أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رائد قاسم - الوطن والامة في الوعي العربي















المزيد.....



الوطن والامة في الوعي العربي


رائد قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 7969 - 2024 / 5 / 6 - 01:39
المحور: المجتمع المدني
    


اشكالية الوطن عويصة في الوعي العربي ، فالدولة القومية حديثة النشأة في البلاد العربية ، اذ انها نشأت بعد مرحلة سقوط الدولة العثمانية وتقاسم ولاياتها واحتلال الاقاليم العربية او وقوعها تحت الانتداب ، وبعد نهاية عهدي الاستعمار والانتداب استقلت الاقطار العربية وتحولت الى دول قومية ذات حدود مستقلة لأول مرة منذ نشاتها كاقاليم في عهود الدولة العربية الاسلامية المتعاقبة ، وكانت الدولة العثمانية اخر دولة مركزية تحكمها كولايات تابعة واستمرت ما يزيد عن الخمسمائة سنة .
بالعودة الى الوراء وتحديدا لما قبل الاسلام كان العرب يعيشون في اطار ممالك في الجزيرة العربية والعراق والشام واليمن ، كمملكة الحيرة في العراق ومملكة الغساسنة في الشام ومملكة حمير في اليمن ومملكة كنده في نجد، وقبائل حضرية ومستقرة كقريش في مكة وعبد القيس في بلاد البحرين ، وقبائل البدو الرحل الذين يجوبون اقاليم الجزيرة العربية ، وبظهور الاسلام تأسست الدولة العربية المركزية التي جمعة كافة اقاليم شبه الجزيرة العربية وقبائلها في اطار سلطة مركزية واحدة مقرها المدينة المنورة بالحجاز ثم دمشق وبغداد ، وبعد ضم العراق ومصر والشام وبلاد المغرب للدولة العربية هاجرت اليها القبائل العربية التي ذاب فيها معظم سكانها الاصليين ونشات المدن والأمصار والأقاليم العربية كالبصرة في جنوب العراق التي تعد اول مدينة عربية تشيد خارج حدود شبه الجزيرة العربية ، ثم الكوفة ، والفسطاط في مصر ، علاوة على العديد من المدن التي تحولت الى مدن عربية كدمشق والقدس والعشرات من المدن الاخرى على امتداد المساحة الضخمة للعالم العربي الذي امتد من جزيرة العرب حتى المغرب على المحيط الاطلسي.
وظلت الوحدة بين البلاد العربية لمئات السنوات ، حتى بعد انهيار دولة الخلافة العباسية وظهور عشرات الممالك في الشام ومصر وبلاد المغرب والاندلس الا انه لم يكن يفصلها حدود وكانت شعوبها تتنقل فيما بينها دون قيود تذكر وكانت تعرف في الخارج ببلاد العرب لكل من يقصدها ويعرفها واستمرت كذلك حتى في عهد الدولة العثمانية التي ضمتها الى سلطانها ، وقد اعترفت العديد من المؤسسات الدينية العربية بالسلطان العثماني كخليفة للمسلمين او قائما بأعمال الخلافة فكان يمثل رمزا للوحدة والسيادة الاسلامية في الفترات التي كانت فيها الدولة العثمانية قوية ومستقرة .
الا انه في القرون المتاخرة كانت الدولة العثمانية في تدهور مستمر ولقبت في اواخر عهودها بالرجل المريض ، وضعفت سلطتها على اقاليمها، مما شجع بعض القادة العرب للنضال من اجل التخلص من حكم العثمانيين وتأسيس دولة عربية تضم كافة الاقاليم العربية، على راسهم الشريف الحسين بن علي امير اقليم الحجاز، الذي اتفق مع البريطانيين على دعمهم لثورة عربية في كافة الاقاليم العربية بهدف اسقاط الحكم العثماني وتاسيس دولة عربية يكون على راسها، وقد قدموا له دعم واسع النطاق، وما ان تحررت بعض الاقاليم من سيطرة العثمانيين حتى هاجمت الجيوش الاوربية البلاد العربية واستعمرتها ، فكانت فلسطين والعراق تحت الانتداب البريطاني وسوريا ولبنان تحت الانتداب الفرنسي ، علاوة على ان معظم البلاد العربية من مصر الى المغرب كانت تحت احتلال وانتداب قوى الاستعمار الغربي.
يمكن ملاحظة نكتة محورية في هذا الاحداث المفصلية، ان الحسين بن علي كان
يطمح في انشاء دولة تجمع شمل كل العرب ، في امتداد للثقافة العربية التي تجعل الامة الاساس والمركز ، والاوطان مجرد اقاليم وتوابع ، حتى انه عين نفسه ملكا للعرب بل واعلن نفسه خليفة للمسلمين باعتباره منحدرا من قريش ، وقد قوبل برفض عدد كبير من القيادات والمرجعيات الاسلامية في الاقاليم العربية والإسلامية واعتبروه خارجا على سلطة الخلافة الشرعية المتمثلة بالسلطان العثماني.
استمر الاستعمار والانتداب على الاقطار العربية لعقود طويلة وفي نهاية القرن العشرين كانت كافة الاقاليم العربية قد نالت استقلالها عدا فلسطين، وقد تحولت الى دول قومية مستقلة ذات كيان سياسي معترف به لاول مرة منذ ما يناهز الالف والأربعمائة سنة.
من خلال هذا الاستعراض المختصر ندرك ان مفهوم الانتماء للدولة الوطنية غير موجود في الوعي العربي وذلك لغيابه وعدم وجوده كحقيقة وواقع ، وان الوطن جزء من الامة والانتماء اليها هو ما كان الحقيقة الماثلة للعيان والتي تعامل معها الوعي العربي كاطار منهجي ومحور ايدلوجي وعمق انساني وحضاري وعنصر رئيسي في التركيبة الايدلوجية العربية المتراكمة منذ اكثر من عشرة قرون.
من المفارقات التي ترويها كتب التاريخ ان عبد الرحمن الداخل تمكن من حكم الاندلس لكونها اقليما تابعا للدولة الاموية حيث لم يتمكن العباسيون من الوصول اليه وكان يحن دائما الى دمشق حتى انه امر بجلب نخلة من بادية الشام المعروفة باسم الرصافة لزرعها في قرطبة وأطلق على المنطقة التي زرعت فيها بالرصافة ايضا لتشاركه حنينه وحبه لدمشق وكان يطلق الاشعار فيها فكان يقول:
بدَّتْ لنا وسْطَ الرُّصافة نخلةٌ * تناءتْ بأرضِ الغرب عن بلد النخلِ
فقلتُ شبيهي في التغرُّب والنوى * وطولِ الـتَّنائي عن بَنِيَّ وعن أهلي
بالرغم من ان الداخل كان حاكم الاندلس الا انه كان يشعر بالحنين الى وطنه ولم تغنه السلطة المطلقة عنه.
ان الوطن لم يكن على الاطلاق عنصر مستقل عن الدولة في عهود الخلافة المزدهرة لكون كافة الاقاليم العربية محكومة من قبل سلطة مركزية قوية في دمشق وبغداد ، وهذا الوضع استمر حتى بعد ضعف الخلافة وتاسيس عدد من الدول والممالك المستقلة عنها الا انها لم تؤسس لاوطان مستقلة وظل حكامها يرتبطون بالولاء الاسمي للخلافة العباسية التي تعبر عن خلافة المسلمين والسلطة الشرعية الجامعة لكل الاقاليم العربية التي ظلت شعوبها مترابطة بناء على انتمائها لامة واحدة، فعندما احتل الروم حلب عام 351 هـ ضجت شعوب البلاد العربية ومنها اهالي بغداد الذين اغلقوا الاسواق واعلنوا الحداد وضغطوا على دولة الخلافة من اجل اعلان الجهاد ضد الروم واعادة حلب للحاضرة العربية ، وعندما انتصر صلاح الدين الايوبي في بعض معاركه امر الخليفة العباسي المستضي بامر الله تقليده الخلع والتشريفات والالقاب واقره على حكم مصر الشام وكانت خطب الجمعة في مساجد الاقليمين للخلافة العباسية ، وكان ابن تشافين امير المرابطين قد بعث للخليفة المستظهر بالله بالسفراء والهدايا طالبا تنصيبه واليا من قبله على بلاد المغرب وقد استجاب الخليفة لطلبه وتسمي بامير المسلمين، وقد طلب منه علماء الاندلس ان يدخل بلادهم ويخلصها من ملوك الطوائف وضمها الى دولته ، فدخلها وكان منه ما اردوا، في دلالة على ترسخ فكرة الانتماء للامة وان الاوطان ملحقة بها، وعلى هذا المذهب كان موقف المعتمد بن عباد ملك اشبيليا عندما قال في تحذير نجله الرشيد له من استدعاء للمرابطين : أي ولدي، لأَنْ أموتَ راعيًا بالمغرب خَيْرٌ عندي من أن أَرُدَّ الأندلسَ دارَ كُفْر.
وعندما غزا المغول بلاد العرب واسقطوا دولة العباسيين شاع في الناس ان القيامة قد قربت لكونهم بلا خليفة وقد عبر السيوطي في تاريخ الخلفاء عن ذلك بقوله في احداث السنوات الفاصلة بين خلافتي بغداد والقاهرة بقوله : ثم دخلت سنة سبع وخمسين والدنيا بلا خليفة. ثم دخلت ثمان وخمسين والدنيا بلا خليفة .
حتى اعاد المماليك الخلافة وجعلوها في القاهرة لاضفاء الشرعية على حكمهم على جري ما كان من قبلهم من الحكام في دلالة على كون الامة هي الاصل والبداية والنهاية والاوطان توابع لها.
يمكن رصد الوطن في الوعي العربي ايضا من خلال الفقه الاسلامي مثلا ، حيث الوطن مرتبط باحكام الصلاة والصيام والحج ، وهو بذلك محل الاقامة الدائمة والمؤقتة التي تدور حولها احكام هذه العبادات وامثالها، يقول العلامة علاء الدين الكاساني في "بدائع الصنائع" : ( الأوطان ثلاثة: وطن أصلي: وهو وطن الإنسان في بلدته أو بلدة أخرى اتخذها دارًا وتوطن بها مع أهله وولده، وليس من قصده الارتحال عنها بل التَّعَيُّش بها. ووطن الإقامة: وهو أن يقصد الإنسان أن يمكث في موضع صالح للإقامة خمسة عشر يومًا أو أكثر. ووطن السكنى: وهو أن يقصد الإنسان المقام في غير بلدته أقل من خمسة عشر يومًا).
ويقول العلامة أبو أحمد العياضي : ( أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والمهاجرين من أصحابه رضي الله عنهم كانوا من أهل مكة وكان لهم بها أوطان أصلية، ثم لمَّا هاجروا وتوطنوا بالمدينة وجعلوها دارًا لأنفسهم انتقض وطنهم الأصلي بمكة، حتى كانوا إذا أتوا مكة يصلون صلاة المسافرين).
ويعرفه الفقيه جعفر بن الحسن المشهور بالمحقق الحلي : ( والوطن الذي يتم فيه : هو كل موضع له فيه ملك ، قد استوطنه ستة أشهر فصاعدًا ، متوالية كانت أو متفرقة).
ويقول الفقيه محمد حسين النجفي صاحب الجواهر: ( هو كل موضع يتخذه الانسان مقراً ومحلاً له على الدوام إلى الموت).
والجهاد الدفاعي من العناصر النادرة التي جسدت مكانة الوطن ، وان لم يقصد به الوطن القومي لانتفاء وجوده في تلك الازمان ولكن عني به محل الاقامة او الاقليم الذي يعيش فيه الانسان المسلم ، يقول مثلا ابن ادريس الحلي : ( يجب الجهاد الدفاعي عن الدين وبيضة الإسلام إذا دهم المسلمين عدو من الكفّار يريد الاستيلاء على بلادهم أو أسرهم أو أخذ أموالهم أو سبي نسائهم أو طمس معالم الدين وشعائره).
ولكن من جهة اخرى وباعتبار الفقه المعاصر تقليدي الى حد كبير وامتداد لفقه الاقدمين فأن العديد من الفتاوى تاتي كتقليد للاسلاف ، فمثلا اصدر جمع من العلماء اطلقوا على انفسهم " مؤتمر علماء الامة " بيان اشبه بفتوى قرروا فيه : ( جهاد دفع العدوان في فلسطين متعيّن على كل من كان قادرًا من المسلمين إلى حين إنهاء هذا العدوان إلى غير رجعة ، وهذا الواجب يبدأ بـ من هم بالداخل الفلسطيني، فإن عجزوا عن رده وصده فإنه يتعين الجهاد – بحسب المستطاع – على دول الطوق التي تلي فلسطين ومن تولى عن القتال في داخل فلسطين وعن الجهاد في دول الطوق وتركه فارًّا من واجبه المتعلق به، فهو في حكم الفارّ من الزحف عند تعينه شرعًا، ويتحمل وزره بقدر ما يقع من أضرار وأخطار؛ بسبب توليه وتخليه وفراره).
فهذه الفتوى تتجاهل تماما الدولة القومية المستقلة وتتعامل معها باعتبارها كيان يشكل جزء من الامة لا وحدة مستقلة ، وتأتي امتداد لا راء الفقهاء الأقدمين في عصور ما قبل الدولة القومية، كالشيخ ابن تيمية الذي يقول في الفتاوى الكبرى : ( والعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شي اوجب بعد الايمان من دفعه، فلا يشترط له شرط، بل يدفع بحسب الامكان، وقد نص على ذلك العلماء اصحابنا وغيرهم واذا دخل العدو بلاد الاسلام فلا ريب انه يجب دفعه على الاقرب فالاقرب اذ بلاد الاسلام كلها بمنزله البلدة الواحدة، وانه يجب النفير اليه بلا اذن والد ولا غريم ).
وقد تحفظ الشيخ سليمان الرحيلي على ذلك حيث راعى وجود دول قومية مستقلة ولها مصالحها الخاصة حيث قال ان ما فرضوه مقيدا في حال كانت الأمة الإسلامية دولة واحدة، تحت راية واحدة، تحت ولي أمر واحد.
وبما ان العرب حديثو عهد بالدولة القومية التي لم يتجاوز عمرها المائة عام فان الثقافة الدينية العربية المعاصرة اهملت الوطن القومي وظلت ثقافة اممية ، يلحظ ذلك في الحركات الاسلامية المعاصرة ، فحركة الاخوان المسلمين مثلا، التي تاسست قبل مائة عام في مصر، لم تبقى في اطار الوطن المصري بل امتدت الحركة الى عدد من البلدان العربية والاسلامية أيضا، لان الحركة الاخوانية حركة اممية لا تقتصر على مصر بل ان مصر في نظرها مجرد اقليم من اقاليم الامة ، يقول الشيخ حسن البنا مؤسس الحركة: ( اذكروا دائما أن أمامكم هدفين أساسيين: الأول: أن يتحررَ الوطن الإسلامي من كل سلطان أجنبي. الثاني: أن تقوم في هذا الوطنِ الحرِّ دولةٌ إسلاميةٌ حرةٌ تعمل بأحكام الإسلام، وتطبِّق نظامَه الاجتماعي، وتبلِّغ دعوتَه للناس)
وعندما وصل الاسلاميون الشيعة الى الحكم في ايران عام 1979 بنوا نظامهم على نظرية ولاية الفقيه التي ابتكرها بعض فقهاء الشيعة وتقول ان الولاية العامة في عصر غيبة الامام الثاني عشر هي للفقيه العادل مبسوط اليد وان على الامة اتباعه ولم يحصر مفهوم الامة في النطاق الجغرافي لايران بل انه شمل الامة جمعاء حتى ان مرشد الثورة الايرانية الذي هو في حقيقة الامر رئيس الدولة كما في النظم السياسية التقليدية يلقب بولي امر المسلمين في دلالة على رسوخ النظرة الى الواقع الحي بمنظار الامة لا الدولة القومية ، يقول السيد الخامنئي في اجوبة الاستفتاءات: ( طبقا للفقه الشيعي يجب على كل المسلمين إطاعة الأوامر الولائية الشرعية الصادرة من ولي أمر المسلمين، والتسليم لأمره ونهيه حتى على سائر الفقهاء العظام فكيف بمقلديهم! ولا نرى الالتزام بولاية الفقيه قابلا للفصل عن الالتزام بالاسلام وبولاية الأئمة المعصومين عليهم السلام).
وبناء على هذه الحكم الفقهي والتنظير العقائدي الذي تبلور في المائتين عام الماضية وتحول الى واقع عام 1979 فقد اعتنقته عدد من قوى الاسلام السياسي وجمهورها وانتشر في اوساط الشيعة عامة والشيعة العرب خاصة ، وكانت البداية من لبنان ففي مطلع الثمانينات عرض القادة الايرانيون ولاية الفقيه على حركة امل وهي حركة يقودها الشيعة في لبنان ، الا ان الحركة رفضت الاقرار بولاية الفقيه واتباع دولة خارج حدود لبنان ، الا ان الايرانيين تمكنوا من جذب عدد من قيادات واعضاء حركة امل الذين انشقوا عنها واسسوا حزب الله ، الذي يدين بالولاء للولي الفقيه في طهران باعتباره نائب الامام الغائب المبسوط اليد والمفترض الطاعة، وحزب الله حركة اممية ساحتها غير مقتصرة علىى لبنان ، استنادا على الانتماء الاممي الذي يضع الامة اولا ولا يعترف بالدولة القومية الا ككيان تابع، وفي العراق تنشط عدد من القوى والحركات المسلحة الموالية لايران بناء على هذه العقيدة الدينية.
لا شك انها اشكالية كبيرة ومعقدة، ما بين مفهوم الدولة القومية الحديثة ومفهوم الولاء العقائدي والسياسي خارج الحدود، وما يسببه من تآكل لسلطة الدولة الوطنية وهذا ما تعاني منه عدد من البلدان العربية ابرزها العراق، اذ يبرز كحالة صعبة حيث التداخل الخطير بين الدين والسياسة ، وسلطة الدولة والسلطة الدينية، فبعد سقوط نظام البعث دخل المعارضون للنظام البعثي العراق وغذوا قادته الجدد ، الا ان العديد منهم احتفظ باجنحته العسكرية بالرغم من كون الدولة في ايديهم، وعندما ظهرت داعش انسحب الجيش العراقي من الموصل دون الدفاع عنها، ووصل الخطر الى بغداد ، فاضطرت الحكومة العراقية الى الاستعانة بالقوات الدولية للقضاء عليه ، من جهة اخرى وافقت على انشاء قوى مسلحة ذات ولاءات عقائدية عميقة ، ذات شعارات شعبوية داخل وخارج الحدود، وقد حاربت داعش على اساسها ، واليوم يعج العراق بعدد من القوى المسلحة التي تعمل خارج سلطة الحكومة المركزية، وعندما واجه نظام الرئيس السوري بشار الاسد خطر سقوطه على يد المعارضة المسلحة امرت بالتوجه نحو سوريا لمناصرته فدخل الالاف منها الاراضي السورية وتمركزت في المناطق الخاضعة للحكومة السورية وقاتلت هناك من منطلق عقائدي دو ابعاد سياسية ، واستقرت بعد ذلك في العاصمة ومناطق اخرى واليوم تعج سوريا بهم وتقدر اعدادهم بأكثر من مائة الف نسمة ما بين مقاتلتين ومدنيين، وكذلك برز الاف المقاتلين المعادين للحكومة السورية من داخل وخارج سوريا الذين قاتلوا بناء على اسس عقائدية اممية ، اما الوطن القومي فلا قيمة له ولا اصل ، ففي فتوى صدرت عام 2013 عن اجتماع في القاهرة تحت عنوان بيان علماء الامة شارك فيه مجموعة من المشايخ جاء في الفقرة الثانية من البيان : ( اعتبار ما يجرى فى أرض الشام من عدوان سافر على أهلنا فى سوريا يُعد حربا معلنة على الإسلام والمسلمين عامة).
بينما قال مهدي العامري وهو مسئول في الحكومة العراقية وفي نفس الوقت زعيم لأحدى التنظيمات المسلحة ان الاف الشباب الشيعة من العالم والعراق سيذهبون للقتال في سوريا اذا ما تعرض الشيعة هناك او اذا ما استهدف مقاتلو جبهة النصرة المراقد الشيعية في سوريا.
وداعش تنظيم دو نزعة دينية شمولية تولتارية قمعية عنفية مدمرة ، عندما ظهرت في العراق وسوريا كان تستند على قاعدة الولاء الاممي واحتقار الوطن القومي ، لذلك اقتضمت اجزاء من العراق وسوريا واعلنت قيام الدولة الاسلامية، ومن مسماها فأنها دولة اسمها لا يرتبط بإقليم ولا ارض بل بتاريخ وعقيدة دينية وامة، والارض التي اقيمت عليها الدولة كانت بداية فقط لضم كافة الاقاليم العربية والاسلامية بهدف انشاء الدولة الاسلامية الكبرى.
في المقابل تبرز نماذج اعتدال سياسي وعقائدي يستحسن الاشارة اليها، فمثلا حركة امل اللبنانية التي رفضت الارتباط باي دولة وظلت على لبنانيتها بل وكانت علاقات الامام موسى الصدر مؤسس الحركة جيدة مع العديد من الدول العربية ، في العراق ثمة قوى دينية انهت العمل السياسي والثوري بعد سقوط نظام البعث وتحولت الى تيارات دينية تعمل في اطار الداخل الاجتماعي والديني بعيدا عن الصراعات السياسية.
جمهورية ادربيجان نموذج اخر، فهي دولة يغلب عليها الشيعة الا انها دولة قومية تتقارب مع تركيا ولا تقيم وزنا لاي ترابط عقائدي مع ايران او غيرها بل تقيم علاقاتها الخارجية بناء على معطيات السياسة الحديثة.
بعض حركات المقاومة الاسلامية في فلسطين اعلنت اكثر من مرة انها ستلقي السلاح وتحل اجنتها العسكرية وتتحول الى احزاب سياسية اذا ما قامت دولة فلسطينية على حدود 1967 ولم تسجل لها اية مشاركة في صراعات خارج نطاق فلسطين ، وهذا موقف يحسب لها دون شك.
عندما استولت حركة طالبان على السلطة عام 1996 كان قادتها حديثي عهد بادارة الدولة وظنوا ان مسئوليتهم لا تقتصر على افغانستان بل ان الواجب الشرعي يحتم عليهم الاهتمام بقضايا الامة الكبرى، فكان ان تحالفت طالبان مع تنظيم القاعدة فتورطت البلاد في حرب مدمرة اطاحت بطالبان عام 2001 ، ولكنها لم تستلم فشنت حرب عصابات لاكثر من عشرين عاما، ودخلت طالبان في مفاوضات حامية مع الولايات المتحدة انتهت بالاتفاق على مغادرة القوات الدولية افغانستان على ان تنتهج طالبان سياسة معتدلة داخليا وخارجيا ، وقد تعلمت الدرس جيدا ، وها هي افغانستان اليوم بلد محايد ولم يعد ملجا لاي قوى تحارب دول الجوار، بل انها تتعرض لهجمات عنيفة من قبل القوى الارهابية بين حين واخر، وهناك مساعي حثيثة في العالمين العربي والاسلامي لاقناع قادة طالبان بتخفيف تشددهم الديني والسماح بممارسة نظم الحياة الحديثة في البلاد ومنح الشعب الافغاني حقوقه الاساسية لا سيما النساء ، والعمل على دمج افغانستان في المجتمع الدولي لتتحول الى بلد طبيعي مستقر.
في اوربا تتعدد اللغات والاعراق والقوميات الا انه رغم ذلك تمكنت دول اوربا الغربية من تاسيس سوق اوربية مشتركة تحولت الى الاتحاد الاوربي مع احتفاظ كل بلد بسيادته ، وتمارس الهوية الدينية وفقا للسيادة السياسية ايضا، فلكل دولة اوربية تقريبا كنيسة خاصة بها، وبابا الفاتيكان مع ما له من هيبة روحية لا يمارس أي نفوذ سياسي على اتباع كنيسته ، في اطار نظام الفصل بين الدين والدولة.
الحالة الاوكرانية شاهد حي على هذه الاشكالية العميقة، فاوكرانيا كانت تابعة لروسيا لاكثر من سبعين عاما، وحتى عندما استقلت بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ظلت دولة تابعة لروسيا، حتى الكنيسة في اوكرانيا كانت روسية، ولم تبدا بالتحرر من هذه التبعية سوى في العشر السنوات الاخيرة حيث انشا الاكران كنيسة خاصة بهم واعلنوا انهم بصدد التحول لدولة اوربية وطلبوا الانضمام للاتحاد الاوربي، ما دفع روسيا في نهاية المطاف لشن حرب بهدف اعادة اوكرانيا لمدار روسيا الاتحادية.
من ناحية اخرى تواجه المؤسسة الدينية العربية اتهامات بانها غير مستقلة وتابعة للحكومات والحق ان ذلك ياتي في نطاق عدم وجود نظام واضح وبارز للعلاقة بين المؤسسة الدينية والدولة ، والدين والنظام السياسي، كما حدث في الغرب مثلا حيث تحولت المؤسسة الدينية الى مؤسسة مدنية بلا سلطات زمنية، هذا لم يحدث في العالمين العربي والاسلامي بشكل عام وظلت المؤسسة الدينية جزء من الحكومة.
في الاردن يرتبط الشعب الاردني بالشعب الفلسطيني ارتباطا وثيقا ، ما كان له في بعض الاحيان اثار سلبية اخطرها احداث ايلول الاسود عام 1970، واثناء الحرب الاسرائيلية على غزة دعت بعض القيادات الفلسطينية الاردنيين للتظاهر والعمل على زيادة وتيرة الرفض للحرب بل وصرحت بعض قيادات التنظيمات المسلحة في العراق بانهم على استعداد لتجنيد اثني عشر الف اردني بهدف الدفاع عن غزة، وبطبيعة الحال فقد لقي الاردن تضامن الدول العربية ورفضها للتدخل في شانه الداخلي ، وقد حدث هذا الاشكال بطبيعة الحال في نطاق اشكالية الانتماء للدولة الوطنية والامة، حيث يعد التدخل في الشان الاردني تجاوز للدولة الوطنية وسلطة الحكومة التي من صلاحياتها وحدها معالجة قضايا الامة والاهتمام بها.
في سيرلنكا تبرز مثل هذه الاشكالية لدى المسلمين الذين يشكلون عشرة بالمائة من السكان في ظل اغلبية بوذية ، ففي احدى مباريات كرة القدم بين سيرلنكا وباكستان، اصدر علماء الدين لدى المسلمين والبوذ توجيهات بهدف عدم وقوع اعمال عنف طائفية ، اذ ان مثل الفعاليات تكشف الكثير مما هو مدفون في الوعي الجمعي ، فالمسلمين السيرلنكيين وبحكم انتماءهم للامة الاسلامية من الصعب ان يشجعوا سيرلنكا ولاعبيهما البوذ بينما يتجاهلوا باكستان ولاعبيها المسلمين، وبعض المتشددين البوذ يرون في مثل هذه المناسبات فرصة للتنفيس عن مشاعرهم المعادية للمسلمين، لذلك اصدر مجموعة من العلماء المسلمين في سيرلنكا توجيهات بان يشجع المسلمون السيرلنكيين منتخب بلادهم ، وان لا يظهروا الفرح في حال تسجيل المنتخب الباكستاني هدف ضد منتخب بلادهم او فوزه في المباراة، وكذلك وجه العلماء البوذ اتباعهم بان لا يشمتوا في حال فوز منتخبهم على مواطنيهم المسلمين ، واكدوا جميعا على ضرورة تحلي المشجعين جميعا بالروح الوطنية.
ان الامم المتحضرة تمكنت من اجراء الجراحة الصعبة والمعقدة في الفصل بين الدين والدولة والفقه والسياسة، ونجت نجاحا كبيرا، وتمكنت بذلك من تاسيس دول قومية ناجحة ، وفي نفس الوقت حافظت على انتماءها الاممي واسست ايضا امة قوية ، وابرز مثالا يضرب هو الغرب الاوربي – الامريكي ، الذي يضم دول قوية وغنية ومنتجة مستقلة وذات سيادة ، كل دول منها لها لغتها وكنيستها وثقافتها ، وفي نفس الوقت تتحرك في اطار الانتماء لامة الغرب.
سويسرا ابرز مثال على النجاح في الموازنة بين الانتماء للوطن والانتماء للامة، فالبلد مكون من اعراق متعددة وكل عرق يتحدث لغة، وجميعهم ينتمون بشكل او باخر لاعراق تشكل اغلبية في دول اوربية اخرى، الا ان السويسريين تمكنوا من تاسيس بلد مستقر ومزدهر.
والولايات المتحدة التي تحولت الى وطن دولي يضم عشرات الانتماءات العرقية والقومية والروحية والثقافية دمجت جميعها في الشعب الامريكي وغدا ولائهم للوطن الامريكي وانتمائهم للأمة الغربية بشكل عام.
ثمة مثالا بارزا وان كان مزعجا لنا كعرب الا انه لا بد منه ، فاسرائيل عندما احتلت سيناء عام 1967 كان اول ما قامت به هو الضغط على القبائل العربية للتنازل عن هويتها المصرية وقالوا لهم بانهم عرب خلص واليهود اقرب لهم من المصريين وانهم ابناء عمومتهم، فالاسرائيلي اثناء احتلاله لسيناء كان يدرك ان بقاءه فيها لن يستمر بالاحتلال فقط بل لا بد ان يجعل سكانها الاصليين يؤمنون به على انه وطن مستقل عن مصر، ولا شك ان رفض القبائل العربية للانتماء لاسرائيل كان عاملا محوريا في عودة سيناء لمصر، وهذا ما تخشى منه اسرائيل على كيانها ، فرغم انها دولة يهودية الا انه بها عرب من الفلسطينيين والبدو ، المسلمين والمسيحيين والدروز، وتعمل جاهدة على المحافظة على نسيجها الداخلي لانها تدرك ان ذلك يشكل خطر وجودي على بقائها، وقد نجحت هذه الجهود الى درجة كبيرة، فالبدو والدروز اعلنوا ولائهم لدولة اسرائيل، بل وحتى فلسطينيي الداخل يرفضون ان يشكلون أي عنصر من اية اتفاقية سلام محتملة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، ويتمسكون ببقائهم في ظل دولة اسرائيل ، رغم ما يعانونه من تمييز وتضييق لكونهم اقلية عربية الا ان ما يحصلون عليه من امتيازات وحقوق وحريات يجعل خيار البقاء والانتماء لاسرائيل الاكثر عقلانية ، بينما لم يتمكن السودان من الحفاظ على جنوبه، ويطالب اليمنيين في الجنوب بعودة دولة الجنوب اليمني والانفصال عن الشمال، ويطالب اكراد العراق وسوريا بالانفصال، وايران التي ترفع شعار نصرة الشعوب المستضعفة لم تتمكن من احتضان الاكراد حيث اسست حركات كردية مسلحة تهدف الى انفصال كردستان الايرانية، وكذلك في بلوشستان ، حيث تنشط قوى مسلطة تطالب بالانفصال، كما تطالب احزاب عربية بالانفصال عن ايران واستقلال اقليم الاحواز العربي ، وفي أذربيجان الايرانية تنشط ثقافة قومية توجه انظارها نحو جمهورية اذربيجان ، ظهرت بقوة اثناء الحرب الآذرية الارمينية وتمثلت في تضامن واسع النطاق ، فاتخذت السلطات الايرانية اجراءات مشددة لخنقه، فيما فلسطينيي الداخل الذين هم جزء من الشعب الفلسطيني والامة العربية يرفضون الانتماء لاي دولة فلسطينية ويصرون على البقاء في ظل دولة اسرائيل.
ان عالمنا العربي بحاجة الى التأسيس الى دول قومية قوية ومتمدنة، تقوم على الحكم الرشيد ، والفصل بين الدين والسياسة ، بحيث تنحسر الأيدولوجيات المتطرفة التي تقف بوجه حق الانسان العربي في العيش تحت ظل دول قومية متمكنة وقادرة وناهضة، تتمكن من التعاون فيما بينها في اطار انتماءها للامة العربية ، فالأمة القوية لا بد لها من دول قوية ، والدول القوية لا بد لها من شعوب متمدنة ، والشعوب المتمدنة لا بد لها من حكومات رشيدة ، في تسلسل يؤدي في نهاية المطاف الى تغيير واقع بلادنا وامتنا العربية لتتحول الى الصدارة والريادة بين الدول والشعوب والامم.



#رائد_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة والهايدبارك
- القوة الاقتصادية بين استبداد الصين ودبمقراطية الغرب
- مسلمون بلا مذهب
- سلطة الفرد وسلطة القانون
- عاشوراء والدولة الاموية
- المعتقدات والدليل التاريخي
- الدين العربي
- المدنية بين النظم الدينية والايدولوجية
- العراق: من ابو مسلم الخراساني الى قاسم سليماني
- ربيع الوعي العربي
- العراق ودولة الطائفة
- النسوية المتطرفة والذكورية المتسلطة
- الدين ببساطة
- العقل الديني والعقل المدني
- المرأة وسياجات العزلة والتدمير
- مظاهر -العلمانية- في عصور الازدهار العربي
- سادتي الإيرانيين .. خوش آمديد !! ( أهلا وسهلا)
- رجال الدين .. تبا لكم!!
- دين الله أم دين الفقهاء؟
- الهزيمة الحضارية للفكر الديني


المزيد.....




- بعثة الأمم المتحدة في ليبيا: نتابع الاشتباكات في الزاوية وعل ...
- عائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة تتهم ننتياهو بالتخلي عن أر ...
- الأونروا: عدم فتح المعابر ينذر باستمرار الظروف الكارثية في غ ...
- الأونروا: 800 ألف فلسطيني أجبروا على النزوح قسرا من رفح منذ ...
- شنق امرأتين في إيران مع تزايد عمليات الإعدام في البلاد
- الأونروا: 800 ألف شخص -أجبروا على الفرار- من رفح
- عائلات الأسرى بغزة تطالب بتنحي نتنياهو وتهدد بتصعيد حراكها
- الأونروا: 800 ألف شخص -أجبروا على الفرار- من رفح منذ بدء الع ...
- التعذيب الأبيض: من تزمامارت، إيفين، أبوغريب وغوانتانامو..قصص ...
- بلد أوروبي آخر يعلن استئناف تمويل الأونروا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رائد قاسم - الوطن والامة في الوعي العربي