أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض ممدوح جمال - مسرحية -النافذة-















المزيد.....


مسرحية -النافذة-


رياض ممدوح جمال

الحوار المتمدن-العدد: 7953 - 2024 / 4 / 20 - 13:05
المحور: الادب والفن
    


تأليف: جورج فيدو
شخصيات المسرحية:
هيكتور ـ أيما

(على احد جانبي المسرح، غرفة جلوس مزينة بديكور جميل... على الجانب الآخر، مطبخ مجهز تجهيزاً جيداً... وباب يؤدي من غرفة الجلوس إلى خارج المنزل. هنالك نافذة كبيرة تطل على الشارع، وهي مغلقة عند بداية العرض المسرحي. منضدة عليها أطباق وكرسي)

هيكتور: (في المطبخ، بينما يطبخ يحدث نفسه) إن رآني أي شخص وأنا اقلي البيض سيعتقد أني طباخ... ولكن... بالطبع أنا لست طباخاً! أنا محامي! حقاً! محامي! اللعنة! ليس ذنبي أني اعد إفطاري... انه ذنب زوجتي... إنها جميلة، واني أحبها... لكنها غيورة جداً! صباح أمس أقامت فصلاً كارثياً لأني طلبت من روز، خادمتنا، أن تعد المنضدة لبعض الضيوف... كيف تتوقع مني أن أتحدث إلى روز دون ان انظر إليها؟ ثم في المساء، كنت ابحث عن نعلي... فسألت روز، والتي كانت واقفة مع زوجتي، "رجاء اجلبي لي نعلي" حتى إني لم انظر إليها حينما كنت اكلمها... فما الذي حدث؟ لقد انزعجت زوجتي! وقالت إني قد تجاهلتها بحضور الخادمة... وغادرت المنزل لتنام في منزل أمها... لكن قبل ان تغادر، طردت روز! ولهذا السبب أنا اليوم بمفردي في المنزل... بمفردي، ولكنها وضعتني تحت المراقبة المشددة من قبل السيدة فينبيو جارتنا الفضولية التي تسكن تحتنا... السيدة فينبيو لا تضيع فرصة لتقديم تقرير لزوجتي عن وقت خروجي، وعن موعد عودتي، وأن كان لدي أي زائر... لكنك ستكرهينني اليوم أيتها السيدة فينبيو... سوف لن أخرج، ولن يكن لدي أي زائر... والآن سأتناول فطوري لمفردي... حقيقة أني أحب زوجتي... وسأكون على استعداد للموت من اجلها... لكنني لا أريد ان أموت من الجوع! الموت من الجوع لا...
(جرس الباب يقرع)
ما هذا؟ جرس الباب يقرع! أوه جيد! عادت زوجتي! (جرس الباب يقرع بإصرار. يفتح هيكتور الباب)
أيما: (تدخل، مهتاجة جداً) أوه! ما الذي أخرك عن فتح الباب؟ ألم تسمع الجرس؟
هيكتور: نعم، يا سيدتي، ولكن...
أيما: "نعم يا سيدتي ولكن" أنت غبي! (تدخل وتحدق خارج الشباك) بسرعة أريد ان أتحدث مع رئيسك!
هيكتور: رئيسي؟ لكن... أنا رئيس نفسي!
أيما: أنت؟ أنت الرئيس؟ إذن... لماذا فتحت الباب أنت؟ ولماذا ترتدي ملابس الخدم؟ لماذا؟
هيكتور: يا سيدتي، لقد فتحت الباب لأنه ليس لدي خادم... واني لا ارتدي ملابس الخدم... إنها ملابسي الاعتيادية التي ارتديها! إنني محامي!
أيما: أنت؟ محامي؟ أوه، لكن... في هذه الحالة، ارجوا ان تتقبل اعتذاري! كنت أتعامل معك كما لو كنت خادماً! انك لست خادماً، بإمكاني ملاحظة ذلك الآن...
هيكتور: (يحدث نفسه) أوه! عليك ان تتقبل الإهانة من الزبائن!
أيما: حسناً، يا سيدي، ان كان بإمكاننا، ان نوضح السبب الذي من اجله أنا هنا!
هيكتور: بالطبع، يا سيدتي... أنا في خدمتك... بإمكانك ان تجلسي وتخبريني، ما الذي أتى بك إلى هنا؟
أيما: (تجلس، تخلع قبعتها ومعطفها الفرو) نعم، يا سيدي... إنها قصة طويلة...
هيكتور: (يتأوه مع نفسه) أوه، لا! لقد جلست، وأنا لم أتناول فطوري بعد!
أيما: يا سيدي!
هيكتور: يا سيدتي!
أيما: هل أنت رجل شريف؟
هيكتور: عفواً؟ هل أنا رجل شريف؟ "أن تكن شريفاً أو لا تكون، ذلك هو السؤال"!...
أيما: أرجوك، يا سيدي! ليس هذا هو الوقت المناسب لتلقي فيه خطاباً! أجب على السؤال! هل أنت رجلاً شريفاً؟
هيكتور: يا سيدتي، ذلك يتوقف على وجهة نظرك أنت... يوجد شرفاء... ويوجد شرفاء... كما كان يقول والدي دائماً، فمن...
أيما: أوه! انك لا تفهمني! أقصد أخلاقياً... أخلاقياً!...
هيكتور: ماذا؟ يا إلهي! هل أنا شريف، أخلاقياً؟ نعم يا سيدتي، أنا اعتقد أني شريف... أخلاقياً!... (جانباً) ما الذي تريده؟!!
أيما: حسناً، أذن، يا سيدي! جئت اطلب منك خدمة!
هيكتور: نعم، بالطبع...
أيما: أني سأعتبرها خدمة كبرى!
هيكتور: خدمة كبرى؟! (جانباً) إنها تضيع أجوري أيضاً! وما الذي ستعتقد به زوجتي لو أنها دخلت الآن؟!
أيما: إني امرأة متزوجة، يا سيدي!
هيكتور: حقاً، يا سيدتي؟ أوف! الآن بإمكاني أن أتنفس أسهل... رجاء... دعينا نجلس...
(يجلس بالجهة المقابلة لها من المنضدة)
أيما: لديّ زوج...
هيكتور: نعم، بالطبع...
أيما: لماذا تقول "بالطبع" عندما أقول انه لدي زوج؟
هيكتور: حسناً... قلت "بالطبع" لأنه... ما دمت قد قلت انك امرأة متزوجة، إذن بالطبع لديك زوج!
أيما: بالطبع!
هيكتور: (جانباً) وبالطبع، أيضاً، ان فطوري قد برد!... آه!
أيما: نعم... لدي زوج... زوج غيور جداً! يا سيدي! ان زوجي غيور جداً حتى يحرجني باستمرار في الأماكن العامة باتهاماته التي لا أساس لها!
هيكتور: آه! أفهم...
أيما: فهمت؟
هكتور: نعم، بالطبع... وجئت لتستأجري خدماتي...
أيما: بالضبط!
هيكتور: (يأخذ مجموعة من الورق ويبدأ بتدوين الملاحظات) نعم... بكل سرور... دعيني أرى... هل تعرفين ان كان زوجك يخونك؟ هل لديك أي رسائل؟ هل هناك أي شيء آخر يمكن استغلاله لإقامة دعوى ضده؟
أيما: ضده؟ ما الذي تقوله؟
هيكتور: ولكن، يا سيدتي... اعتقدت انه ربما كنت تريدين أن تسعي إلى الانفصال القانوني منه... ربما الطلاق... وبما إني محامي...
أيما: الطلاق؟ لكنني لم اذكر شيئاً عن الطلاق! فأنا أحب زوجي، يا سيدي!
هيكتور: أوه، تحبينه؟ حسناً، جيد... ذلك شيء ممتاز... لكن... ما هو بالضبط السبب في مجيئك لرؤيتي؟ ما هي مشكلتك؟
أيما: ان مشكلتي، يا سيدي، هي ان زوجي غيور جداً!
هيكتور: لكن، يا سيدتي، لا شأن لي في ذلك! وما الذي تتوقعين مني ان أفعل حيال ذلك؟ هل جئت إلى هنا فقط لتخبريني ان زوجك غيور؟
أيما: (تقف، غاضبة) لكن، يا سيدي، لا يوجد سبب لأن يكون غيوراً جداً! هل تفهم؟ لا يوجد سبب! طبعاً انه لا يمكنك ان تصدق بلحظة واحدة انه لا يوجد سبب لأن يكون غيوراً جداً. هل تعتقد ذلك، يا سيدي؟
هيكتور: لكن، يا سيدتي، أني لم أقل ذلك أبداً بأني اعتقد... (جانباً) آه يا الهي! من أين جاءت إلي؟
أيما: (تذهب إلى النافذة) تصوّر! انه يتّهمني بأني غير مخلصة... يصرخ ويصيح ويقول لي بأني لا أحبه... ها!
هيكتور: (يحدق في البيض، ويحدث نفسه) أوه، أنها سوف لن تذهب أبداً. وأنا أموت جوعاً!
أيما: (بحزم، تقترب من هيكتور) يا سيدي، جئت إليك لأنك جاري... وان شقتك هذه هي مقابل شقتي عبر الشارع بالضبط.
هيكتور: تشرفت، يا سيدتي... لكنك هل ستزورين جميع جيرانك لتخبرينهم بأن زوجك غيور؟
أيما: (تتمدد على الكنبة، القريبة من الشباك) والان، يا سيدي... أريد منك أن تحضنني وتقبّلني!
هيكتور: (جانباً) ماذا؟!! إنها مجنونة! ان احضنها وأقبّلها؟ (إلى أيما) ما الذي تريدين أن افعله لك؟!!
أيما: تقبّلني... تحضنني وتقبلني، يا سيدي!... الآن ألا تفهم ما أقول؟ لكن قبل ان تفعل ذلك، يا سيدي، أريد ان أوضح لك أمراً واحداً...
هيكتور: أوه، يا سيدتي! أية مزحة هذه؟ من أنت؟ هل أنت جولييت تبحث عن روميو...
أيما: (بنوع من المواجهة) انك قبيح، يا سيدي...
هيكتور: ماذا؟!!
أيما: لا تقاطعني! انك قبيح... وممل للغاية... وغبي... وانك كتلة كرش... وانك على كل حال غير مثير بالنسبة لي! كلا... على أية حال... غير مثير لي...
هيكتور: لكن... يا سيدتي!... انك رقيقة جداً... نعم! وتحسنين اختيارك لكلمات المديح، وأنت لطيفة جداً... نعم. (بصوت عال) شكراً لك، يا سيدتي!
أيما: نعم، يا سيدي... هذا ما كنت أرجوه منك... لا أريد منك ان تعتقد بأني أتمتع بذلك!
هيكتور: لكن لماذا تريدين ان تفعلي ذلك؟
أيما: أوه، ان ذلك الرجل مغرور جداً! والآن ستعرف الحقيقة... ستعرف بأني مرغمة على ذلك... الآن، يمكننا أن نبدأ! تعال وقبّلني.
(تستلقي على الأريكة وتطبق عينيها)
هيكتور: أوه لابد انك تمزحين، يا سيدتي!
أيما: على أية حال، أنا لا أمزح!
هيكتور: هل تريدين أن أصدق ذلك... تعالي! أرجوك أوقفي تمثيليتك واخبريني لماذا أنت هنا!
أيما: أنا هنا، يا سيدي، لأني أريدك أن تحضنني وتقبّلني!... هنا والآن!
هيكتور: لكن، يا سيدتي!... أنا لا احبك!
أيما: وماذا في ذلك؟ أنا أيضاً لا احبك!
هيكتور: لكن... لكن... حتى أني لا أعرفك!
أيما: وأنا أيضاً لا أعرفك، كذلك!
هيكتور: لكن يا سيدتي... أني رجل متزوج!
أيما: أنا أيضاً متزوجة... يا سيدي.
هيكتور: (هائج) أوه! لا أصدق ذلك! لا افهم شيئاً... (يتناول البيض والخبز ويأكل تحت الطاولة).
أيما: انظر، يا سيدي... إني اطلب منك ان تقبّلني لأني أريد ان أعطي زوجي درساً لن ينساه أبداً... وسأجعل من اتهاماته لي حقيقة أبدية. وتسبب له الفضائح. لأني كنت مخلصة له! هذا هو السبب الذي جئتك من اجله. واطلب مساعدتك فيه... هل فهمت الآن؟
هيكتور: (من تحت الطاولة) لا!... قلت أنني ممل! وأنا أتفق معك في ذلك! وأنا لا افهم أي شيء! (يلتهم شطيرة الخبز والبيض).
أيما: (جانباً) آه! الرجال! دائماً... إما أغبياء أو غيورين جداً! (بصوت عال) لا يهم... دعنا نبدأ... هنا، أمام النافذة... (تفتح النافذة).
هيكتور: مهلاً! ما الذي تفعلينه؟!
أيما: يمكنك ان ترى ما الذي أفعله... إني أفتح النافذة!
هكتور: ان الجو في الخارج قارص جداً! (يزحف من تحت النافذة)
أيما: يمكنك تشغيل المدفأة، كذلك!
هيكتور: هل يعقل أن أشغّل المدفأة أم ان أغلق النافذة؟ من فضلك، يا سيدتي، أغلقي النافذة! (جانباً) إنها مجنونة، بالتأكيد!
أيما: (مشيرة إلى شقتها عبر الشارع) ولكن إذا غلقت النافذة، كيف سيتسنى لمصطفى أن يرانا؟
هيكتور: مصطفى؟ من هو مصطفى؟
أيما: زوجي... مصطفى...
هيكتور: من؟ أوه، نعم... زوجكِ يا سيدتي، على مقربه من النافذة!
أيما: (جانباً) انه مجنون تماماً.
هيكتور: (جانباً) إنها مجنونة تماماً! (بصوت عال) ان أبقيت النافذة مفتوحة، أحذرك بأني سأبدأ بالعطس!
أيما: لا تهتم... تعال... لديّ الكثير من المناديل الورقية!
هيكتور: (يخرج من تحت الطاولة. جانباً) أوه! إنها ستقتلني! (بصوت عال) اسمحي لي على الأقل ان أضع شيئاً عليّ...
أيما: بالطبع! هنا! ضع معطفي الفرو عليك... (تضع معطفها الفرو على كتفيه) والآن وقد غطيتك وستكون دافئاً! (تجلس).
هيكتور: ولكن متى سأتناول فطوري؟
أيما: ماذا؟ ألم تتناول فطورك لحد الآن؟ تعال، اجلس، إذن... سنتناول الفطور سوية... (تذهب إلى الطاولة) أوه، كم أني عديمة التفكير... لم يخطر على بالي إني ضيفة وعليّ الجلوس إلى هذه المائدة... تعال، يا سيدي، اجلس بسرعة، ودعنا نتناول الفطور!
هيكتور: (صعق، جانباً) ولكن... أني حتى لم أدعك إلى الفطور! (صوت عال) عفواً، يا سيدتي، لكن...
أيما: ما الأمر؟ تكلم، يا رجل!
هكتور: عفواً، لكن... لكن... إني لم ادعك!
أيما: أوه، لا تهتم، يا سيدي! إني أسامحك! الآن، تعال... اجلس هنا، على يميني... انه كرسي الشرف!
هيكتور: (يجلس، منذهلاً) مقعد الشرف؟ إنها هي من يدعون!
ايما :ينقصنا تهيئة المائدة... نادي على الخادمة!
هيكتور: الخادمة؟ ولكن ليس لديّ خادمة!
أيما: ماذا؟ ليس لديك خادمة؟ وتقول انك محامي؟
هيكتور: نعم! المهنة، محامي... والآن أنا خادم المنزل مضطراً، لان زوجتي طردت الخادمة يوم أمس!...
أيما: إذن! مثلي تماماً! أنا طردت خادمتي أيضاً! حسناً، ما دمت أنت الخادم، الآن، اذهب واجلب الشوك والسكاكين لكي نتناول الفطور!
هيكتور: لكن، يا سيدتي!
أيما: لا يمكن ان اذهب أنا... أنا لا اعرف أين مكان حفظ السكاكين والشوك... الآن، اذهب! اذهب! (تنقر بقدمها بفارغ الصبر).
هيكتور: (جانباً) لا يمكن ان يحدث هذا لي!
أيما: هل قلت شيئاً؟ (تنقر بقدمها أعلى).
هيكتور: (جانباً) أوه، لا! يا سيدة فينبيوم إنها نقرات واطئة! (عال) إنني قلت... قلت إنني ذاهب!... (جانباً، خارجاً) أوه! إنها تقتلني!
أيما: (تطل من النافذة، وتحدث نفسها) هكذا إذن، يا زوجي العزيز، انك غيور، أليس كذلك؟ حتى انك تتهم زوجتك؟ كنت تدعي أني أخونك؟ حسناً، إذن هذا هو اعتقادك؟، الآن أريد ان يكون لديك سبب وجيه لاعتقادك هذا! فأنت تستحق ذلك... آه، نعم، بالتأكيد انك تستحق ذلك.
هيكتور: (يعود) هذه هي السكاكين والشوك!... كم جو الغرفة بارد الآن!
أيما: آه! لقد عدت! جيد! تعال وساعدني!
هيكتور: أساعدك؟
أيما: نعم! ساعدني احمل هذه المنضدة أمام الشباك!
هيكتور: (بإصرار) أوه، لا! ان هذا يكفي! (تسحب المنضدة. يقومان بسحب المنضدة ذهابا وإيابا).
أيما: ماذا؟ ترفض مساعدتي في حمل المنضدة؟
هيكتور: بالطبع أنا ارفض! هل سمعت ان أحداً وضع منضدة قرب النافذة في وسط الشتاء؟!! انه جنون! جنون كامل! (يعطس) والآن قد فعلتها! لقد أصبت بالبرد!
(جانباً) أوه، اذهبي إلى الجحيم!
أيما: يا سيدي، الم تلاحظ انك لو فعلت كما قلت لك لكنا قد انتهينا من الأمر الآن!
هيكتور: (يلفظ الكلمات بشكل سيء، يغطي رأسه بمنديل ابيض، ويرفع ياقة المعطف حول عنقه، ومسح انفه بالمناديل الورقية...).
أيما: حسناً، على أية حال، أريد ان أقول لك انه ان لم تفعل ما اطلب منك، فاني سأذهب إلى زوجتك وأقول لها بأنك قد قبلّتني.
هيكتور: ماذا؟ لا! لن تفعلي شيئاً هذا القبيل! ان ذلك عمل شيطاني! (جانباً) أوه، يا الهي! النساء! من بإمكانه ان يفهم النساء؟ (يعطس).
أيما: في هذه الحالة، عليك ان تفعل كل ما اطلبه منك...
هيكتور: ولكن، يا سيدتي، هذا مستحيل! ارجوا ان تفكري فيما تطلبينه مني!
أيما: لقد فكرت في الأمر جيداً... مادام ان زوجي غيور، ويجرؤ على الشك بي... فأريد ان يعاقب على ذلك! أريده ان يعاني من غيرته! ذلك سيكون هو انتقامي!
هيكتور: لكن هل فكرت في عواقب فعلك؟
أيما: يا الهي، بالطبع قد فكرت... انه سوف يقتلك!
هيكتور: ماذا؟!! سيقتلني؟
أيما: حسناً، نعم.. بالطبع، ان لم تقتله أنت أولاً! ولكن ارجوا ان لا تكون النتيجة ان أصبح أرملة!
هيكتور: ولكن يا سيدتي!...
أيما: أوه، إنها ستكون مبارزة حتى الموت، إني متأكدة من ذلك! وقد قال لي مصطفى عدة مرات انه سيقاتل حتى الموت ان لوث احد ما شرفة.. وذلك حسب تقاليد أهل بلاده..
هيكتور: لكن المبارزات قد تم منعها منذ أكثر من قرن من الزمان! فمن أي بلد هو؟
أيما: من البرابرة...
هيكتور: البرابرة ؟ لكن المبارزة مخالفة للقانون! انه أمر فضيع!
أيما: نعم.. انه أمر فضيع، أليس كذلك؟
هيكتور: ولكني لا أريد مبارزة حتى الموت مع زوجك!
أيما: يا سيدي.. لا اعتقد ان هناك أي مهرب.. انه شرفة..
هيكتور: هذا غير وارد!
أيما: ولم لا؟ هل أنت خائف؟
هيكتور: أنا خائف؟ يا سيدتي، لم أكن مقاتلا من هذا القبيل! إني أقاتل بالكلمات، وليس بالسيوف.
أيما: أوه، ولكن يا سيدي، لن يكون قتالاً بالسيوف، وإنما بوابل من الرصاص! وان مصطفى هو هدّاف خبير! أوه! واني فخورة جداً به!
هيكتور: لا أريد القتال مع زوجك على الإطلاق! لا بالسيوف ولا بالرصاص!
أيما: (جانباً، بازدراء) يا لهم من رجال هذه الأيام!..
هيكتور: لا! صدقيني يا سيدتي.. ما يجب القيام به هو طلب الطلاق.. إنها صفقة كبيرة أسهل.. واقل خطورة بكثير بالنسبة لي!
أيما: الطلاق! ولكن هذا ليس أسلوبا للانتقام.. واكرر إنني أحب زوجي.. وأسعى للانتقام منه لأعطيه سبب وجيه ليكون غيوراً.. لا أسعى للطلاق منه!
هيكتور: (بالقرب من النافذة) في هذه الحالة، يا سيدتي..
أيما: كلا.. لا أريد الطلاق.. (تجبره على الجلوس) الآن تعال، واجلس هنا وقبلّني!
هيكتور: انسي ذلك!
أيما: آه! ما هذا؟ انظر! انظر! إن زوجي مع امرأة أخرى! أوه، هذا فضيع! حيوان نتن! بائس.. بسرعة! معطفي! أين معطفي؟!
هيكتور: معطفك؟! أين معطفك؟! (كلاهما يبحثان عن المعطف)
أيما: (ترى معطفها على كتفه) لكن ألا ترى انك ترتدي معطفي؟ أعطني معطفي (تنتزع المعطف من على كتفيه، وتضعه على كتفيها، وتغادر) أوه، سأقلع عينيه! (تخرج أيما).
هيكتور: أوف! وأخيراً ذهبت! يا لها من امرأة مجنونة! يا الهي.. يا لها من امرأة مجنونة! اعتقد أني كنت سأموت.. ان عادت بإمكانها ان تبقى تضرب الباب إلى يوم غد لكني لن افتح الباب.. إلى ان تتعفن! لقد عانيت منها بما يكفي! لقد جعلتني أعاني من البرد.. حسناً.. اعتقد انه بإمكاني ان أغلق النافذة الآن.. (ينهض لإغلاق النافذة) ولكن.. ما الذي أراه؟ يجب ان يكون زوجها مع امرأة أخرى.. ولكن.. لا! لا! لا يمكن، لكنها الحقيقة! ذلك الثوب! اعلم ان ثوب زوجتي وردي اللون! إني لست واهما.. أوه، زوجتي! لكن.. أوه، فضيع! الملعون مصطفى يمزح مع زوجتي! أوه، البربري البائس!.. وزوجتي! قالت إنها ستذهب إلى منزل والدتها.. لا يمكن الوثوق بالمرأة، أبداً.. أوه! لكني لن اسمح بهذا! سأذهب لأنتقم، سوف أقاتله حتى الموت! بالسيوف.. والمدافع إذا تطلب الأمر، انك تحب الأسلوب البربري.. سأتمرن لمدى شهر.. واعتقد.. إني سأكون بخير. (خطرت لديه فكرة) لا! لديّ فكرة أفضل! لدي طريقتي الخاصة للانتقام منها! قبل ان تخدعني سأخدعها! آه! لو تعود تلك المرأة المجنونة فقط.. (يدق جرس الباب) جرس الباب! إنها هي! (يندفع لفتح الباب)
هيكتور: (بهياج) ادخلي، يا سيدتي! بسرعة!
أيما: (تدخل، ضاحكة) أوه، يا سيدي! انه أمر مضحك جداً!
هيكتور: آه! يا سيدتي، رجاء.. ليس هذا وقت الضحك..
أيما: ولكن ما الذي يزعجك أنت؟ ما الذي حدث؟
هيكتور: ماذا يجري، يا سيدتي، إني اقبل العرض الذي سبق لك ان تقدمت به إلي من قبل.. لكن بسرعة! هنا، أمام النافذة! (يهمّ باحتضانها ليقبّلها).
أيما: ولكن، يا سيدي! ماذا تفعل؟ أنا لا أريد منك بعد الآن ان تقبلني!
هيكتور: أنا! يعني انك لا تريدين ان أقبلك؟ حان الوقت الآن أن انتقم أنا.. يجب تطبيق قانون.. العين بالعين.. والسن بالسن.. وزوجة بزوجة!
أيما: ولكن، يا سيدي!
هيكتور: (يقترب منها) آه! تعالي، يا سيدتي.. هنا، أمام النافذة.. دعيني أعانقك! دعيهم يشاهدونا متعانقين.. سأغرقك قبلات.. حسناً.. على أية حال.. سأقبلك!
أيما: لكن، يا سيدي! انك مجنون تماماً! ما الذي يجعلني ارغب بقبلاتك؟ أنا أكاد لا أعرفك!
هيكتور: أنا أيضاً أكاد لا أعرفك.. يا سيدتي.. بسرعة!
أيما: لكن يا سيدي! أنا امرأة متزوجة!
هيكتور: نعم، بالطبع، يا سيدتي! لقد تجاوزنا ذلك من قبل.. أنا أيضاً رجل متزوج.. الآن، يا سيدتي، أسرعي، قبل ان يغادران!
أيما: لا، لا! يا سيدي، يجب ان تعود إلى عقلك.. توقف!
هيكتور: ماذا؟ الم تري ان زوجتي مع زوجك.. مصطفى؟!
أيما: زوجتك؟ لابد انك تمزح!
هيكتور: نعم! أنا امزح! الأمر كله مزحة مجنونة! كما لو أني لم اعرف فستانها الوردي!
أيما: فستانها الوردي؟ لا! اهدأ! لم تكن زوجتك مع زوجي.. انه كان مع خادمتنا الجديدة!
هيكتور: خادمتكم الجديدة؟ لا يمكن ان لا اصدق عيناي؟ ذلك الثوب الوردي..
أيما: لكن، لا! إنها لم تكن زوجتك! إنها خادمتنا الجديدة هي التي ترتدي ثوباً وردياً.. روز! لابد انك تعرفها، مادامت قد قالت ان أخر مكان عملت فيه هو عندك!
هيكتور: روز؟ هل تعني روز؟ الخادمة التي طردتها زوجتي أمس؟
أيما: نعم، يا سيدي! روز! جاءت تطلب ان تعمل، وبما إني لم أكن في المنزل، فان زوجي قد فتح لها الباب واتفق معها على العمل.
هيكتور: لكن الثوب الوردي.. آه! بالطبع! تذكرت الآن.. زوجتي أعطتها الثوب الوردي! آه، يا سيدتي، لقد انزاح هم ثقيل عن قلبي! كما لو ان.. أوه، يا زوجتي المسكينة! لقد ظلمتها.. أوه! سأطلب منها المغفرة حين سأقابلها!
أيما: عليك ان تعطيها الحق في ان تطلب منها المغفرة، وهذا هو بالضبط ما طلبه زوجي مني أيضاً.. وقد غفرت له!
هيكتور: إذن لا تريدين الانتقام منه بعد الآن؟
أيما: أنا؟ انتقم منه؟ لا، بالطبع لا! لكنك تعلم.. انه قد رآنا واقفين أمام النافذة..
هيكتور: (خائفاً) رآنا؟!
أيما: نعم! وبما ان نظره ضعيف، لم يرنا بشكل جيد.. وقد سألني عن السيدة العجوز التي كنت أتحدث إليها..
هيكتور: السيدة العجوز؟ أنا كنت السيدة العجوز!
أيما: بالضبط! وقلت له أنها أم واحدة من صديقاتي.. وحلّت المشكلة!
هيكتور: أم صديقتك؟ أنا؟ أم صديقتك؟ كم ان هذا مهين لي! أوه، حسناً.. ان أكون أم صديقتك خير من ان أقاتل زوجك لحد الموت في المبارزة..
أيما: والآن، يا سيدي، لقد ان الأوان ان أغادر. جئت فقط لأشكرك مرة أخرى على مساعدتك..
هيكتور: (يتعجب) لمساعدتي؟ كيف ساعدتك؟
أيما: بالطبع.. لو لم يراني زوجي مع امرأة، لم يكن يعرف خطأه.. ولذا طلب مني المغفرة!
هيكتور: حسناً.. نعم.. انك كنت مع امرأة أخرى.. أوه! يا لها من اهانة! لكن.. ذلك حقيقي من وجهة نظره..
أيما: لذا سأغادر.. إلى ان نلتقي مرة ثانية في وقت ما..
هيكتور: آه! يا سيدتي، انه من دواعي سروري ان أخدمك! (يركع) يا سيدتي!
أيما: (تركع) يا سيدي! (يسمعون ضجيجاً في الشقة السفلى) ما هذا؟
هيكتور: أوه، لا تعيري أي اهتمام لذلك.. إنها جارتنا أدناه.. إنها تحدث ضجيجاً لأنه لا شيء مهم لتنقله إلى زوجتي.. أعدك باني منذ يوم غد سأبحث عن شقة أخرى! (يركع) سيدتي!
أيما: (تركع) يا سيدي!

ستار



#رياض_ممدوح_جمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية (ريح السموم)
- مسرحية العامل
- مسرحية الدائن والمدين
- الرعب قصة قصيرة
- مسرحية زواج مُرتّب
- مسرحية -لا مثيل له-
- مسرحية سِرُّ ذو القوى الخارقة
- مسرحية -التكملة-
- مسرحية - زهور في الصحراء -
- مسرحية -السيدة آوى-
- مسرحية اللغز
- مسرحية -السيدة الغريبة-
- مسرحية حلاوة العشرين من العمر
- ثلاث مسرحيات مترجمة
- مسرحية (عدة أيادي على ساعة واحدة)
- مسرحية -الراحل العزيز-
- مسرحية (ماري الملطخة بالدماء)
- مسرحية -مواجهة الموت-
- مسرحية الملاك يتطفل
- مسرحية الشحاذ والملك


المزيد.....




- إلغاء حفل النجمة الروسية -السوبرانو- آنا نيتريبكو بسبب -مؤتم ...
- الغاوون.قصيدة مهداة الى الشعب الفلسطينى بعنوان (مصاصين الدم) ...
- حضور وازن للتراث الموسيقي الإفريقي والعربي في مهرجان -كناوة- ...
- رواية -سماء القدس السابعة-.. المكان بوصفه حكايات متوالدة بلا ...
- فنانون إسرائيليون يرفضون جنون القتل في غزة
- “شاهد قبل أي حد أهم الأحداث المثيرة” من مسلسل طائر الرفراف ا ...
- تطهير المصطلحات.. في قاموس الشأن الفلسطيني!
- رحيل -الترجمان الثقافي-.. أبرز إصدارات الناشر السعودي يوسف ا ...
- “فرح عيالك ونزلها خليهم يزقططوا” .. تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- إنتفاضة طلاب جامعات-أمريكا والعالم-تهدم الرواية الإسرائيلية ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض ممدوح جمال - مسرحية -النافذة-