أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - جريمة كروكوس.. إلى متى هذا الإجرام باسم الإسلام ومتى ستنعقد ويستفاليا إسلامية؟















المزيد.....

جريمة كروكوس.. إلى متى هذا الإجرام باسم الإسلام ومتى ستنعقد ويستفاليا إسلامية؟


عبد الحميد فجر سلوم
كاتب ووزير مفوض دبلوماسي سابق/ نُشِرَ لي سابقا ما يقرب من ألف مقال في صحف عديدة

(Abdul-hamid Fajr Salloum)


الحوار المتمدن-العدد: 7931 - 2024 / 3 / 29 - 17:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا ننتهي من خطورة تنظيم إرهابي حتى نسمع بتنظيم إرهابي آخر أشدُّ منهُ دموية..
قبل فترة وجيزة غطّت أخبار العملية الإرهابية الفظيعة ضد مجمع كروكوس التجاري بالقرب من موسكو حتى على أخبار جرائم إسرائيل في غزة، بعد أن قامت مجموعة إرهابية بمهاجمة المبنى مساء الجمعة 22 / 3 / 2024 وأضرمت فيه النيران، وأطلقت النار على قاعة الاحتفالات في المجمّع، فكانت النتيجة 143 ضحية من المدنيين الأبرياء من مختلف الأعمار، فضلا عن 150 مُصابا..
بعد ساعات قليلة من الجريمة أعلن تنظيم ما يُعرَف بـ (داعش خُراسان) مسؤوليته عن هذه العملية الوحشية المُدانَة بكل شرائع العالم، سواء في روسيا أو أمريكا، أو في أي مكان بالعالم..
أبرزُ الصحف البريطانية والأمريكية، كما صحيفتَي الإيكونومست ونيويورك تايمز، تحدثت عن هذا التنظيم ونشأتهِ وتاريخهِ، ويمكن معرفة كل التفاصيل عنه من خلال غوغل، ولذا لن أُكرِّر ذلك، وإنما سأطرح مجموعة أسئلة، حيثُ أن هذه التنظيمات تصفُ نفسها بالتنظيمات الجهادية، ولكن:
أولا: لماذا كل هذه التنظيمات تضِلُّ الطريق عن القدس الأوْلَى بالجهاد شرعا، وهي تكونُ أحيانا على مقربةِ عشرات الكيلومترات، وأحيانا مئات الأمتار كما حينما كانت داعش على حدود الجولان المحتل ويتداوى أفرادها في المشافي الإسرائيلية حسبما نقلت أقنية التلفزيون الإسرائيلية ذاتها؟
ثانيا: لماذا فتكت داعش بشعبي سورية والعراق، واغتصبت، وسبَتْ، وقتلت، وخطفت، وأسرَت، بينما لم تقترب من إسرائيلي واحد، لا داخل إسرائيل، ولا في الجولان المحتل، ولا في خارج إسرائيل؟
ثالثا: لماذا تنظيم بوكو حرام في شمال نيجيريا يقوم بغزوات على القرى الآمنة، والمدارس، ويخطِف ويسبي، ويغتصب، ولم نسمع أنه قام يوما واحدا بعملية ضد إسرائيلي واحد لا في نيجيريا ولا خارج نيجيريا؟
رابعا: لماذا تنظيم (النُصرة) قاتل في كل مكان وقريبا من حدود الجولان، وكان مقاتلي النُصرة يتعالجون في المشافي الإسرائيلية حسب الإعلام الإسرائيلي ذاته، وقصفَ من إدلب وجبل الزاوية القُرى الآمنة من الناحية الجنوبية، والجنوبية الغربية، ومنها قريتُنا، مع التركيز على حارَتُنا، ولم يُطلِق طلقة باتجاه إسرائيل، أو الجولان المحتل؟
إذاً أين هي الرسالة الجهادية، وضدّ مَن موجّهة؟. ضد الناس الأبرياء الذين يغتنمون لحظة من أوقاتهم كي يعيشوا بعض الفرَح والسرور؟. أو ضدّ أبناء هذه الطائفة أو تلك الذين هُم بمُخيِّلة هذه التنظيمات المريضة، كُفّارا ويجب قتلهم؟
**
أساسُ الإسلام، كما تعلّمنا وقرأنا، هو حرية العقيدة أو المُعتقَد.. في القرآن الكريم: (لا إكراه في الدين)، (وقُل الحق من ربِّكم فمن شاء فليُؤمِن ومن شاء فليكفر)..
الإسلام لم يأتِ دين ودولة حسبما يريد أصحاب هذه العقليات (الجهادية) وعقليات إحياء (الخلافة الإسلامية) .. الإسلام دين عقائد وعبادات وفروض وطقوس دينية كما كل الأديان، ولذا وجب الفصل بين هذه وبين قوانين الدولة المتغيِّرة حسب تطورات الحياة والتي يتساوى أمامها الجميع بغض النظر عن الدين والعِرق والجنس والقومية.. فالدولة ليس لها دين، ولا تفرض دِينا على أحد.. إنها للجميع..
مفهوم الإسلام دين ودولة جاء بعد 600 عام من نزول رسالة الإسلام، في زمن الشيخ ابن تيمية، ثمّ تلميذهِ ابن القيِّم.. وتبنّى هذه النظرية بعض المشايخ، كما الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وفي القرن العشرين الشيخ أبو الأعلى المودودي (مؤسس الحركة الإسلامية في لاهور)، ومن ثمّ مُنظِّرو الأخوان المسلمين، كما الشيخ حسن البنا، والسيد قُطب.. ثمّ كرّت السبحَة وزادت التنظيمات والاتجاهات التي تدعو إلى تطبيق حُكم الشريعة، على أساس أن الإسلام دين ودولة. وأن تطبيق الشريعة في حُكم العالم الإسلامي هو (صحوة إسلامية).
عالَمينا، العربي والإسلامي، يحتاجان إلى دُول مدنية تقوم على حق التساوي بالمواطَنة، وليس دول دينية.
في القرآن الكريم لا يوجدُ نصّا جليا وواضحا عن ” الدولة” أو ” نظام الحُكم”، بل قال الرسول(صلى الله عليه وسلم) للمسلمين ” أنتم أعلمُ بشؤون دنياكم” وهذا يعني التفريق بين الدين والدولة، أو بين الدين والسُلطة، لأن السُلطة والدولة هي مسائل دنيوية متغيرة ومتطورة باستمرار مع تغيُّر وتطور الحياة، وليست مُسلّمات دينية ثابتة وأبدية .
وحينما بدأ الخليفة عمر بن الخطاب(رضي الله عنه) ببناء دولة، فقد استعان بقوانين دول أخرى، كما قوانين الفُرس..
بكلِّ الأحوال، الموضوع جدلي جدّا. ولكن دعونا ننظر إلى تجارب الدول التي تقوم على تطبيق الشريعة، ونحكُم من خلال ذلك، وها هي أفغانستان أحدَثها..
**
أرى أن شيوخ العالم الإسلامي، ومؤسساته الدينية، ودور الفتوى، والحكومات، تتحمّل مسؤولية عمّا يحصل من تطرُّف. فالحكومات عليها مسؤولية تغيير كافة المناهج الدراسية والبرامج، التي تُسبِّبُ الإنغلاق والتزمُّت والتعصُّب وأخيرا التطرُّف، ورفض الآخر، أو كراهيته.
وشيوخ الدين، ودور الفتوى، يجب أن يُصدِروا فتاوى شرعية تُكفِّر هذه التنظيمات التكفيرية التي تحلِّل وتٌشرعِن قتل الآخر، لمجرّد أنه مُختلِف بالعقيدة والمذهب، بل وأحيانا بالرؤية والتفكير. لا يكفي القول أن ما يفعلونهُ ليس من الدين، والإسلام لا يسمح به، وإنما يجب تكفيرهم لتبرئة ذمّة الإسلام والمسلمين من أفعالهم أمام العالم..
والغرب ذاتهُ، وخصوصا الولايات المتحدة، تتحمّلُ جزءا من هذه المسؤولية. إذ أن الولايات المتحدّة وظّفت الدين الإسلامي لخدمة مصالحها، ومواجهة الشيوعية زمن الإتحاد السوفييتي، ولا يخفى على أحد تأسيس تنظيم القاعدة من طرف المخابرات الأمريكية، وغيرها، لمحاربة السوفييت في أفغانستان. والقاعدة فرّخت بعدها العديد من التنظيمات المتطرفة، من بينها داعش. هذا عدا عن المعايير المزدوجَة التي تمارسها دول الغرب في هذا الخصوص. وهذا كان مِحور مداخلتي أمام الرئيس اللبناني السابق ميشيل سليمان حينما زار أبوجا في آذار 2013 ، والتقى برؤساء البعثات الدبلوماسية العربية، ومما قلتهُ في هذا الخصوص كيف لنا أن نتصور أنّ شقيقين فرنسيين يغادران فرنسا أحدهما يذهبُ ليقاتل في سورية ضد القوات السورية، فيصبح مناضلا لأجل الحرية، والآخر يذهب إلى جمهورية مالي للقتال ضد القوات الفرنسية فيصبحُ إرهابيا!.
**
وفي هذا الصدد يحضرني البحث الذي قدّمهُ نائب وزير الخارجية في حينه (د. فيصل المقداد) في المؤتمر الدولي الثالث للإعلام العربي والإسلامي الذي انعقد في قصر المؤتمرات بدمشق، في بداية أيار 2007 وتحدّث فيه عن تاريخ الإرهاب في العالم، ودَور الولايات المتحدة حديثا في الاستثمار بالإرهاب.. وكنتُ حينها مديرا للدراسات في الخارجية وحضرتُ المؤتمر لثلاثة أيام..
**
على حكومات ومؤسسات ودور الفتوى في العالم الإسلامي، الدعوة إلى ويستفاليا إسلامية، على غرار ويستفاليا الأوروبية، عام 1648 ووضعت حدّا لكل تلك الحروب الدينية في أوروبا ومهّدت لقيام الدول المدنية لاحقا التي يتساوى فيها الجميع على أساس المواطنة.. وفصل الدين عن الدولة، وليس عن الحياة، وليس عن المجتمع، وإنما عن الدولة فقط..



#عبد_الحميد_فجر_سلوم (هاشتاغ)       Abdul-hamid_Fajr_Salloum#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالَمُ اليوم ضحيةُ اتفاقية عمرها 79 عاما
- هل هذا هو الوقت المناسب للخلاف بين فتح وحماس؟
- لماذا هناك من يُركِّزون على ما يُفرِّق في التاريخ الإسلامي و ...
- إلى تُجّار سورية: هل ستختلفون هذا العام؟
- هل المنطقة تسير فعلا نحو الاستقرار والأمن؟
- هل ستقلب عملية طوفان الأقصى الموازين في المنطقة؟
- تاريخ العرب السياسي هو تاريخ دمشق وبغداد في المقام الأول
- عقيدة واستراتيجية الأمن القومي الإسرائيلي بعد عملية طوفان ال ...
- هل واشنطن مؤهّلة لرعاية أي عملية سلام في فلسطين أو الشرق الأ ...
- هل سينجح التحالف الدولي في اليمن وحيث فشل التحالف العربي؟
- هل تاريخ القضية الفلسطينية هو تاريخ التخاذل العربي أم غير ذل ...
- قراءة بسيطة جدا لما يجري اليوم في المنطقة وخلفياته التاريخية
- جَردةٌ عالميةٌ عامّةٌ ومختصرةٌ لعام 2023
- صفعةٌ دبلوماسيةٌ عالميةٌ كبيرةٌ للإدارة الأمريكية وللحكومة ا ...
- هل أصبحت إسرائيل شُرطي الأمم المتحدة؟ إلى متى ستبقى دولة مار ...
- القِيَم الغربية بين الدعاية والتضليل وبين الواقع والحقيقة
- مشكلة فلسطين مع المسيحية الصهيونية لا تقلُّ عن مشكلتها مع ال ...
- لا شيئا خارج التوقعات في بيان مؤتمر القمة العربية الإسلامية
- ما فائدةُ القمّة العربية الإستثنائية حول غزّة إن لم تكُن قرا ...
- هذه هي (إنسانية) الغرب.. غزّة شاهدٌ عليها !!


المزيد.....




- أنباء عن نية بلجيكا تزويد أوكرانيا بـ4 مقاتلات -إف-16-
- فريق روسي يحقق -إنجازات ذهبية- في أولمبياد -منديلييف- للكيمي ...
- خبير عسكري يكشف مصير طائرات F-16 بعد وصولها إلى أوكرانيا
- الاتحاد الأوروبي يخصص 68 مليون يورو كمساعدات إنسانية للفلسطي ...
- شاهد: قدامى المحاربين البريطانيين يجتمعون في لندن لإحياء الذ ...
- وابل من الانتقادات بعد تبني قانون الترحيل إلى رواندا
- سوريا.. أمر إداري بإنهاء استدعاء الضباط الاحتياطيين والاحتفا ...
- طبيب: الشخير يمكن أن يسبب مشكلات جنسية للذكور
- مصر تنفذ مشروعا ضخما بدولة إفريقية لإنقاذ حياة عدد كبير من ا ...
- خبير أمني مصري يكشف عن خطة إسرائيلية لكسب تعاطف العالم


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحميد فجر سلوم - جريمة كروكوس.. إلى متى هذا الإجرام باسم الإسلام ومتى ستنعقد ويستفاليا إسلامية؟