عبد المجيد محمد
(Abl Majeed Mohammad)
الحوار المتمدن-العدد: 7973 - 2024 / 5 / 10 - 02:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تواصل إيران صراعها مع قمع حرية التعبير، خاصة داخل مجتمعها الأدبي. وعلى الرغم من مزاعم تعزيز الديمقراطية، يستمر النظام في إسكات الأصوات المعارضة، مما يجعله أحد أكثر البيئات عدائية للكتاب في العالم.
وفقًا لمؤشر حرية الكتابة لعام 2023 الصادر عن منظمة PEN America، تحتل إيران المرتبة الثانية في قائمة أكبر سجاني الكتاب على مستوى العالم، ولا يسبقها سوى الصين. ومن المثير للصدمة أن المؤشر كشف عن سجن 49 كاتبًا في إيران خلال العام، من بينهم 15 امرأة. وعلى الرغم من أن هذا يمثل انخفاضًا طفيفًا عن أرقام العام السابق، إلا أنه يسلط الضوء على التهديد المستمر الذي يواجهه الكتاب الإيرانيون لمجرد التعبير عن آرائهم.
الوضع مأساوي بشكل خاص بالنسبة للكاتبات، حيث يتم استهداف العديد منهن بسبب دعوتهن ضد القوانين التمييزية، مثل لوائح الحجاب الإلزامي. وعلى الرغم من الإدانة الدولية، يواصل النظام خنق المعارضة، ويلجأ إلى تكتيكات مثل الاعتقالات قصيرة الأمد، والتهم القانونية الزائفة، والإفراج المشروط، والتي تشمل فرض قيود صارمة على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وفرص العمل.
ولم تؤد الإجراءات الصارمة التي اتخذتها إيران إلى زيادة الرقابة الذاتية فحسب، بل أدت أيضاً إلى نزوح جماعي للكتاب الباحثين عن ملجأ في الخارج. لقد أدت حملة القمع المستمرة إلى خلق مناخ من الخوف، مما أدى إلى إثناء الكثيرين عن ممارسة حقهم الأساسي في حرية التعبير.
إن اعتداء الحكومة الإيرانية المستمر على حرية التعبير لا يشكل انتهاكاً لحقوق الإنسان فحسب، بل إنه يضر أيضاً بالثراء الثقافي والفكري للبلاد. ومن خلال سجن الكتاب وخنق الإبداع، يحرم النظام المجتمع من وجهات نظر متنوعة وخطاب نقدي، مما يعيق تقدمه وتطوره.
وعلى الرغم من الضغوط الدولية والدعوات للإصلاح، فإن النظام الإيراني لا يظهر أي علامات على التراجع في اضطهاده للكتاب. فهي تواصل إعطاء الأولوية لأجندتها السياسية على حساب الحريات الأساسية لمواطنيها، مما يؤدي إلى إدامة دائرة القمع والظلم.
وفي ظل هذه الانتهاكات الجسيمة، من الضروري أن يتضامن المجتمع الدولي مع الكتاب الإيرانيين ويطالب بوضع حد لاضطهادهم. ومن خلال تضخيم أصواتهم والدفاع عن حقوقهم، يمكننا أن نساعد في دعم مبادئ حرية التعبير وحرية الصحافة، ليس فقط في إيران ولكن في جميع أنحاء العالم.
وفي الختام، فإن الحرب المستمرة التي تشنها إيران على الكتّاب تشكل مثالاً صارخاً على ازدراءها لحقوق الإنسان الأساسية والقيم الديمقراطية. وطالمًا ظل الكتاب خلف القضبان وأصواتهم مسكوتة، فإن إيران ستستمر في الخضوع لظل القمع، مما يحرم شعبها من الحريات التي يستحقها.
#عبد_المجيد_محمد (هاشتاغ)
Abl_Majeed_Mohammad#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟