أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - تفاحة نيوتن وصحوة غزة















المزيد.....

تفاحة نيوتن وصحوة غزة


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 7945 - 2024 / 4 / 12 - 22:16
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم تكن صدفة سقوط التفاحة من شجرة مزرعة عائلة نيوتن ابدا فكل ثمرة نضجت على اية شجرة على وجه الارض كانت ستسقط ولم يكن صدفة وجود نيوتن تحتها فكل طلاب جامعة كامبريدج عام 1967 – 1965 بسبب من انتشار مرض الطاعون اصبحوا بلا جامعات وعادوا كل الى حياته منظرا ان ينتهي الموت ليعودوا الى دراستهم فالفراغ اذن هو الذي قاد نيوتن الى جلسته تلك تحت شجرة التفاح وكطالب ماجستير في تلك الفترة ممن نهلوا من علم ومعرفة وتفكير العلماء كوبرنيكس صاحب نظرية مركزية الشمس ويوهان كبلر صاحب نظرية " حركة الكواكب وقانون حفظ الزخم المداري " والعالم جاليليو صاحب نظرية التسارع الارضي وهي ما كانت تدور بعقل نيوتن طوال الوقت بحثا عن اجابات.
لا شيء صدفة اذن الا اجتماع المقدمات معا " نيوتن الباحث عن اجابات وحلول يتابع بها ما بدأه غيره وعطلة الطاعون وشجرة التفاح ولحظة التأمل " تلك المقدمات تصادف اجتماعها معا حين سقطت تلك التفاحة في جلسة عمل تأملية فالتقط العالم اللحظة وما كان لاحد عداه لو سقطت مليار تفاحة مثل تفاحته ان يدرك شيئا اللهم الا التفكير بتناولها لسد رمق جوعه لا اكثر ولا اقل.
يقول نيوتن عن انجازه بتواضع لا يعرفه الا العلماء الحقيقيين " اذا كنت ارى ابعد من غيري فلأنني اقف على أكتاف عمالقة " ولولا اولئك العمالقة الذين صنعوا الارضية الخصبة لنجاح نيوتن لما كان هو ولا كان قانون الجاذبية فلا شيء يأتي من الصفر الا الصفر ولا احد يذهب الى الصفر الا الصفر ذلك ان احد المبدعين العلماء الذي اصر على القيام بعشرات التجارب الفاشلة واسموه العلماء عالما وضحك منه الاغبياء فسر دوره في العلم على انه اراح البشرية من تكرار تجاربه الفاشلة ولولا فشل عباس ابن فرناس لما كان نجاح ما بعده.
بالمعنى المباشر فشلت ثورات الشعب الفلسطيني جميعها منذ هبة البراق حتى معركة بيروت وخروج المقاومة منها الى جهات الارض البعيدة عن بلادها حتى ليكاد المرء يصل حد الياس من اي امل باية عودة وحتى وصل الامر بناس المقاومة حد الياس او الاحباط او فقدان الامل وقد تكون قلة قليلة هي من كانت تقف على اكتاف عمالقة لم يحققوا الوصول لكنهم قدموا لمن بعدهم تجارب تريحهم من استخدامها لأنها فشلت.
حالة الفشل المتواصل التي عاشها الشعب الفلسطيني وهباته وانتفاضاته ومقاومته قبل السابع من اكتوبر جعلت العديدين يستلون سيوفهم لذبح حماس خصوصا اولئك الصغار الذين لم يفهموا دروس كبارهم ولم يقدروا من اين ياتي النجاح ان لم نعرف دروب الفشل فنتجنبها والكبار الذين وقفت على اكتافهم حماس هم فصائل المقاومة الفلسطينية منذ هبة البراق الى يومنا هذا بنجاحاتهم وفشلهم لكن ما ميزها ان قوانين البحث اجتمعت لديها بإدراكها كل دروب الفشل وتصميمها على الوصول معا وهذا امران لا يجتمعان صدفة بل ان قانون الحاجة هو الذي ياتي بهما معا وهما معا يصنعان ويؤسسان لإيجاد اداة البحث واداة القياس ومن ثم اداة التقرير انتهاء بقرار العمل.
اكثر من 75 عام من قيام دولة الاحتلال واستمرار الظلم على شعب باسره بلا توقف واخطرها كانت تلك السنوات الطويلة من تأسيس معتقل غزة الكبير الذي ظهر وكان احدا لا يفكر على الاطلاق بالخلاص منها وبانها قدر الغزيين الذي لا انفكاك منه الا بإرادة امريكا ودولة الاحتلال.
لكن الظلم عادة ما يعمي عيون الظالم خصوا اذا امتد به الزمن وشعر الظالم باستكانة المظلوم وتسليم امره الى الله وهو ما حدث مع دولة الاحتلال في السنوات الاخيرة التي قررت ان تكشف كل ما تفكر به بشكل مفضوح فأسقطت علنا كذبة الدولتين والغت علنا اقرارها بوجود شعب فلسطيني وبدات تسعى للتخلص من كل ما هو فلسطيني على ارض فلسطين زهي بهذا اخرجت من حساباتها ان هناك فلسطيني واحد يفكر بإعداد العدة وكل ما يحتاجه اجتماع كل المقومات انتظار للحظة سقوط التفاحة تلك.
الاحتلال المتغطرس بقيادة مجموعة من الانانيين والاغبياء والذين نزلوا عن اكتاف من سبقوهم وقرروا ان يسيروا نحو القمة من قاعدة الصفر الذي يريدونه ان يكون قمتهم وراحوا يصنعون في ارضهم تأسيسا لزمن لا يرى غيرهم فأسسوا لهزات في بنيانهم وانشغل الكل فيهم بذواتهم واثقين ان من يناصبهم العداء يعيش حالة من ياس لا يحدوها اي امل.
ذلك الذي جميع بين يديه كل مقومات المعرفة وتجربة البعيد والقريب وارادة رفض الحال والبحث ان ما كان محال لمعت في راسه الفكرة بان التفاحة لا بد وان تسقط في نضجت وازداد نضجها وانشغل عنها المعنيين بما هو اهم حتى صارت ضمن مأمنهم الذي لا يحتاج الى حذر فاختار هو ان يكون ذاك الحذر الذي غيبوه عن تفكيرهم وفعلهم واستسلموا لصناعة غد لا يقوم اذا لم يبن على اسس قوية فجاءت تلك اللحظة التي اسمها السابع من اكتوبر ليعرف الجميع ان على الارض لا تستقيم الحياة مع الظلم وان صناعة الوعي لا يمكن ان تتم دون حالة تفوق تفكير العاديين أو القانطين من البشر.
هل انتهينا الان اذن وهل فشلنا وهل ما يصرخ به الاغبياء من هنا وهناك بتجريم حماس والجهاد الاسلامي وايران وحزب الله وانصار الله وسوريا والعراق وتحميلهم مسئولية المذابح وتحميلهم وزر جرائم المحتلين هم على حق ام ان الحق هو لمن حضر كل هذه التحالفات في سبيل ان يتأكد من قدرته على اسقاط التفاحة في لحظة نضجها لبس قبلا وليس بعد وهو ما كان.
لا احد من شعوب الارض نال حريته بالورد وكل الذين فعلوا ذلك فشلوا بما فيهم اصحاب الاكتاف العالية الذين صنعوا اوسلوا وصنعوا فلسفة خرقاء لا اساس لها تقول ان الحياة مفاوضات لكنهم عن قصد او غير قصد لم يعددوا انواع المفاوضات فليس كل تفاوض يجري بالكلام بل ان الفلاح يتفاوض مع ارضه بسكة الحراثة ومع اشجاره بالمقص وكذا يفعل السياسي حين يقدم النار على الكلام لكي يجبر عدوه على الاستماع جيدا ولا يترك له مجالا للمناورة والافلات من استحقاق لا بد من ان يدفعه.
لم يكن السابع من اكتوبر الا وليد مخاض طويب وتجارب اطول وفقط الاغبياء من ستنصلون منه ويعيدونه الى نقطة الصفر معتقدين بان الفشل هو النتيجة الوحيدة الممكنة لكل فعل وواثقين ان الفشل لا يؤسس لنجاح على الاطلاق وهم لا يريدون حتى ان يفتحوا عيونهم قليلا ليروا ان الكون الذي غيره نيوتن بتفاحة تغيره المقاومة بإرادتها.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإمام الخميني وجدتي وعمي ومعلمي
- غزة بين المَقتَلَة والمَفعَلَة والمَقوَلَة
- فلسطين واحدة لا تقبل القسمة
- غزتان وثلاث ضفات وخبيزة
- هل تصلح شظايا هذا العالم لعالم جديد
- إعلان الصيام نهارا والاضراب ليلا لأجل غزة
- الهتلرية الصهيونية ومقتلةُ غزة
- غزة تفضح سطوة شريعة الغاب
- قراءة في قرار العدل الدولية بشأن غزة
- محور المقاومة وبيضة كولومبوس
- التنازل عن بعض الحق يلغيه
- لا وجود للعدل بغياب الحق
- نعم دفاعا عن المقاومة
- حين يصير طلب الحق جريمة
- طوفان الأقصى ينصر نفسه
- للنصر شرط واحد فوفروه
- - الدولتان - الكذبة التي لا يصدقها أصحابها
- الإتحاد البيري لا كذبة الدولتين
- غدا أمام محكمة أطفال العالم
- أيها الفلسطينيون إتحدوا لغزة لا عليها


المزيد.....




- مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب ...
- نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
- سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
- الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق ...
- المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
- استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
- المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و ...
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي ...
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان الصباح - تفاحة نيوتن وصحوة غزة