أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - نظرة الى الامام مذكرات ج23














المزيد.....

نظرة الى الامام مذكرات ج23


كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي


الحوار المتمدن-العدد: 7967 - 2024 / 5 / 4 - 10:30
المحور: الادب والفن
    


شارع بشار
انه شارع بائعات الهوى .. عهد الحصار على العراق لعشر سنوات كلفني صديق مقاول طيب ان اشتغل لديه ببيع ماء الآرو في هذا الشارع وكنت اسرع الخطى كلما دخلت ازقته وسمعتهن يدعونني واقفات في الابواب ( ادخل تونس ).
كان المقاول الحاج علي قد كلفني واربعة من اصدقائي لنعلمه اوليات اللغة العربية وشيئا من الفقه والتفسير وغيرها وكانت العربية من حصتي .. نلتقي ظهرا فنصلي ثم تنضج المائدة .. ايبااااه .. نحتار ماذا نتناول من المشويات والاسماك وانواع الفواكه والدجاج المشوي وجك اللبن المثلج في جو مبرد بتموز البصرة حيث الحرارة قد تتجاوز 50درجة .
لكن جلساتنا انفرطت وعدت لتناول القليل من الرغيف والباذنجان ملك الساحة زمن الحصار فهو السلعة الوفية الارخص التي منعت بعض العراقيين من الموت جوعا :
(اسود سواد الليل والزلف اخضر
جسمك جلد روغان والريحة عنبر
بالمحشي والتركيب بالمركة شفناك
تموّت جميع الناس من بعد فركاك
هم طرشي هم تكلاه هم شيخ محشي
مثل الذهب يا ناس بالعلوة يمشي ).
مئات الاهازيج والابوذيات والقصائد كتبت عن الباذنجان واتخيل شخصا سيتاثر بحماسة ابي تمام فيكتب موسوعة مختارة عن شعر الباذنجان حتما سيدوخ ويتعب .
الحصار مفردة تمر على الاجيال مثل كلمة هجوم مضاد نلتقطها ببرود اما من عاش اهوال الحرب فستعكر طقسه النفسي .
لكن الحاج بعد اشهر عاد لي وطلب ان ادرسه وحدي مقابل ان يشتري لي تنكر ماء حلو لابيعه فاعطيه فقط رأس المال قرب دارهم ..
لكن الفكرة تطورت وها انا ابيع الماء في شارع بشار .
( المومس الحقيرة الاجيرة
اكثر من حبيبتي سخاءا
اتيتها مساءا
معانقا اعانق الهواءا ... السياب )
ولو امتد ببدر الزمن لمرعلي وكنت قدمت له ورقة احتجاج فلا مقارنة بين مومس وحبيبة , فالاولى تخفض توترك لعشر دقائق والاخرى تدخل روحك الجنة .
ولان الغريزة فوّارة فشارع بشار لا تكدس بضاعته .
وربما لا اقدم احتجاجي فتتغلب الحكمة فاقول بضميري ( لعل له عذرا وانت تلومه ).
لكن تنكر الماء للحاج كان ملكا لرجل مسيحي فكان من النادر ان يقصده المسلمون وحين اصبح لنا اتينا بخطاط كتب عبارة ( اللهم صلي على محمد وآل محمد).
رغم ذلك ندر زبائننا ما ادى لفشل المشروع .
وعدت اثرها للطماطة الحمس وليل الباذنجان .
الازقة الضيقة القذرة في بشار وجمال بيوت الشناشيل التي عتقت او تآكلت مخلفة ظلالها المهندسة بجمال على مجرى الماء الآسن , كان على البعض ان يلتزم بالتريب في الطابور حتى يبلغ دوره لتناول وجبة عجلى من اجساد العاهرات .
كان رواد الشارع ينقلون لنا قصصا شبه خرافية عنهن وما يجري داخل البيوت مثلا ان بسعر كامل تتعرى لك تماما وان بنصف سعر فتغطي القوادة اغلب جسدالمراة العلوي وعليك ان تهتدي بغريزتك للشق الذي يمتص حممك للحظات ثم تمضي .
حدثني احدهم انه كان فوقها وهي تحصي بالنقود صارخة ( استعجل ) .
مرة طلب مني سجين كان معي بمديرية امن البصرة ان اصنع له طرشي ليبيعه فدخلت احد ازقة الشارع المخصر المتعرج فاجتزته منهكا ,كن يطلقن القهقهات المدوية والالفاظ البذيئة ليلفتن الانتباه .
لكن هذه الذكرى لا تنسى كانت مغامرة انجبها الخمر , لا ادري كيف اقنع احدنا الاخر ونحن عائدان من بار بعيد ان نوقف السائق فيمضي ونتوغل في بشار, اتوقع الوقت بعد منتصف الليل ,وكانت الشرطة تلك الايام تشن حملة تضييق على بيوت الدعارة .
دخلنا احد المنازل فقالوا لنا (غادرت النسوة وسيتاخرن لساعات ), قلنا ننتظر وجلسنا بين شابين ورجل .
قرات لهم شعرا دارجا ثم اقترح علينا الرجل ان ( ننام معه ) .
كان اقرب للبدانة ابيض البشرة املس يشد جبينه بقطعة قماش حمراء .. دخل اولا صاحبي وخرج بعد ان انهى مهمته ودخلت بعده فحاول معي بكل فن اتقنه ومكر تعوده وتخنث يجيده فلم يتمكن من تحريك شعرة في جسدي ..
انها المرة الاولى والاخيرة التي اقدم فيها لمثل هذه المغامرة الهزلية .
في ايام الحرب العراقية الايرانية شن النظام تصفيات ضد بيوت الدعارة ومنع بيع الخمور ضمن الحملة الايمانية التي اطلقها .
وذهل الناس من رؤوس ثلاث مومسات مقطوعة وموضوعة في قدور نفذها رجال فدائي صدام ..
ومن ساعتها كفن شارع بشار وانتهت حكايته لكن تنظيم الغريزة لا يموت ببساطة فقد دبت فيه الحركة ثانية بحذر رغم النظام ( الايماني ) الجديد بعد السقوط .
وفيما حجبت بالبسطات التكية التي تتوسطه اعيد مزار بن يقطين (124 ه – 182 ه ) وجدد بناؤه .
وتتضارب الاراء عن اصل قول فيه لاحد الائمة ( ما حج الا انا وناقتي وعلي بن يقطين في البصرة ).



#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة الى الامام مذكرات ج 22
- نظرة للامام مذكرات ج21
- مختارات من بحوث حول المجاز والاستعارة ج4
- خمسة الاف عراقي يقترنون بسوريات
- ام فهد بكاتم الصوت
- لحظة توتر صاهرة
- مختارات من بحوث حول المجاز والاستعارة ج3
- شراهة التسوق لدى النساء
- كتاب حروف حي بحث في البابية والبهائية
- مختارات من بحوث حول المجاز والاستعارة ج2
- نظرة الى الامام مذكرات ج20 ها يوم
- مختارات من بحوث المجاز والاستعارة ج1
- هياء قصة
- شيخوخة التسعين في رواية عاهراتي الحزينات
- الدلالة المركزية والهامشية للالفاظ
- الاف العلماء والأكاديميين والطياريين تمت تصفيتهم في العراق
- الشيطان امرأة رواية الحب المعلب
- كتاب الامثال الشعبية في البصرة
- القاصة الامريكية فلانيري اوكونور اثر الكاثوليكية في الكتابة
- اخيرا وجد الحل في الصراع المذهبي


المزيد.....




- روسيا.. تصوير مسلسل تلفزيوني يتناول المرحلة الأخيرة من حياة ...
- اعلان توظيف وزارة الثقافة والفنون والتخصصات المطلوبة 2024 با ...
- هل تبكي عندما تشاهد الأفلام؟.. قد تكون معرضا بشكل كبير للموت ...
- مهرجان نواكشوط السينمائي الدولي يطلق دورته الثانية
- “نزل Wanasah الجديد” تش تش ???? وقت الدش.. تردد قناة وناسة ن ...
- فنان غزة الذي لا يتكلم بصوته بل بريشته.. بلال أبو نحل يرسم ح ...
- هاريس فرحت بدعم مغنية لها أكثر من دعم أوباما وكلينتون.. ما ا ...
- -الغرفة المجاورة- لبيدرو ألمودوفار يظفر بجائزة الأسد الذهبي ...
- النيابة تواجه صعوبة في استدعاء الفنان المصري محمد رمضان للتح ...
- فيلم اليكترا: تجربة بصرية وحسية لأربع ممثلات وكاتبة في بيروت ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كاظم حسن سعيد - نظرة الى الامام مذكرات ج23