أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - مُصْطلحات شائعة - الشمولية، مفهوم ضبابي














المزيد.....

مُصْطلحات شائعة - الشمولية، مفهوم ضبابي


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 7958 - 2024 / 4 / 25 - 01:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اخترع أو ابتكر الباحثون في العلوم السياسية مفهوم الشمولية لتحديد طبيعة وشكل ونوع الأنظمة أو القوى السياسية التي توصف بأنها دكتاتورية أو استبدادية أو تَسَلُّطِيّة، وانتشر استخدام هذا المُصْطَلَح بواسطة المنظمات "غير الحكومية" التي تُمَوّلها مؤسسات الدّول الإمبريالية أو شركاتها العابرة للقارات وأثرياؤها مثل جورج سوروس وبيل غيتس ووارن بافيت، وتكمن الغرابة في استخدام هذا المفهوم من قِبَل مفكرين يمينيين بارزين مثل ريموند آرون أو أكاديميون وسياسيون مثل زبيغنيو بريجنسكي، مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق، وكذلك مؤلفون ومفكرون مصنفون على أنهم "يساريون" مثل إنزو ترافيرسو أو حنا أرندت، ومع ذلك، يظل تعريف الشمولية مجردًا وسطحيًا وغامضًا، ويضع إيديولوجيات مُتنافرة في نفس الخانة، فيصف كلا من النازية والشيوعية كأيديولوجيات وأنظمة "شمولية"، متجاهلاً الاختلافات العميقة في الأصل والتطور والمحتوى الاجتماعي لهذين النوعين من الأنظمة السياسية.
إن الشيوعية نقيض للنازية، وهما نظامان سياسيان متعارضان، وكانت الصّراعُ بينهما عنيفًا، بل مُمِيتًا أثناء الحرب العالمية الثانية، حيث احتلت ألمانيا النازية أجزاء من الإتحاد السوفييتي، الذي حَرّر أراضيه بعد حوالي سنتَيْن من الإحتلال، وتمكن من هزيمة النازية ومن تحرير الأسْرى الأوروبيين من المُحْتَشَدات النازية، ولم تتضامن الأنظمة الرأسمالية المُشاركة في الحرب العالمية الثانية الإتحاد السوفييتي ولم تدعم جُهوده لتحرير أراضيه وأراضي أوروبا الشرقية من ستالينغراد إلى برلين...
تُرَوِّجُ النازية نظريات عُنصُرِية تدّعي تَفَوُّقَ فئة من السكان الأوروبيين أطلقت عليها إسم "العِرْق الآري" بِهدف استعباد الشعوب التي تعتبر في مرتبة دُنْيَا، ومارست ضدّها الإبادة ومنها الشعوب السلافية وفئات أخرى من السكان الأوروبيين مثل اليونانيين والغجر واليهود، بينما تدعو الشيوعية إلى المُساواة بين شُعُوب الكوكب، وأقامت ألمانيا النازية معسكرات إبادة للقضاء جسديًا على الأشخاص (الألمان أو "الأجانب") من غيْر "الجنس الآري" الذي تَدّعي السلطات الألمانية تَفَوُّقَه على كافة الأجناس الأخرى، وتم تحرير أسرى هذه المعسكرات بنهاية الحرب، من قِبَلِ الجيش السوفييتي، وليس من قِبَلِ جيوش الدول الرأسمالية كالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدّول التي كانت تُراقب عن بُعْد احتلال الإتحاد السوفييتي وتدمير بُنْيَتِهِ التّحتِيّة، وأدّت الحرب إلى قتْل حوالي 25 مليون من جنود ومواطني الإتحاد السوفييتي، ولذا لا يُمْكن المُساواة بين الشيوعية والنازية...
يتعلّل بعض الباحثين بلجوء الإتحاد السوفييتي إلى سجن المُعارضين للإشتراكية، ويعدّون ذلك ضمن مُقومات النظام "الشّمولي" في الاتحاد السوفييتي، غير إن هؤلاء الباحثين يتجاهلون أو يُغَيِّبُون بعض الحقائق، فقد كان السجن أداةً ل"إعادة تثقيف" المساجين ويُؤَدِّي السجناء أعمالا ذات منفعة عامة، مثل إنشاء مراكز حضرية جديدة، وإزالة الشجيرات والأعشاب الطّفَيْلِية في بعض المناطق، أو يعملون في مناجم استخراج المعادن، وبناء السكك الحديدية وخطوط الكهرباء، وفتح مناطق مثل سيبيريا، وتحديث البلاد.
خلاصة القول: لا يوجد أي شبه بين الشيوعية والنازية. أما أولئك الذين وضعوا الشيوعية والنازية في نفس فئة ما أسموه "الشمولية" فإنهم ضد فكرة المساواة بين البشر وهم ضد انْعِتَاق الشعوب المُضْطَهَدَة والفئات الكادحة والمُسْتَغَلّة التي تدافع عنها الاشتراكية والشيوعية.



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مُقاومة الشعب الفلسطيني جزء من النضال ضد الإمبريالية
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الثامن والسّتّون، بتاريخ العشر ...
- بزنس الرياضة – هوامش الألعاب الأولمبية - دَوْرَة باريس 2024
- الإمبريالية الأمريكية خطر على العالم
- تساؤلات مشروعة عن الدّيمقراطية في أوروبا
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد السّابع والسّتّون، بتاريخ الثا ...
- الموقف من فلسطين معيار الدّيمقراطية
- ألمانيا – بلد شبه الإجماع الرّجعي
- الهند والولايات المتحدة والكيان الصهيوني
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد السّادس والسّتّون، بتاريخ السا ...
- غزة - فصل جديد من النّكبة
- كينيا نموذج الإقتصاد الطَّرَفِي التّابع
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الخامس والسّتّون، بتاريخ الثلا ...
- إفريقيا - مؤشرات التّحرر؟
- تناقضات الجوع والثراء الفاحش
- تركيا - نموذج سلطة الإسلام السياسي الرجعي والمُتَصَهْيِن
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الرابع والسّتّون، بتاريخ الثال ...
- إيفلين ترينت - نسوية أمريكية شيوعية مناهضة للاستعمار
- الهيمنة الثقافية في القرن الواحد والعشرين
- خلفيات -الميناء المُؤقت- في غزة


المزيد.....




- السيسي يعزي البرهان هاتفيا في وفاة نجله بعد تعرضه لحادث سير ...
- مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون يتحدثون عن أيام لإتمام صفقة الر ...
- مقتل 5 فلسطينيين في الضفة الغربية
- وسائل إعلام فلسطينية: -حماس- وافقت على المقترح المصري لوقف إ ...
- القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية تصدر بيانا بشأن وفاة ...
- قوات كييف تهاجم قرية موروم بطائرتين مسيرتين
- دراسة أمريكية: السجائر الإلكترونية تضر بنمو الدماغ
- مصر.. القبض على المتهم بالتعدي على قطة في محافظة بورسعيد
- الأسد: في ظل الظروف العالمية تصبح الأحزاب العقائدية أكثر أهم ...
- مصر.. الحبس 3 سنوات للمتهمين بقتل نيرة صلاح طالبة العريش


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - مُصْطلحات شائعة - الشمولية، مفهوم ضبابي