أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض ممدوح جمال - مسرحية -لا مثيل له-















المزيد.....

مسرحية -لا مثيل له-


رياض ممدوح جمال

الحوار المتمدن-العدد: 7883 - 2024 / 2 / 10 - 14:23
المحور: الادب والفن
    


تأليف : دوجلاس هِلْ
ترجمة : رياض ممدوح جمال

الشخصيات: ستيفن- ألن
(ستيفن وألن يجلسان في صالة مؤتمرات الفندق
المركزي، في الزاوية يوجد منضدة صغيرة. على الأثاث
يوجد كتب مكدّسة وحاسوب نقال. كلا الرجلين في فترة
استراحة، سترتاهما وربطة عنقهما مفتوحة).

الن : بأمانة، انه كان عظيماً؟
ستيفن : نعم؟
الن : اعتقد كان من المحتمل انه افضل ما كتبت. لذا انا فخور بك. واني
شاكر لك لأرساله لي.
ستيفن : (يخفي تكشيرته) ذلك شيء عظيم. انا مسرور لأنه اعجبك.
الن : (همساً) ربما عليك الحفاظ على عملي الخاص بي.
ستيفن : آها. سأكون سعيدا للقيام بذلك. هل رئيسك قال--- ماذا قال
رئيسك؟
(ضربة)
الن : بوب... نعم. بوب أعجبه، ايضاً. ما عدا. الاسم المستعار. الاسم
المستعار هو مشكلة بالنسبة لنا.
ستيفن : أهو كذلك؟
الن : تلك هي سياستنا. انك لا تعرف ذلك، اني متمسك بها.
ستيفن : كلا. لم تكن هكذا--- حين طلبت مني تسليمه، لم تذكر لي ذلك.
الن : نعم، ولا نشير الى ذلك.
ستيفن : أذن... هو--- ماذا؟ ألن يطبعه؟
الن : أوه، لا. لقد أعجبه، نعم. انه سينشره في العدد القادم. لكن الاسم
المستعار.
(ضربة. الن يحدّق بثبات الى ستيفن)
ستيفن : هل اخبرته ان الاسم كان مستعاراً؟
(فترة صمت)
الن : لا بد له ان يكتشفه آجلاً أم عاجلاً. وهو اسلوبك. اعني، انه لا
يمكن ان يخفى على أحد بأن هذا هو اسلوبك في الكتابة. لكن
مقالك هذا اوضح، اتعرف ذلك؟ هو تقريبا خلاصة اسلوبك. مثلما
قلتُ، ان هذه هي من أفضل ما كتبتَ. لا يمكنني الانتظار لعرضها
على بوب.
ستيفن : هل فعلت ذلك؟
الن : أوم- نعم. لهذا السبب اردت ايجادك قبل ان ينتهي المؤتمر غداً،
وتعود.
ستيفن : (يصبح عصبياّ) أوه، يا الهي... انه سوف...
الن : دعني اخبرك كيف نحن يمكن ان نقوم بهذا العمل.
ستيفن : لا يمكنني ان انشر هذه المقالة، يا الن. لا يمكن. انا اعيش---
بفضل الكلية. وقد جاءنا عميد جديد للكلية، وهو لطيف جدا
ومتعاون.
الن : اني افهم ذلك.
ستيفن : وسيكون ذلك آخر مقال بالنسبة لي. انهم سيطردونني من الكلية.
انا لا أستطيع ان انشر هذا المقال.
الن : (يومئ برأسه) كلنا متأثرون بالعصور المظلمة. مثل حالة
الكاثوليك. لكن وبأمانة، بوب لديه نشر قليل خارج كاليفورنيا.
وبصراحة، نحتاج الى مقالك. انه مقال عميق وفوق مستوى ما
ننشره نحن.
ستيفن : لكنه لا يستطيع ان ينشر تلك المقالة دون اسمي المستعار. سيكون
ذلك قتلاً لي. يجب ان تخبره بذلك. واِلّا سيأخذ كل شيء.
الن : دعني اخبرك شيئاً.
ستيفن : لا نقاش في ذلك! اني جاد فعلاّ!
الن : يا ستيفن. لقد جعلت بوب يرى كل ما نشرته انت على الانترنيت.
تحت الاسم المستعار. وقد أعجبه ذلك، ايضاّ. انه معجب حقاّ
بكتاباتك. وقال انه بإمكانك ان تتقاعد لبقية حياتك وتعيش عيشة
رغدة.
ستيفن : انا لا اريد ان اتقاعد؛ اريد الاستمرار في التدريس.
الن : اعرف ذلك. دعني اخبرك شيئاً، بوب تفاجأ عندما علم انك تقوم
بالتدريس في الجامعة، لأنك تكتب مثل شخص من...
ستيفن : هل اخبرته بمكان عملي؟
الن : ليس عنوان الكلية بالضبط.
ستيفن : الى أي مدى ستشهرني؟
الن : لشدّة اعجاب بوب بك، قال انه يروّج لك عند اصدقاء له في لوس
انجلس لتوظيفك. هذا ممكن ان يحقق الشيء الكثير، لك. ولنا. وهو
يسألني كم من الاصدقاء قد اخفــــيت عنـــه من الذين يكتبون مثلك.
ستيفن : انا اعلم ان هذا تقدير كبير لي... لكن لو فقدت عملي بسبب كتابة
اسمي الصريح على هذا المقال... فأنه سوف لا يمكنني العيش في
لوس انجلس وبعمل حُـــــر مستقل. وانا أحب عملي كتدريسي في
الجامعة. واني مستفيد جداً من عملي في الجامعة.
الن : انظر، انها مقالة جيدة. انها مقالة عظيمة. انك ستثير الملايين من
وجهات النظر الذكية. يا إلهي من وجهات نظر ذكية ستكون. كل
رجل فاسد في هذه المدينة علية ان يقرأ هذه المقالة. هل تعلم انك
بسهولة ممكن ان تصبح قائداً وطنياً رقم واحد؟
ستيفن : سيبحثون عن مقالتي في الانترنيت ولكني سأكون بلا عمل.
(يزفر) اِنسَ المقال، يا الن. سوف... لا اعرف. انا آسف...
سأنشر مقالتي في مكان آخر لا يدوّن اسمي الحقيقي.
الن : حسناً، يا ستيفن... اعني، يا الهي. هل انك ستصدمني مثل هذه
الصدمة؟ ترسل مقالتك، وانا اُقنع رئيسي بها، والآن تقرر فجأة ان
تتراجع؟
ستيفن : انا آسف، لكن...
الن : انا لا اعني بما يخص عملك فقط. نحن نتحدث هنا، عن عملي انا
ايضاً.
ستيفن : قل لبوب انه قد فترت همتي عن ذلك. اِخبره...
الن : ولماذا انزعجت هكذا؟ اعني، ان انزعاجك ليس بسبب " ينشر أو
لا". ان كنت تريد ان تكون مجرد تدريسياً فقط، فلماذا كتبت هذه
المقالات كلها اصلاً. او أيا من كتاباتك الاخرى حتى؟
ستيفن : لأنك انت من طلب مني ذلك. ولأني أؤمن بما كتبت. وانا مؤمن
بانها مقالات جيدة.
الن : كذلك انا. لم اكن مخطئاً. لكنك تعتقد انه لا احد سيعرف بأنك
كاتب تلك المقالات؟
ستيفن : ليست المشكلة ان يعرف الناس انها مقالتي، بل ما تأثير المقالة.
الن : لكي اكون صادقاً جداً معك، يا ستيفن، انك راغب في التراجع عن
مقالتك وتريد ان تكون في زاوية منسية لأن ما سيحدث يرهبك.
ستيفن : يا الن، ان عميد الكلية ليس مهزوزاً. وهو مساند لي، وقد دعمني
بكل مصاريف حضور هذا المؤتمر لهذه السنة. والشيء
الأخير...
الن : لأنه يعتقد انك مستقيم ونزيه، بوذي. لقد جاءك عميد هو في القمّة
من هرم الفاسدين.
ستيفن : لن يجعلوه عميدا لو كان فاسداً.
الن : ليس في جامعتكم، انهم يجعلونه، لِمَ لا.
ستيفن : انه يدعمني... هل تعلم كيف بذلت كل جهدي لأحصل على فرصة
لحضور هذا المؤتمــــــر في السنة الماضية؟ هل تعلم كم عليّ ان
احارب لأحصل على اجـــازة من زملائي؟ وجاء العميد الجديد في
تموز واعطاني مباشرة اجـــــــــــازة سفر لحضور هذا المؤتمر.
الن : لأنه يعتقد انك نزيه. وهذه، ان لم أكن، هي واحدة من النقاط التي
تضمنتها مقالتك.
ستيفن : حسناً، لربما انك على حق. اني اعمل مع اناس يحبونني واحبهم.
اني في احسن حال في عملي. حين يكتشف عميد الكلية اني فاسد،
سأطرد من العمل. يا الن، واني مقيّد برهن عقار للكلية.
الن :حمداً لله ان الرجل متعاون معك جداً.
ستيفن : حسناً، هذا بسببك انت. ليس بسببي. انا لا أحب ان احيط نفسي
بهــــالة من قوس قـــــــزح واستعرض نفسي. انت تعرف ذلك.
الن : لا، انك بالأحرى تريد ان تكون شيئاً ما وليس كما انت انسان
فاسد... يا ستيفن! فكر بذلك. انها مثل المتاجرة بالشرف من
اجل وجبة عشاء. اَلا ينطبق هذا المثل عليك؟ ألست انا على حق؟
ستيفن : انك لست شخصاً عادياً، يا الن. ان بعض الفاسدين يفضلون ان
يكونوا أكثر رزانة.
الن : ... اِرفق بي قليلاً.
ستيفن : طلابي وزملائي في العــــمل لا يعرفون كل شيء عنّي؛ وهنا
سيكون كإعلان خبر عاجل: الحياة الخاصة والشخصية يتم دفع
ضريبة عليها.
الن : ان المقال الذي ارسلته لي لا يعتبر خاص بحياتك وحدك. اَلا تعتقد
انه حان الوقت اخيراً لأن تمتلك الشجاعة وتدين نفسك؟
(فترة صمت)
ستيفن : وداعاً. ربما سأراك هنا في السنة القادمة.
الن : تعال، يا ستيفن. لا تتهرب من الموضــوع. لو انك سألت أياً كان
في هذا المؤتمر عن رأيهم في تدريسي في علم السياسة وهو نفسه
فاسد.
ستيفن : هل يمكن ان تخفض صوتك؟
الن : مَن في هذا اليوم والعصر—تحت هذه الرئاسة الادارية القاصرة!
يختار بمحـــــــــض ارادته الحرة ان يبقى مخفياً في غرفة بأربعة
جدران لا احـــداً يعرفه؛ اغلبهم سيقولون لا يوجد مثل هكذا شخص.
لكن هذا هو ما تفعله انت بالضبط وذلك لأن شخصاً في الكلية وعدك
بوجبة عشاء مجانية.
ستيفن : نعم ربما كان عليك ان لا تطلب مني كتابة شيء منذ البداية ما دمت
تعرفني هكذا. هل تعرف؟ ربما كان عليك ان تستجدي مقالة من صديقك
السابق؛ الذي لا بد ان أصبح مركز اهتمام لوس انجلس في اماسيها
الرائعة. انا سآخذ مقالتي وانشرها في مجلة توزَع خارج امريكا بحيث لا
تتقاطع مع مهمتك.
الن : حسناً، انك لا تستطيع.
(ضربة)
ستيفن : سأنشرها حيث اريد.
الن : لقد فات الاوان. المقال في طريقه الى النشر يوم الاثنين.
(فترة صمت)
لهذا اردتُ ان اتحدث اليك قبل ان ينتهي المؤتمر.
ستيفن : لن اسمح بذلك. لا يمكن نشره بدون عقد بيننا. انا لم اوقع معك
لحد الآن على أي شيء. انا سأقاضيك انت ورئيسك.
الن : نحن لا ننشره لحسابنا، ان المقال اصبح ملك المجلة فوراً.
ستيفن : اني ارسلته اليك لتطلع عليه لا لتنشره.
الن : انا لست محرراً، وانت تعرف ذلك.
ستيفن : لكنك من المفترض انك صديقي.
الن : كما اني حصلت لك على صك مصرفي من بوب عن المقال. من
الطبيعي اننا لا نتعامل بالنقد.
ستيفن : يا الن، رجاءً... اتوسل اليك: قل لبوب انه قد حصل سوء فهم كبير
الن : من السهل جداً ان نقوم بذلك لو لم تذهب المقالة للطبع. انا شخصيا
اعرف ان هناك الكثير من الرجال هم الآن بانتظار قراءة مقال مثل
هذا. انه سيحدث ضجّة.
(ضربة. ستيفن منهار ومنسحق ومصدوم)
وانك لست الوحيد الذي قد رهن عقاراً، يا ستيفن.
ستيفن : انك قد طلبت مني ان ارسل لك... قلتَ بأنك... لماذا تفعل ذلك
بي؟
الن : يا الهي، ان هذا اقل ما بإمكاني ان افعله معك، يا صديقي.
(يضرب ستيفن لكمة بقبضته مباشرة الى وجه الن، فيسقط الن
على الارض ويصبح ستيفن فوقه).
ســــــــــــــــــــتار



#رياض_ممدوح_جمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسرحية سِرُّ ذو القوى الخارقة
- مسرحية -التكملة-
- مسرحية - زهور في الصحراء -
- مسرحية -السيدة آوى-
- مسرحية اللغز
- مسرحية -السيدة الغريبة-
- مسرحية حلاوة العشرين من العمر
- ثلاث مسرحيات مترجمة
- مسرحية (عدة أيادي على ساعة واحدة)
- مسرحية -الراحل العزيز-
- مسرحية (ماري الملطخة بالدماء)
- مسرحية -مواجهة الموت-
- مسرحية الملاك يتطفل
- مسرحية الشحاذ والملك
- مسرحية - زوجة الاب -
- نسل الشر
- العودة الى الوطن
- نداء الواجب
- السبية الحرة
- مسرحية الآمال


المزيد.....




- “شاهد قبل أي حد أهم الأحداث المثيرة” من مسلسل طائر الرفراف ا ...
- تطهير المصطلحات.. في قاموس الشأن الفلسطيني!
- رحيل -الترجمان الثقافي-.. أبرز إصدارات الناشر السعودي يوسف ا ...
- “فرح عيالك ونزلها خليهم يزقططوا” .. تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- إنتفاضة طلاب جامعات-أمريكا والعالم-تهدم الرواية الإسرائيلية ...
- في مهرجان بردية السينمائي.. تقدير من الفنانين للدعم الروسي ل ...
- أوبرا زرقاء اليمامة.. -الأولى- سعوديا و-الأكبر- باللغة العرب ...
- ابنة رئيس جمهورية الشيشان توجه رسالة -بالليزر- إلى المجتمع ا ...
- موسيقى الراب في إيران: -قد تتحول إلى هدف في اللحظة التي تتجا ...
- فتاة بيلاروسية تتعرض للضرب في وارسو لتحدثها باللغة الروسية ( ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض ممدوح جمال - مسرحية -لا مثيل له-