أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد رياض اسماعيل - الحروب البشرية الى اين؟















المزيد.....

الحروب البشرية الى اين؟


محمد رياض اسماعيل
باحث

(Mohammed Reyadh Ismail Sabir)


الحوار المتمدن-العدد: 7962 - 2024 / 4 / 29 - 16:26
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


اننا نعيش اغرب عصر في التاريخ البشري حتى الان، حين كنت في الخدمة العسكرية الاحتياطية اثناء حرب الخليج الأولى، أدركت معنى مقولة أحد الفلاسفة بان الموتى يشهدون نهاية الحروب والاحياء يضفرون بالحياة والغنائم. بدأ العالم يشهد فيما بعد عصرا لأساليب حرب حديثة لم يعرفها التاريخ البشري فيما مضى، يقتل الأثرياء (قادة المجتمع الدولي) الجميع بلا رحمة بوسائل الهيمنة على الدواء والغذاء والسلاح التدميري، واختفت من المجتمعات الفكر الإنساني المتماسك وأصبح الاعلام وتسويق مبررات الحروب بيد قادة الاقتصاد العالمي يوجهونها كما تشاء مصالحها. حولت هذه السياسة الاستعمارية الجديدة بلداننا الى دخان لأنقاض مشتعلة، يوزعون فيها السموم بطعم الحلوى! ويعود الانسان في هذا العصر كما بدا في بداية البشرية ولكن بماكينة روبوتية. وبرز في فكري سؤال، ماذا يتطلب منا نحن البشر لنتوقف عن قتل بعضنا الاخر بهذه الوحشية؟
نصبت الولايات المتحدة الأمريكية لها أعداء بداعي انهم يريدون الحاق الأذى بها في نهاية القرن الماضي، وبدأتها بأفغانستان والعراق، ثم لحقتها دول الشرق الأوسط وامتدت الى كوريا الشمالية وإيران ثم الصين وروسيا، وهي لاتزال تغامر في القارتين الامريكيتين وأوروبا الشرقية. ورصدت التريليونات من عملتها لامتلاك الالة الحربية الفتاكة والمتطورة وأجرت على بعضها تجارب حية في بلدان الشرق الأوسط، لتضم هذه الدول الى ولاياتها وتتوسع عددها تباعا لهذه السياسة، وتتوسع معها انفاقها العسكري حتى وصلت الى تريليون دولار في العقدين الماضيين واستخدمت أساليب التهديد بالتضخم مع الدول الكبرى التي تنافسها بحجة امتلاك الالة الحربية القادرة على هزيمة الأشرار! وبما اصطلحت عليه مكافحة الإرهاب الدولي، وأصبحت تنتج اجيالا جديدة من السلاح النووي القادر على تدمير كوكب الأرض. ففي الوقت الذي تقر الولايات المتحدة الامريكية بمعاناة الاوكرانيين والفلسطينيين في غزة، تشحن الالاف من القنابل الى إسرائيل وصواريخ فتاكة آخرها بقيمة 60 مليار دولار للحرب بالنيابة في اوكرانيا! وترفض الإدارة الامريكية ان ترى في مواقفها اية تناقض! وهم اليوم ومن خلال هيمنتهم على الاعلام الدولي يروجون الى انزعاج الإدارة الامريكية من الدمار الذي تسببه قنابلهم والتي راحت ضحيتها مئات الالاف من الأبرياء من نساء وأطفال وشيوخ وشباب.. واغرب ما قرأت هو ما ذكره عضو الكونجرس الأمريكي الجمهوري تيم والبيرج من ولاية ميشيغان الى ضرورة استخدام أسلوب هيروشيما ونكازاكي في غزة وأوكرانيا لوضع نهاية سريعة للصراع!! على مبدأ ان تكون مهابا وجب عليك ان تزرع الخوف في قلوب اعداؤك أولا. ان هكذا أفكار في مواجهات الصراعات تنهي الحضارة البشرية في كوكبنا خلال قبيح الفعل من اجل الانتقام وتوسيع النفوذ والهيمنة.. انظر الى هذا التناقض، المكسيك ضمن نفوذ أمريكا وعلى العالم الانصياع الى هذا الواقع، اما أوكرانيا ورغم جذورها التاريخية والتي عاشت قرونا في أحضان روسيا، فلن يسمح لها الا ان تكون في نفوذ أمريكا!! دونالد ترامب يواجه حربا قانونية لكي تقطع سبيله الى السلطة، لان الأخير لا يستمع الى الاوليغارشية كما يفعل بايدن.. بايدن يخدم بأمانة الشركات العالمية المساهمة الكبرى التي تقود سياسة العالم.
لعل من سخرية الحياة اننا لو تفحصنا الجذور الجينية للروس والاوكرانيين لوجدناهم اخوة من عائلة واحدة، وعين الشيء بالنسبة للفلسطينيين واليهود، فالتزاوج استمر بين العرب واليهود قبل الإسلام وبعده، ولم يأتوا الى تلك البقعة من كوكب اخر!
قامت أمريكا كما هو معروف أساسا على الهجرة، وقد لجأت منذ النصف الثاني من القرن المنصرم على تهيئة عينات من المرتزقة من دول كثيرة وتمنحهم الجنسية الامريكية، ثم تدربهم في دوائر المخابرات وتخترق امن تلك البلدان التي ينتمون اليها اولئك المرتزقة كوسيلة لضم تلك البلدان الى نفوذها خلال ثورات تدعمها وسيناريوهات اشبه بقصص الأفلام التي تنتجها هوليوود للهيمنة العالمية على الأصعدة الاقتصادية والثقافية والسياسية والتسويقية والعسكرية وغيرها... من غير الصادق ومن النفاق وغير المقبول ان تعرب ادارة بايدن عن غضبها من جريمة قتل معينة اثناء الدفاع عن إسرائيل، وتطبيعها وتمكينها من ارتكاب مثل هذه الجرائم في غزة وتزويد اسرائيل بمساعدات حربيه تقدر بمليارات الدولارات. من الواضح ان أفضل طريقة للمضي قدما هو ان تصبح البلدان في مختلف انحاء العالم اقل اعتمادا على القوة الاقتصادية الإمبريالية الأمريكية والغربية مثل (مجموعة البريكس) لتغيير الهيكلية الاقتصادية العالمية.
ان حرب غرب اسيا لا تناسب المصالح الأمريكية، وقد يؤدي الى انهيار المنطقة المنتجة للنفط وبالتالي ترتفع اسعار النفط لأرقام فلكية ومستويات ستؤدي الى انهيار الهيكل المالي العالمي وانهيار النظام المصرفي في امريكا إذا وصل سعر البرميل 900 دولار، لذلك تستمر امريكا بالضغط على حلفائها الشرقيين لكبح جماح إيران رغم ان لها 35 قاعدة تحيط بإيران. العنف الديني يظهر مرة أخرى للمشهد السياسي كوسيلة لإشعال الحروب، تعود علاقة الحب بين اليمين الاسرائيلي واليمين المسيحي الانجيلي في أمريكا الى سنوات عديدة ويعتقد الجانب المسيحي انه يجب دعم سياسات اليمين الاسرائيلي لتحقيق نهاية الايام النبوية والمجيء الثاني للمسيح، ويحدث هذا عندما تباد اليهود او يتحولون الى المسيحية. ان النظام العالمي القديم يتغير اليوم، وما التحديات الاقتصادية لها الا بسبب شعور امريكا بانها ليست القوة المهيمنة في العالم.. ما احاول ان اقوله هو انه من المهم جدا ان نتخيل عالما أفضل، وان تسمح للأفكار ان تنطلق جامحا بأحلام مثاليه حول الشكل الذي يجب ان يبدو عليه العالم بهدوء واستقرار.
مع ارتفاع عدد السكان، ومع تقلص الموارد الحيوية مثل الماء والغذاء والوقود، ومع ارتفاع درجه حرارة هذا الكوكب بفضل تدخلاتنا وتجاوزاتنا، فسوف نحتاج الى تعاون أكثر من اي وقت مضى لضمان بقائنا المتبادل. ولكن في كثير من الاحيان يرفض المفكرون الاستراتيجيون الامريكيون التعاون خلال الدبلوماسية او غير ذلك من الوسائل باعتبارهم ساذجين وغير جديرين بالثقة وغير عمليين. تذهب الغنائم للمنتصر كما يقال، لكن الكوكب الذي تدمره حرب نووية حرارية، وتلقي بها في الظلام، وتدمره الاشعاعات، والمرض والموت، لن يقدم النصر لأي شخص بطبيعة الحال، وما لم نبذل جهودنا لإنهاء الحرب بدلا من الاستمرار في الحرب ضد بعضنا البعض، فان مثل هذه الصراعات سوف تضع حدا لنا عاجلا ام اجلا. في الواقع اسوء عدو لأمريكا ليس محورا او مجموعه اخرى من الاعداء المتخيلين من خارجها، بل هو من الداخل الامريكي، فهم لا يزالون أخطر الكائنات في العالم والنوع القادر على محو معظم او كل ما تبقى من البشر، ناهيك عن أنفسهم بهذه الحماقة.
ما اريد قوله ان الناس قد يستفيدون من بعض التفكير الاعمق الى جانب مجرد اختيار الجانب الذي يدعمونه فيما يتعلق بالأوضاع في غزه واوكرانيا وجميع الحروب الرهيبة الاخرى والكراهية القبيحة التي تهيمن على الاحداث العالمية هذه الايام وتهدد بحرب عالمية ثالثة لا تذر ولا تبق على الجنس البشري. وعلى مستوى أعمق من الوعي والتفكير الحر أدرك عدم الأمانة والغباء في اختيار اي جانب في اي حرب، وأدرك ان جميع الحروب هي ممارسات غير أخلاقية في الحماقة والسخافة. المستفيدون الحقيقيون والوحيدون منها هم السياسيون وصانعوا الأسلحة. ان الجماهير الغفيرة من الناس العاديين على جانب اي صراع يتعين عليهم دائما ان يدفعوا الثمن. الافراد غير المحظوظين الذين يقتلون او يعودون الى ديارهم من الحرب التي لا طائل من ورائها بأجساد مشوهه وعقول مجنونه يدفعون الثمن الأكبر، علاوة على ذلك مهما كانت النتائج الناجمة عن الحرب بغض النظر عن الجانب الذي سيفوز، فإنها تعمل بشكل اساسي على ارساء الاساس للصراعات المستقبلية والمزيد من الحروب، وفي نهاية المطاف مع اي حرب لن يتذكرهم أحد، وسيتم سرد الكثير من الاكاذيب حول كيف او لماذا بدا القتال وما الذي تم انجازه بالفعل من خلال القتال ومن فاز بالفعل ومن خسر.
ان الحروب وغيرها من اعمال العنف السياسي والديني دائما ما تكون مروعه وغير انسانية وشريرة بغض النظر عن المبررات التي يعلنها اي جانب. السمة الأساسية المجنونة وغير الاخلاقية التي تميز جميع الحروب هي ان البشر يقتلون ويشوهون بشرا اخرين لا يعرفونهم لمجرد ان بعض الزعماء السياسيين او الدينيين الاقوياء او ذوي النفوذ طلبوا منهم ان يفعلوا ذلك في الحروب. لكن الجنود في ساحة المعركة قد تعرضوا للجلد في حالة من الجنون الهستيري من خلال تغذية الدعاية من قبل حكوماتهم، تلاعبت بهم نفسيا وادخلتهم في ظروف غير عقلانية وغير طبيعية ومرضيه لدرجه انهم سوف يذبحون بفخر وشجاع اخوتهم في ساحة المعركة، لم يكن ليفعلوها لو كانوا في حالة سلام، فيه يتراجعون برعب من فكرة قتل الانسان، والعودة الى التذكر بان القتل امر سيء، لا عجب ان نرى بان العديد من المحاربين القدماء يعانون من تدهور نفسي دائم..
الحرب هو دمار يرمي بالإنسان الى مزبلة التاريخ، فنحن بحاجة الى بناء مجتمعات جديده تقوم على المنطق والإنسانية والأخوة والتعاون. وبين هذا الحلم وشهوة السياسيين للحروب أدرك معنى الجنون.



#محمد_رياض_اسماعيل (هاشتاغ)       Mohammed_Reyadh_Ismail_Sabir#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقتصاد العراق بين المطرقة والسندان
- كتاب العمر
- أيها الغائب الحاضر
- رحلة الحياة
- القضية الفلسطينية الى اين؟
- البحث في الجوهر
- التربية والتعليم في العراق
- البروتوكولات وقواعد العالم التي تحكمها الصهيونية
- خاطرة على البرلمانات والمجالس الشعبية
- لمحات من السياسة الامريكية المعاصرة في العراق والشرق الأوسط
- اية امة نحن؟
- كركوك في 2040
- حبيب الاحلام مع خالق الانام
- العدالة في مقياس الخالق ومقاييس المخلوق
- الذكاء الصناعي الى اين؟ مناضرة فكرية
- مسودة قانون النفط والغاز العراقي تحمي المصالح الاجنبية
- الانسان ذلك المخلوق العجيب بين الوهم والحقيقة!
- تأمل في خوارزمية ذاكرة الانسان
- انين حزنٍ مسافر
- اليات تنفيذ العقود الحكومية وغطاؤها القانوني والاداري


المزيد.....




- -لؤلؤة إفريقيا غير المكتشفة-.. هذا ما تقدمه أوغندا لعشاق تجا ...
- مقتل شخص في أعمال الشغب المتواصلة بكاليدونيا الجديدة
- -يكذب بوقاحة-.. هجوم لاذع من مصطفى بكري على وزير خارجية إسرا ...
- مصر تعلن عن استثمار غير مسبوق في رفح والنقب
- وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات في ال ...
- لقاء التطبيع.. المغرب يتحول إلى مصنع مهم للمسيرات العسكرية ا ...
- أمير الكويت يأمر بمخاطبة رئيس مجلس الوزراء بـ-سمو الشيخ-
- اندلاع حريق ضخم في سوق شهير وسط إسطنبول (فيديو)
- وزير النقل المصري يتحدث عن مشروع لـ-ضمان الأمن القومي- على ا ...
- الكشف عن أول لوحة بورتريه تجسد الملك تشارلز منذ التتويج


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد رياض اسماعيل - الحروب البشرية الى اين؟