أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - إشكاليات مفهوم الامة العراقية / 6














المزيد.....

إشكاليات مفهوم الامة العراقية / 6


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 7928 - 2024 / 3 / 26 - 19:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعل سائل يسأل : على اي مبدأ تأسس مشروع الامة العراقية ؟
مصطلح الامة العراقية يشير في بدايته للأيديولوجية التي تفترض بان اغلب العراقيين المعاصرين او لا اقل اكثر من نصفهم هم امتداد للعراقيين القدماء ( السومريين , الاكديين , البابليين , الاشوريين , الكلدان , السريان , النبط , وعرب مملكة ميسان والحضر والحيرة , ومواطني الدولة العلوية والعباسية )، بحيث يتم تنشئة المواطن على الانتماء والولاء الكامل للأرض والامة العراقية بمفهومها التاريخي , عبر تعزيز عناصر الهوية العراقية المغيبة والبحث عنها , والاعتزاز بها وبكل تاريخها الحضاري العريق , من خلال زرع حب العراق بخريطته القديمة والمعاصرة في وجدان العراقيين ... ؛ ولكن هذا لا يعني إخراج الاقوام والجماعات التي جاءت مهاجرة الى العراق فيما بعد من دائرة الامة العراقية ؛ بشرط اقتناعها بالأمة العراقية وايمانها بالهوية الوطنية الاصيلة .
وقد تعرض هذا المشروع ومنذ القدم – اي ظاهرة حب العراق والاعتزاز به ومحاولات تحديد معالمه وتبيان هويته – لشتى الهجمات ومختلف المؤامرات , فقد عمل الاعداء على اجهاض هذه الفكرة , وبذلوا في سبيل ذلك الغالي والنفيس , وكل من نادى بالعراقية او تخلق بها , تعرض للتهديد وتشويه السمعة ؛ اذ اطلق الاعداء على اسلافنا واجدادنا القاب وتهم مختلفة بسبب مطالباتهم الوطنية ومحاولاتهم في احياء هويتهم العراقية المتميزة عن الاخرين ؛ كالخوارج والرافضة والخشبية والسبأية والشعبوية والصفوية والشروقية والرجعية ... الخ ؛ وكل شخص حاول الالتفات الى الهوية العراقية وتلبية المطالب الوطنية تعرض للهجوم ؛ واليكم مثالا من تاريخ العراق المعاصر ؛ الرئيس عبد الكريم قاسم الذي اعلنت مصر الحرب عليه , من خلال برامج راديو صوت العرب وباقي وسائل الاعلام , وقد اثرت تلك الدعاية الناصرية المنكوسة في عقول بعض العراقيين لاسيما من ابناء الطائفة السنية الكريمة ؛ فأصبحت مصر تحرك العراقي ضد نظام دولته الجمهوري الجديد , وتحرض الاوباش والحمقى والاراذل والذيول على الهوية العراقية الوطنية من خلال الضحك عليهم بالشعارات القومية الرنانة والخطب الجوفاء الطنانة , فنشطت الحركات القومية وظهرت الحركة الناصرية وتنفس البعثيون المنكوسون الصعداء ؛ وكل هذه الحركات والاحزاب بعيدة كل البعد عن الوطنية والهوية العراقية ؛ فهي لا تؤمن بالوطنية ؛ وتقدم الولاء للغرباء والاجانب والدخلاء بحجة القومية تارة وبحجة الدين تارة اخرى ؛ على الولاء للوطن ؛ وبعد استلام هذه الشراذم للحكم في العراق , بدؤا بمحاربة مفهوم الوطنية والامة العراقية فورا , واعلنوا ان بلاد الرافدين العظيمة هي جزء صغير من الوطن العربي الكبير ؛ بمعنى ان العراق العظيم عبارة عن بلدية صغيرة داخل محافظة كبيرة اسموها الوطن العربي , وبالتالي اصبح العراق دولة غير مستقلة بقرارها الوطني وامنها مرتبط بالأمن القومي , ولكل دولة عربية كالصومال وجيبوتي وجزر القمر حصة في ثروات العراق القومية , كما عبر عن ذلك العميل الهجين صدام مرارا وتكرارا , اذ طالما تبرع بثروات العراق وخيرات الجنوب للآخرين من شذاذ وشراذم البلدان العربية بذريعة انها حصتهم من الثروة القومية في العراق ...!!
ومنذ البدء غيروا مناهج التعليم العام والاعلام الحكومي ليصبح العراقي لا علاقة له بالعراقيين القدماء وحضاراتهم وحركاتهم وعقائدهم وطوائفهم الوطنية التاريخية ؛ او العراق القديم ؛ وزرعوا في عقول الناس , ان العراقي مجرد شخص مهاجر جاء من صحراء نجد او الحجاز او اليمن الى العراق , وان العراقيين القدماء انقرضوا كالديناصورات , وعلموا الاطفال والشباب ان واجبهم يكمن في خدمة الامة العربية الهلامية وقضاياها الطوباوية وانظمتها القمعية , واغفلوا شؤون الوطن والمواطن , والنتيجة المنطقية لهذه الحركات والاحزاب الحاقدة المنكوسة ؛ هي ضياع اعمار وجهود العراقيين في الجري وراء الاوهام والسراب ، اذ اصبحوا منشغلين في الخارج وتركوا مشاكل الوطن تتكدس ونسوا انه لا وطن لهم سوى العراق .
وها نحن نحاول من جديد لملمة شتات الامة العراقية والتبشير بمشروعها الوطني الجامع , بعد ان من الله علينا بإزالة وهلاك الحكومات الهجينة و القومجية والبعثية الحاقدة والمتنكبة عن جادة الوطنية والهوية العراقية .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجرمو البعث لا يقتلون من يحب الموت ؟!
- طوباوية الدعوة القومية في العراق
- الناصرية على كف عفريت
- الرأسمالية الجشعة والاستغلال الجنسي في العراق
- ظاهرة تعليق صور القادة و الشخصيات في الاماكن العامة
- المجرم البعثي والجلاد الصدامي والذباح الطائفي يطالبنا بالأدل ...
- جرائم صدامية مروعة / 14/ القتل والتعذيب بالتيزاب (2)
- جرائم صدامية مروعة / 14/ القتل والتعذيب بالتيزاب (1)
- لا ترخوا أعنة ثيرانكم
- عملية نقد الحكومات والشخصيات بين الحرية الصحفية والمسؤولية ا ...
- سبب الضربات الامريكية على المقرات العراقية الحدودية
- الاردن تشارك بضرب الحشد العراقي ..!!
- حكومة السوداني بين مطرقة الامريكان و (كلاواتهم) المعروفة
- مخاضات المرحلة الراهنة وتداعياتها(2)
- العراق الاكثر هدرا للطعام بعد ان كان الاكثر جوعا..!!
- فضيحة ضباط الدفاع وشماعة الاغلبية الاصيلة ..!!
- كثرت علينا الكذابة والدجالة (3)
- كثرت علينا الكذابة و(الدجالة) (1)
- كثرت علينا الكذابة والدجالة (2)
- مخاضات المرحلة الراهنة وتداعياتها(1)


المزيد.....




- مسؤول: أوكرانيا تشن هجمات ليلية بطائرات دون طيار على مصفاة ن ...
- -منزل المجيء الثاني للمسيح- ألوانه زاهية ومشرقة بحسب -النبي ...
- عارضة الأزياء جيزيل بوندشين تنهار بالبكاء أثناء توقيف ضابط ش ...
- بلدة يابانية تضع حاجزا أمام السياح الراغبين بالتقاط السيلفي ...
- ما هو صوت -الزنّانة- الذي لا يُفارق سماء غزة، وما علاقته بال ...
- شاهد: فيديو يُظهر توجيه طائرات هجومية روسية بمساعدة مراقبين ...
- بلومبرغ: المملكة العربية السعودية تستعد لعقد اجتماع لمناقشة ...
- اللجنة الأولمبية تؤكد مشاركة رياضيين فلسطينيين في الأولمبياد ...
- إيران تنوي الإفراج عن طاقم سفينة تحتجزها مرتبطة بإسرائيل
- فك لغز -لعنة- الفرعون توت عنخ آمون


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - إشكاليات مفهوم الامة العراقية / 6