أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علجية عيش - جلبرت هايت و هجرة الأفكار














المزيد.....

جلبرت هايت و هجرة الأفكار


علجية عيش
(aldjia aiche)


الحوار المتمدن-العدد: 7930 - 2024 / 3 / 28 - 11:09
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


فكرة صغيرة قادرة على أن تغير التاريخ و تؤسس حضارات

هجرة الأفكار لا تعني هجرة العقول إلى الخارج، و لو أنها واحدة من أهم المشكلات الخطيرة التي تواجه المجتمع العربي و المجتمع الإسلامي في كل أقطاره ، و إنما هي الاستثمار في الأفكار و تبنيها لخدمة الصالح العام، و قد تحدث الكثير من الباحثين عن هجرة الأفكار، و منهم "جلبرت هايت" في كتابه تحت عنوان: "هجرة الأفكار"، وضع فيه فلسفة التاريخ، قدم أمثلة عن تطور الأفكار في جانبها الإيجابي و كيف استثمرت الشعوب في أفكار شعوب أخرى، و يكفي أن تكون فكرة صغيرة قادرة على أن تغير التاريخ و تؤسس حضارات،ذ
لقد تحدث جلبرت هايت عن التاريخ بإسهاب شديد، و قال أن التاريخ من الدراسات الأكثر تعقيدا باعتباره الحقل الذي يحفز أحداث الماضي، و الجزء الأكبر من التاريخ لا يدور حول الأشخاص و الأفراد أو رجال عظماء، أو سجل للمعارك و الحروب، و كيف انتزعت إحدى الطبقات الثروة و المجد من طبقة أخرى، و إنما يدور حول جماعات: وطنية ، دينية، أو جماعات أخرى ( الماسون )..
و الأفكار تنتقل من جماعة إلى أخرى، رغم أن الإسلام تابع سيره مخترقا الحدود الطبيعية و الجغرافية حتى وصل شرقا إلى إيران و الهند و الصين و غربا إلى إسبانيا، و شمالا إلى جزر البحر الأبيض المتوسط و بلاد الأناضول و أرض روسيا، و جنوبا إلى قلب أفريقيا وسواحلها الشرقية و الغربية، غير أن العالمين العربي و الإسلامي لم يعيشا عيشة الجسد الواحد، و لم يعملوا بدستور الإسلام، وهذا ما تؤكده العديد من الكتابات، فلم يعرف التاريخ مجتمعا نشأ سليما، أبيا مثل المجتمع العربي، ذلك أن المجتمع العربي أقبل بحماسة لكل ما يجلب له الخير و النفع
لقد كان العرب منذ أن ظهروا على مسرح الأحداث العالمية أصحاب رسالة سامية يدعون فيها إلى المحبة و الإخاء، غير أنهم لم يستثمروا في أفكار غيرهم و حتى أفكارهم، و تخبط البعض منهم من أصحاب النفوس المريضة في فهم هذه الرسالة السامية، حيث اتخذ أعداء هذه الفئة طابعا خاصا في التاريخ، و من هنا بدأت الحضارة العربية تعرف نوعا من التراجع، فالصراعات و الخلافات بين المسلمين تحت ستار تيارات مختلفة كانت سببا في ظهور الانشقاق في الأمة العربية و الإسلامية التي كانت خير أمة أخرجت للناس، فطغى عليها بالشلل و الجمود.
و هاهو إمبراطور اليابان (كنموذج) عام 1868 و هو يؤدي مرسوم القسم أمام الشعب، حيث خاطب شعبه بالقول: " سنبحث عن المعرفة في جميع أنحاء العالم" و من هنا بدأت سياسة اليابانيين تنحصر في تعلم كل ما يمكن تعلمه من الشعوب الأخرى، و طبقوا هذا الشعار في حياتهم اليومية، فاقتبسوا من الصين ذات الحضارة العظيمة، دون أن يصبحوا أسرى لها، فكانوا قوما أقوياء الإرادة، و قد سارت تركيا على نهج اليابانيين و كذلك الرومان الذين حوّلوا منطقة غرب البحر الأبيض المتوسط من أحراش و صحاري إلى بلاد كلها حدائق و كروم و حقول يانعة، و لولا الإغريق لما كانت للرومان حضارة، إن الفكرة الواحدة يمكن أن تولد في عقل فرد واحد، ثمّ تنتشر بعد ذلك لتشمل الجماعة كلها.
كما تناول الفيلسوف مالك بن نبي رحمه الله مشكلة الأفكار، إذ يقول و هو يتحدث عن جهل المسلمين بهذه الاعتبارات : "إنّ المجتمع الإسلامي يُعاني من السخط الإلهي الصادر من النماذج الكُلِّية في محيطه الثقافي بالذات، كما يعاني من الانتقام الشديد على يد الأفكار التي استعارها من أوروبا ، دون النظر في الشروط التي من شأنها أن تُحافظ على قيمتها الاجتماعية، وينجم عن ذلك فقدان الحيوية في الأفكار الموروثة وفي الأفكار المُكْتَسَبَةِ، وهو الأمر الذي يُخِلُّ إخلالاً خطيرا بالتطور المعنوي والمادي في العالم الإسلامي..
و بدون تعميم طبعا نقول: إن الاحتكار الفكري في مجتمعنا العربي و بالخصوص المجتمع الجزائري وراء الكساد الذي تعيشه "النخبة" في الجزائر، فهل حان الوقت بأن تستفد الأمة العربية من التغيرات التي حدثت في اليابان و تركيا و ماليزيا، و كيف تصنع تاريخها العربي و الإسلامي بواسطة حركة الأفكار؟ تلك هي المشكلة؟
علجية عيش كاتبة صحافية



#علجية_عيش (هاشتاغ)       aldjia_aiche#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة عائدة من رحلة إلى عاصمة الرستميين -تيهرت-
- سقوط إيران و تركيا كشف وجههما الحقيقي في الحرب الإسرائيلية ا ...
- خبير استراتيجي يشخص الحرب الفلسطينية الإسرائيلية
- الدين و البراغماتية
- -منبع الحياة- كتاب ضخم يضم تعاليم المسيح في التعامل مع الآخر
- فقه الإختلاف
- الجزائري المقبول سياسيا هو الجزائري غير المتحزب
- ماهو الرأي؟.. و من هو معتقل الرأي ؟
- من أجل لمّ الشمل الجزائري
- مؤرخ سُنِّيٌّ يدعو إلى الحوار و التعايش مع الشيعة و يؤكد: -ا ...
- جرائم الدّولة... متى ينتهي مسلسل الإعتقالات في الجزائر؟
- الصراع بين الأصوليين والحداثيين وراء فشل الإصلاحات في العالم ...
- هل سيعيد مؤتمر الأفلان FLN الـ: 11 السيناريوهات القديمة؟
- مقارنة بين إشكالية الحداثة عند الأديب والمفكر نبيل عودة ومفك ...
- الحرب الروسية الأوكرانية تعيد إلى السطح حقيقة الغولاغ السوفي ...
- نبيل عودة يدعو إلى ترجمة أعمال محمد أركون وتقريب فكره من الق ...
- إيران تريد إعادة ديمغرافية الأحواز العربية و جعلها مملكة فار ...
- الأحزاب السياسية في الجزائر تسابق الزمن في الإنتخابات المحلي ...
- الصحافة في الجزائر بين النقد و النقد الذاتي
- مظاهرات 17 أكتوبر 1961 سبقتها مظاهرات 14 جويلية 1953


المزيد.....




- وثقته كاميرا.. فيديو يُظهر إعصارًا عنيفًا يعبر الطريق السريع ...
- -البعض يهتف لحماس.. ماذا بحق العالم يعني هذا؟-.. بلينكن يعلق ...
- مقتل فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية (صور+ ...
- سماء غزة بين طرود المساعدات الإنسانية وتصاعد الدخان الناتج ع ...
- الناشطون المؤيدون للفلسطينيين يواصلون الاحتجاجات في جامعة كو ...
- حرب غزة في يومها الـ 204: لا بوادر تهدئة تلوح في الأفق وقصف ...
- تدريبات عسكرية على طول الحدود المشتركة بين بولندا وليتوانيا ...
- بعد أن اجتاحها السياح.. مدينة يابانية تحجب رؤية جبل فوجي الش ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن عدد الضحايا الفرنسيين المرتزقة ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط 68 مسيرة أوكرانية جنوبي البلاد


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - علجية عيش - جلبرت هايت و هجرة الأفكار