أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - غزة، مقبرة المنظمات -الإنسانية- ؟














المزيد.....

غزة، مقبرة المنظمات -الإنسانية- ؟


الطاهر المعز

الحوار المتمدن-العدد: 7959 - 2024 / 4 / 26 - 16:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد دعمت حكومات الدّول الإمبريالية الحركة الصهيونية ثم الدولة الصهيونية التي قتلت عشرات الآلاف من الفلسطينيين والتي تستخدم الجوع كسلاح حرب منذ عدوان السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023، كما قتل الجيش الصهيوني نحو 120 من عمال الإغاثة في غزة، وقصف المستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين، بالتوازي مع قرار الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تصفية منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ( أنروا)، وكالة الأمم المتحدة التي تقوم بتطعيم وتغذية وعلاج وتعليم ملايين الفلسطينيين، شكّكت الدّول الإمبريالية في شرعية محكمة العدل الدولية وعرقلت تنفيذ القرارات التي تدين الدولة الصهيونية.
تمثل منظمات المساعدات الإنسانية غير الحكومية الوجه "الإنساني" للعولمة الليبرالية، لكن قادة هذه المنظمات هم "غربيون"، في حين أن العمال المرؤوسين (القاعديين) هم من الأفارقة أو الآسيويين، كما تُرافق المنظمات الإنسانية جيوش حلف شمال الأطلسي (ناتو) أثناء الحروب العدوانية في يوغسلافيا أو الصّومال أو أفغانستان والعراق وغيرها، ويتم تمويل هذه المنظمات المُسمّاة "غير حكومية" من قبل الدول الإمبريالية لتوزيع الغذاء على السكان ضحايا القصف الأمريكي والأوروبي، لكن يبدو إن الأمر تَغَيَّر ويبدو هذا التحالف هشا بشكل متزايد في غزة حيث منعت الدولة الصهيونية دخول الأدوية والغذاء وجميع أشكال المساعدات للفلسطينيين، في مخالفة واضحة وصريحة لما سُمِّيَ "القانون الدولي الإنساني" الذي وُلِدَ في حالات الحرب، منذ النّصف الثاني من القرن التّاسع عشر في شكل اتفاقيات غير مكتوبة، اكتملت بإنشاء الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان (1948)، واتفاقيات جنيف (1949)، ومرة أخرى سنة 1990 مع انهيار الإتحاد السوفييتي وانهيار ميزان القوى الذي ولّدته الحرب العالمية الثانية والذي استمر لأكثر من 45 سنة، وبذلك أصبحت المساعدات الإنسانية رأس الحربة للقيم الليبرالية، منذ ما يزيد عن ثلاثة عُقُود، واعتمدت الدّعاية الرأسمالية على الإدعاء بأن الرأسمالية غير مُنْفَصِلَة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، على الأقل من حيث المبدأ، أما من الناحية العملية، فإن العمل الإنساني لم يمنع الحروب ولا المجازر، لكنه أعطى الليبرالية وجها إنسانيا، وشكلا من أشكال الشرعية.
ربما يكون هذا التحالف الذي دام ثلاثين عاماً بين المساعدات الإنسانية والليبرالية على وشك الانتهاء، وقد يمثل العدوان الصهيوني الذي انطلق يوم السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023 نهاية حقبة اعتمدت فيها دعاية العولمة الليبرالية على المساعدات الإنسانية والمنظمات غير الحكومية ومنظمات الأمم المتحدة للادعاء بأن للإمبريالية وجه إنساني، فكان الإغلاق المُحكم لقطاع غزة ومحاصرة الفلسطينيين وتقتيل وتشريد أكبر نسبة منهم، وتجويع من بقي على قيد الحياة، ومنع علاج المُصابين...
أصبحت "الديمقراطيات الغربية" تتبرّأ من المنظمات الإنسانية، وتَخَلّتْ بالتالي عن حلفائها القدامى وعن "الدعم الفني" الذي تقدّمه لها (التقارير والمعلومات والحالة النفسية للسكان المحليين...) وسوف يتعين على المنظمات غير الحكومية أن تعيد النّظر في طبيعة عملها خارج نطاق الليبرالية حتى تتمكن من إدامة عملها الإنساني ومواجهة التحديات الجديدة، سواء كانت سياسية أو بيئية أو ديموغرافية، ولكن من سيمول أعمالها ورواتب قادتها المرتفعة للغاية، لأنها، لحد الآن، تعتمد على الموارد التي تُقدّمها حكومات الدّول الإمبريالية...
كانت الدّول الإمبريالية تُدين أنظمة الحكم في الصين وروسيا وإيران وكوبا وفنزويلا وغيرها بذريعة قمع الحُرّيّات وعدم توفّر الديمقراطية وعدم احترام حقوق الأنسان، غير إن حكومات هذه الدّول الإمبريالية تَقْمَعُ كافة أشكال الإحتجاج على العدوان الصهيوني وكافة أشكال التّضامن مع الشعب الفلسطيني وأي صوت يُطالب حتى بوقف إطلاق النّار، ومنعت المظاهرات والإعتصامات وعلّقت حرية التعبير، كما يبدو إن الرأسمالية النيوليبرالية لم تعد بحاجة إلى المنظمات الإنسانية بالشكل الذي عرفناه منذ الحرب العالمية الثانية أو منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، ولم تعد هناك أي قوة مضادة للرأسمالية التي كشفت عن أَشَدِّ أشكالها عدوانية، فقد أثبت العدوان الصهيوني أن هذه القوة المضادة للرأسمالية ربما تكون في طور البناء، لكنها ليست فعالة أو جاهزة للعمل بعد، وعلينا بناؤها...



#الطاهر_المعز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مُصْطلحات شائعة - الشمولية، مفهوم ضبابي
- مُقاومة الشعب الفلسطيني جزء من النضال ضد الإمبريالية
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الثامن والسّتّون، بتاريخ العشر ...
- بزنس الرياضة – هوامش الألعاب الأولمبية - دَوْرَة باريس 2024
- الإمبريالية الأمريكية خطر على العالم
- تساؤلات مشروعة عن الدّيمقراطية في أوروبا
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد السّابع والسّتّون، بتاريخ الثا ...
- الموقف من فلسطين معيار الدّيمقراطية
- ألمانيا – بلد شبه الإجماع الرّجعي
- الهند والولايات المتحدة والكيان الصهيوني
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد السّادس والسّتّون، بتاريخ السا ...
- غزة - فصل جديد من النّكبة
- كينيا نموذج الإقتصاد الطَّرَفِي التّابع
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الخامس والسّتّون، بتاريخ الثلا ...
- إفريقيا - مؤشرات التّحرر؟
- تناقضات الجوع والثراء الفاحش
- تركيا - نموذج سلطة الإسلام السياسي الرجعي والمُتَصَهْيِن
- متابعات، نشرة أسبوعية – العدد الرابع والسّتّون، بتاريخ الثال ...
- إيفلين ترينت - نسوية أمريكية شيوعية مناهضة للاستعمار
- الهيمنة الثقافية في القرن الواحد والعشرين


المزيد.....




- بعد موافقة حماس على مقترح الهدنة.. أهالي المحتجزين يخيرون نت ...
- تعرف على أبرز النقاط في المقترح المصري_القطري الذي وافقت علي ...
- صافرات الإنذار تدوي في إسرائيل في ذكرى ضحايا الهولوكوست
- -كتائب القسام-: اخترتم اقتحام رفح.. لن تمروا
- عباس يرحب بنجاح الجهود المصرية والقطرية في التوصل لاتفاق لو ...
- وزير إسرائيلي ينشر تعليقا بذيئا عقب موافقة حماس على مقترح وق ...
- حماس توافق على وقف النار بغزة.. ما مصير اجتياح إسرائيل لرفح؟ ...
- تفاصيل النص الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي وافقت ...
- خبير فرنسي يعتبر تدريبات الأسلحة النووية غير الاستراتيجية ال ...
- تعيين سويني رئيسا للحزب الوطني الاسكتلندي خلفا لحمزة يوسف


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر المعز - غزة، مقبرة المنظمات -الإنسانية- ؟