أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - مقالتي الألف .. الدم في خدمة الخرافة















المزيد.....

مقالتي الألف .. الدم في خدمة الخرافة


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 7959 - 2024 / 4 / 26 - 17:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


استكمالاً لمقالاتي الأخيرة حول المسيحية الصهيونية ودورها المؤثر في دعم إسرائيل وحتى في تأسيسها, ولأن تلك المقالات كانت أكدت على أن المسيحية الصهيونية هي بالأصل حركة أصولية بروتستانتية ولا علاقة لأغلبية المسيحيين بها سواءً كانوا كاثوليك أم بروتستانت أم ربوبيين أو ملحدين, فلقد أردت العودة هنا لتوضيح بعض المسائل ذات الأهمية الكبيرة لما لها من تأثير على طبيعة التعاطف الأمريكي مع إسرائيل حيث سيساعدنا فهم ذلك بكل تأكيد على تحديد طرق إقترابنا من المجتمع أو الدولة الأمريكية ذاتها, فالأمريكون ليسوا جميعهم متعاطفين مع إسرائيل خاصة بعد الجرائم التي إرتكبها الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني في غزة والتي هي جرائم إبادة جماعية وفق قناعات العديد من شعوب ودول العالم. وعليه فإن طبيعة الموقف العربي من الدولة أو المجتمع الأمريكي سوف يقارب الدقة إذا ما أفلحنا بتفكيك الموقف العام, خاصة وأن الصهيونية الإسرائيلية تحاول أن تقنعنا أن الموقف الأمريكي هو معها بكامله, وإن من العبث بالتالي ان نعثر ولو مقدار شعرة ما يمكن أن نراهن عليه سواءً على مستوى الدولة أو على مستوى الشعب الأمريكي برمته.
بدايةً تأثرت العقيدة البروتستانتية كثيرا باليهودية, كان ذلك قد بدأ على يد مارتن لوثر الذي خرج وثار على الكنيسة الكاثوليكية في عهد بيع صكوك الغفران وتوزيع أراضي الجنة لمن يدفع أكثر للكنيسة واضطهاد اليهود بحجة مشاركتهم في جريمة صلب السيد المسيح، ونتج عن هذا التأثر في البداية تعايش يشبه التحالف المقدس بين البروتستانتية واليهودية بصورة عامة، وخلق علاقة أكثر خصوصية بين الصهيونية اليهودية والبروتستانتية الأصولية
وقد حمل غالبية المهاجرين الأوروبيين إلى الأراضي الأمريكية العقيدة البروتستانتية الأصولية التي كانوا يحاولون تطبيقها في مجتمعاتهم ولم ينجحوا, وقد طوردوا واظطهدوا وانطردوا بسببها. ومنذ بداية تأسيس الدولة الأمريكية في القرن الـ17 لعبت الرؤى الأصولية المسيحية البروتستانتية دوراً كبيرا في تشكيل هوية الدولة الإسرائلية القادمة.
ونفهم هنا أن نسبة من البروتستانت قد تصل إلى حدود الـ 20% هم من تيار المسيحية الصهيونية وليس جميعهم. وإن مسألة التأييد (السياسي) لإسرائيل لدى هؤلاء هي بالأصل ذات منشأ ديني, في حين أن هرتزل نفسه الذي كان قد آمن وطرح فكرة الدولة اليهودية وتراس المرتمر الصهيوني الأول في بال السوسرية عام 1897 لم تكن دوافعه دينية بالأساس، فهو قومي علماني، وأعلن استعداده لقبول استيطان اليهود في أوغندا أو العراق أو كندا أو حتى الأرجنتين، أما المسيحيون المتصهينون فقد آمنوا بأن فلسطين هي وطن اليهود، واعتبروا ذلك شرطا لعودة المسيح، لذا انتقدوا الموقف المتساهل من قبل تيودور هرتزل
وليس من باب الغرائب ولا العجائب أن نقول أن إسرائيل هي مشروع مسيحي صهيوني قبل ان تكون مشروعاً يهودياً صهيونياً, وأن دولة إسرائيل تبدو في إطارها الثقافي والفقهي ومن ثم السياسي, في خدمة مشروع (المسيحية الصهيونية) قبل أن تكون في خدمة مشروع (اليهودية الصهيونية), ففي النهاية, ومن ناحية دينية خالصة, تطمع المسيحية الصهيونية بعد عودة السيد المسيح إلى الأرض ثانيةً أن يتحول اليهود الصالحين إلى مسيحيين وإلا فإن القتل سيكون نصيبهم.
هكذا تكون الخرافات الدينية في خدمة الجريمة, وهنا فإن البروتستانت الأصوليين ليسوا وحدهم في هذه الساحة. قصة ظهور المهدي على الجانب الإسلامي لا يمكن تصور حدوثها دون حروب إبادة لأنها تشترط إضافة إلى القضاء على المسلم الكافر والضال وجوب تحول اليهود والمسيحيين إلى مسلمين استعداداً ليوم القيامة, و إن من لا يتحول فمصيره القتل في الدينا والحرق في الآخرة.
أن ذلك يوجب علينا أن نتحرى الدقة ونحن نحاول أن نجد لنا موطئ قدم في هذه الاشكالية الصعبة, وأول ما يتوجب علينا أن نفعله هو وجوب نقد الذات الإسلامية قبل أن نُضيع أنفسنا في دهاليز نظرية المؤامرة, فالتاريخ من جانبه كان قد أخذنا تدريجياً لكي يضعنا وجهاً لوجه أمام تحديات ذات طبيعة دينية, ويقف الإسرائيليون وجماعة المسيحية الصهيونية على رأس قائمة القوى التي تؤسس لهذا النوع من الصراع الدموي الديني الذي يرتدي عباءة علمانية ديمقراطية زائفة.
وفي هذه الأرض وخاصة الفلسطينية منها فإن تعريف الانتماء ومن ثم الهوية على أسس دينية سيعيدها بشكل سريع إلى صراعات الماضي حيث تجد الأديان الشمولية نفسها في مجابهة بعضها البعض. وهنا في مثلث برمودا الديني فإن الطرف الإسلامي سيكون الأضعف حتماً, ولن يكون بإمكاننا النجاة من الوقوع في خانق صدام الحضارات التي إعتبره صاموئيل همنتغتون فتيلاً لإشعال حروب ما بعد الباردة التي إنتهت بسقوط الإتحاد السوفيتي لصالح المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
هذه النظرية لم يكن همنغتون قد جاء بها من داخل قبعته, ولذا فإن علينا أن نبحث بكل جدية عن ذلك الذي وضع الأرنب داخل قبعة ذلك الساحر.
في البداية حينما تسنى لي فرصة قراءة كتاب همنغتون قلت مع نفسي كم هو آثم هذا الرجل, لكن الأمر لم يطل سريعاً فها هو الأرنب الإسلامي وهو يقفز من قبعة همنغتون ليعلن عن وجوده بكل قوة دافعاً بالإسلام لكي يكون في صراع مباشر مع الغرب, ولقد رأينا كيف أسرع البعض منا لكي يبارك لنفسه فرصة العودة للأندلس وكيف فرح البعض الآخر لإمكانية أن تتحول أوروبا كلها إلى الإسلام بعد موجات الغزو الآتي إليها من خلف المحيطات مفترضين ان الغرب سينتظر مستسلماً ساعة موته.
وكما ذكرنا فإن المسيحية الصهيونية قد تشكلت من الكنائس البروتستانتية الأصولية التي آمنت بأن قيام دولة إسرائيل عام 1948 كان ضرورة حتمية لأنها تتمم نبؤات الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد وتشكل المقدمة لمجيء المسيح الثاني إلى الأرض كملكٍ منتصر
أما هرمجدون فهو وفقا لكتاب الوحي موقع لتجمع الجيوش للمعركة متى يحين وقت نهاية العالم و(هر) تعني تل أو هضبة تحيط بسهل مجيدو حوالى 60 ميلاً شمال القدس والمعركة تسبق عودة المسيح الثانية الموصوف بالمُخَلِّص الذي يبيد ثلثي اليهود ويبقي على ثلث الذين يدخلون في المسيحية ثم يحكم لألف سنة وبعدها يحين يوم القيامة وتشترط هذه المعركة أن ينتصر اليهود على كامل الأرض الفلسطينية مع عدد من الأراضي العربية المحيطة ذات الأهمية الإستراتيجية.
والرواية لا شك فيها متعة كبيرة ...
يسوع سوف يعود إلى الارض ويهزم المسيح الدجال والشيطان في معركة هرمجدون. ثم سيتم طرح الشيطان في "الهاوية" لـ 1,000 سنة، والمعروفة باسم (الألفية). وبعد إطلاق سراحه من الهاوية، الشيطان سوف يستدعي جوج وماجوج من زوايا الأرض الأربع. وسوف يعسكروا إلى "المدينة الحبيبة" المحيطة "بالقديسين" أي القدس ثم ستأتي النار من عند الله لتلتهم ياجوج وماجوج و الشيطان, ثم يعم الموت الشامل لتنصب جهنم سرادقها.

والرواية لم تنته بعد وما زال هناك وقت للمتعة:
يرافق السيد المسيح أو يسبقه ظهور الإمام المهدي
أما نحن فسنكون بين نارين .. نار الولي الفقيه الذي يؤمن أن ظهور المهدي مرهون بظهور المسيح الذي سيتكفل بإبادة ثلثي اليهود المُصرين على يهوديتهم ليجعل الثلث المتبقي مسيحياً, أما دولة نائب الإمام فسوف تمتد وتتوسع لتهيأ الأرض الممتدة إلى هرمجدون حتى يلتقي المهدي بالمسيح ويقيمان دولة العدل .. طبعا مع وجود بعض التحويرات في النهاية.
لكن الشيء الذي لن يحور هو أننا سنكون طعما للمعركتين : إسرئيل الكبرى من ناحيتها ضرورة لظهور السيد المسيح ودولة نائب الإمام الممتدة إلى هرمجدون شرط لظهور المهدي حيث يلثقي الجبلان ويكون لقاءنا في الجنة إنشاء الله.



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على من لا يستحق الرد !
- الوطنية والإسلام السياسي
- خير النساء
- بايدن .. هل كان صهيونياً بحق
- المهدي المنتظر
- الدين السياسي ليس ديناً وليس دولة
- القضية الفلسطينية وصدام الأديان
- فلسطين ومفهوم القضية المركزية
- عن روما القديمة وعن ترامب الآتي وعن مجلس الإنقاذ
- انتحاري على طريقته الخاصة
- القائم من ميتته كي يورثنا الفرحة
- كاريزما الزعيم
- في البحث عن الإجابة الصعبة : مَن في خدمة مَن ؟
- الكيان الشيعي الموازي .. رسالة ورد
- محاولة إغتيال طارق عزيز .. مسؤولية من كانت ؟
- محاولة اغتيال طارق هل كانت من تدبير صدام حسين (2)*
- محاولة إغتيال طارق هل كانت من تدبير صدام حسين ؟*
- استهداف مسيرة التشييع 4
- محاولة إغتيال طارق عزيز*
- في ضيافة المدافع .. مذكرات الأيام الساخننة (2) يوم المستنص ...


المزيد.....




- رابط نتائج مسابقة شيخ الأزهر بالرقم القومي azhar.eg والجوائز ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف منشآت عسكرية إسرائيلية بال ...
- فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه
- -بوليتيكو-: منظمات وشخصيات يهودية نافذة تدعم الاحتجاجات المؤ ...
- الأردن.. فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه
- الاحتفال بشم النسيم 2024 وما حكم الاحتفال به دار الإفتاء توض ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل جمعا من مسؤولي شؤون الحج
- فتوى في الأردن بإعادة صيام يوم الخميس لأن الأذان رفع قبل 4 د ...
- “أغاني البيبي المفضلة للأطفال” ثبتها الآن تردد قناة طيور الج ...
- القمة الإسلامية بغامبيا تختتم أعمالها بـ-إعلان بانجول- وبيان ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جعفر المظفر - مقالتي الألف .. الدم في خدمة الخرافة