سايغون" لدى فئات عديدة من السكان - والمدن الرئيسية، ولاقى القادة الفيتناميون الرئيس دونالد ترامب بترحاب كبير في آذار/مارس 2019، في بلد تمكن من إلحاق الهزيمة بجيش الإمبريالية الأمريكية، ثم انتشرت بمدنه مقاهي ستاربكس ومطاعم ماكدونالدز...
أعادت الدولتان العلاقات الدبلوماسية الرسمية بينهما سنة 1995، بعد 20 عاما من انتهاء حرب فيتنام، وكان الرئيس الأمريكي "جوزيف بايدن" خامس رئيس أمريكي يزور فيتنام، لفترة يَوْمَيْن إلى فيتنام (10 أيلول/سبتمبر 2023) بعد حضوره قمة مجموعة العشرين "G-20" التي انعقدت في العاصمة الهندية نيودلهي، وأسفرت زيارته عن توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة، مُكمّلة لاتفاقية الشراكة الشاملة لسنة 2013 بهدف مُحاصرة الصين وحرمانها من توريد أشباه المواصلات، واتفقت الولايات المتحدة وفيتنام على ترقية علاقاتهما الثنائية إلى شراكة استراتيجية شاملة، ووقعتا اتفاقية بشأن سلاسل توريد أشباه الموصلات وتصنيعها في فيتنام، "لدعم الصناعة الأمريكية"، وفق بيان البيت الأبيض الذي أشاد "بالعلاقات التجارية الوثيقة مع فيتنام" والتي تُمكّن الولايات المتحدة من "تعزيز وجودها في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لمواجهة النفوذ الاقتصادي والعسكري الصيني المتزايد" وبلغ حجم التجارة بين البلدين أكثر من 123,86 مليار دولار، سنة 2022، بزيادة قدرها 11%عن سنة 2021...
تسارعت وتيرة التقارب العسكري بين فيتنام والولايات المتحدة واستقبلت فيتنام لحاملة الطائرات الأمريكية يو أس أس رونالد ريغن، مباشرة بعد التوتر حول جزيرة تريتون، ويعني ذلك تقاربا عسكريا قد يؤدي إلى تعاون عسكري وثيق بين سُلُطات الدّوْلَتَيْن ضدّ الصين التي تريد بسْط سيادتها على بحر الصين الشرقي والجنوبي، ما أدّى إلى توسع دائرة خلافاتها مع جيرانها، وخصوصًا من حُلفاء الولايات المتحدة، ومن بينها فيتنام وبروناي والفلبين وأندونيسيا وماليزيا، فضلا عن تايوان واليابان وكوريا الجنوبية، وبررت حكومة فيتنام تقاربها مع الإمبريالية الأمريكية (عَدُوّ الأمس) بالخطر الصيني وبالنزاع حول جزيرة تريتون وجُزُر باراسيل وسبراتلي في بحر الصين الجنوبي، حيث بدأت الصين التنقيب عن النفط وصيد الأسماك وبناء جزر صناعية لإقامة قواعد عسكرية والسيطرة على المجال البحري، رغم احتجاجات الجيران، وخصوصًا قيتنام، وبلغ التقارب الأمريكي/الفيتنامي حدّ عودة البحرية الأمريكية إلى ميناء دانَنْغ الذي يرمز إلى هزيمتها قبل خمس وأربعين سنة...

فيتنام جَنّة الشركات العابرة للقارات:
بعد أزمة الرّهان العقاري بالولايات المتحدة، التي ولّدت أزمة رأسمالية حادّة، غَيّرت الصين برنامجها الإقتصادي الذي كان يعتمد على تصدير السّلع من أجل تحقيق التنمية، إلى الإعتماد على تحقيق التنمية عبر نمو الإستهلاك الدّاخلي، ولذلك قررت الدّولة زيادة الرواتب واستبدال صناعة السّلع الرّخيصة بالتكنولوجيا والسلع التي تتطلب مهارات وخبرات لتحقيق قيمة زائدة عالية، وأدّى هذا القرار الصيني إلى انتقال العديد من مصانع الشركات العابرة للقارات من الصين إلى فيتنام أو بنغلادش وغيرها، وشهد اقتصاد فيتنام نمواً اقتصادياً كبيراً خلال السنوات الماضية، وأصبح اقتصاد فيتنام، سنة 2020، رابع أكبر اقتصاد في مجموعة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) بعد إندونيسيا وتايلاند والفلبين، لكن لا تزال الصين ثاني أكبر سوق لصادرات فيتنام، وتُعدّ فيتنام سادس أكبر سوق لصادرات بكين، سنة 2021، حيث قدر حجم التجارة البينية بين البلدين بنحو 186 مليار دولار، وضخّ الرأسماليون الصينيون والشركات الصينية، خلال النصف الأول من سنة 2023، أكثر من 2,33 مليار دولار في فيتنام ( أكثر من استثمارات اليابان)، وفق وكالة الاستثمار الأجنبي التابعة لوزارة التخطيط والاستثمار الفيتنامية، ولذلك فإن زيادة التّوتّر في بحر الصين الجنوبي مُضِرّة باقتصاد فيتنام، حيث تمر أكثر من 30% من التجارة البحرية الدّولية و 21% من إجمالي حجم التجارة العالمية، أو ما قيمته 3,37 تريليون دولار من البضائع، وقد تُؤَدِّي عَسْكَرَة المنطقة إلى تهديد خطوط التجارة الدّولية وإلى إلحاق الضّرر باقتصاد دُول المنطقة، فضلا عن التحذيرات الصينية من تعزيز التعاون العسكري الذي تجسّم في شراء فيتنام أسلحة أمريكية، من بينها طائرات إف-16، إلى جانب التدريب العسكري والاستخباراتي، لرَدْع الصّين، ورُسُو حاملة الطائرات يو إس إس رونالد ريغان وطرادات الصواريخ الموجهة في ميناء "دان أنغ" الفيتنامي لمدة ستة أيام، بداية من 25 حزيران/يونيو 2023، وهي السفينة الحربية الأمريكية الثالثة التي تزور فيتنام منذ سنة 2018، وكان ميناء "دان أنغ" قاعدة عسكرية أمريكية ضخمة تنطلق منها الطائرات لقصف مناطق عديدة بفيتنام، وفق وكالة رويترز بتاريخ 25/06/2023
خاتمة:
دعمت واشنطن الإحتلال الفرنسي لفيتنام، ولما انهزمت فرنسا، أرسلت الولايات المتحدة مستشارين عسكريين لدعم حكومة جنوب فيتنام الموالية لها، وفاق عدد المستشارين الأمريكيين 17 ألف مستشار عسكري، وبلغ عدد الجنود 600 ألف سنة ، وأدّت الحرب، حتى سنة 1973، إلى قتل 1969 أكثر من 58 ألف جندي أمريكي، وجُرح أكثر من 150 ألفا آخرين، وقتْل ثلاثة ملايين فيتنامي، ثُلُثاهم من المَدَنيِّين، واستخدم الجيش الأمريكي عددا هاما من الأسلحة الفتاكة والمحرمة، والألغام الأرضية والمواد المشعة والكيميائية التي لا تزال آثارها باقية، وقدّرت دراسة نشرتها جامعة هارفارد، إن الحرب خلّفت عشرة ملايين لاجئ فيتنامي ومليون أرملة و880 ألف طفل يتيم، وثلاثة ملايين عاطل، وبلغت نسبة التضخم عند انتهاء المعارك 900%، ولم تَفِي الولايات المتحدة بتعهداتها عند توقيع اتفاقيات السلام بجنيف 1973 واتفاقيات باريس سنة 1975، وتتمثل في تقديم 3,5 مليارات دولار للتعويض عن تدمير للبنية التحتية الأساسية وتعويضات بقيمة مليارَيْ دولار عن استخدام مواد كيميائية أضرت بمليونيْ فيتنامي...
بعد عشرين سنة من انتهاء الحرب، تطورت العلاقات العسكرية وتطورت العلاقات الإقتصادية والتجارية وأصبحت تمثل تحالفا ضد الصين، ووقع البَلَدَان اتفاقية تجارية ثنائية منذ سنة 2000 وسهّلت أمريكا دخول فيتنام منظمة التجارة العالمية سنة 2007، بهدف إدماجها في الإقتصاد الرأسمالي العالمي، وأقامت الشركات الأمريكية العابرة للقارات مصانع بفيتنام، بعد رفع الصين أجور العُمال، وأصبحت فيتنام جنة الشركات العابرة للقارات بفعل انخفاض تكلفة العمالة مقارنة مع الصين وإندونيسيا وماليزيا، في إطار جهود حكومة فيتنام "الشيوعية" ( شيوعية بالإسم ورأسمالية تابعة في الواقع) لجذب الإستثمارات الخارجية لتصبح الولايات المتحدة أكبر الشركاء التجاريين لفيتنام وأصبحت فيتنام مركزا سياحيا للأميركيين ومركز جذب استثماري وتبادل ثقافي، وانتشرت إعلانات شركات ماكدونالدز وستاربكس وفروع مصرف "إتش أس بي سي" والمصارف الدّولية الكبرى، ومراكز التسوق الضخمة، غير بعيد من الحديقة التي يوجد بها تمثال فلاديمير لينين وهوشي مينه...
تضاعفت واردات الولايات المتحدة من السلع الفيتنامية تقريباً منذ سنة 2019 لتصل إلى 127 مليار دولار سنوياً، وفقاً لمكتب الإحصاء الأمريكي، وأجرت الولايات المتحدة، خلال زيارة جوزيف بايدن إلى هانوي، محادثات مع فيتنام بشأن اتفاق لتنفيذ عملية ضخمة لنَقْل الأسلحة، بهدف "تحقيق التوازن" مع الصين، في منطقة بحر الصين والمحيط الهادئ، وتجري مفاوضات لشراء فيتنام أسلحة ثقيلة وأنظمة مراقبة المجال البحري والجَوِّي وطائرات النقل وأسلحة متطورة أخرى...
تعتبر الصين إن التعاون الأمني والعسكري بين فيتنام والولايات المتحدة تعزيز للنفوذ الأمريكي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ومحاولة أمريكية لتَحَدِّي الصين ولإضعاف نفوذ روسيا التي تُزَوِّدُ الجيش الفيتنامي بالسلاح الروسي، وتشرف على تدريبه، وعمومًا لم يكن النضال ضد الإستعمار والهيمنة يهدف إخضاع البلاد ومواطنيها، بعد التحرير، إلى النفوذ الإمبريالي الأمريكي، ويُمثل الإتجاه الحالي لسلطات فيتنام المُوحّد انحرافًا عن أهداف التحرير وعن أهداف الحزب الشيوعي وقادته ومُؤَسِّسِيه، وخضوعًا للإمبريالية الأمريكية...



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عَرْض كتاب
- محاولة تبسيط مفاهيم الإقتصاد السياسي
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد السّبعون، بتاريخ الرابع من أيا ...
- مفاهيم الإقتصاد السياسي: شروط التنمية المُستدامة ومحاولة توض ...
- فرنسا- أهوَ -انجراف تسلُّطي، استبدادي- أم الوجه الحقيقي للدي ...
- فلسطين تكشف زَيْف ديمقراطية رأس المال
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد التاسع والسّتّون، بتاريخ الساب ...
- غزة، مقبرة المنظمات -الإنسانية- ؟
- مُصْطلحات شائعة - الشمولية، مفهوم ضبابي
- مُقاومة الشعب الفلسطيني جزء من النضال ضد الإمبريالية
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الثامن والسّتّون، بتاريخ العشر ...
- بزنس الرياضة – هوامش الألعاب الأولمبية - دَوْرَة باريس 2024
- الإمبريالية الأمريكية خطر على العالم
- تساؤلات مشروعة عن الدّيمقراطية في أوروبا
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد السّابع والسّتّون، بتاريخ الثا ...
- الموقف من فلسطين معيار الدّيمقراطية
- ألمانيا – بلد شبه الإجماع الرّجعي
- الهند والولايات المتحدة والكيان الصهيوني
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد السّادس والسّتّون، بتاريخ السا ...
- غزة - فصل جديد من النّكبة


المزيد.....




- سلمان رشدي مؤلف -آيات شيطانية- يحذر من -قيام دولة فلسطينية ت ...
- إبراهيم رئيسي: مشاعر متباينة بين الإيرانيين، تعليقات تشيد با ...
- شاهد: -تحلاية فرحاً بمقتل طاغية إيران-.. أهالي إدلب يوزعون ا ...
- هكذا رد نتنياهو وحلفاؤه على تحرك مدعي الجنائية الدولية ضده
- ألمانيا لا تتوقع تغيرا في السياسة الإيرانية بعد مصرع رئيسي
- لبنان تنكس الأعلام وتعلن الحداد لمدة 3 أيام على مصرع الرئيس ...
- الجيش الإسرائيلي: نواصل القتال في عدة مناطق بغزة ودمرنا بنى ...
- الملك سلمان وولي عهده يعزيان إيران
- نيبينزيا يؤكد إمكانية حل الأزمة الأوكرانية بالطرق الدبلوماسي ...
- حزب الله يستهدف مقر قيادة -الفرقة 91- في ثكنة بيرانيت الإسرا ...


المزيد.....

- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - ديان بيان فو - السابع من أيار/مايو 1954 – 2024