أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - نهاية الحرب ..














المزيد.....

نهاية الحرب ..


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7929 - 2024 / 3 / 27 - 14:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد ما يقرب من ستة شهور من القتل والتدمير وافق مجلس الأمن من ساعات قليلة علي إيقاف إطلاق النار في قطاع غزة ..
وافقت كل دول مجلس الأمن علي القرار ، في حين اكتفت أمريكا بالامتناع عن التصويت ..

القرار أصاب الإسرائيليين بالغضب ، فقد كانوا يريدون لألة عدوانهم ان تواصل ، وكانوا يريدون لخططهم أن تستمر ..

يرتب هذا القرار المهم النتائج الآتية :

١ - أن الولايات المتحدة لم ترد أن تذهب مع نتانياهو في طريقه الخاص إلي النهاية ، وفرضت عليه أن يتوقف الآن ويكتفي بما حصل عليه ، فالانتخابات الأمريكية علي الأبواب ، وترك الحبل على الغارب لحكومة إسرائيلية متطرفة تفعل ما تشاء ضربة قوية للحزب الديموقراطي الحاكم ، وهو أيضا - وذلك هو الأكثر أهمية - ضربة قوية لمكانة الولايات المتحدة عالميا كما تتصورها لنفسها ..

٢ - أن الأهداف الإسرائيلية " المعلنة " من حرب غزة لم تتحقق ، فتدمير حماس وانهاء حكمها من غزة لم يتحقق ، نعم قتلت إسرائيل حوالي ٣٣ ألف فلسطيني وحولت أكثر من ١٠٠ ألف فلسطيني إلي مصاب أو جريح ، ولكن حركة حماس لم تنته ، ولا توجد دلائل على أن حكمها للقطاع قد انتهي ..

٣ - أن أهداف إسرائيل " غير المعلنة " أو الأهداف الحقيقية من عمليتها في غزة لم تتحقق ، وأهداف إسرائيل الحقيقية من حربها في غزة ليس إنهاء حماس بل إنهاء الوجود الفلسطيني ذاته ..

كان الهدف الإسرائيلي الحقيقي هو تهجير الكتلة الفلسطينية في قطاع غزة إلى سيناء في مصر ، وتهجير الجزء الأكبر من الفلسطينيين في الضفة الغربية لنهر الاردن إلي ضفته الشرقية حيث المملكة الأردنية ..

وبذلك يتحقق لإسرائيل أكبر امانيها وهو إنهاء القضية الفلسطينية من جذورها ، وهو وجود شعب معين علي أرض محددة ..

٤ - أن الفلسطينيين أثبتوا شجاعة تستحق الاحترام بتصميمهم على البقاء في أرضهم وعدم تركها ، لقد وعي الفلسطينيون درس قضيتهم المهم منذ حرب ١٩٤٨ ، وهو أن شعبا يترك أرضه من الصعب جدا عودته إليها في ظروف طبيعية ، والاغلب أنه سوف يتحول من شعب علي أرض إلي مجموعة من اللاجئين في غير أرضهم ..

ومهما كان المكان الذي سيذهبون إليه فهو ليس مكانهم ، ومهما كان من سيعيشون معهم أشقاء وأخوة ، فهم بالنسبة لهم - مهما طال الزمن - ضيوف ..

٥ - أن مصر أثبتت في هذه الحرب تصميما يستحق الاحترام ، وذكاء غير عاديا في التصرف ، لقد كان هدف الحرب الحقيقي هو أرضها ، ولم تكن الولايات المتحدة تمانع ولا الأوربيين يمانعون ، لقد كان شرطهم أن يتم ذلك بلا تكاليف كبيرة ، فإذا استطاع الإسرائيليون فعلها بسرعة وجرأة قبل أن يفيق العالم فإن أمريكا - وحلفاؤها - لن تمانع ..

ومن هنا أخرج الرئيس السيسي الأمر من الغرف المغلقة والمباحثات التي تجري وراء الأبواب المقفلة إلي العلن ..

ومن يتذكر المؤتمر الصحفي للرئيس السيسي مع المستشار الألماني اولاف شولتز بعد بدء الحرب بأيام ، واعلانه بطريقة مباشرة ما يدور وراء الأبواب ، وما هو مطلوب من مصر بالضبط سيعرف أن ضربة قوية وجهتها مصر لهذا المشروع الإسرائيلي المجنون ..

لقد تعرضت مصر وتعرض الرئيس السيسي لضغوط هائلة من أجل الموافقة على تهجير الفلسطينيين إلى سيناء ، ورفضها الرجل بإصرار وشجاعة كبيرة ، علي الرغم من ظروف مصر الاقتصادية المعروفة .. وربما استغلالا لتلك الظروف ..

وكان معروفا أن مصر مستعدة أن تذهب إلي آخر الشوط - بما فيها الحرب مع إسرائيل - اذا مضت إسرائيل فى تنفيذ هذا المشروع بلا التفات لأحد ..

وكان إخراج الأمر إلي العلنية بدل السرية ثم استعداد مصر للذهاب الى آخر مدي لإيقافه هو ما أدي حقيقة إلي إنهاء هذا المشروع الإسرائيلي ..

٦ - أن أطرافا في الداخل المصري وفي الخارج حاولت بكل الوسائل إقناع الناس أن مصر موافقة علي تهجير الفلسطينيين إلى سيناء ، وأن الاختلاف هو علي المقابل ، واستخدموا مجموعات هائلة من الاكاذيب ووسائل الدعاية السوداء ..

والان .. ماذا إذن ؟!
هل فرطت مصر أو فرطت قيادتها في حبة رمل مصرية واحدة ؟!
لقد استمرت الحرب ست شهور تقريبا وكان أثرها على مصر كبيرا .. فهل تراجعت مصر أو تراجعت قيادتها ؟!

أفهم أن الخلاف السياسي مشروع وطبيعي ، ولكن بعض الأطراف في مصر تنقل الخلاف من مجرد خلاف سياسي مشروع وطبيعي إلي أشياء أخرى تماما ..

وأعرف أن هؤلاء لن يعترفوا بخطأهم أبدا ، فمثلهم لا تهمه الحقيقة ولا البحث عنها ، ومشكلتهم لن تجد حلها في علوم السياسة بل في علم النفس ..

.. وفي النهاية ، لحظة سعيدة ، تتوقف فيها إراقة الدماء ، ويلتقط الفلسطينيون أنفاسهم بعد أن تعرضوا لمحنة من اقسي ما يمكن لشعب أن يواجهه ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاصل والفرع .. الحشاشين والإخوان . قصة قديمة - حديثة لأخطر ...
- الرجل المزواج .. وأطفاله !!
- قراءات في السفر ..
- فوز بوتين ..
- ماذا يفعل الأوكرانيون في السودان ؟!!
- الصين وأمريكا .. لمن الغلبة ؟
- تجربة قد تكون مفيدة للفلسطينيين ..
- من الذي تغير وتراجع .. السيسي أم اردوغان ؟
- خطأ حماس الأساسي ..
- ماذا لو قامت حرب بين مصر وإسرائيل ؟
- اردوغان في مصر .. ورحلة التحول من السيسي عدو آلله إلي السيسي ...
- الحرب علي الابواب ...
- ذكريات شاب مصري مع الثورة ...
- ظهور قيثارة الفن الجميل ..
- جزيرة المتعة .. حقيقة النخبة التي تحكم أقوى دولة في العالم .
- قراءات في القطار ..
- لماذا تقوم الحروب ؟!
- لماذا المنافسة في الانتخابات الرئاسية باهتة ؟!
- حديث مع سيدة سورية ...
- عودة إلى المشكلة الإقتصادية فى مصر .. هل آن الأوان ؟!


المزيد.....




- أضاءت عتمة الليل.. لحظة تفجير جسر لاستبداله بآخر في أمريكا
- إطلاق سراح محسن مهداوي.. كل ما قد تود معرفته عن قضية الناشط ...
- بسبب جملة -دمروا أرض المسلمين- والدعوة لـ-جحيم مستعر-.. القب ...
- من النكبة ثم الولاء للدولة إلى الاختبار -الأكبر-... ماذا نعر ...
- كلمة محمد نبيل بنعبد الله خلال اللقاء الوطني تحت عنوان: “ال ...
- سلطات تركيا تنفى صحة التقارير عن عمليات تنصت على أعضاء البرل ...
- بلدان الشرق الأوسط بحاجة إلى حلول
- تزايد معاناة عمال فلسطين بعد 7 أكتوبر
- إسرائيل تطلب مساعدة دولية جراء حرائق ضخمة قرب القدس وبن غفير ...
- المرصد السوري: 73 قتيلا غالبيتهم دروز في اشتباكات طائفية وار ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - نهاية الحرب ..