أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جعفر المظفر - عضة كلب














المزيد.....

عضة كلب


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 7972 - 2024 / 5 / 9 - 18:18
المحور: كتابات ساخرة
    


في الشارع الذي إعتدت السير فيه هناك كثير من الأشياء التي تدعوك إلى عدم مفارقته. الأشجار الملونة بألوان عدة ربما تجعلك تظن في البداية أن حكومة الولاية هي التي تصبغها. حتى الخريف يعرض أزياءه قبل أن يتعرى في رقصة للطبيعة تجعلك تظن أن الأشجار تشترك جميعها في مسابقة لملكات الجمال, وأما العصافير فطاقم من الحكام المتجولين.
لكن الليل بعد أن يفرش عباءته قد يدعو آخرين من غير جنسك لكي يشاركوك به. وربما هو الخوف من (السعلوة) الذي يجعلك تخاف من الحيوانات أو تعتقد بإمكانية أن تهاجمك.
ومثلما كانت أمي تخوفني بـ (خضرة أم الليف), وقد ظهر لي في ما بعد ان المقصود بها النخلة, فإن زوجتي تذكرني دائما بأن حيوان (الراكون) قد يظهر لي فجأة من بين اشجار الغابة المحاذية ليقتطع مني وجبة عشائه, على الرغم من محاولتي إقناعها أن لحمي بات عصياً حتى على الراكون نفسه, وأن الحيوانات لا تأكل هكذا خبط عشواء وإنما هي صاحبة ذوق ايضا.
والمراة لا تتخلى عن دور الأم حتى مع زوجها, واحدة تخيفك في الطفولة حتى تنام, وواحدة تخيفك في الكهولة حتى تستيقظ, وربما هي تحسب ان رحلة الثلاثة أميال اليومية ليست بريئة تماما, وحتى لمن يتدرب للمشاركة في سباق المارثون السنوي في بوسطن فإنها تعتقد أنه لا يتدرب بهذا الشكل, لأن مرة أو مرتين في الاسبوع قد تكون كافية.
وحينما أحدثها عن السكر والضغط والكوليسترول تتحدث لي عن إستهلاك العمود الفقري والمفاصل ثم تعبر سريعا إلى أخطار الأفاعي وعضة الراكون التي تؤكد على انها تسبب داء الكلب حيث يبدأ الأمر بالعطش والخوف من الماء والتحدث بلغة من عضَّك, ثم تموتا معا, أنت ومن عضَّك.
الراكون هنا في فرجينيا هو مثل كلب العراق كلاهما لا يتقنان سوى العض, فإن رايت كلباً من كلابنا في العراق يهز ذيله فلا تصدقه, فهو يحاول ان يتآلف معك حتى تطمئن إليه, ثم إذا به, مع أخوته الكلاب, يحمل عليك حملة كلبٍ واحد.
أما الراكون فهو لم يتعلم ولن يتعلم لغة هز الذيل غشاً. وربما, لو أنه إلتقى بكلب من العراق لتعلم منه ذلك, لا لإظهار ,المودة, وإنما لتخدير الإنسان ثم الإجهاز عليه.
ونعرف أن مقابل كل راكون أمريكي واحد هناك ألف كلب عراقي.
وحينما يعض الإنسانَ كلبٌ عراقيُ او راكون أمريكي عليه أن يتأكد أولاً أنه لا يخاف من قدح الماء.
ذلك أن أحقر الميتات هي أن يموت الإنسان مثل كلبٍ مسعور.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رغد صدام حسين .. إذا أبتليتم فاستتروا
- مقالتي الألف .. الدم في خدمة الخرافة
- رد على من لا يستحق الرد !
- الوطنية والإسلام السياسي
- خير النساء
- بايدن .. هل كان صهيونياً بحق
- المهدي المنتظر
- الدين السياسي ليس ديناً وليس دولة
- القضية الفلسطينية وصدام الأديان
- فلسطين ومفهوم القضية المركزية
- عن روما القديمة وعن ترامب الآتي وعن مجلس الإنقاذ
- انتحاري على طريقته الخاصة
- القائم من ميتته كي يورثنا الفرحة
- كاريزما الزعيم
- في البحث عن الإجابة الصعبة : مَن في خدمة مَن ؟
- الكيان الشيعي الموازي .. رسالة ورد
- محاولة إغتيال طارق عزيز .. مسؤولية من كانت ؟
- محاولة اغتيال طارق هل كانت من تدبير صدام حسين (2)*
- محاولة إغتيال طارق هل كانت من تدبير صدام حسين ؟*
- استهداف مسيرة التشييع 4


المزيد.....




- “شو سارلك يا لولو”.. استقبل تحديث تردد قناة وناسة أطفال 2024 ...
- أحمد حمدي يخطف الأنظار بشخصية -حنظلة- الكاريكاتيرية
- شيخ الأزهر يغرد باللغة الفارسية تضامنا مع إيران
- نجم الغناء ديدي كومز يعترف بالتعدي على صديقته السابقة كاسي و ...
- “القط والفار مشكلة” تردد قناة توم وجيري Tom and Jerry لمتابع ...
- فنانة سورية شهيرة ترد على فيديو -خادش- منسوب لها وتتوعد بملا ...
- ينحدر صُناعها من 17 بلدا.. مؤسسة الدوحة للأفلام تعلن 44 منحة ...
- المغربي أحمد الكبيري: الواقعية في رواياتي تمنحني أجنحة للتخي ...
- ضحك من القلب مع حلقات القط والفار..تردد قناة توم وجيري على ا ...
- مصر.. الأجهزة الأمنية تكشف ملابسات سرقة فيلا الفنانة غادة عب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جعفر المظفر - عضة كلب