أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درويش محمى - الاسد والمعركة المصيرية














المزيد.....

الاسد والمعركة المصيرية


درويش محمى

الحوار المتمدن-العدد: 1757 - 2006 / 12 / 7 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القادم من الايام يحمل الكثير من المفاجآت والمستجدات على الساحة اللبنانية, قد تكون سارة وهو الاحتمال البعيد للاسف الشديد, وقد تكون محبطة ومحزنة وهو الاحتمال الاكثر رجوحا, بعد ان نزل الجنوبيون من انصار حزب الله الى الشارع, يدقون طبول الحرب على لبنان هذه المرة بدل دولة اسرائيل, التي بات من الصعب الوصول اليها بعد انتشار القوات الدولية عقب الحرب الاخيرة, ورفض الاكثرية اللبنانية والمجتمع الدولي وحرصه على عدم تكرارها .
تتشابك المصالح وتجتمع في وحدة مصير متجانسة للاطراف الثلاث, الثورة الاسلامية الفارسية والنظام السوري وحزب الله, ايران الاسلامية بملايينها الحلال من الاموال وارشادات مرشدها وصواريخها, والنظام السوري بمخابراته وخبراته الطويلة في تجنيد العملاء وشراء الذمم وتصفية الخصوم والتطرف وطيش وطراوة الشباب في صفوف قواده, وحزب الله بجمهوره العريض من الطائفة الشيعية, ورأس ماله الوحيد, دولة لبنان البلد الصغير, باعتبارها ساحة حرب وخط نار متقدما شديد الاشتعال, لبنان الذي اضحى تربة خصبة لحروب الاخرين من قوى اقليمية قوموية واسلاموية, وسوقا رخيصة لتصفية الحسابات ودفع الفواتير, بفضل سياسات حزب الله المغامرة المتطرفة واللامسؤولة .
المعركة"السياسية" الحالية التي يقودها حزب الله وتشهدها شوارع بيروت العاصمة, تعتبرمعركة استباقية سورية صرفة هذه المرة, رغم وجود مصالح ثانوية خاصة بكل من حزب الله وايران, على عكس حرب 33 يوما الاخيرة, والتي كانت حربا ايرانية اكثر منها سورية, وفي كل الاحوال لم تكن لا هذه ولا تلك ابدا حربا لبنانية, معركة بيروت الحالية "سورية" بامتياز, والسبب يكمن في شبح المحكمة الدولية الذي يلاحق النظام في دمشق, وشهامة حزب الله وكرمه المفرط"على حساب لبنان طبعا" في انقاذ حليفه السوري على الافلات من حكم القضاء وسيف العدالة, باللجوء الى الانقلاب على الشرعية اللبنانية صاحبة الحق في اقامة تلك المحكمة, ومحاولة اسقاط الشرعية المتمثلة بقوى الاكثرية النيابية وحكومة السيد فؤاد السنيورة, والتي جاءت عقب انتخابات برلمانية ديمقراطية نزيهة, بشهادة حزب الله وامينه العام نصرالله, وبهدف اعادة لبنان الى ما كان عليه من وصاية وتبعية, كحلقة ثالثة ذيلية للحلف الثلاثي, وتحويل لبنان الى ساحة صراع, يدور في فلك سياسات المحور السوري الايراني الخطيرة والمكلفة.
ليس خافيا على احد مدى الازمة التي يعانيها النظام السوري من جراء تبعات مقتل الرئيس رفيق الحريري, وتاثير هاجس المحكمة الدولية على تصرفات وسياسات النظام السوري العدائية, وبشكل خاص تجاه لبنان, ومحاولاته الحثيثة اليائسة للتخلص وبكل السبل في احباط تشكيل المحكمة الدولية, وكون لبنان وقوى 14 آذار وحكومة السيد فؤاد السنيورة, هم وليس غيرهم, يمثلون دورالمدعي في هذه القضية, حاول النظام السوري وما يزال, سواء بشكل مباشر ام عن طريق اعوانه وحلفائه اللبنانيين, القضاء على اصحاب الدعوة ومحركيها, للتخلص من هاجس المحكمة الدولية المزعج, وللتذكير فقط ان المدعي عليه الذي سيمثل امام تلك المحكمة الدولية هو النظام السوري نفسه.
سعي القيادة السورية الدؤوب في التخلص من ساعة الحقيقة, لا يتحقق الا بامرين, الاول والاسهل اسقاط حكومة السيد فؤاد السنيورة المصرة على المضي في استكمال اجراءات المحكمة الدولية, ويتم تحقيق ذلك من خلال سيطرة حزب الله وحلفائه على الحكومة والبرلمان اللبنانيين, والامر الثاني والاصعب ولكن الاسرع والاجدى ادخال لبنان في اتون حرب اهلية قذرة, تشغل اهل لبنان والعالم عن التفكير بالمحكمة الدولية.
حرصا على الحقيقة والمصداقية, وتجنبا للتجني والتزاما بالموضوعية, ربما في الامر كثير من الاجحاف والظلم, الادعاء بان حزب الله يهدف لاثارة الحرب الاهلية, ولكننا نحن ابناء سورية, نقسم بالله العلي العظيم, وبكل مصاحف الكون وكتبه السماوية, وبكل المقدسات, وبالانجيل والتوراة, ان الهدف الرئيسي للنظام السوري, هوادخال لبنان في نفق الحرب الاهلية, التي لا سمح الله ان وقعت, ستفتك بالاخضر واليابس هذه المرة, ولن يخرج منها لبناني واحد الا وهو خاسر, ماعدا النظام السوري"الشقيق" حيث يتحقق حلمه ويوفي بوعده "بتكسير لبنان", وفي الوقت نفسه يتجنب رؤية وتبعات ولادة المحكمة الدولية ولو الى حين, وربما للابد.
منذ مقتل الرئيس الحريري وخروج جحافل المخابرات السورية المذل من لبنان, تعمد النظام السوري عدم اقامة العلاقات الدبلوماسية مع لبنان" الشقيق", وحاول متعمدا ايضا, التشويش والتشكيك بملكية مزارع شبعا, بهدف الابقاء عليها كبؤرة صراع بين لبنان واسرائيل, وكحجة مبررة لحليفه حزب ا لله للابقاء على سلاحه خارج الشرعية اللبنانية, ومجمل سياسات النظام السوري تجاه لبنان, وخاصة عملية الاغتيال الاخيرة, التي طالت الوزير الشاب الواعد الجميل بيار جميل, لا تدعو للتفاؤل وتنبئ بوقوع ما لا تحمد عقباه, خلال الفترة القصيرة المقبلة, اذا تجاهل اللبنانيون بكل طوائفهم واتجاهاتهم ولو للحظة, النوايا العدوانية الخبيثة للنظام السوري .
ما يحدث في شوارع بيروت اليوم, لا يتعدى كونه معركة مصيرية حاسمة قد تكون الاخيرة للنظام السوري, بعد ان اخفقت المخابرات السورية رغم كل محاولات الاغتيال التي شهدها لبنان في اشعال نار الفتنة الطائفية والحرب الاهلية البغيضة, وفشلت فشلا ذريعا في النيل من عزيمة واصرار قوى 14 آذار وتصميمهم في المضي قدما في الكشف عن قتلة الرئيس الحريري وتقديم الجناة للمحاكمة, لقد نجح اللبنانيون بكل اطيافهم الى اليوم من تجنب الوقوع في افخاخ الحرب الاهلية التي يخطط لها اشرار من خارج الحدود, فهل سيتمكنون من الخروج سالمين من المعركة الحالية وهي الاصعب والادهى, الايام القليلة القادمة وحدها تحمل الجواب والحقيقة .



#درويش_محمى (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حروب نصرالله وأحلام الجنرال العجوز
- القانون السوري لا يحمي المغفلين ولا المبدعين
- صدام وحكم الاعدام
- النقاش العقيم حول جدوى الديمقراطية
- الكرة في ملعبكم يا اخوان
- موشيه كاتساف والحسد
- جائزة النوبل لضحايا الارمن
- النموذج العربي لفاشية الملالي الفارسية
- معتدل او متطرف -تصنيف يفتقرللدقة والعدل
- الجولان برسم البيع
- جهل مطبق ام تربية عفلق
- حروب السيد حسن نصر الله
- مبروك للسيد البيانوني وعقبال الرئاسة
- الجنرال وقصر بعبدا
- قطر الجزيرة ام الجزيرة القطرية
- كردستان ترفض رفع علم البعث
- الانفال ازمة ضمير واخلاق
- نصر الله والتهرب من المسؤولية
- حقيقة خطاب بشار الاسد
- المعارضة السورية هشة وحالها حال قشة


المزيد.....




- ترامب يدخل على خط أزمة ميلانيا وهانتر بايدن بسبب العلاقة الم ...
- مالي تعلن إحباط مخطط لزعزعة البلاد بدعم دولة أجنبية
- أطباء بلا حدود: 40 وفاة في السودان بأسوأ انتشار للكوليرا منذ ...
- ردود دولية رافضة لمشروع -إي1- الاستيطاني
- خطة سموتريتش تهدف إلى منع قيام دولة فلسطينية
- نتنياهو يكشف حلم -إسرائيل الكبرى- ويقلق العرب
- كمين مركب للقسام جنوب مدينة غزة وإسرائيل تحشد قواتها لاحتلال ...
- سموتريتش يُحيي خطة -إي-1- لتقطيع أوصال الضفة الغربية
- استعدادات عسكرية إسرائيلية وفرق الهندسة تواصل تدمير غزة
- بن غفير يهدد البرغوثي في زنزانته وعائلته مصدومة من تغير ملاح ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - درويش محمى - الاسد والمعركة المصيرية