أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - متابعات، نشرة أسبوعية – العدد السّابع والسّتّون، بتاريخ الثالث عشر من نيسان/ابريل 2024















المزيد.....


متابعات، نشرة أسبوعية – العدد السّابع والسّتّون، بتاريخ الثالث عشر من نيسان/ابريل 2024


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 7946 - 2024 / 4 / 13 - 10:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتضمّن العدد السّابع والسّتّون من نشرة "متابعات" الأسبوعية مُلَخَّصًا لبعض ما يحدث في فلسطين بعنوان نكبة ومقاومة مستمرة وفقرة عن تَرَبُّح بعض الشركات المصرية المرتبطة بالمخابرات وبمقاولات الجيش من مأساة الشعب الفلسطيني في غزة وبَيْع تصاريح الخروج بأسعار خيالية، وفقرة عن إشراف شركة صهيونية على إدارة المعلومات والبرامج باتحاد إذاعات الدّول العربية - مؤسسة تابعة للجامعة العربية (العِبْرِيّة؟)- وفقرة عن أسعار الغذاء بمؤشر منظمة الأغذية والزراعة (فاو)، بنهاية شهر آذار/مارس 2024، وفقرة عن ارتفاع حجم الدّين العام العالمي وفقرتان عن الحرب التجارية والإقتصادية التي أطلقتها أمريكا وحلفاؤها ضد روسيا والصين والتي أَضَرّت بالعديد من الشركات الأمريكية والأوروبية وفقرة عن توسيع رقعة العُدْوان الأمريكي بذريعة مكافحة الإرهاب وفقرة عن "الحياد" السويسري الزّائف...

نكبة ومقاومة مُستمرة
يُكَرّر الكيان الصهيوني في الضفة الغربية حاليا ما حصل خلال النكبة 1947 – 1948 من النّهب والسّلب ومصادرة الأراضي ونزع الملكية ومحاولة طرد من بقوا في وطنهم...
يستمر المستعمِرون الصهاينة – جيش ومُستوطنون - في تنفيذ خطة ديفيد بن غوريون لتقليص الوجود الفلسطيني باستخدام الإرهاب الذي بلغ حدّ اغتيال الدبلوماسيين ومُمَثِّلِي الأمم المتحدة التي أنشأت دولة الكيان الصهيوني وشَرْعَنَت سَلْبَ وطن الشعب الفلسطيني وارتكاب المجازر.
لم تكن خطة تأسيس الكيان الصهيوني تتضمن تقاسم أراضي فلسطين مع أصحابها الشرعيين بل كانت منذ بداياتها تتضمن إقصاءهم وتهجيرهم واستيراد مُستوطنين من كافة البلدان لإقامة دولة الإستعمار الإستيطاني، واعتبر "حاييم وايزمان" أول رئيس للكيان "إن الفلسطينيين يمثلون عقبات يجب إزالتها".
شَرْعنت الأمم المتحدة سلبَ فلسطين من أصحابها لتصبح "وطن لليهود"، بجَرّة قلم، وبدعم من أمريكا الشمالية وأوروبا، وكذلك من الاتحاد السوفييتي، الدولة الأولى التي تقدم اعترافًا قانونيًا بدولة الإحتلال...
لم تتوقّف عمليات النهب والسلب والقتل والتّدمير، بل لا تزال مُستمرة بدعم من الدّول الإمبريالية ومن الحكام العرب، وهدم الجيش الصهيوني في القدجس والضفة الغربية ( بين 1967 و 2022) ما لا يقل عن 100 ألف منزل فلسطيني واقتلع ما لا يقل عن 800 ألف شجرة زيتون، وقام بتوطين 700 ألف مستوطن يهودي وأشرف على استيلائهم على الأراضي في الضفة الغربية والقدس ومرتفعات الجولان كجزء من استراتيجية طويلة الأمد تتمثل في مصادرة كامل أراضي فلسطين التاريخية وجنوب سوريا، ويتنزل العدوان والتدمير وإبادة فلسطينيي غزة ضمن هذه الإستراتيجية التي تحظى بدعم عسكري وسياسي واقتصادي كامل من قبل الإمبريالية الأمريكية والأوروبية، مما يجعلها طرفًا رئيسيًا في جرائم الحرب والإبادة الجماعية ومَنْع الوصول إلى المياه والغذاء والدواء والكهرباء والوقود وتكثيف القصف على الأحياء السَّكَنية والمدارس والمعابد والمستشفيات والعاملين في المجال الطبي والصحفيين ومخيمات اللاجئين واستهداف الأطفال والنساء وكبار السّنّ، مما جعل المجاعة تهدّد سكّان غزة. أما في الضفة الغربية فقد قتل المستوطنون مئات الفلسطينيين بدعم جيش الإحتلال الذي أشرف على مُصادرة الأراضي واقتلاع أشجار الزيتون وإتلاف المحاصيل وتجريف الأرض، وفقاً لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فيما تعتبر الإمبريالية الأمريكية والأوروبية إن الكيان الصهيوني في حالة "دفاع عن النّفس"

صهاينة العرب
كانت الموافقات المصرية على خروج الفلسطينيين نحو مصر، عبر سيناء، تحت إشراف صهيوني – مصري، تستغرق قبل العدوان الصهيوني على فلسطينيي غزة، ما بين شهرين خلال فصل الشتاء وستة أشهر خلال فصل الصيف، وقد تتم معالجة طلبات المسافرين لأغراض طبية بشكل أسرع، غير إن الحصول على تصريح لم يكن ضمانًا للخروج، فقد ترفض السلطات المصرية دخول الفلسطينيين بعد اعتراض الصهاينة أو لأسباب مختلفة غير متوقعة، واغتنمت بعض الشركات السياحية الفرصة منذ سنة 2018، لبيع تصاريح الخروج والدّخول خلال 48 ساعة مقابل 1200 دولار للفلسطيني الواحد، فأصبح حوالي 25% ( حوالي 200 شخص يوميا) من المسافرين يضطرون لتدبير مبلغ 1200 دولارا للمرور عبر معبر رفح بهذه الطريقة، ومن بين هذه الشركات "شركة هلا" للسياحة والأسفار المملوكة لرجل الأعمال المصري إبراهيم الأورجاني، الذي يرأس قبيلة الترابين في صحراء سيناء المتاخمة لفلسطين، ويتعامل مع المخابرات المصرية ومع الجيش، وله شراكات تجارية أخرى مع أجهزة الدولة المصرية.
اغتنمت بعض الفئات المُرْتَبِطَة بالسلطات المصرية العدوان الصهيوني على فلسطينِيِّي غزة للمُتاجرة بتصاريح العبور من غزة إلى مصر، وبعد مرور أكثر من مائة يوم على العدوان ارتفعت قيمة تصاريح العبور إلى ما بين 4500 و10000 دولار للفرد الفلسطيني الواحد وما بين 650 و 1200 دولارا لمن يحمل الجنسية المصرية، واضطر العديد من الفلسطينيين إلى بيع الحلِي والممتلكات أو الإقتراض، وفق منصة "صحيح مصر" الإعلامية (القاهرة)، وتعرض العديد من الفلسطينيين للاحتيال من قبل الوُسطاء، وفقدوا أموالهم دون أن يتمكّنوا من العُبُور، وعرضت وكالة سفر مصرية على موقعها الإلكتروني بشكل علني تصاريح عبور تحصل عليها بسرعة من أجهزة الأمن المصرية، بقيمة سبعة آلاف دولار للشخص الفلسطيني الواحد و 1200 دولار للمصريين وثلاثة آلاف دولار لغيرهم من حاملي جوازات السفر الأجنبية، وسبق أن نشرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريرًا سنة 2022 شهادات حول قيام ضباط مصريين بابتزاز الفلسطينيين للسماح لهم بالخروج من رفح التي يراقبها الكيان الصهيوني من قاعدة عسكرية قريبة.

عرب - تطبيع جماعي
أسّست الجامعة العربية اتحاد إذاعات الدول العربية، إحدى مؤسسات العمل العربي المشترك، سنة 1969 ( مقره تونس) ويجمع الإتحاد بين محطات الإذاعة والتلفزيون العربية الرسمية وعدد من القنوات الخاصة والوكالات الأجنبية الناطقة بالعربية، بهدف "تطوير التعاون العربي في مجال الإذاعة والتلفزيون"، ويقدم الإتحاد لأعضائه التدريب الإذاعي والتلفزيوني والمعلومات والبرامج، فضلا عن تغطية الأحداث الكبرى في الوطن العربي وخارجه، بالإضافة إلى الخدمات الاستشارية.
أطلق الإتحاد سنة 2023 مشروع “الشبكة السحابية” (ASBU Cloud) التي تربط جميع الأعضاء ببعضهم البعض، وتتضمن الشبكة خوادم على الشبكات السحابية العالمية واتصالات الإنترنت التي يستخدمها الإتحاد لتبادل الصور وأشرطة الفيديو والنصوص بالإضافة إلى العديد من التطبيقات والخدمات في مجال تقنيات بث المعلومات، بين أجهزة التلفزيون، ويشرف الإتحاد على أجهزة الذكاء الاصطناعي، وعلى توحيد أجهزة التخزين المركزية أو مركز البيانات والمعلومات...
اتفق اتحاد إذاعات الدّول العربية مع ثلاث شركات لإدارة خزينة المعلومات والبيانات ولإنشاء محتوى مرئي ومسموع وأنظمة الأرشيف والنشر، بمشروع - ASBU Cloud – ومن بينها شركة - Dalet- التي تنتج أنظمة التكنولوجيا التي بدأ العاملون في الاتحاد ووسائل الإعلام الرسمية في الدول العربية استخدامها منذ بداية شهر أيار/مايو 2023 على أجهزة الكمبيوتر في مراكز العمل أو على أجهزتهم الخاصة، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر والأجهزة المحمولة، لتبادل ولتعديل ملفات.
شركة دالت هي شركة صهيونية معروفة لا تتخفّى وراء أسماء مُستعارة، فكيف يتم اختيارها لتُشرفَ على إدارة محتوى برامج محطة الإذاعات والتلفزيونات العربية، وتخزين أسماء جميع المستخدمين وبريدهم الإلكتروني وكلمات المرور والبريد الإلكتروني، لتصبح كل هذه المعلومات متاحة للمجتمع الصهيوني، لأن من يملك النظام ومفاتيحه وبرامجه لديه القدرة على مراقبتها، وعلى اقتحام أجهزة الكمبيوتر والهواتف التي تعمل بالنظام وتثبيت برامج التجسس فيها، وتحديد الموقع الجغرافي للمستخدم أثناء عمله على النظام المتصل بالإنترنت، واختراق الحسابات الشخصية لما لا يقل عن 150 موظفا بالإتحاد، بالإضافة إلى جميع العاملين بالإذاعات والتلفزيونات العربية
تأسست شركة داليت سنة 1993 في بئر السبع بفلسطين المحتلة (حيث يوجد سجن رهيب) وهي كما ذكرنا ليست شركة غامضة تخفي هويتها، بل استمدّت إسمها من حرف "دال" بالعبرية الذي اعتمدته منظمة "الهاغاناه" الإرهابية الصهيونية لتهجير الفلسطينيين سنة 1948 باسم خطة "د"، وهي شركة صهيونية تصنع منتجات تكنولوجية في فلسطين المحتلة وتبيعها للزبائن في الخارج، مثل الجامعة العربية التي أصبحت أحد المساهمين في دعم الاقتصاد والمجتمع الإستيطاني الصهيوني، وتُشغل شركة "دالت" ضباطًا وجنودًا شاركوا في حرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة، ومنهم من عملوا في الوحدة (8200) التابعة للإستخبارات الصهيونية – الموساد - ومَكّنتهم الجامعة العربية (من خلال اتحاد إذاعات الدّول العربية) من الإشراف على "حماية المعلومات والسلامة الشخصية للعاملين على المنصة" ومنحتهم فُرْصة التّجسّس على العاملين بمجال الإعلام في الدول العربية التي لم تنضم بعد إلى سرب التطبيع، مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن وتونس والجزائر...

غذاء
تَنْشُر منظمة الأغذية والزراعة ( فاو) التابعة للأمم المتحدة، بنهاية كل شهر مؤشر ارتفاع الغذاء في أسواق الجملة الدّولية (وهي لا تعكس أسعار البيع بالتجزئة، أو حتى أسعار الجملة بالأسواق المَحَلِّية) اعتمادًا على أسعار مجموعة مواد اختارتها المنظمة (الحبوب ومشتقاتها والزيوت النباتية والسّكّر واللحوم والألبان ومشتقاتها) وأعلنت المنظمة انخفاضات قياسية لم يستفد منها أي مواطن في العالم، بل استفادت منها شركات المُضاربة بالغذاء، وبنهاية شهر آذار/مارس 2024، ارتفع مؤشر المنظمة ( فاو) للأغذية من أدنى مستوياته خلال ثلاث سنوات مدفوعا بارتفاع أسعار الزيوت النباتية واللحوم ومنتجات الألبان، وذكرت وكالة رويترز يوم الجمعة 05 نيسان/ابريل 2024، نقلا عن المنظمة أن مؤشر الأسعار -الذي يقيس التغيرات في أسعار السلع الغذائية الأولية الأكثر تداولا عالميا- سجل ارتفاعا عن مستوى أسعار شهر شباط/فبراير 2024 التي كانت الأدنى منذ شباط/فبراير 2021، وكان انخفاض شهر شباط هو السابع على التوالي، وهو ما لم يشعر به مواطنو العالم حيث بقيت أسعار التجزئة مرتفعة جدًّا، وقدّرت منظمة فاو ارتفاع أسعار الزيوت النباتية مارس/آذار بنحو 8% على أساس شهري، ومنتجات الألبان بنحو 2,9 %، واللحوم بنسبة 1,7 %، فيما انخفض مؤشر فاو للحبوب بنسبة 2,6% على أساس شهري ومؤشر السكر بنسبة 5,4%...
من جهة أخرى قدّرت منظمة الأغذية والزراعة إنتاج الحبوب خلال موسم 2023-2024 بنحو 2,841 مليار طن، ويتضمن إنتاج القمح الذي يُعادل 796 مليون طن، بانخفاض طفيف عن التوقعات السابقة بفعل توقعات انخفاض محاصيل الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بعد هطول أمطار أضرت بالمحاصيل، وكذلك بسبب ظروف الجفاف في بعض المناطق الأخرى من العالم، فيما تتوقع المنظمة انخفاض إنتاج الذّرّة لكنه سوف يظل أعلى من متوسط السنوات الخمس الماضية...

دُيُون
عندما يرتفع حجم الدَّين العام تُقرّر الحكومات خفض الإنفاق والاستثمار وهو قرار يُؤَدِّي إلى تباطؤ النموّ الاقتصادي وربما الرُّكُود، وقَدّرت بيانات معهد التّمويل الدّولي حجم الدَّيون العمومية (ديون الدّول والشركات والأُسَر) بنحو 307 تريليون دولارا بنهاية شهر أيلول/سبتمبر 2023، أو ما يُعادل 336% من الناتج الإجمالي العالمي العام، وساهم ارتفاع أسعار الفائدة في زيادة حجم هذه الدّيون بنحو عشرة تريليونات دولارا سنة 2022، وقَدّر البنك العالمي أقساط الدُّيُون المُستحقة سنة 2023 بأكثر من 87 تريليون دولارا، ما أدّى إلى انحسار النشاط الإقتصادي في عدد من البلدان المُهَدَّدَة بالعجز عن السداد (سريلانكا وباكستان ولبنان ومصر وتونس وكينيا...) واضطرت مائة دولة إلى خفض الإنفاق الإجتماعي والإستثمار في البنية التحتية والرعاية الصحية والتعليم والحماية الاجتماعية، ويُشكل الأُجَراء والكادحون والفُقراء أول ضحايا سياسات التقشف وخَفْض الإنفاق

الحرب التجارية التكنولوجية
أكَّدَ وزير الاقتصاد الفرنسي - عند بداية الحرب في أوكرانيا - بشكل قاطع أن العقوبات الغربية من شأنها أن تدمر الاقتصاد الروسي، وبعد سنتَيْن أكّدَ تقرير نشرته وكالة رويترز-طومسون حدوث العكس تماما، فقد خلقت العقوبات معضلة للشركات "الغربية" التي اضطرت إلى بيع أُصُولها في روسيا بأسعار منخفضة للغاية غالبا، أو الاستمرار في العمل في بيئة اقتصادية وسياسية متزايدة الصعوبة، وقدّر تقرير وكالة رويترز خسائر هذه الشركات "الغربية" التي غادرت روسيا بأكثر من مائة مليار دولار نتيجة لشطب الأصول وخسارة الدخل، وتفاقم هذا الوضع بسبب التصعيد المستمر للحرب وتشديد العقوبات الغربية على روسيا، ما يزيد من التحديات والصّعوبات التي تواجه الشركات التي تسعى إلى الانسحاب من روسيا، وعلى سبيل المثال باعت شركة المتاجر والتجهيزات الرياضية "ديكاتلون" ( Decathlon ) خلال شهر تموز/يوليو 2023 أصولها في روسيا (35 متجرًا ومستودعًا) بسعر منخفض إلى الشركة الروسية ( ARM LLC ) التي تمتلك امتياز ( Mango)، ليتم تغيير إسم سلسلة المتاجر مع تزويدها بالمنتجات المصنوعة في روسيا، كما أعلنت شركات أخرى مثل Shell للمحروقات ومصرفHSBC وPolymetal International وYandex NV عن بيع أصولها بأسعار مخفضة، في حين تكبدت شركات أخرى، مثل Danoneللمواد الغذائية، خسائر كبيرة بسبب انسحابها من السوق الروسية، ومع ذلك يستمر نشاط العديد من الشركات الغربية، مثل ( Auchan ) و ( Benetton ) في روسيا وجمدت بعض الشركات نشاطها مُؤَقّتًا، لكن قد تزيد حدّة التّوتّر لأن دول الإتحاد الأوروبي تُهدّد روسيا باستخدام عوائد أصولها المُجَمّدة لدعم أوكرانيا...
لا تقتصر تَبَعِيّة القرار الأوروبي على روسيا، بل تتعدّاها إلى الشركات الصّينية مثل شركة الإتصالات "هواوي" التي فرضت الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي، سنة 2020، حَظْرًا على منتجاتها الرائدة في مجال الإتصال حيث تمكّنت من إنتاج وتطوير تقنية الجيل الخامس ( G5 ) مُتجاوزةً الشركات الأمريكية واليابانية والأوروبية بأشواط، وأدّى الحَظْر الهادف إلى القضاء عليها تمامًا إلى انخفاض قيمة مبيعاتها بنسبة 30% سنة 2021، واضطرت إلى التركيز على مجال الاتصالات - وخاصة بيع معدات 5G، وهي التكنولوجيا التي لا تزال تعتبر في طليعتها – قبل توسيع نشاطها إلى التحول الرقمي، وأعلنت مؤخرا قدرتها على تقديم جميع الحلول، من المحطات الطرفية إلى السحابة، بما في ذلك تطبيقات الذكاء الاصطناعي، لرقمنة جميع قطاعات الاقتصاد، وخرجت من فترة الركود وسجلت مبيعاتها نحو تسعين مليار يورو وأرباحها الصافية زيادة بنسبة 144% سنة 2023، بقيمة 11,2 مليار يورو رغم استمرار الحظر المفروض على الحصول على التقنيات الأمريكية، ولا تزال السّلطات الأمريكية مُتشدّدة مع معظم الشركات الصينية التي تنافس الشركات الأمريكية وتتهمها بالتجسس لصالح حكومة الصّين، ورغم المناخ المُعادي، صمّمت شركة "هواوي" على مواصلة العمل في أوروبا، وبدأت بناء مصنع لمعدات الجيل الخامس بالقرب من مدينة "ستراسبورغ" بفرنسا، حيث المقر الثاني (بعد بروكسل) للبرلمان الأوروبي الذي أعرب أعضاؤه عن معاداتهم لكل ما هو صيني أو روسي، وقدّرت "هواوي" تكاليف إنشاء المصنع بأكثر من 200 مليون يورو، على أمل تأمين حصتها من السوق الأوروبية.

هوامش الحرب التجارية – زيارة وزيرة الخزانة الأمريكية للصين
وصلت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين يوم الخميس 04 نيسان/ابريل 2024 إلى بكين في زيارة للصين تستغرق ستة أيام، بعد ثمانية أشهر من زيارتها الأولى، وقبل بضعة أسابيع من زيارة وزير الخارجية الأمريكية إلى بكين، بهدف "تحقيق الاستقرار في العلاقات الإقتصادية... ولتوفير فرص متكافئة للشركات والعمال الأميركيين، واستغلال الإتصالات المفتوحة والمباشرة بين الجانبين للوقوف على نقاط الخلاف "، وفق تصريح الوزيرة الأمريكية التي تذَمّرت حكومتها ورئيسها من "القدرة الصناعية الفائضة للصين"، والتي تُدْرِجُها حكومة الولايات المتحدة ضمن "الممارسات التجارية الصينية غير العادلة"، والتقت الوزيرة الأمريكية في مدينة قوانغتشو، عاصمة مقاطعة قوانغدونغ، برجال أعمال أمريكيين وأوروبيين ويابانيين يعملون هناك، وتتخوف الوزيرةالأمريكية وحكومتها من المنافسة الصينية في قطاعات التكنولوجيا المتطورة والطاقة الخضراء والسيارات الكهربائية، فيما اعتبرت حكومة الصين "إن نمو صادرات السيارات الكهربائية والطاقة الشمسية الصينية هو نتيجة التقسيم الدولي للعمل والطلب في السوق..."
سبق أن طرحت الوزيرة الأمريكية، قبل ثمانية أشهر، هذه القضايا مع حكومة الصّين، وفشلت في "تخفيف التوترات" التي أدّت إلى تراجع قيمة التبادل التجاري بين الولايات المتحدة والصين من 758,4 مليار دولارا سنة 2022 إلى 575 مليار دولار سنة 2023، وتراجعت الواردات الأميركية من الصين بنسبة 20% تقريباً عن العام 2022، وكانت الصين قد طالبت حكومة الولايات المتحدة بالكف عن استهداف الشركات الصينية من خلال قرارات الحَظْر وزيادة الرسوم والقيود على الإستثمار، وسبق أن رفضت الولايات المتحدة رفع القيود المفروضة على الرقائق الإلكترونية وعلى حظْر الصادرات التكنولوجيا إلى الصين، ورفضت إدارة الرئيس جوزيف بايدن إلغاء القيود الجمركية على السلع الصينية التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، وردّت الصين بفَرْض قُيُود على تصدير معدني الغاليوم والجرمانيوم الأساسيين لصناعة أشباه الموصلات ومعدن الغرافيت الذي يعد أساساً لتصنيع بطاريات السيارات الكهربائية.
من جهة أخرى تتهم الولايات المتحدة منافستها بِدَعْم صناعة السيارات الكهربائية والألواح الشمسية حتى باتت الصين تهيمن على أسواق الألواح الشمسية والسيارات الكهربائية وبطاريات الليثيوم، و"إغراق الاقتصاد العالمي بمنتجاتها الرخيصة من الطاقة، ما يؤدي إلى انخفاض أسعار السوق والضغط على الصناعة الخضراء في الولايات المتحدة" وتدّعي الحكومة الأمريكية إن هذا الإغراق (الذي تُسبّبه الصين) هو سبب قرار أمريكا دَعْمَ صناعة السيارات الكهربائية بقيمة 12 مليار دولار في شكل منح وقروض لدعم هذا القطاع، ودراسة زيادة الرسوم الجمركية على المركبات الكهربائية الصينية...

الحرب الدّائمة
بدأت "الحرب على الإرهاب" رسميا في أفغانستان يوم السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2001، وقتلت القوات العسكرية الأمريكية الغازية ما لا يقل عن عشرين ألف أفغاني، خلال أقل من ستة أشهر وفق صحيفة غارديان البريطانية بتاريخ 20 أيار/مايو 2002 واعلنت الولايات المتحدة الإنسحاب من أفغانستان يوم الثلاثين من آب/أغسطس 2021، لتعود جماعة "طالبان" إلى السّلطة، بعد عشرين سنة من استبعادها بالقوة من قِبَل الجيش الأمريكي وحلفائه، وأعلن الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، يوم 21 أيلول/سبتمبر 2021، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: "أقف هنا اليوم، للمرة الأولى منذ عشرين عامًا، والولايات المتحدة ليست في حالة حرب"، لكن أوردت وثيقة نشرها "مشروع تكاليف الحرب" ( Costs of war ) "إن عمليات مكافحة الإرهاب الأمريكية مُستمرة في خمسة وثمانين دولة، وتتضمن الغارات الجوية وغارات الطائرات بدون طيار والعمليات البَرِّيّة فضلا عن نشاط قوات العمليات الخاصة لإسناد القوات الحليفة وبرامج التدريبات العسكرية..."
تدّعي حكومة الولايات المتحدة، منذ سنة 2007 إن القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) تسعى إلى "تعزيز الأمن والاستقرار والازدهار الإقليميين" غير إن الوقائع أثبتت إنها قامت بتوسيع انتشارها وتدخلاتها بذريعة "الحرب على الإرهاب" وأدّت إلى زعزعة للاستقرار وتخريب البلدان وتفتيتها، كما حصل في ليبيا ومالي ونيجيريا وجمهورية إفريقيا الوسطى فضلا عن الكونغو والسودان...
بعد مرور اثنين وعشرين عاماً على أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر2001 الذي كان ذريعة لتوسيع العدوان العسكري الأمريكي إلى العديد من البلدان، تعزّزت المجموعات الإرهابية التي تدّعي الولايات المتحدة مُحاربتها وارتفع الإنفاق العسكري الأمريكي والعالمي إلى مستويات قياسية كان المُجَمَّع الصناعي العسكري الأمريكي المستفيد الأكبر منه...

سويسرا- حياد زائف
تُعرقل سويسرا مسار إعادة الأموال المسروقة التي يودعها الحكام المستبدّون بالمصارف السويسرية، ولم تتمكن تونس أو مصر أو الفلبين أو غيرها من استعادة الأموال المنهوبة التي استولت عليها سويسرا، كما تُسارع سويسرا ( التي يُشارك اليمين المتطرف في حكوماتها الإتحادية بمناصب سيادية وازنة) في تنفيذ كافة القرارات الأمريكية ( وقف تمويل أنروا، تجميد أصول روسيا وفرض الحظر على كل كيان تعتبر الولايات المتحدة مُعاديا أو إرهابيا، مثل حماس أو حزب الله) وتُعدّ المصارف وشركات سويسرا العابرة للقارات من أقوى الشركات العالمية، ومن بينها نستله للغذاء أو نوفارتيس لصناعة الأدوية...
تُعد صناعة وصادرات الأسلحة معيارًا لاختبار حقيقة "الحياد السويسري" فقد لاحظت المنظمات الإنسانية والمناهضة للحرب وجود أسلحة سويسرية بالعديد من ساحات الحرب (أفغانستان واليمن والسودان وأوكرانيا...)، رَغْمَ حَظْرِ القوانين السويسرية تصدير العتاد الحربي إلى مناطق الصراعات والنزاعات المسلحة، فيما تُشير البيانات الرّسْمِيّة ارتفاع صادرات الشركات السويسرية من الأسلحة والمُعدّات الحربية كالدّبّابات والمُدرّعات والطائرات المقاتلة ومنظومات الدّفاع الجوي بقيمة مُعْلَنَة فاقت المليار دولارا إلى ستين دولة وكيان سنة 2022، وفق أمانة الدولة للشؤون الاقتصادية يوم الثلاثاء 7 آذار/مارس 2024، واتّجهت الأسلحة السويسرية إلى آسيا ( من ضمنها قَطر والسعودية ) وأوروبا ( أوكرانيا الدّنمارك وألمانيا) والأمريكيّتَيْن (الولايات المتحدة وبعض دول أمريكا الجنوبية) وإفريقيا، ويدرس البرلمان السّويسري إمكانية تخفيف اللوائح التي تمنع إعادة تصدير الذخيرة السويسرية عبر أطراف أخرى...
نشرت موقع "سويس انفو" (حكومي) يوم 19 آذار/مارس 2024، خبر تسليم سلاح الجو السّويسريّ دفعة من الطائرات السويسرية المقاتلة " تايغر- أف 5" إلى الجيش الأمريكي الذي طلب 22 طائرة من هذا الطراز "لأغراض التّدريب"، واشترت القوّات البحريّة الأمريكيّة قبل سنة 2020 أربعة وأربعين طائرة من نوع تايغر اف 5 التي يستخدم سلاح الجو السويسريّ 25 طائرة منها للدّفاع عن مجال البلاد الجويّ، ولتقديم الدعم لأسطول طائرات (F/A-18 Hornet) الحربية...



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموقف من فلسطين معيار الدّيمقراطية
- ألمانيا – بلد شبه الإجماع الرّجعي
- الهند والولايات المتحدة والكيان الصهيوني
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد السّادس والسّتّون، بتاريخ السا ...
- غزة - فصل جديد من النّكبة
- كينيا نموذج الإقتصاد الطَّرَفِي التّابع
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الخامس والسّتّون، بتاريخ الثلا ...
- إفريقيا - مؤشرات التّحرر؟
- تناقضات الجوع والثراء الفاحش
- تركيا - نموذج سلطة الإسلام السياسي الرجعي والمُتَصَهْيِن
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الرابع والسّتّون، بتاريخ الثال ...
- إيفلين ترينت - نسوية أمريكية شيوعية مناهضة للاستعمار
- الهيمنة الثقافية في القرن الواحد والعشرين
- خلفيات -الميناء المُؤقت- في غزة
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الثالث والسّتّون، بتاريخ السّا ...
- جذور الحرب الثقافية الباردة - الجزء الثاني
- عن بعض الإيديولوجيا السائدة في الولايات المتحدة
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الثاني والسّتّون، بتاريخ التّا ...
- الثامن من آذار/مارس، يوم نضال أم يوم عيد؟
- كوريا، من الإحتلال الياباني إلى التّقسيم الأمريكي


المزيد.....




- بعد تقرير عن رد حزب الله.. مصادر لـRT: فرنسا تسلم لبنان مقتر ...
- شاهد: حريق هائل يلتهم مبنى على الطراز القوطي إثر ضربة روسية ...
- واشنطن والرياض تؤكدان قرب التوصل لاتفاق يمهد للتطبيع مع إسرا ...
- هل تنجح مساعي واشنطن للتطبيع بين السعودية وإسرائيل؟
- لماذا يتقارب حلفاء واشنطن الخليجيين مع موسكو؟
- ألمانيا ترسل 10 مركبات قتالية وقذائف لدبابات -ليوبارد 2- إلى ...
- ليبيا.. حكومة الدبيبة تطالب السلطات اللبنانية بإطلاق سراح ها ...
- -المجلس-: محكمة التمييز تقضي بإدانة شيخة -سرقت مستنداً موقع ...
- الناشطة الفلسطينية ريما حسن: أوروبا متواطئة مع إسرائيل ومسؤو ...
- مشاهد حصرية للجزيرة من تفجير القسام نفقا في قوة إسرائيلية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - متابعات، نشرة أسبوعية – العدد السّابع والسّتّون، بتاريخ الثالث عشر من نيسان/ابريل 2024