أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - نظرة الى الامام مذكرات ج 28














المزيد.....

نظرة الى الامام مذكرات ج 28


كاظم حسن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7971 - 2024 / 5 / 8 - 19:28
المحور: الادب والفن
    


موجة دينية
في التسعينيات تصاعدت موجة دينية ربما كان احد اسبابها تاثير المرجع الشيعي محمد صادق الصدر الذي كان يخطب يوم الجمعة وهو يرتدي الكفن كاشارة لتحدي قسوة النظام السابق قبل اغتياله سنة 1999
.
وكان عدد كبير من الشباب مهتما بزواج المتعة وبعضهم يقصدني لاكتب لهم صيغتها الشرعية .
لست روزخونا لكني طبعي لا ارد طلبا .. ولاحظت ان بعضهم حتى في الحرم الجامعي يحاول اقناع الفتاة التي يريدها بحجج شرعية .
لم استغرب ففي تاريخنا العربي طالما ( انتصب السيف وسالت الدماء ) لتفسيرات منتقاة للقرآن الكريم .
وقد يكون الحكم الشرعي مقيدا ولكن البعض يجعله مطلقا .
فقد ابيح لاول مرة التدخين في رمضان لضرورة قصوى ثم رايت شيوخا يدخنون بتلذذ امام الصائمين.
كان احد معارفي يهمه من الدين اللطم واللطميات (وهي قصائد ومرثيات حسينية تقرأ على المنابر مصحوبة بالضرب على الصدور ) مواساة لاهل البيت فتراه يدرب صغيره ذا الثلاثة اعوام على ذلك فتراهما معا طيلة اليوم يلطمان .
والتحق في حوزة علمية في النجف ليدرس العقائد ويكون شيخا بعمامة بيضاء , كان ممتليء الجسم ببشرة سوداء حائلة .
لكنه عاد بعد شهر لي لاعلمه اوليات اللغة وقد كلفه شيخه ان ينسخ كتيبا ليتحسن خطه وقراءته.
من خلال هذا الرجل تعرفت على اخيه الاصغر منه وكان اشد سوادا منه ويتمتع بالصمت والهدوء والحزن المطبق .
كانت غرفتي وحيدة فقيرة في السطح وهي التي وصفتها باحدى قصائدي
( في السطح عندي كهف
ينضج فيه سأمي
او صخب الكؤوس والحوار ).
هذا الشاب الاصغر من اخيه كان يكتب الشعر الشعبي وله قدرة فائقة باختلاق الطرفة , كان روحا نقيا لا يعرفه الا من يقترب منه .
فتصلبت اواصر صداقتنا وكان يقصدني فنقبع في العلية ليلا في تلك السنة التي هاجمت العراق الطائرات الامريكية .
كنا نسهر على ضوء خافت فقد امرونا بحجب النوافذ واطفاء الاضواء وكأن منزلي البسيط مقر للدبابات .
وفيما كان رعب عاصفة القاذفات المتسلسلة يهزالبيوت كنا نرتجل شعرا ساخرا بلهجة دارجة فاقول بيتا فيجيبني, وكنت اسجل ما نرتجل فاذكر منها
( يا طلي مايك حمه ) فاجابني فورا ( كوم اسبح وفضها ) في حفلة من القهقهات متواصلة .
انتقل صاحبي وعائلته لمنزل في حي الحسين جهلت عنوانه وعلمت فيما بعد بمقتله .
فقد كان اخوه مولعا بتربية الحمام فتشاجر لاجلها مع جار له وذهب صاحبي ليستقصي ويعالج الموقف اذا بمن تشاجر مع اخيه الاصغر يفتح نيران رشاشته من السطح ويرديه قتيلا .
في مرة دعاني رجل شاب بقال لاعلمه القراءة والكتابة في منزله , في اليوم الثاني رايت امراة معتمة بعمامة نسوية سوداء تدخل علينا وبيدها رضيع وضعته بعد تحية مختزلة في حجري وقالت
( مولاي انه لا يتوقف عن الصراخ فاقرا عليه ) , فاستغربت ونظرت تلميذي فاشار لي بما يعني نفذ ثم ناقش .
فوضعت يدي عليه وقرات بعض الايات وقلت لها ( سيشفى بعون الله ).
في اليوم الاخر كيس من السكر والشاي وعلب السجائر وغيرها قدمته قائلة ( ببركاتك طاب ) , كنا بوضع حصار خانق وليس يسيرا اقتناء علبة سجائر .
فقال صاحبي ساعة انفردنا ( امي تعتقد بان السادة يشفون اكثر من الطبيب ).
لست ادري كيف تصورتني سيدا اشفي المرضى .
عشرات من النساء والرجال كلفوني اعلمهم القراءة والكتابة , اما لكي يقرؤوا القران والادعية او للتهيؤ للالتحاق بالحوزات العلمية الدينية بالنجف.
واذكر اتى لي رجل بعمر الخمسينيات لاعلمه اساسيات اللغة قبيل السقوط كان كريما معي وبعد شهر فيما كنت ادرسه بمنزله سمعت هرجا لامراة فقال بشبه صرخة ( لا دراسة بعد اليوم ) , كانت تعاني من مس عضال .
وكان طالب علم حوزي جار لي قد عرّفه علي وكان يزورنا اثناء الدرس احيانا ومعه كتب كلف بشرائها له واستغربت ان بعض الكتب فلسفية او نحوية كابن عقيل في شرح الالفية وهي لا تنفعه ولا يتمكن من قراءتها , ذات يوم اخبرني الرجل بان الطالب الحوزي احتاج مبلغا فاهداه كل تلك الكتب ليبيعها ويستلم ثمنها .
بعد السقوط شاهدت طالبي الرجل البدين ابيض البشرة يتوجه لديوان المحافظة بوجه دائري معتما بعمامة بيضاء كبيرة.
ومن الغرائب ان طالب الحوزة انتقل من محلتنا وفقدت اثره وقيل انه مات , لكني بعد السقوط سمعت له محاضرة وهو على المنبر الحسيني ما يؤكد انه حي يرزق .
في تلك المرحلة سمعت يوما بشيخ قيل انه متفوق بالقاء الدروس النحوية فعرفت عنوانه وقصدته في احد جوامع البصرة .
التقيت بطلابه قبل وصوله وبعضهم جيران وسألتهم اسئلة نحوية بسيطة بالاعراب فاحتدموا وقالوا انت تستفزنا فاستغربت وثلّجت فيهم التوتر واتى الشيخ استاذهم وهو يضع عمامة سوداء , رجل في الثلاثينيات بهي الوجه هاديء وكان يلقي عليهم محاضرات من بن عقيل وهو المستوى الذي يدرس في كليات الاداب .
وبعد توقف الدرس التقيته منفردا وقال انه مزدحم ولا وقت لي معه سوى ربع ساعة فاخبرته ان معلومات طلابه شحيحة فكيف تلقي مثل هذه المحاضرات عليهم فاجاب ( نحن اعلنا بان من يتقدم للدرس يجب ان يكون مؤهلا).
بعد اسبوع قصدت الرجل وفقا لموعد مسبق كان لديه وقت اضافي فقال لي انه يلقي محاضرات بجوامع عدة بمناطق متفرقة ويحصل من كل ذلك على ثمن زهيد وهو اب لطفلين وقد نال الماجستير من ايران وهو بانتظار معادلة شهادته من وزارة التعليم العالي .
سالته عن نقطة مركزية في نظرية الحركة الجوهرية لصدر المتالهين الشيرازي وهي ( رغم ان الروح ليست مادة فان لها نسبا ماديا ) فقلت له اليست هذه الفكرة هي نفسها فكرة ماركسية ( الروح مادة متطورة ) فاحالني لعالم فارسي لاتعمق بالبحث في هذه النظرية التي قراتها في كتاب ( فلسفتنا ) لمحمد باقر الصدر .



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وفاة الروائي الامريكي بول اوستر
- مذكرات ج27
- مذكرات ج 26
- نظرة للامام مذكرات ج 25
- نظرة الى الامام مذكرات ج24
- نظرة الى الامام مذكرات ج23
- نظرة الى الامام مذكرات ج 22
- نظرة للامام مذكرات ج21
- مختارات من بحوث حول المجاز والاستعارة ج4
- خمسة الاف عراقي يقترنون بسوريات
- ام فهد بكاتم الصوت
- لحظة توتر صاهرة
- مختارات من بحوث حول المجاز والاستعارة ج3
- شراهة التسوق لدى النساء
- كتاب حروف حي بحث في البابية والبهائية
- مختارات من بحوث حول المجاز والاستعارة ج2
- نظرة الى الامام مذكرات ج20 ها يوم
- مختارات من بحوث المجاز والاستعارة ج1
- هياء قصة
- شيخوخة التسعين في رواية عاهراتي الحزينات


المزيد.....




- نجم الغناء ديدي كومز يعترف بالتعدي على صديقته السابقة كاسي و ...
- “القط والفار مشكلة” تردد قناة توم وجيري Tom and Jerry لمتابع ...
- فنانة سورية شهيرة ترد على فيديو -خادش- منسوب لها وتتوعد بملا ...
- ينحدر صُناعها من 17 بلدا.. مؤسسة الدوحة للأفلام تعلن 44 منحة ...
- المغربي أحمد الكبيري: الواقعية في رواياتي تمنحني أجنحة للتخي ...
- ضحك من القلب مع حلقات القط والفار..تردد قناة توم وجيري على ا ...
- مصر.. الأجهزة الأمنية تكشف ملابسات سرقة فيلا الفنانة غادة عب ...
- فيودور دوستويفسكي.. من مهندس عسكري إلى أشهر الأدباء الروس
- مصمم أزياء سعودي يهاجم فنانة مصرية شهيرة ويكشف ما فعلت (صور) ...
- بالمزاح وضحكات الجمهور.. ترامب ينقذ نفسه من موقف محرج على ال ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - نظرة الى الامام مذكرات ج 28